سلام الله
تمهيد: فنجان الزهراء بدأ منذ سنوات 2008 في مجلة / دنيا الرأي / وكان الشاعر الفلسطيني سهيل كعوش أول ضيف على الفنجان/ ثم فاضت الكأس ورائحة القهوة كل أرجاء المعمورة حيث حاورت أكثر من 100 قلم وكان لي الشرف العظيم بمحاورة تلك الأقلام الرائعة، وستجدون حواراتي في كل بقعة أدب متواجدة تقريبا على بوابة النت
حسنا اليوم:ساعيد لقاء جميلا جمعني مع منوبية العزيزة ذات شتاء 2015 إليكموه أحبتنا في النبع..
لقاء جديد مع فنجان الزهراء وقلم آخر
منوبية الغضباني
خريجة المدرسة التونسية بامتياز
مبدعة من طراز جميل.
كتابتها نزيف وجداني ذاتي ، ينتقل بالمتلقي من ضمير الخصوصية الفردية إلى عوالم الانصهار بكل الضمائر. فهي المفرد الجمع في تأثيث المعنى ، وتأثيث الصورة
كتبت عن الوطن وعن الإنسان في كل تفاصيله عبر نوافذ السرديات الجميلة:القصة القصيرة والقصيرة جدا والخاطرة والقصيدة النثرية
تقراها قصيدة شعرية وفي الوقت نفسه حكاية
تزاوج جميل ما بين لغتي السماء والأرض في مجمل حكايتها وحضورها المدادي
كما قدمت جهودا كثيرة وذلك بالإنصات لأقلام أخرى وتلقي نزيف هذه الأقلام عبر بوابة النقد
اليوم تطل علينا الخضراء تونس بكل أبهتها وجماليتها وحضورها من خلال العنقاء المبدعة دعد كامل : منوبية كامل الغضباني
نرحب بها
أجمل ترحيب ونبدأ على بركة الله
من هي منوبية ؟؟
منوبية :
خريجة مدرسة ترشيح المعلمين
مارست التّدريس لسنوات محدودة المرحلة الابتدائية
تفرّغت للعمل السياسي وتبوأت مواقع قرار متقدّمة وكم آسف أن سطت السياسة على شغفي بالكتابة
لي بعض الخواطر والمقالات منشورة في الصحف الوطنية في فترة سابقة
مرهفة الحسّ إلى حدّ قد أَبلى فيه(بكّاءة بامتيازفي بعض المواقف الحساسة)
محبّة للتّواصل مع النّاس عفويّة وتلقائيّة جدّا
في مجمل نزيفك تيمة تكررت : نوستالجيا للماضي بكل تفاصيله...
أصداء الذكرى / ذاكرة الغياب
لما يعزف الغياب سمفونيته / ورقة من مذكرات متكتم عليها / وكثير من عناوين سطرها قلمك وحبلى بالماضي
فهل
هي معارضة للماضي باستحضاره حنينا ؟ أم اتكاء عليه لمواجهة الواقع / الحاضر؟؟
منوبية
الغياب والفقد والحنين للذّكريات،هي سيمفونية تتداعى فيها وتتعانق أحاسيس توقعنا في شرك البوح بها وإخراجها من مكامنها وتقصيها يصعّد إحساسنا بالحاجة للكتابة لإفراغ فوضى وصخب انفعالاتنا .واسترجاعها والارتداد إليها وملاذ للروح عندما تضيق آفاقها ولا يبقى لها إلا الانكفاء على نفسها والنبش في حقبة من العمر هاربة تحمل الأمان والصّدق والألفة .أتسلّل إلى أدٌّقّ تفاصيلها عندما أحسّ بضيق وإحباط أو غيظ...أو إفلاس في روحي....
أتعهدها بحنوّ كبير فتملأ القلب حبورا وجمالا وتذكّرا...وتمنحني التّجذّر في الزّمان والمكان ...فهي وحدها تعيد لي صفاء الذّهن والرّوح...
..ولعل استرجاعها هو البحث عن بناء صورة متماسكة مترابطة عن الذّات وهي كذلك ضرب من التقاطع بين الماضي والمستقبل في حيز زمني هو الحاضر .
