ثنائية " في حضرة الغياب " ليلى أمين& سمير عودة

ثنائية

في حضرة الغياب

ليلى أمين & سمير عودة

أين التراتيل ُ التي كانت تحلّق ُ في السماء ْ ؟؟
كيف اختفت ... ؟؟
وتحولت عدما ً
تتوق ُ له ُ زوايا الأولياء ْ
أين التّفنّن ُ بالحروف ِ ؟
كأنّها ...
درر ٌ تُزيّن ُ حبَّنا
تصبو إلي َّ
من الصباح ِ إلى المساء ْ ؟؟
******
يا أيّها الريم ُ الذي اختار َ التمرد َ والشرود ْ
ستضيع ُ في الصحراء ِ يوما ً
لن ترى إلا الهجير َ أو الصدود ْ
أفلا تعود ْ ؟؟
فالسوسنات ُ بروضتي قد أينعت ْ
هِيَ في انتظارك َ أيّها الأمل ُ البعيدْ

في حضرة الغياب

ليلى أمين & سمير عودة

من قال التراتيل عنّا رحلت ؟!
لازالت ها هنا تحلّق فوق سمائنا
تردد ذكرى رحيلك بوجع
حدثتني ذات أمسية
عن موعد الرحيل والجفون نازفة
هل تذكر،هل تذكر؟!
سمعنا سويا قطعة بنكهة الربيع
رقصنا على أنغامها فتراقص الوجود
تبادلنا نظرات الوداع بحرقة
وحلمنا بيوم تطوى فيه المسافات
علّه بعد ألف عام أو ألفين
هل تذكر ابتسامة رسمتها؟
لازالت تشبع أنين الوجع
في حضرة الغياب داعبنا الزمن
وحصدنا ألما لأشواك نحن غرسناها

على شاطئ الامل
أترقب عودة السفينة
برفقتي نبضات قلب تسابق الرياح
والوجع انسكب من حولي وعانق الأمواج
انتفضت بينلوب بداخلي
لا تيأسي أنا مثلك أطارد شبح الغياب
وأرسم كل يوم بحارا وسفينة
وفي المساء
أجمع قصاصات أوراق مبللة
غرقت بأدمعي
فضاع البحّار وضاعت السفينة
أين تهت يا راسم بسمتي؟
كل الدروب تنحني للقائنا

كل الدروبِ تحنُّ يا إيقونتي للقائنا

كلٌّ البلابلِ أيقنت

أنّا سنروي كلَّ أزهارِ الغيابِ الذّابلاتِ بحبِّنا

يا فلقةَ الروحِ التي بقيت على الشّطِّ البعيدِ تذوقُ نارَ الإنتظارْ

لا تحسبي أني نسيتُكِ لحظةً

أنتِ البعيدةُ والقريبةُ والحبيبةُ

أنتِ تستلينَ نورَ العشقِ من غمدِ النهارْ

وأنا المتيّمُ فيكِ منذُ لقاءِ أعيُننا بأولِ نظرةٍ

حيثُ استوى قلبي على جوديِّهِ

وتوقفَ التاريخُ عند عناقِنا

عودي إليَّ ...

فلستُ أقوى أن أخوضَ غمارَ آلامِ الفراقِ

ولستُ أقوى أن أظلَّ على السفينةِ هائماً

ما بين أهوالِ العواصفِ في البحارْ

سقيتني عذب الكلام أغنية
أتلوها كل صباح ومساء
ورسمت لي الطريق إليك حلما
فظلّ يطول دونما لقاء
فرشت أرضه ورودا
علّ الربيع يسابق الزمن
ألست من قال لي:
سأعود وفي يدي وردة حمراء

أراك تساوم القدّر
عن موعد تبخّر واندثر
وأنا هنا منحت قربانا للنجم والقمر
كلّ الحدود أقفلت أبوابها
إلاّ واحدة
على أطراف حلم تنتظر
هيّا اقترب ولا تخف
فالليل ستر وجمال
ولحبك وهج يضيء لقاءنا
ويبني جسرا حطّمه الغياب
هيّا اقترب ولا تخف
لنشرب سويا من كأس الأماني
ونمنح الصبر وسام النقاء

ها إنني آتٍ إليكِ محمّلاً بالحبِّ والأشواقِ والأملِ الجديدْ

وأنا الذي سبر الحنينُ ضلوعَهُ

للبيتِ والأولادِ والحضنِ الحنونْ

إشتقتُ للسهراتِ في محرابِ حبِّكِ

للحديقةِ حيثُ نجلسُ نحتسي فنجانَ قهوتِكِ اللذيذةِ في الصباحِ وفي المساءْ

إشتقتُ للإبحارِ في عينيكِ حيثُ يشاهدُ القمرُ الخجولُ عناقَنا

ولقبلةٍ تحيي العظامَ ، وتنعشُ القلبَ الذي أضنتهُ آلامُ الغيابْ

فلتوقدي للقائنا كلَّ الشموعْ

فالقلبُ ملتاعٌ

يكادُ يطيرُ إليكِ من بين الضلوعْ

أيا طائري المكلوم
رفقا بحالي
غنّينا بالأمس أغنية الوداع
وطوينا صفحة اللقاء
في موسم الربيع
فلا البعد أنصفني
ولا الزمن وساني
تبا لسياج البعد أضناني
وتبا لوروده السجيبنة
في حضرة الغياب
ينتحر الامل