تحتي لك
ولحرفك الذي عبر ونجح مرات في تعبيره
ولكنك لأم تات بجديد عن غزل الأقدمين
في وصف شكل المحبوبة
كذلك :
كفا الصحيح كفى لأن المضارع يكفي
لماذا نصبت كلمة : قدا ... عجبا ؟
امام الجمع اضطربا
يرجى إعادة النظر في الوزن
رمزت
هلا والله استاذ رمزت
-لم أفكر بالأقدمين حينما غازلت واذا قال الأقدمون عن الأسود أسود فلن أقول عنه أبيض حتى أجدد فأنا ضد التجديد ومنغلق ولن أقول لحبيبتي عيناك كفانوس سيارة المرسيدس الشبح الأماميتان...فاعذرني أخي أنا متخلف في هذا ودوغماتي
-والأسماء نكتبها كما هي مكتوبة بدائرة النفوس ومصدرها ممكن أن يكون أرامي أو كنعاني أو عربي بتعدد اللهجات العربية القديمة...والأسماء المتداولة حاول أن تصححها لغوياً ستجد الكثير منها لا يخضع لقاعدة لغوية لتعدد اللغات أو اللهجات القديمة
- اما الضرورة الشعرية فتحكم بعض المخارج
وهو حق مكتسب للشاعر أن يغير بالكلمة بحيث لا تخرج عن معناها
أي أن يا أستاذ رمزت يدلنا هذا على أن الأصل بالشعر المعنى واللحن(الموسيقى)
-وأما أمام الجمع اضطربا فأنت وليس أنا من يحتاج أن يوزنها من جديد
لأن الوزن يتبع النطق وليس عدد الأحرف وأنا متأكد أنك تعرف ذلك وأقوله
لأنه رد على ملاحظتك
تحياتي لك
-فقط سؤال خارجي(ولا أستهين بتفكيرك فاسمك ليس جديداً علي)
برأيك من أتغزل بها فتاة أم ثورة؟؟؟
أرجو أن تجيبني على السؤال وشكراً سلفاً
آخر تعديل عبدالكريم شكوكاني يوم 02-15-2011 في 07:36 AM.
الشاعر عبد الكريم
تحيتي لك
مع الشكر على إجابتك التي اتسمت بالانفعال الشديد
هل نذم الشاعر السياب عندما قال :
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر؟
يا سيدي الضرورة الشعرية :
ــ من حق الشاعر صحيح ولكن لا يجوز أن يخالف النحو أو الوزن وما عدا ذلك فهو جائز
ـــ قصيدتك من مجزوء الوافر
مفاعلتن ـــ مفاعلتن
فهل وزن العبارة : أمام الجمع اضطربا : //5/5/5 ــــ /5///5 ـــ مفاعلْتن ـــ فاعلتن
لا أنا أزنها ولا أنت الخليل هو الذي يزنها
ـــ أما اللجوء إلى السخرية في ردك فهذا لا يليق بالشعراء
لا أحد فوق النقد .... الست معي في هذا ؟
تحيتي لك
مع الشكر على إجابتك التي اتسمت بالانفعال الشديد
هل نذم الشاعر السياب عندما قال :
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر؟
يا سيدي الضرورة الشعرية :
ــ من حق الشاعر صحيح ولكن لا يجوز أن يخالف النحو أو الوزن وما عدا ذلك فهو جائز
ـــ قصيدتك من مجزوء الوافر
مفاعلتن ـــ مفاعلتن
فهل وزن العبارة : أمام الجمع اضطربا : //5/5/5 ــــ /5///5 ـــ مفاعلْتن ـــ فاعلتن
لا أنا أزنها ولا أنت الخليل هو الذي يزنها
ـــ أما اللجوء إلى السخرية في ردك فهذا لا يليق بالشعراء
لا أحد فوق النقد .... الست معي في هذا ؟
مع تحيتي لك
رمزت
-اتهامي بالإنفعال الشديد يدلل أنك آت لتنتقد وليس لتنقد
وأن النقد ليس مهنتك بل أنت متعدٍ عليها
لأن انتقادتك الأولية أنت تنفيها هنا بذكرك للسياب ووصفه
- كلامك مماحكة غشيم ومع ذلك سأرد عليها من أجل من سيقرأ وليس من أجلك لأانني لا أ{د على مماحكات وعدم ردي على المماحكات لا يعني أنني غضبان منك بل العكس( أنا مكيف عليك)