تكتبين القصة بنوعيها:القصير والقصير جدا وهناك من يرى من النقاد بأن الرواية هي الأنجع اليوم وصولا إلى المتلقي
ما رأيك ؟؟
منوبية :
القصة القصيرة وق ق ج أصبحتا الجنس الأدبي الأكثر رواجا
وكثافة وإنتاجا وذلك نظرا لارتباطهما بما يصيبنا من واقعنا اليومي من انفعالات وأحاسيس وردود. فللقصة مزايا لا تتوفر في الفنون الأخرى.. لها إمكانيات متعددة في التجريب وهي تتيح لمن يروم التمرس فيها الحلول الإبداعية كالإيحاء والتكثيف والاختزال.
ومن أركانها وحدة الموضوع والشخصية والبداية والقفلة .في حين أن الرواية فن يحتاج لتفرغ وفيها جزء معرفي يحتاج إلى نفس طويل فهي تتأسّس على أحداث جمّة وشخصيات متعدّدة وهي قفا للحياة وذاكرة وتاريخ ونمط اجتماعي سياسي ثقافي للمجتمعات وسيرة ذاتية لأشخاص وذّوات تأطرت في أجواء واقعية معلومة في الزّمن والمكان ...
ويبقى تجانسهما أي القصة والرّواية واستنادهما إلى أسس جوهرية مشتركة أمرا قائما خاصّة في مقاربة الواقع والتفاعل معه ونقده
نبقى في نفس السؤال ومن زاوية أخرى
...
هل اقتصادية اللغة هروب أم واقع أدب تفرضه المرحلة؟؟
منوبية :
لا أعتقد بأنّها هروب فهي تتطلّب مهارة في البناء تكثيفا واختزالا وتأويلا.. والأرجح أنها تطوّر وابتداع وفنّ مستحدث لمواكبة عصر السّرعة والومض.فالكتابات المطوّلة تقترن غالبا باحتمال إكراهات القراءة وهو خطر محدق بالرواية الطويلة التي خرجت من النّمط التّقليدي كأي جنس أدبي آخر لتصبح أكثر حداثة وتحررا من الموروث الروائي . في مضامينه الفكرية ومقاصد الكتابة وجدواها خاصة في المراحل التاريخية الدقيقة والحرجة وقد وفّق عديد الروائيين العرب في صياغتها برؤية إبداعية جديدة
حسنا ننتقل إلى جو الشعر ولغة السماء
كثر الحديث كثيرا عن قصيدة النثر
ما بين موافق على التسمية وغير موافق
ما هي إشكاليات القصيدة النثرية اليوم؟؟
منوبية
القصيدة النثرية هي شعر متحرر من النمطية العروضية...شعر منثور ونمط مقتبس من مدونة شعراء المهجر ومن الشعر الفرنسي.وهي تجديد وتجريب ورفض للتقليد وقطع مع الموروث في متون أدبنا القديم وتجاوز للسائد .وهي توزيع آخر للكتابة تجعل أجزاء النص تنسجم داخله فقصيدة النثر هي نتاج أدبي معاصر، لها إيقاعها الخاص، ومضمونها يلامس حسّ الشعر، وإن لم تكن شعرا،، و يجب أن يُحتفى به كشكل جديد من أشكال الأدب،
أهم إشكالاتها
كثرة المتهافتين عليها والمتطفلين .مما جعلها مجرد تدفق انفعالي وحذلقة لغوية خالية من الحس الشعري
رفض النقاد لها باعتبارها تهدم موروثنا في الشّعر القديم
منوبية
النقد غائب تماما
لماذا في رأيك ؟؟
منوبية
النّقد الأدبي آلية هامّة ومنهج علميّ أكاديميّ له دور كبير في تطوير الأعمال الأدبية والارتقاء بها إلى مرتبة الإبداع .
