إن الثورة تهدف لتغيير واقع فاسد الى واقع أفضل..اذا كان هذا الواقع الفاسد اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي أو احتلال أجنبي مباشر أو غير مباشر.
والثورة فعل نبيل وأخلاقي يؤدي الى خلق واحياء قيم جديدة خلاقة ومبدعة تسير بالمجتمع نحو اللحمة والتحرر والانعتاق والتقدم وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة والاشباع والرفاه لكل المجتمع.
وهي نقلة نوعية وليست كمية تبني المجتمع عبر منظومات تحقق له الكرامة والتشاركية.
والثورة تقوم على برنامج سياسي موضوع واضح المعالم ومبني ليخدم الاستراتيجية الوطنية وهو يشكل الميزان الذي يحكم الحركة والفعل.
وأدوات الثورة هي قوى طليعية تتمتع برؤيا ومصداقية وشجاعة وبروح التضحية والعطاء.
ولدى المثقفين العرب اليوم خلط بالمفاهيم والواقع وهو ناتج عن تحكيم الرغبات بالتغيير الموجودة بالوجدان والناتجة عن واقع طويل من المعاناة السياسية والوطنية والاقتصادية والاخلاقية في الواقع العربي..
إن ما جرى بمصر هو ثورة تهدف للتغيير نحو الافضل اقتصادياًًً ووطنياً وهي لا زالت مستمرة لتحقيق التغيير الأمثل والأفضل
وما جرى في تونس قبلها أيضاً هو ثورة يجب عليها الاستمرار لتحقيق أهدافها كاملة.
ويجب الحذر من تدخلات للقوى الغربية والصهيونية من التغلغل في الصفوف عبر ما يسمى بمؤسسات دولية للديمقراطية وحقوق الانسان وغيرها وعبر أموال تسمى بأموال دعم بمظهر بريء وهو خبيث المرمى.
أما ما يجري في ليبيا (مع تحفظي على القذافي وطنياً وقومياً) فهو ثورة مضادة(كونترا) ضد مصلحة الوطن والشعب في ليبيا.. وواضح أن حلف الناتو يسيطر عليها ويسيرها
فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يخالف أعداءه ولا يثق بهم والقرآن الشريف حث على عدم الأمان لهم
وهناك قول للزعيم الصيني ماوتسي تونغ وهو(عندما تقوم بعمل انظر الى رأي عدوك له فإن كان ايجابي فعملك سلبي وان كان سلبي فعملك ايجابي
والغرب اليوم/عدو الأمة التاريخي/ يقوم بمؤامرة على سوريا مستغلاً بعض المطالب المحقة للشعب السوري وهو يستهدف الوطن والدولة للاضعاف والتقسيم وخلق الفرقةّ.
فلو نظرنا للأدوات لوجدناها مجموعات من المنبوذين والمجرمين والمهربين وتجار المخدرات في المناطق الحدودية السورية وهذه ليست أدوات ثورية بل أدوات كونترا وثورة مضادة وللتخريب وليس للبناء.. وأعداء الأمة يكبرون لهم ويهللون.
المثقف العربي طليعي في المجتمع ويجب عليه استخدام عقله وليس عواطفه ورغباته ويميز بين الثورة والكونترا..وألا ينساق لاعلام كاذب وأحلامٍ تكون أضغاث لنضحي كما أصبحنا بعد ما سمي بالثورة العربية الكبرى التي جنينا من ورائها التقسيم عبر سايكس بيكو وضياع فلسطين عبر وعد بلفور.