-أنت تشعر أنني أسخر منك لضعفك في النقد
وأنا ليس من طبيعتي أن اسخر من أحد
-القصيدة لا يوجد بها مخالفات بالمطلق بل فيها استخدام جوازات
ويجب عليك أن تميز بين المخالفات واستخدام الجوازات لأن الفرق بينهما
هو الاجازة فقط
-شعري أنا من يزنه وليس الخليل فالخليل نائم في قبره
وقبل الخليل لم يكن الخليل يزن الشعر للشعراء
وأنا لم أصل للاحتراف لأركب الشعر ويزنه لي الخليل
أنا لا زلت أقول ما يعتمل بداخلي ويخرج مني موزوناً
إلا من بعض الهفوات أحياناً
-أمام الجمع إضطربا
أما مل جم عئط طربا
//*/*/* ..//*///*
مفاعلتن..مفاعلتن
وهنا وزها صحيح لأنه يعتمد على اللفظ وليس كيفياً يا رحمك الله
_أرجو منك أن تبتعد عن النقد لأنك لا تصلح له
وبهذه الحالة لا تضر وتفيد وتستفيد وتريح وترتاح
الله يرضى عنك
الأستاذين العزيزين عبد الكريم ورمزت
لا داعي لكل هذا التشنج منكما
نحن هنا أسرة واحدة ونتعلم من بعضنا البعض
والنقد يجب أن يكون بأسلوب الهمسات الأخوية اللطيفة وبدون مناكفات
وفقكما الله لما فيه خير هذا الصرح الأدبي الشامخ
مع محبتي لكما
فضل شاعرنا المكرم عبد الكريم شكوكاتي أن يكون عنوان قصيدته صرخة: (كفى..!!) محاولا من خلاله جذب اهتمام المتلقي إلى النص, و"كفى" عادة ما يستعملها الإنسان الذي لم يعد يحتمل الألم بكل أنواعه.
يدخل المتلقي إلى النص, فيفاجأ بأن الصرخة ليست صرخة ألم, وإنما صرخة عاشق فتن ببهاء معشوقته, وبما أغدقته من كرم وهبات. فجرد قلمه, ليرسم بالكلمات ملامح الحبيبة, وصفاتها.
يقول الشاعر موجها كلامه لحبيبته:
كفا هبة ومكرمة=فلا بخل بما وهبا
يكفيك ما أغدقت من كرم, فأنت ما بخلت بشيء. وسرعان ما ينتقل للوصف, وصف مفاتن الحبيبة, فهي ممشوقة القد, تتخايل حين
تمشي, ويمشي خلفها العجب:
كفا ممشوقة قدٌ =ترى خيلاءها عجبا
وكرر الشاعر "كفى" في هذا البيت, فالتبس المعنى على المتلقي, وعلى ما يبدو أراد الشاعر من تكرار كفى عطف البيت الثاني على الأول, وكان من الأفضل فصل كفى في البيت الثاني عن باقي الكلام بفارزة, كي يعرف المتلقي بأن ال"كفى" الثانية, توكيد لما قبلها, وليس تقديما لما بعدها.
ويستمر الوصف, فيجمع الشاعر بين المفاتن الجسدية, والخلقية, والحسب والنسب:
كريمة منبت وعلا=لها فخراً قد انتسبا
اذا هلت بطلتها=أمام الجمع إضطربا
وان نظرت لأشجار=تمايل غصنها طربا
عيون مثل ياقوت=يحيّر كنهها العربا
وشعر مثل موج البحـ=ر تعلو فوقه الشهبا
ووجه مثل بدر القد=س يبدي الحسن والأدبا
تسير كمهرة صهبا=جمال مسيرها خببا
فهي الكريمة نسبا وخلقا, وهي فخر كل من انتسب إليها, وفي هذا البيت انتقل بنا الشاعر من رؤية إلى أخرى: فالبيتين الأول والثاني جعلانا نظن بأن الموصوفة امرأة, أغرقت الشاعر في بحر هواها, لكن في البيت الثالث اتسعت الدائرة, وبدأنا نشعر بأنه يصف لنا مفاتن شيء أكبر من الحبيبة. فإن افتخر الحبيب بانتسابه إلى حبيبته فلا ضير, ولكن أن يعمم الفخر على كل من ينتسب لها فهذا جعل المتلقي يفهم بأن الحبيبة ليست أقل من فكرة سامية أو وطن أو أمة.