وقد شهد تطوّرا وقفزة نوعيّة وأصبحت له مدارس ونظريّات
والمتأمّل في مناهج النّقد الأدبي ومدارسه يلاحظ أنّ هذا الفنّ مرّ بحقبات تاريخية متعدّدة مستفيدا من كلّ التجارب والرؤى والمناهج والمدارس... وقد ذهب د محمد مفتاح النّاقد المغربي إلى القول الشعر للمشرق والنّقد للمغرب وهي مقولة لها ما يسندها عند ناقدنا هذا
ففي التاريخ العربي الإسلامي وفي التاريخ الحديث لفتت أقطار المغرب النّظر إلى نقّاّد متميزين حيث اتفق الدّارسون في مناهج النّقد أنّ المغرب بلاد نقد وفكر وتنظير هذا إلى جانب خصب انفتاح النّقاد في الأدب العربي على مدارس النّقد الأدبي الدّولي في باريس خاصّة
فقد كان لنقاد فرنسا نفوذ كبير على مناهج النّقد ولكن هذا التّأثر لم يمنع بعض النّاقدين العرب من طرح إشكاليات التي مرّ بها النّقد العربي وعلاقته بالمناهج النّقدية الأجنبية. وقد بادروا بتكوين مشاريعهم النقدية وبلورتها للوصول إلى منهج خاصّ متفاعل مع غيره من المناهج
فقد عرف عن بعض النّقاد احترامهم للنّص ومعرفتهم الدّقيقة في التّعامل معه فراموا التّفتيش في مكنونات النّصوص الخاضعة لنقدهم وأصولها وأبعادها وارتباطاتها حتى يتجنّبوا الوقوع في مزالق التّعامل مع المفاهيم والرؤى الجاهزة
وقد تواترت النّظريات والمناهج النّقدية فمن مؤسس إلى نقد يعتمد نظرية لمقاربة النّص بعيدا عن الجنس والزّمن ليصبح علما بحاله مخصّص للنّص إلى من يقرّ أنّ الإشكالية في النّقد تبدأ بكيف نقرأ النّص وكيف نفهمه وما هي المكانيزمات التي تمكّن من قراءة النّص بطريقة أقرب إلى الصّواب من أجل فتح منافذ لتأويله وتحديد دلالاته
وقد اعتبر بعض النّقاد أنّ كتابة النّص أو أي جنس من الأجناس الأدبية شعرا كان أم نثرا أو أقصوصة مرتبط نقده إلى حدّ كبير برؤية كاتبه وهذه الرؤية ترتبط بالعصر الذي كتب فيه النّص لأنه وأقصد النّص إفراز من إفرازات ذات الكاتب وانشطاراته ومشاعره ، مستوحى من أحاسيسه ومن حالته النّفسيّة وهو ما يجعل النّاقد يتجاوز الظّاهر الباهت في الأسلوب إلى نوع من الرؤى المتصلّة بسيرة الكاتب الذاتية وما اتصلّ بزمن الكتابة من إشكالات
ولعلّ هنا تكمن ثورة المناهج النّقدية الحديثة على القديمة منها مما جعل النّقد يختلف اختلافا جذريّا عن
المناهج المألوفة
وهو ما كرّس أشكالا جديدة في النّقد والقراءات النّقدية ...ولازال النّقد الأدبي يحقق تطورات مذهلة ، ويشهد تحرّرا من الأساليب الموروثة ولا يزال النّقد في تصادم مع الشكل والبنية اللغوية وقواعد اللّغة التي لا يمكن تجاهلها وأساليب الكتابة المشدودة إلى ذاكرة ثقافية وموروث وارث أدبي ضخم لا يمكن الانفصال عنه بصفة كليّة ....
أخيّتي الزهراء
استهواني ما طرحت حول هذا الفنّ الأدبي الرّاقي الذي لولاه لما حقق الفعل الكتابي ما حقّق ...فقد تألٌق الفعل الكتابي بهذه الصّحبة بينه وبين النّقد وفتح آفاقا وأنفاقا في توسيع دائرته ،حيث ُ أصبح النّقد بذاته نصّا يبنى على خلفيّة نصّ وكلاما على كلاما ومجاراة تستقطب ُ النّص المنقود وتقدّمه في قالب عمل متناغم من زوايا متعدّدة
إلا أنّي ألاحظ تقدّم الكتابة على النّقد فهناك طفرة في الإنتاج نأت عن النّقد فحدث تباينا بين تلازمهما
كما أن الرّوابط الفكرية والعلاقات الشّخصية ألقت بتداعياتها وأغرقت النّقد في المجاملات .
