زاد أخيرا نشر ما يُدعى بالـ(ـبحور الجديدة) ، ويقصد من يقول أنه يأتي بـ(ـبحر جديد) أنه يرتب مجموعات من تفاعيل الخليل في كفتين متساويتين فيما يشبه شطري بيت الشعر، ويكررهما فيما يشبه من حيث الشكل أبيات الشعر موحدا نهاياتها كالقافية، دون النظر إلى منهج الخليل الذي لا تعدو التفاعيل أن تكون وسيلة إيضاح له منضطبة به في تجاورها وتناوبها. وربما زاد أحدهم أنه جاء بتفاعيل جديدة والكلام في كل الحالات عن ترتيب المقاطع على هذا النحو أو ذاك.
قد يكون هناك متسع ما بين استقرائنا لمنهج الخليل وتوصيفه من خلال ( القواعد العامة للعروض العربي، وهرم الأوزان والاستئثار والتخاب )، ولكن مساحة هذا المتسع ليست كبيرة وقد تكون ناشئة عن نقص في دقة استقرائنا لمنهج الخليل.
والأصل أن نلتزم ببحور الخليل، ولا نغلق بابا أمام مظنة إبداع مفترض أو محتمل، ولهذا اقترحت تعبير ( الموزون ) وقصدت به كل ما يكتب على شكل شعري خارج بحور الخليل. وذلك من شأنه أن يحفظ مرجعية الخليل ويصونها من الذوبان في أوقيانوس البحور الجديدة، ويشرع الأبواب أمام الإبداع المفترض أو المظنون أو المدّعَى، تستوي في ذلك أصنافه على اختلاف مراتبها.
ومن ( البحريين الجدد) من يقول إن بحور الخليل قاصرة عن استيعاب الأوزان الجديدة فإذا استمعت إلى ما صاغوه على أوزانهم الجديدة لم تجده في سلاسة بحور الخليل، هذا إذا لم يكن نشازا، وأيما سلاسة جزئية تجدها فيه تتبعها فستجد أصلها في بحور الخليل أو في المساحة بين توصيفنا لمنهاجه وبحوره، وأما النشاز فمتناسب مع تشويههم لبحور الخليل زيادة أو نقصا أو عبثا.
ولا أدري إن كان أحد من منتجي البحور الجديدة قد اقتنع بهذا، ولذا رأيت أن الأخذ بالقول :" وداوني بالتي كانت هي الداءُ " مناسب في هذا المجال. ولذا أتمنى على كل مشارك وخاصة من أتموا الدورات أن يختار أية جملة أو بعض جملة كتبها من المنتدى ويكتب مقاطعها وحبذا لو استطاع توصيفها بالتفاعيل ومن لم يستطع فسيساعده سواه بتوصيفها تفعيليا – فالأصل أن الموضوع كله موجه لأصحاب التفاعيل الذين تصرفهم التفاعيل عن منهج الخليل - ويصوغ عليها ما يشبه الشعر على غرار ما كتبه ( البحريون الجدد) وأن يكرر ذلك في بحرين إلى أربعة بحور ولا يزيد عنها. ولا بأس هنا من الاجتهاد في تعديل بعض المقاطع زيادة أو نقصا وخاصة المقطع الأخير، وأن يسمي بحوره كما يشاء سواء باسمه أو بأي اسم آخر.
الغاية أننا بهذا نضع ( البحرييين الجدد) أمام مسؤولية الحكم على هذه البحور الجديدة التي نتفق معهم على أنها عشوائية جزافية لا ترقى لمستوى ( بحورهم). ولكننا نطالب كلا منهم – بعد أن خرج من مرجعية الخليل - أن يبين لنا مرجعية جديدة واضحة تصلح للاحتكام إليها في شأن كل ما خرج عن بحور الخليل. وليس أمامه هنا إلا أحد خيارين:
الأول : أن يقدم هذه المرجعية الواضحة الصالحة للحكم فتكون هي موضع التقييم.
الثاني : أن يقول ( ذائقتي هي الحكم ) وذائقتي لا تحدها القوانين. فإن قوله هذا يستتبع أن يعطي الحق لكل شخص آخر للحكم في هذا المجال بذائقته الخاصة. وكما يكون من حقه رفض بحور سواه فمن حق سواه رفض بحوره.