ويستأنف الوصف الحسي, ويدخل في تفاصيل الموصوفة, فهي التي تميل لها الأشجار, وعوينها ياقوت مكنون يسلب لب العرب, ووجهها كبدر القدس, حسنا وأدبا.. وترمح كالمهر, ومسيرها كالخبب. وإن كان الخبب مسير الناقة وليس المهر.فمن هذه المحبوبة التي يتشرف بها كل منتسب, وتسلب لب كل عربي؟ هل هي فلسطين, أم القدس, أم أمة العرب؟ من الصعب أن نجزم, ولكن الشاعر في معرض رده على مداخلة الأستاذ رمزت عليا أفصح عن هويتها, وأعلن بأن معشوقته هي "الثورة".
هذا التحول الجميل من الذات الصغرى إلى الذات الكبرى, كان موفقا إلى حد بعيد, لأن الانتقال كان سلسا, وقدمت له ألفاظ فضفاضة أهمها: أصل, علا, فخر انتسب-- التي وردت في البيت الثالث. وتعزز التوفيق من خلال المبالغة من المدح, فالأشجار لا تميل لطلعة بهية, وإنما للريح, والعواصف.
أراد الشاعر من خلال ذكر العرب, أن يؤصل المعشوقة, وبذكر القدس نسبها إلى بيت من بيوت العرب, ألا وهو البيت الفلسطيني الذي يئن تحت جبروت الاحتلال الصهيوني الغاشم.
ويختم الشاعر قصيدته بمخاطبة كل من يطمح لخطبة هذه المحبوبة, قائلا:
فمهرها غال, وزفتها ليست كأي زفة عروس, لأنها ستجوب مرج بن عامر, والأغوار, وصحراء النقب.وهنا تتضح الرؤية تماما, فالعروس يستحيل بأن تكون امرأة, وليست وطنا, ولا مكانا, وإنما فكرة سامية, من اعتنقها سيدفع ثمنا غاليا, وعليه أن يجاهد لتصل إلى كل أرجاء فلسطين الحبيبة من المرج شمالا , مرورا بالأغوار شرقا, ووصولا إلى صحراء النقب جنوبا.أجل, إنها الثورة العنقاء, التي يبشر بها شاعرنا الكريم, الثورة التي ستكنس الاحتلال وعملائه من كل ربوع فلسطين, فلسطين التاريخية التي لا تقبل القسمة على اثنين ولا على ثلاثة.
تميزت ألفاظ النص بالبساطة, فلم يرد لفظ معجمي واحد, طبعا اذا استثنينا الأماكن التي ورد ذكرها (المرج, الأغوار, النقب) ولقد قام الشاعر مشكورا بتوضيحها للقارئ.
الصورة الشعرية في القصيدة أميل إلى الكلاسيكية, فالشاعر اتكأ اتكاء كبيرا على التشبيه, معتمدا على لفظة: "مثل" أو "كاف" التشبيه, كقوله:
عيون مثل ياقوت
وشعر مثل موج البحر
ووجه مثل بدر القدس
تسير كمهرة صهبا
في ما ورد من صور, لم نر جديدا في التصوير, قالعرب قديما وحديثا, شبهوا العيون بالدر, واللؤلؤ والياقوت..., وشبهوا الشعر بالشلال, والبحر, والموج وما إلى ذلك. والوجه كالبدر, وردت عند العرب من قديم الزمان, وإن خصص شاعرنا بدر القدس, وكم كنت أتمنى لو أنه قال: ووجه, كوجه القدس. أما تشبيه المشية بمشية الغزال, أو المهر, أو الحجل أو... فأيضا استهلك كثيرا في شعرنا العربي.
ولست هنا بصدد الدعوة للانقلاب على كل الموروث الشعري العربي, وابتداع الجديد, ولكن أدعو للسعي الحثيث من أجل التحديث والتطوير ليواكب الشعر العربي عصره دون أن ينسلخ عن أصالته.
ورغم أن الصورة الشعرية في القصيدة لم تأت بجديد يذكر, إلا أن الفكرة, وتجلياتها وموسيقى مجزوء الوافر قد خلقوا جوا مريحا, وتناغما مقبولا, جعلت المتلقي لا يلتفت للتصوير بقدر سعيه لمعرفة ما وراء الكلمات, وإلى أين سترسو الفكرة.