ننتقل إلى الساحة السياسية من منظور ثقافي
عرفت تونس لحظة انتقالية جذرية من نظام سياسي إلى نظام مغاير
كيف تقرأ الشارع السياسي التونسي اليوم منوبية ؟ ؟
منوبية
بفضل الثورة المجيدة ، قطع المشهد السياسي مع القمع والاستبداد والتّهميش وإلجام أصوات الحقّ ، وبرزت مؤشرات هذا التحرّر في عدد الأحزاب الناشطة ومكوّنات المجتمع المدني بما رسّخ ثراء الاتجاهات السياسية وتنوّع الرؤى الفكرية وتعدّد البرامج لمعالجة القضايا الوطنية المطروحة .وبذلك أصبح المشهد قادرا على احتضان كلّ التوجهات الفكرية من ليبرالية وعلمانية واشتراكية وقومية عربية وإسلامية في كنف التعايش السلمي الحضاري والوعي بمواجهة الأخطار المحدقَة ببلادنا ، وكسب رهانات وتحديات الثّورة المباركة
ثم في نفس السؤال
الثقافة التونسية اليوم هل خرجت من كل المآزق بارتياد حرية القول؟؟؟
منوبية :
الثّورة غيّرت أساليب الحكم وأطاحت بالحكام.ومازالت محنة المثقف متواصلة بعد الثورة. اذ لم تندثر بعد سلطوية الثقافة ولم يقع اعتبار فكر ورؤية المثقف في الشّأن السيّاسي الحالي علاوة على واقع هيكلة المؤسسة الثقافية الذي يستوجب إعادة تأهيل بما يجعلها قادرة على الاضطلاع بدورها في تغيير العقول .
فالثورة لا تتمّ إلا بثورة ثقافية تمسّ العقول
حسنا .
حضرت لقاءات أدبية كثيرة
بماذا تسهم هذه اللقاءات اليوم ؟؟؟
منوبية :
وددت لو قلت بما يجب أن تسهم هذه اللقاءات ..
.فبعضها مازال شكليّا تقليديّا ينصبّ في القراءات الشّعرية والتوقيعات الأدبية وتوزيع الجوائز والتكريم والحال أنّ إشكاليات ومشاغل الساحة الأدبية تراكمت فغياب النّقد وطفرة الكتابات وتداخل المفاهيم للأجناس الأدبية وتدنّي الأداء والسرقات الأدبية المتفشيّة كلّها مواضيع تستحقّ الطرح والخوض في غمارها .
ولابدّ من تأثيثها بالنّدوات النّقديّة والورشات التكوينية تنظيرا وتطبيقا .
منوبية
مـُدرسة تؤطر للمستقبل من خلال ما تلقنه لأطفال الغد
التعليم اليوم في مرحلة متدهورة على اعتبار ما ينتجه من نتائج ضئيلة عطاء
ما السبب في هذا الوضع؟
منوبية :
سعيت كغيري من رجال التربية لتحقيق الأهداف التربوية و ملاءمتها مع الطبيعة الإنسانية لتكون مراعية لحاجاتها قابلة لإطلاق قدراتها الإبداعية.
ولتحقيق التكافؤ بين الفرد والمجتمع وكنت أصرف اهتماما خاصّا لتنشئة تلاميذي على القيّم النبيلة .وقد كتبت مذكرات عن فترة التّدريس نشرت أحد نصوصها هنا .فالتدريس مهمة نبيلة جدا
ويرجع ُ
تدنّي التّعليم يعود لأسباب يمكن تصنيفها إلى :
مادية وتتعلّق بالمادة التعليمية والإصلاح التربوي الذي لم يواكب تطوّر المجتمعات والذي ظلّ في مستوى التّجريب للنّمط الغربي .عدم أقلمة المؤسسة التربوية ومجالات الفضاء فيها وتعهّد بناها التّحتية بما يستجيب لتطلعات وقدرات المتعلمين .نقص في تأطير المربي والإحاطة به بيداغوجيا .تخلي الوليّ والأسرة بصفة عامّة عن مراقبة نتائج أبنائهم
كما أنّ الفقر والتّهميش وغياب برامج التّنمية وضعف الموارد عوامل ساهمت بشكل كبير في تدنّي النتائج وتقهقرها ولعلّ العودة إلى التقارير السنوية الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ترصد أسباب وهن التعليم وتراجع مستوياته ونتائجه
الطفل والتكنولوجيا اليوم؟؟
منوبية:
لا مناص من التّنويه بهذه التّقنيات الحديثة التي أحدثت ثورة في عالم الاتصالات ولا تقصى من انخراط أطفالنا وأجيالنا فيها
وهي بقدر مزاياها في تقريب أطفال المعمورة من بعضهم ومدّ جسور التّواصل بينهم بقدر مخاطرها وسلبياتها في عزل المدمنين عليها عن محيطهم الحقيقي ليغرقوا في عالم افتراضيّ تنعدم فيه القيّم وهي بطول الوقت تمارس عليهم تأثيرات تناولها بعض المختصين والباحثين في مجالات بحوثهم وحذّروا من مغبّتها
وشخصيّا أرى أنّ تّعامل أطفالنا مع هذه التّقنيات الحديثة لا بدّ أن يكون محكوما بأخلاقيات وقيّم ومبادئ وصدق حتّى لا ننأى عن أهدافه.
