أسمى التحايا العطرة إلى شاعرتنا القديرة الشاعرة الرائعة / عواطف عبد اللطيف
إن القارىء لهذه القصيدة يلمس صورتين الأولى صورة البر اءة التي أوصلتها إلينا النفس ُ الشاعرة ولولا أن شعرت بهذه الصورة حقا لما وصلت إلينا، أما الصورة الثانية فهي صورة الحزن التي لم تكن عادية بقليل كلمات:
لا....لا
تأخذوهْ
أبتي
حبيبي
اتركوهْ
من يربّيني
أنا عمري صغيرْ
ارحموني
ارحموهْ
هو للموت يسيرْ
في هذا المقطع الشعري أيضا نجد رجاء الطفل في فعل الأمر لا ... لا وهذا الإحساس لا يشعر به إلا فطن خبير بالأمور ـ واقصد الشاعرة ـ وبالتحديد ظهر الرجاء في هذا السطر:
لا....لا
تأخذوهْ
والنصيحة لمن ليس هو محل النصح ولكن بعقل الطفل يكون كل شي، بالتحديد هنا :
أبتي
حبيبي
اتركوهْ
من يربّيني
أنا عمري صغيرْ
ارحموني
ارحموهْ
هو للموت يسيرْ
وقد جاء في محل النصيحة المغلفة المملو ةء بالحيرة من الآخرين وعلى حاله القادم
استطاعت الشاعر من إزجاء النصيحة على لسان الأب إلى الطفل وإلى الأجيال القادمة في قولها :
لاتخفْ روحي سأرجعْ
لن أرى عينيكَ تدمعْ
لم أخنْ يوماً بلادي
عشت مختالا عليها
ولها في كل يوم سوف أركعْ
ياحبيبي
انت في قلبي أثيرْ
وصورت لنا الشاعرة بعيني الطفل مشهد المستقبل وهذه الصور تأتي في ثوان معدودة للحائر الحزين أو المبتهج ولا يشعر بها إلا فطن طببالأمر كله ولذلك كانت الشاعرة واعية شاعرة بكل ما جاش بصدر الطفل فأسعفت اللحظات وأخذت الإحساس وهو ساخن :
ونسيتْ
كيف أقرأْ
كيف ألهو
مع صِحابي
كيف أضحكْ
كيف ألعبْ
بعد أن باعوا الضميرْ
تساؤلات حائرة لا يجيب عليها سوى الأيام الأيام وحدها هي التي ستجيب
وهنا ما نسيت الشاعرة إرسال رسالة للحض على حب الوطن وغرس الفدى في نفس الأجيال القادمة على لسان الطفل، أقول على لسان الطفل إذ اختارت الفاظا تتماشى وروح الطفل وهذا هو الإبداع الحقيقي لتكتمل الصورة احساسا ولفظا ومعنى إذ لو بحثنا في معجم القصيدة لن نجد ما تتأزز منه الأسماع والقلوب:
أنا من فوق أنيني
علموني
بسنيني السبعْ
كيف أفهمْ
كيف أصبحْ
رجلَ البيتِ الكبيرْ
- نعم أخي ولا ينبيك مثل خير إنها مسئولية كبيرة هي التي وضعتك فيها يدُ القدر ولكن أنت بحجمها إذ الأبطال لا تأتي بأبطال ـ
وهنا شحذ همة نفس تتجلى في هذا المقطع له ولغيره من الأجيال القادمةبعدما علم بالذي سيحدث بعد أخذ أبيه إلى النهاية المحتومة التي رآها قبل أن تحدث:
علموني
عندما أصحو على
صوتِ رشاشٍ ومدفعْ
كيف أكبُرْ
وأنا الطفل الصغيرْ
في النهاية أقدم شكري الكبير لأخي الدكتور عدي ولأختي الفاضلة الشاعرة القديرة عواطف عبد اللطيف على ثقتهم فيّ وأعتذر كثيرا عما حدث من تأخر وأمني النفس أن ترسلوا رسالة قبل الاختيار حتى يستعد العضو للإبداع.
وهذا قراءة سريعة لعامل الوقت والتأخير وما كان لي أن أتأخر عنكم أيتها الوجوه الجميلة المبدعة ، ربما وفقت أو لا .
أسمى المنى والتقدير