وورد في النص هذه الأخطاء الإملائية:
كفا
هبة ومكرمة,
كفا
ممشوقة قدٌ: الفعل كفى, مضارعه يكفي, والقاعدة تقول بأن الفعل معلول الآخر, يكتب بناء على مضارعه, فإذا كان المضارع ينتهي بالياء (يمشي مثلا) فماضيه يكتب بالألف المقصورة (مشى). وإن كان مضارعه ينتهي بالواو (يغفو مثلا) فماضيه يكتب بالألف الطويلة (غفا).
خبب: نعت (يتبع المنعوت في حركته) مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
العروض:
كريمة منبت وعلا=لها فخراً قد انتسبا
كَ رِ يْ مَ ةُ مَ نْ بِ تِ نْ وَ عُ لَ اْ=لَ هَ اْ فَ خْ رَ نْ قَ دِ اْ نْ تَ سَ بَ
كَريمة منْ-بِتٍ وَعُلا=لَها فجرا-قد انتسبا
اا0ااا0-اا0ااا0=اا0ا0ا0-اا0ااا
مُفَاعَلَتُنْ-مُفاعَلَتُنْ=مَفَاعيلنْ-مفاعَلَتن
القصيدة على مجزوء الوافر وتفعيلات الوافر في الأصل:
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن=مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
لكن درج استعماله مقطوف العروض:
مفاعلتن مفاعلتن فعولن=مفاعلتن مفاعلتن فعولن
أما مجزوؤه فتفعيلاته:
مفاعلتن مفاعلتن=مفاعلتن مفاعلتن
وجوازات مفاعلتن: مفاعيلن
ونلاحظ بأن الشاعر في قصيدته قد مزج بين التفعيلتين في أغلب أبيات القصيدة.
في البيت الرابع يقول الشاعر:
اذا هلت بطلتها=أمام الجمع
(إ)
ضطربا
هنا الشاعر حول همزة الوصل إلى همزة قطع ليستقيم وزن البيت, وهذا جائز وورد عند أغلب الشعراء إن لم نقل كلهم.
وختاما أقول:
لقد نجح شاعرنا في توصيل فكرته الثورية, معتمدا على الغزل, وكما هو معلوم, الغزل أقرب أغراض الشعر إلى قلب المتلقي, ويستقطب القراء من كل صنف. فكان الاختيار ذكيا وموفقا.
ومزج بين الرمزية, والرومانسية, وكان الرمز شفافا, وفي متناول القارئ. كما أنه بلغ رسالته على احسن وجه لاعتماده على الألفاظ البسيطة والبعيدة عن التعقيد. وفي القصيدة موقف سياسي ثابت, وفيها رفض لكل مشاريع السلام, والتقسيم التي طرحت وتطرح كحل للقضية الفلسطينية, فشاعرنا لا يؤمن إلا بفلسطين واحدة, لا تقل مساحتها عن 27000كلم مربع, وتمتد من الجليل الأعلى شمالا إلى البحر الأحمر جنوبا, ومن البحر الميت شرقا إلى المتوسط غربا.
من الناحية الفنية, يفتقر النص للحداثة بمفهومها الأصيل, وليس المستورد, ويا حبذا لو أن شاعرنا الكريم يشتغل أكثر على الصورة لأن الصورة الشعرية هي ميزة الشعر المعاصر, والحكم على تطور الشعر العربي يبدأ من الصورة.
هذه قراءتي المتواضعة والسريعة لقصيدة: "كفى" للشاعر عبد الكريم شكوكاتي, أضعها بين أيديكم, وأنتظر آراءكم وتوجيهاتكم وتصويباتكم. ويبقى الانطباع سيد الأحكام عند المتلقي, وهو سيد النقد المعاصر في غياب حركة نقدية جادة ومتمكنة.
فضل شاعرنا المكرم عبد الكريم شكوكاتي أن يكون عنوان قصيدته صرخة: (كفى..!!) محاولا من خلاله جذب اهتمام المتلقي إلى النص, و"كفى" عادة ما يستعملها الإنسان الذي لم يعد يحتمل الألم بكل أنواعه.