فنحن بأمّس الحاجة إلى التّحلي بالقيم الروحية والأخلاقية وأن نعلي من قيمة العقل لنوظّف هذه التّقنيات في الانفتاح على العالم والأخذ بأسباب العلم والتّطور درءا لكل مخاطر الانزلاق فيما يستهدف عقائدنا وحضارتنا وقيّمنا ولا بدّ من مراقبة و تأطير وإحاطة بأطفالنا
لمن تكتب منوبية؟؟
منوبية
أكتب لأضع أوزار نفسي وأتعابها فالفعل الكتابي ذاتيّ و دقيق بما يتلبّسنا لحظة مكاشفته ....
وهو لحظة من أعسر الّلحظات التي تنحو بالذّات الكاتبة إلى إدراك اللّغة والمعاني وحسن تخيّرها بما يتلاءم
فالكتابة متنفّّس ورئة ثالثة في حال تعطّب الرّئتين
نكتبها لنودعها في نصّ يتفيأ ويتعطر من شجوه.وشجنه المتلقي
.....
هل تفكر منوبية في الكتاب الكلاسيكي ؟ طبع ديوان ؟ أو مجموعة قصصية؟؟
منوبية
شرعت في تدوين مذكرات شخصيّة وهي عبارة عن سلسة متلاحقة من النّصوص وهي ذاتية تستجيب لرغبة شخصيّة في تدوين بعض الأحداث التي تهمّ حقبة من مسيرتي أردت أن أدوّنها بأحوالها وتفاصيلها وتوتّرها استرجاعا لذاكرتي فيها......
وبصدق فأنا أنتمي إلى هذا الصّنف الذي يلوذ إلى أدب التّقنية الحديثة وليس لي إلى يومنا هذا إصدار يذكر بحكم انقطاعي عن الكتابة.و أقرّ دون حرج أنّي مازلت من الذين يتحسسون طريقهم إليها
..
دور الطباعة قديما كانت تسهم في عملية النقد
وكانت المسألة جد صعبة لكي يـُطبع ديوان ما
الطباعة اليوم تمشي باتجاه معاكس
لماذا في رأيك؟؟
منوبية :
لإصدار للأعمال الأدبية خطوة هامّة في حياة المبدع نحو مزيد التّألّق والتميّز في مسيرته....والتّعريف به من خلال ما تتيحه من انتشار .والطّباعة مكلفة قد لا يتسنى للكثير تحقيقها .....فاليوم فرض علينا النّشر الإلكتروني الذي يتشكّل في رحم هذا الهزيع الأخير من زمن الحداثة والعولمة ضمن المشروع الحضاري المفروض علينا جميعا .فالنّص سيدتي الزهراء صار اليوم يكتب وينشر على الإنترنيت فيقرأ في لحظة واحدة في أقاصي العالم وأمست الأمية اليوم أن لا يحسن أحدنا لمس والأزرار العجيبة والتّعامل بحذق مع تقنياتها
النّص العربي أو لنقل أدب الإنترنيت أصبح نصا في عالم بات فيه كلّ شيء لا محدود
وقضيّة الأدب وعلاقته بالأنترنات فتح آفاقا عريضة للمواهب في المجال الأدبي للتواصل مع غيرهم وللتّعريف بإنتاجاتهم عبر الشبكة العنكبوتية في زمن قياسي لم يعد فيه من عائق للتّواصل والرّبط مع الآخر في أقصى نقاط المعمورة...
..أمّا عن الجزء الثاني من سؤالك فأعتبر ومن وجهة نظري المتواضعة أنّ الأعمال الأدبية بعد إصدارها ولمجرّد نشرها لا تحظى غالبا بتقييم ونقد فعمليّة التّقييم تكون مفيدة ومجديّة قبل نشر العمل نحو مزيد مراجعته وتلافي النّقاط السّلبية فيها قبل نشرها وأعتقد أنّ عمليّة النّشر تخضع لتقييم قبليّ لأنّها إذا بلغت مستوى النّشر عادة لا تحظى بقراءات نقدية فالنّقد في تراجع قياسا بالإنتاج ...ونشر الأعمال الأدبية ليس دوما مقياسا لجودة الأعمال وتفوّقها أو لشهرة صاحبها و تموقعه في مكانة المبدع .....
