أعزائي من أجل مد جسور التواصل بين مبدعينا وخلق جو من التفاعل والتنافس للارتقاء بالحرف والكلمة وتحقيق هدف المنتدى الأدبي
كان تحت الضوء
لتحت الضوء محطات المحطة الأولـــى : تحت الضوء يهتم بكل الأجناس الأدبية المحطةالثانيــــة : يتم مفاتحة العضو المراد قراءة نصه لتزويدنا بنص جديد غير منشور في الشبكة العنكبوتية ,,نقوم بتنزيل النص بدون اسم المحطة الثالثــــة : قراءة النص من النبعيين ومناقشته أدبياً وبيان الرأي وسيقدم شكر خاص لأفضل قراءة للنص وبعد الانتهاء من المحطة الثالثة ننتقل الى المحطة الرابعة وهي المحطة الرابعــــة : لكل شاعر أو أديب أو كاتب بصمةخاصة تميز نصوصه,, التعرف إلى صاحب النص من خلال بصمته ؟ المحطة الخامسة : المدة المحددة لكل موضوع أسبوع قبل نهايته يدخل صاحب النص ليعرف عن نفسه ويتابع الردود المحطة السادسة : في نهاية الحلقة يتم تقديم بطاقة شكر من إدارة النبع للعضو الذي توصل لمعرفة صاحب النص
هذا القسم من إعداد السيدة عواطف عبداللطيف ننتظركم بشوق ومن الله التوفيق
الصباح يأتي على مهل، باسطاً كفوفه الخضر؛ ليبذر النسمات الطرِيّة في تربة روحي، ويخلطُ الأنفاس بدفءٍ كاد جسدي أن يفقد مذاقه،حتى العصافير الشادية تطوف حول نوافذي اليوم ملبيةً نفحات السعادة وكأنها أرواح هبطتْ من السماء لأجلي .. أرواح عذارى لم تُلامس حزن الأرض قَط، جاءت خصيصاً لتشاركني لحظة بعمرٍ قادم سأمزجها بي هذا المساء..، ماذا دهاكَ ياخالد، أيُعقل أن يفتكَ بك الحنين لهذه الدرجة وأنت الذي حجَبْت نفسكَ عنها لسنواتٍ خلتْ، قطعت كل صلةٍ تربطكَ بها احتراماً لزواجها وزواجك .. زواجها الذي كان نهاية مأساوية لقصتنا الغنية المشاعر، والفقيرة ذات اليد..،ذاك الفقر اللعين الذي جعل أباها يرفضني ويزوجها لصاحب محل اللحوم القاطن على ناصيةِ الشارع المجاور، أنا لاألومها فقد كانت ابنة بارة بأبيها، ارتضت أن تتزوج رغما عنها لتحقق رغبة أخيرة لرجلٍ نهشه الضيق والمرض، أراد لها ميراثاً ثميناً لايعترف سوى بالمال، المال الذي سيذبح غولَ فقرٍ عشّش في نفوسهم طويلاً، بل وفي أغلب بيوتِ حارتنا البسيطة .. مازلتُ يانسمةَ روحي أعضُّ على تفاصيلكِ بنواجذي، أشتهيكِ حتى نهاية النساء.. أتنفس عبير روحك النديّ في كلّ هاجس، وأعلم أنكِ تفعلين .. أنكِ تحفظين الودّ والعهد .. . هوِّنْ عليك ياخالد ماذا لو سَمِعَت زوجتك المسكينة هلوسات صمتك..، ماذا لو أمسكتْ بطيفها الذي ينازعها الفراش كل ليلة ليفوز بك .. ماذا لو جلَستْ فوقها مرةً وهي تُمازحكَ على طاولةِ الطعام وتسبقها إلى فمك ..؟ أنتَ خائن ياخالد .. لا لا لمْ أخُنها فلا سُلطة لي على قلبي وروحي، فكيف أُكمم صهيل ذاكرتي، وأمزّق حبَّ عمرٍ لم تفطمني السنين منه، أنا لاأخُنها بل أحبها على طريقتي، فهل يُعقل أن أهدم من بَنتْني ..؟ أنا أحاول دوماً تعويضها عن عجزي أن أكون لها، لها وحدها وبكُلي، ولولا دعوة جارنا القديم لحفل زواج ابنته والذي علمت منه أن نسمة ستكون حاضرة لَما سعيتُ للقائها واكتفيت بأطلال حكايتنا وقوداً لعشقنا الأبدي ؛ لكنه القدر شاءَ أن أغسل غبار الذكريات ِببَرَد ملامحها.. أراد أن أكتنز كل ما أستطيعهُ منها قبل أن تشحبَ مُدّخراتها لديّ .. "لحظة يا خالد لاتتعجل حبيبي بالذهاب للعمل قبل أن أعدّ لك الفطور " صوت هناء وابتسامتها الحانية يخترقان ردهة ضميره، تقترب زوجته من أنفاسه المُتلاطمة، وتربت برفق على جبينه المُضطرب، ثم تنظر في عينيه ملياً، وتستأنف حديثها: أعلم أنك ذاهب للعرس ليلاً وربما لن أراك طيلة النهار؛ فلدي مشاغل كثيرة اليوم، ولكن حبيبي أرجوك لا تتأخر فلن أنامَ قبل حضورك .. يردّ عليها خالد,, نعم حبيبتي سأحاول، ومامن داعي بتذكيري أنكِ لن تأتي معي؛ فترد عليه ممازحةً،"إذا أخبرهم بتأخير موعد العرس ليوم عطلتي" يخرج خالد لعمله مُخلفاً حيرةً تُؤرجحُ زوجته: تُرى ما الجديد لديك ياخالد، ما السر وراء تلك اللمعة الساطعة في عينيك .، أتُراه تذكر أن اليوم عيد زواجنا ..؟ لاأعتقد فبينه وبين التواريخ عداء، آهِ لو فككتُ لغز مزاجك المُتقلّب يازوجي الحبيب,, تتنهد هناءُ عميقاً ثم ترفع يديها للسماء وتدعو " يارب احفظه لي .. اهده لي، واجعله لي نعم الزوج والرفيق " يُقبِلُ المساء كزائرٍ لطيفٍ يوزّع الأعيادَ على قلوبٍ لطالما تناوبت عليها حِقب الإنتظار؛ ليصحب خالد للعُرس بطلتهِ القمرية، تداعب مفرقه خصيلات بيضاء زادته بهاءً ووقارا..،عزيف الموسيقى الهادئ يزف خطواته المُرتبكة لمنتصف القاعة ، تجاذبه شموع وورود حمراء تحتفل معه بالحدث .. عيناه تلتمعان بالشوق المُعتق، تٌمشطان المكان عن نسمتهِ الرقيقة، لاشيء يقطع انهماكه في البحث سوى صراخ طفل تضربه أمه بكلتا يديها، وقبل أن تنقضي من ضربه تعود وتدسّ فمها في الأطباق المُصفوفة على الطاولة..، يالها من حمقاء يبدو أنها استشاطت منه غضباً حين قطع عليها تلذذها بالطعام .. مسكين هذا الطعام الذي سيستقر في تلك المعدة الجبارة لكتلةٍ بشريةٍ مكتظة بالبشاعة.. !! لحظاتٌ طويلةٌ مريرةٌ تلتهم صبرالعاشق المُهترئ ، بينما غواية الحلم تزحف على أجفانه بقطافٍ لم يتدلّ في سِلاله الجائعة بعد .، يقطع والد العروس لحظات تتيّمه؛ ليتأبط ذراعه ويأخذه صوب الكتلة البشرية القابعة قبالتهما ويُسائله " ألم تُسلّم على نسمة بَعد " .. !! ؟؟ فتتكفل نسمة بالرد بصوتٍ يرجّ المكان بغلظته !! " لا هو لم يعرفني فقد تغيرتُ كثيراً وتعجبتُ أن الزمن لم يُغير فيه شيء، مازلتَ فارغ العودِ ياخالد ،لم تتغير أبداً، أما أنا فقد تغيّرتُ .. للأفضل قطعاً '' تقولها وهي تمدّ يدها المُلطّخة ببقايا الطعام لتُصافحه، بينما هو يقبضُ يديه بقوة ٍعلى دهشتهِ ويستدير مُنعقد الجوارح، ثم يُخرج من جيبهِ الخلفي منديلاً ، يبصقُ فيه ذاكرته معها، يلقي به تحت قدميه..، ويَمْضي ....
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 02-28-2017 في 11:34 PM.
تحية صباحية
أهلي و أحبائي في هذا الصرح السامق الذي عهدناه واعتدناه
عمدتنا الغالي
سيدة النبع وروحه
ثناء الغالية تحية طيبة بعمق جمال روحك ورقة مشاعرك
ألى كل من مرّ من هنا باقة ورد تليق
سعيدة أنني طفت بالمكان وقرأت هنا نصا رائعا لغة و أسلوبا
تصفحت هنا قصة جمعت مقومات القصة القصيرة ولا ريب في أنّ صاحبها أبدع
ولي عودة للغوص في خضم هذا الجمال
و أشم رائحة كاتب متمرس عارف ماذا يكتب وكيف يكتب ولمن يكتب