سأسرد بإذن الله ما عرفته من بحور جديدة وأسماء منتجيهاوأوزانها والمرجع لكل منها للاطلاع في مشاركة مستقلة تحت هذا الرابط.
بانتظار أن يأتي المشاركون الكرام كل ببحرين إلى أربعة ( بحور جديدة ) بدء بالأستاذة نادية.
وهنا سأقتطف عشوائيا أربعة بحور
والأصل أن نلتزم ببحور الخليل، ولا نغلق بابا أمام مظنة إبداع مفترض أو محتمل، ولهذا اقترحت تعبير ( الموزون ) وقصدت به كل ما يكتب على شكل شعري خارج بحور الخليل. وذلك من شأنه أن يحفظ مرجعية الخليل ويصونها من الذوبان في أوقيانوس البحور الجديدة، ويشرع الأبواب أمام الـإبداع المفترض أو المظنون أو المدّعَى، تستوي في ذلك أصنافه على اختلاف مراتبها.
1- بحر المظنّةْ
ولا نغلق بابا أما مظنة = 3 2 1 3 2 3 1 3 2 = المجموع 20
3 2 1 – 3 2 1 – 2 1 1 - 2 3 = مفاعيلُ مفاعيلُ فاعلُ فاعلن
وعليه الشطر : ألا إنّ بقلبي لكمْ لصبابةْ
ولكن لو قلنا : ألا إنّ بقلبي لكمْ لصبابا
3 2 1 3 2 3 1 3 2 = 3 2 1 – 3 2 1 – 2 1 3 2 يكون أسلس والبيتان إذن هما
إلا إنّ بقلبي لها لصبابةْ ......وإني لأرى همّه وعذابهْ
فيا ليت له في اللقاء نصيباً ....ويا ليتَ وصالا يكون جوابَه
هل تجد في البيتين نغما معقولا هل تجد فيهما آفة ؟
أنا أجد فيهما كلا الأمرين وانظر إلى حذف الملون لتتبين أن صلاحهما في ما فيهما من عروض الخليل وفسادهما في التشويه الملون الذي لحق بعروض الخليل.
3 2 1 3 2 3 1 3 2 ......... هو المتقارب مشوها بإضافة 1
وإليك ما يؤول له البيتان بعد جراحة استئصال التشويه
الجراحة حذف المشوِّه المتحرك :
إلا إنْ نَ بقلبي لها لصبابةْ ......وإني لَ أرى همّه وعذابهْ
فيا لي ت له في اللقاء نصيباً ....ويا لي تَ وصالا يكون جوابَه
-- 2- بحر (وذلكْ )
ولهذا اقترحت تعبير ( الموزون )
1 3 2 3 3 2 2 2 2 2 ...........الملون هو بحر الخفيف
وإذن أبحث عن وزن فيه تشويه أكبر
خارج بحور الخليل. وذلكْ = 2 1 1 3 2 3 1 3 2 = المجموع 18
بحر وذلك= 2 1 1 – 3 2 – 3 1 – 3 2 = فاعلُ فعولن فعولُ فعولن
بحر المظنة = 3 2 1 – 3 2 – 3 1 – 3 2 يا للصدف،
بيتا بحر (وذلك)
يخفقُ فؤادي لها بصبابةْ ......ويحهُ أرى همّه وعذابهْ
ينشد له في اللقاء نصيباً ....ظنّكَ بهذا يردُّ جوابَه
سيدي الغالي
أريد أن أوضح لك
راحل بقلبي سائر بدربي
فاعلن فعولن فاعلن فعولن
2 3 23
وتقارب الأوتاد لا يؤثر هنا البتة على الجرس الموسيقي عندما تنشد
تعانقنا أباطيل فننشدها بترتيل ونفخر حينما تنمو بداخلنا الأباطيل
مفاعلتن مفاعيلن
223 223
والجرس الموسيقي هنا موجود
والوزن مستقيم والمعنى كذلك
وأيضا الجرس الموسيقي
وأيضا
أذكرك
في أنشودة بقرآني
عواطفنا براكين تثور ومالها حين
والشكر الجزيل لك على تعقيبك