فهناك أعمال لا ترتقي إلى مقاييس النّشر ولكنّها منشورة .
ويظلّ النّقد هو من أهمّ أدوات إقرار أدب رفيع جدير بالقراءة
.
هل النت اليوم كبوابة تواصل أنصف المبدع المغاربي ؟؟
منوبية :
لا أعتقد أنّ الإنصاف معزول عن قيمة العمل الأدبي وجودته فالعمل الإبداعي الجيّد يفرض تموقعه ولابدّ من المثابرة .
الأقلام لها اقتداراتها و إنتاجاتها المختلفة وأرى فيها تمردّات أبداعية تكسبها مشروعيتها فهي بما يحرّكها من حسّ ثوريّ وانشغال بواقع اللّحظة الرّاهنة في أوطاننا العربيّة ...هي جيّدة بصدق مشاعر أصحابها وفوران وجدانهم ونفاذ تأملاتهم وذيوع صيتهم في هموم وشجون تمسّ المتلقي...والمبدع المغاربي يحتكم على اقتدار مذهل في التّأليف
ما الذي يـُلهم نزيف منوبية؟؟
منوبية
أكتب متى تستحضرني لحظة الحاجة للكتابة ...فالكتابة كابوس ومعاناة ومكابدة تحلّ متى ضجّت أسبابها فينا (حالة انتكاس أو فرح أو حبّ )....وحلول لحظتها لا يرتبط بزمان ولا بمكان...
هل قبض النزيف على الحلم؟؟
منوبية
يظلّ الحلم قصيّا عصيّا ونظلّ نلهث وراءه ونطارده ومتى قبضنا عليه ينتهي النّزف والنّزف لا ينتهي طالما الحياة مستمرّة والأحلام لا تغيب طالما في القلب نبض وأنّة شجن ..والرّحلة مستمرّة بحلوها ومرّها
ما جديد منوبية ؟؟
منوبية
أستعدّ للمشاركة في * مهرجان الشّعر العربي للحريّة * في دورته السّادسة والذي سينعقد في غضون الشّهر القادم وتحدوني سعادة في الالتقاء بالشاعرة اليمنية العنقاء /عائشة المحرابي / للمرّة الثالثة بيننا
كيف تطل منوبية من وعلى نافذة الفيسبوك ؟؟
مكّنني من التّعرّف على أدباء من مختلف أقطارنا العربيّة.
منحني تأشيرة العبور إلى الآخر ، والتّواصل معهم أقرباء كانوا أو أصدقاء ممّن تبعدني عنهم مسافات كبيرة
وسّع دائرة معارفي ومعلوماتي ومكّنني من ثقافة تخوّل لي التحاور مع الآخرين في مختلف المجالات
فهو بوابة على العالم وعجائبه
كلمة أخيرة ؟؟
منوبية :
كلمة شكر لك فاطمة الزهراء لإتاحة هذه الفرصة القيّمة فقد كنت السّخاء بذاته
كنت نبعا دافقا تفجّر في كياني فانهمرت وكان هذا الانسياب في هذا الحوار فقد سألت وأتحت لي الغوص في أعماقي وذاكرتي وكلّ الذي أضمر وأظهر ....وكم أسعدتني استضافتك يا زهراء الحبيبة ...
فشكرا شكرا سيّدتي
ومحبّتي واحترامي للجميع .
رد: فنجان الزهراء يحاور منوبية كامل الغضباني * دعد *
الغالية صديقتي وتوأم الرّوح
الزهراء ابنة المغرب الأقصى ا
الأديبة النّاقدة والمحاورة الجيّدة
أسعدني جدّا نقل هذا الحوار إلى النبع ...
ولمن لا يعرف مهارة الصديقة العزيزة فاطة الزهراء ومسيرتها أقول انّ رفدها الممارسة الإبداعية الكتابية في مختذف الأجناس بممارسة نقديّة وخلقها في كل المواقع التي انخرطت وانتمت إليها فضاءات للنّقد ولمحاورة المبدعين هي ابداع من نوع آخر.