يدخل المتلقي إلى النص, فيفاجأ بأن الصرخة ليست صرخة ألم, وإنما صرخة عاشق فتن ببهاء معشوقته, وبما أغدقته من كرم وهبات. فجرد قلمه, ليرسم بالكلمات ملامح الحبيبة, وصفاتها.
يقول الشاعر موجها كلامه لحبيبته:
كفا هبة ومكرمة=فلا بخل بما وهبا
يكفيك ما أغدقت من كرم, فأنت ما بخلت بشيء. وسرعان ما ينتقل للوصف, وصف مفاتن الحبيبة, فهي ممشوقة القد, تتخايل حين
تمشي, ويمشي خلفها العجب:
كفا ممشوقة قدٌ =ترى خيلاءها عجبا
وكرر الشاعر "كفى" في هذا البيت, فالتبس المعنى على المتلقي, وعلى ما يبدو أراد الشاعر من تكرار كفى عطف البيت الثاني على الأول, وكان من الأفضل فصل كفى في البيت الثاني عن باقي الكلام بفارزة, كي يعرف المتلقي بأن ال"كفى" الثانية, توكيد لما قبلها, وليس تقديما لما بعدها.
ويستمر الوصف, فيجمع الشاعر بين المفاتن الجسدية, والخلقية, والحسب والنسب:
كريمة منبت وعلا=لها فخراً قد انتسبا
اذا هلت بطلتها=أمام الجمع إضطربا
وان نظرت لأشجار=تمايل غصنها طربا
عيون مثل ياقوت=يحيّر كنهها العربا
وشعر مثل موج البحـ=ر تعلو فوقه الشهبا
ووجه مثل بدر القد=س يبدي الحسن والأدبا
تسير كمهرة صهبا=جمال مسيرها خببا
فهي الكريمة نسبا وخلقا, وهي فخر كل من انتسب إليها, وفي هذا البيت انتقل بنا الشاعر من رؤية إلى أخرى: فالبيتين الأول والثاني جعلانا نظن بأن الموصوفة امرأة, أغرقت الشاعر في بحر هواها, لكن في البيت الثالث اتسعت الدائرة, وبدأنا نشعر بأنه يصف لنا مفاتن شيء أكبر من الحبيبة. فإن افتخر الحبيب بانتسابه إلى حبيبته فلا ضير, ولكن أن يعمم الفخر على كل من ينتسب لها فهذا جعل المتلقي يفهم بأن الحبيبة ليست أقل من فكرة سامية أو وطن أو أمة.
ويستأنف الوصف الحسي, ويدخل في تفاصيل الموصوفة, فهي التي تميل لها الأشجار, وعوينها ياقوت مكنون يسلب لب العرب, ووجهها كبدر القدس, حسنا وأدبا.. وترمح كالمهر, ومسيرها كالخبب. وإن كان الخبب مسير الناقة وليس المهر.فمن هذه المحبوبة التي يتشرف بها كل منتسب, وتسلب لب كل عربي؟ هل هي فلسطين, أم القدس, أم أمة العرب؟ من الصعب أن نجزم, ولكن الشاعر في معرض رده على مداخلة الأستاذ رمزت عليا أفصح عن هويتها, وأعلن بأن معشوقته هي "الثورة".
هذا التحول الجميل من الذات الصغرى إلى الذات الكبرى, كان موفقا إلى حد بعيد, لأن الانتقال كان سلسا, وقدمت له ألفاظ فضفاضة أهمها: أصل, علا, فخر انتسب-- التي وردت في البيت الثالث. وتعزز التوفيق من خلال المبالغة من المدح, فالأشجار لا تميل لطلعة بهية, وإنما للريح, والعواصف.
أراد الشاعر من خلال ذكر العرب, أن يؤصل المعشوقة, وبذكر القدس نسبها إلى بيت من بيوت العرب, ألا وهو البيت الفلسطيني الذي يئن تحت جبروت الاحتلال الصهيوني الغاشم.
