في هذه الأيام المباركة
الذكريات تنهش عروقي
في زمن تضعضعت أركانه
علاقات شائكة مزيفة.
أبواب موصده ونفوس مريضة في واقع أرعن.
ركائز القيم أصابها الوهن وصروح الأخلاق تهاوت فاستفحل داء الشر وازدادت العتمة.
قصائد النفاق ملأت الأزقة والطرقات ,,صارت تفترش الأرصفة عندما كثرت الأقنعة وانزوى الحق.
ينهشون جسد العدل ملتحفين بالخداع بكل وقاحة.
ترعبني الحقيقةُ عندما يغطّي وجهَها طينُ الخيانةِ وهي تتعَثَّرُ!!
ننظر في أعماق الظلام ونعد سنوات الخيبة وننتظر بصيص نور لعله يتدفق من آخر النفق.
أنفض أوراق الحيرة وأنزوي بعيداً عن نزوات الريح لأحلق بروحي حيث وطني أستمع إلى تغريد الطيور وأتابع تحليق النوارس وأشم رائحة العشب وطلع النخيل.
أبحث
عن وجوه أمهات رافقن الدمع وهن ينتظرن عودة الغائب.
عن وجوه بريئة يرتسم عليها الخوف والجوع والوجع.
عن وجوه شباب وهم يفترشون الشوارع حسرةً وندم على سنين ضاعت وهُم يبحثون عن مستقبل.
عن وجوه كالحة شلها العوز والفاقة.
و دمعةٌ تجر خلفها أخرى تفتح مساراتها بيسر فوق خدي,, لتُثبتْ أن ما فِي الأعماق من الصعب تفسيره وإن الزمن يدرك غايته بيسر والمنافي كالقبور هي علامتنا الفارقة التي لا يمكن الهروب منها .
كم كنت أتمنى أن أكون هناك لأمسح تلك الدموع وأمد يدي بحُب قبل أن تضيع مفاتيح روحي في الزحام.
أبواب السماء مفتوحة في رمضان فلماذا نغلقها بأفعالنا !!!
متى نتعلم!!!
متى نفهم!!!