فقد جسّدت أديبتنا الزهراء حراكا أدبيّا راقيّا في كل المواقع ..وقد أسّست من منظورها الواسع للأجناس الأدبية تعريفات أكادمية احتفت بها مدوّنتها الأدبية ممارسة وتنظيرا ونقدا
والزهراء من الذين لا يؤمنون بالمجاملة في الأدب بل قد اعتبرت المجاملة الرصاصة التي تقتل الإبداع...فأديبتنا مشاكسة جريئة تزجّ بها مواقفها الأدبية النّاصعة والموضوعية في خلافات عسيرة مع الرّأي الآخر الذي يجامل في تقييم المنجز الكتابي..
سُعدث برفقتها وصداقتها وهي الأشدّ اقترابا في التّأطير لتجربتي الكتابية المتواضعة وقد منحتني فرصة الإقتراب منها أكثر من خلال نصوص ورسائل تبادلناها على ضفاف لقاءات مع فنجان قهوتنا بإحدى المواقع الأدبية المعروفة ...
نصوص أعادت الى ذاكرتينا وقائع حياتية ماضية استرخينا عند ضفافها استرجاعا ونبشا فكانت قوام حكايا بيننا استأثرت باهتمام ومتابعة منقطعي النّظير...
الزّهراء
قد تكون شهادتي فيها مجروحة بحكم صداقتنا المتينة ولكن العودة الى نصوصها وحراكها الفكري والمامها الواسع وقدرتها في المقاربات النقدية الحديثة في استقراء النّص الآخر مُجمَعُُ عليها ...فجاملية هذه المبدعة واتساع مداها المعرفي والإبداعي ومؤشرات وشواهد أخرى تزخر بها قد أسّست لصلاتها الأدبية المتينة مع من تعاملت معهم ..
شكرا صديقتي وأختي المبدعة الزهراء ...فقد أكرمتني بهذا الحوار الذي أعتزّ به وكثيرا ما أعود إليه ..
محبتي وامتناني بلا ضفاف ..
شكرا لكل من مرّ من هنا وقال ما أسعدني وما أبهج قلبي ...
رد: فنجان الزهراء يحاور منوبية كامل الغضباني * دعد *
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منوبية كامل الغضباني
الغالية صديقتي وتوأم الرّوح
الزهراء ابنة المغرب الأقصى ا
الأديبة النّاقدة والمحاورة الجيّدة
أسعدني جدّا نقل هذا الحوار إلى النبع ...
ولمن لا يعرف مهارة الصديقة العزيزة فاطة الزهراء ومسيرتها أقول انّ رفدها الممارسة الإبداعية الكتابية في مختذف الأجناس بممارسة نقديّة وخلقها في كل المواقع التي انخرطت وانتمت إليها فضاءات للنّقد ولمحاورة المبدعين هي ابداع من نوع آخر.
فقد جسّدت أديبتنا الزهراء حراكا أدبيّا راقيّا في كل المواقع ..وقد أسّست من منظورها الواسع للأجناس الأدبية تعريفات أكادمية احتفت بها مدوّنتها الأدبية ممارسة وتنظيرا ونقدا
والزهراء من الذين لا يؤمنون بالمجاملة في الأدب بل قد اعتبرت المجاملة الرصاصة التي تقتل الإبداع...فأديبتنا مشاكسة جريئة تزجّ بها مواقفها الأدبية النّاصعة والموضوعية في خلافات عسيرة مع الرّأي الآخر الذي يجامل في تقييم المنجز الكتابي..
سُعدث برفقتها وصداقتها وهي الأشدّ اقترابا في التّأطير لتجربتي الكتابية المتواضعة وقد منحتني فرصة الإقتراب منها أكثر من خلال نصوص ورسائل تبادلناها على ضفاف لقاءات مع فنجان قهوتنا بإحدى المواقع الأدبية المعروفة ...
نصوص أعادت الى ذاكرتينا وقائع حياتية ماضية استرخينا عند ضفافها استرجاعا ونبشا فكانت قوام حكايا بيننا استأثرت باهتمام ومتابعة منقطعي النّظير...
الزّهراء
قد تكون شهادتي فيها مجروحة بحكم صداقتنا المتينة ولكن العودة الى نصوصها وحراكها الفكري والمامها الواسع وقدرتها في المقاربات النقدية الحديثة في استقراء النّص الآخر مُجمَعُُ عليها ...فجاملية هذه المبدعة واتساع مداها المعرفي والإبداعي ومؤشرات وشواهد أخرى تزخر بها قد أسّست لصلاتها الأدبية المتينة مع من تعاملت معهم ..
شكرا صديقتي وأختي المبدعة الزهراء ...فقد أكرمتني بهذا الحوار الذي أعتزّ به وكثيرا ما أعود إليه ..