ويختم الشاعر قصيدته بمخاطبة كل من يطمح لخطبة هذه المحبوبة, قائلا:
فمهرها غال, وزفتها ليست كأي زفة عروس, لأنها ستجوب مرج بن عامر, والأغوار, وصحراء النقب.وهنا تتضح الرؤية تماما, فالعروس يستحيل بأن تكون امرأة, وليست وطنا, ولا مكانا, وإنما فكرة سامية, من اعتنقها سيدفع ثمنا غاليا, وعليه أن يجاهد لتصل إلى كل أرجاء فلسطين الحبيبة من المرج شمالا , مرورا بالأغوار شرقا, ووصولا إلى صحراء النقب جنوبا.أجل, إنها الثورة العنقاء, التي يبشر بها شاعرنا الكريم, الثورة التي ستكنس الاحتلال وعملائه من كل ربوع فلسطين, فلسطين التاريخية التي لا تقبل القسمة على اثنين ولا على ثلاثة.
تميزت ألفاظ النص بالبساطة, فلم يرد لفظ معجمي واحد, طبعا اذا استثنينا الأماكن التي ورد ذكرها (المرج, الأغوار, النقب) ولقد قام الشاعر مشكورا بتوضيحها للقارئ.
الصورة الشعرية في القصيدة أميل إلى الكلاسيكية, فالشاعر اتكأ اتكاء كبيرا على التشبيه, معتمدا على لفظة: "مثل" أو "كاف" التشبيه, كقوله:
عيون مثل ياقوت
وشعر مثل موج البحر
ووجه مثل بدر القدس
تسير كمهرة صهبا
في ما ورد من صور, لم نر جديدا في التصوير, قالعرب قديما وحديثا, شبهوا العيون بالدر, واللؤلؤ والياقوت..., وشبهوا الشعر بالشلال, والبحر, والموج وما إلى ذلك. والوجه كالبدر, وردت عند العرب من قديم الزمان, وإن خصص شاعرنا بدر القدس, وكم كنت أتمنى لو أنه قال: ووجه, كوجه القدس. أما تشبيه المشية بمشية الغزال, أو المهر, أو الحجل أو... فأيضا استهلك كثيرا في شعرنا العربي.
ولست هنا بصدد الدعوة للانقلاب على كل الموروث الشعري العربي, وابتداع الجديد, ولكن أدعو للسعي الحثيث من أجل التحديث والتطوير ليواكب الشعر العربي عصره دون أن ينسلخ عن أصالته.
ورغم أن الصورة الشعرية في القصيدة لم تأت بجديد يذكر, إلا أن الفكرة, وتجلياتها وموسيقى مجزوء الوافر قد خلقوا جوا مريحا, وتناغما مقبولا, جعلت المتلقي لا يلتفت للتصوير بقدر سعيه لمعرفة ما وراء الكلمات, وإلى أين سترسو الفكرة.
وورد في النص هذه الأخطاء الإملائية:
كفا
هبة ومكرمة,
كفا
ممشوقة قدٌ: الفعل كفى, مضارعه يكفي, والقاعدة تقول بأن الفعل معلول الآخر, يكتب بناء على مضارعه, فإذا كان المضارع ينتهي بالياء (يمشي مثلا) فماضيه يكتب بالألف المقصورة (مشى). وإن كان مضارعه ينتهي بالواو (يغفو مثلا) فماضيه يكتب بالألف الطويلة (غفا).
خبب: نعت (يتبع المنعوت في حركته) مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
العروض:
كريمة منبت وعلا=لها فخراً قد انتسبا
كَ رِ يْ مَ ةُ مَ نْ بِ تِ نْ وَ عُ لَ اْ=لَ هَ اْ فَ خْ رَ نْ قَ دِ اْ نْ تَ سَ بَ
كَريمة منْ-بِتٍ وَعُلا=لَها فجرا-قد انتسبا
اا0ااا0-اا0ااا0=اا0ا0ا0-اا0ااا
مُفَاعَلَتُنْ-مُفاعَلَتُنْ=مَفَاعيلنْ-مفاعَلَتن
القصيدة على مجزوء الوافر وتفعيلات الوافر في الأصل:
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن=مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
لكن درج استعماله مقطوف العروض:
مفاعلتن مفاعلتن فعولن=مفاعلتن مفاعلتن فعولن
أما مجزوؤه فتفعيلاته:
مفاعلتن مفاعلتن=مفاعلتن مفاعلتن
وجوازات مفاعلتن: مفاعيلن
ونلاحظ بأن الشاعر في قصيدته قد مزج بين التفعيلتين في أغلب أبيات القصيدة.