محبتي وامتناني بلا ضفاف ..
شكرا لكل من مرّ من هنا وقال ما أسعدني وما أبهج قلبي ...
كان الشرف لي منوب الغالية
كنت رائعة معي في كل اللحظات
تقبلت نقدي لنصوصك بتواضع نبيل وأنت الأستاذة المبدعة الناقدة
وقفت معي في لحظات الوجع والاعتداءات وبالجملة من طرف أشخاص لا شيء بيني وبينهم سوى كلمة صدق أوردها قناعة وتربية
فحملوا لي لواء الحقد والضغينة والسموم
هناك شاعرات لا أعرفهن ولا يعرفنني وتحاملن علي حقدا
هناك ما يطلق عليهم بالرجال تحاموا علي عنوة وقدام العالمين ولا أحد أخذ زمام الدفاع عني
وكنت دوما كلمة صدق تقولينها قدام الجميع بشجاعة نادرة أنت وبعض الأحبة الذين يعدون على رؤوس الأصابع وأحمل لك ولهم ولهن محبة نقية في قلبي
نحن يا صديقتي الغالية لسنا أبناء الفيسبوك أو التيك توك
نحن أبناء المدرسة الكلاسيكية
انحنينا كم انحنينا على ركبنا وأشعلنا الشمعة وعلى مائدة الحصير ، وشمتنا ليال بيضاء كي نتحصل على بعض من معرفة
ولكن اليوم هو يوم الصنعة الإبداعية
الكل صار مبدعا بقوة الشكارة أولا وبقوة هذا الأزرق والفضاءات التواصلية التي نستعملها بطريقة بشعة وخايبة وبزاف
حين أقرأ نصا ضعيفا وأجد عليه قنطارا من مجاملة أبكي وجعا على ما ضيعناه فوق مائدة الحصير
ولكن لن نحيد بفضل الله عن قول كلمة الحق وبطريقة محترمة
فإننا لا ننتقد الأشخاص بل نحاول مقاربة النص من خلال النص
وهناك من لا يفقه شيئا عن معنى النقد والانتقاد
فالكل صار كلا في فضاءات ميعت الإبداع العربي إلا ما ندر
أفكر مليا في الرحيل عن هذا الافتراضي اللعين ولكن هناك شيء ما يحثني على المواصلة
أقول لنفسي إلى متى وقد هزلت؟؟
شكرا صديقتي الصدوقة وقد تركت لك هناك في الفنجان بعضا مني
وربما أنقل الفنجان إلى النبع ما رأيك منوو؟؟
رد: فنجان الزهراء يحاور منوبية كامل الغضباني * دعد *
الزّهراء الغالية
لتبق مشاعرنا الإنسانيّة أجمل مافينا في هذا العالم الإفتراضي ...فبها لن نتخلّى عن اتّجاهاتنا الصحيحة ولن نمشيَ في متاهات الباطل ..
نحن مدائن ضوء يا زهراء ...
جيل المبادئ افتتنا بكبارنا وبوعيهم وادراكاتهم الصّائبة ....وسنظلّ بهكذا قناعات ..
سأكون سعيدة لو تفضلت بنقل فنجان قهوتنا هنا فهذا الفنجان قد حرّك وعينا بقضايا عديدة وتمظهرات جمّة ..
ونصوصنا المتبادلة فيه بيننا هي كوننا الإنسانيّ الخام القابع في عمقنا ...بها جملة من الدلالات ..وهي آثارنا الباقية التي تدلّ علينا
هي نتاج لعوامل ورواسب قريبة وبعيدة زمانا ومكانا ..
هي أنت وأنا ...نحن كما نحن لا غبار علينا ولا كلفة ولا تكلّف
وكم نحن رائعتان باعتراف الآخرين ..
افعلي صديقتي سأكون سعيدة جدّا بمافعلت ...
وثقي أنّ مناصرتي لك هي قناعة راسخة بأنّك سيّدة حرّة شامخة كريمة بنت كرام ...قويّة لا تُكسرُ...لا تنثني...لا تنحني...ولا يُهضمُ عندها حقّ ..
تنفعلين وتنتهين الى هدوء تامّ ...قلبك ناصع لا يعرف حقدا ولا كرها ولا شرّا ...وأنا أحبّك جدّا وأعتزّ بصداقتك ومواقفك وجرأتك النّادرة