في البيت الرابع يقول الشاعر:
اذا هلت بطلتها=أمام الجمع
(إ)
ضطربا
هنا الشاعر حول همزة الوصل إلى همزة قطع ليستقيم وزن البيت, وهذا جائز وورد عند أغلب الشعراء إن لم نقل كلهم.
وختاما أقول:
لقد نجح شاعرنا في توصيل فكرته الثورية, معتمدا على الغزل, وكما هو معلوم, الغزل أقرب أغراض الشعر إلى قلب المتلقي, ويستقطب القراء من كل صنف. فكان الاختيار ذكيا وموفقا.
ومزج بين الرمزية, والرومانسية, وكان الرمز شفافا, وفي متناول القارئ. كما أنه بلغ رسالته على احسن وجه لاعتماده على الألفاظ البسيطة والبعيدة عن التعقيد. وفي القصيدة موقف سياسي ثابت, وفيها رفض لكل مشاريع السلام, والتقسيم التي طرحت وتطرح كحل للقضية الفلسطينية, فشاعرنا لا يؤمن إلا بفلسطين واحدة, لا تقل مساحتها عن 27000كلم مربع, وتمتد من الجليل الأعلى شمالا إلى البحر الأحمر جنوبا, ومن البحر الميت شرقا إلى المتوسط غربا.
من الناحية الفنية, يفتقر النص للحداثة بمفهومها الأصيل, وليس المستورد, ويا حبذا لو أن شاعرنا الكريم يشتغل أكثر على الصورة لأن الصورة الشعرية هي ميزة الشعر المعاصر, والحكم على تطور الشعر العربي يبدأ من الصورة.
هذه قراءتي المتواضعة والسريعة لقصيدة: "كفى" للشاعر عبد الكريم شكوكاتي, أضعها بين أيديكم, وأنتظر آراءكم وتوجيهاتكم وتصويباتكم. ويبقى الانطباع سيد الأحكام عند المتلقي, وهو سيد النقد المعاصر في غياب حركة نقدية جادة ومتمكنة.
محبتي وتقديري
ربما هي المرة الأولى التي أقرأ دراسة نقدية بهذه الشمولية يقدمها أستاذي الفاضل عدي شتات
الذي اعتدنا على تفاعله القيم دائما مع نصوصنا شعرا و تنبيها على مكامن الخطأ و تسليط الضوء على مكامن الجمال التي يراها في النصوص
لكن للمرة الأولى أراه يخوض غمار القصيدة فيخرج لنا بكل تمكن و اقتدار بدراسة سلط من خلالها الضوء على الكلمة و الفكرة و الهدف و المضمون بكلمات سهلة بسيطة أوصل لنا الصورة شاملة بما قل و دل من الكلمات و وجه على كل حيز في القصيدة حزمة ضوء كانت كافية حسبما رآه أستاذي لتجعلنا نسبر معه عمق القصيدة بكل متعة القراءة
أحييك أستاذي الفاضل عدي، فأنا هنا وجدتك ناقدا يملك أدوات النقد و يعرف كيف يتنقل بين مضمون القصيدة و فكرتها مشيرا إلى مكنونات الجمال ثم منبها إلى الخطأ أينما وجدته، إضافة إلى تقديم رؤيتك و ما تقترحه من أجل القصيدة...
و أغبط شاعرنا الفاضل عبد الكريم الذي استطاعت قصيدته أن تستفز قلمك ليقوم لنا فيقدم هذه الدراسة المستفيضة.
لك التحيات و التقدير و بانتظار ما ستجود به علينا من رؤى نقدية لنصوص أخرى.
أخواي الكريمان: الأستاذ رمزت عليا والأستاذ عبد الكريم شكوكاني حياكما الله
حين ينشر الناص نصه, يصبح ملكا للجميع, ويتحول إلى مادة بحث.
أستاذي عبد الكريم نشرت قصيدتك, وفي اللحظة التي ضغطت فيها على أيقونة أنشر خرجت من خزانتك, ويحق لكل قارئ بأن يبدي رأيه في النص سلبا كان أم إيجابا.
الأستاذ رمزت, قام مشكورا بتبيان بعض الأخطاء الإملائية, وأبدى رأيه في الصورة الشعرية.
هو يملك مطلق الحرية في إبداء رأيه سواء من الناحية الفنية أو اللغوية. فيما يخص اللغة والعروض الحكم بيننا جميعا قواعدهما.
أما من الناحية الفنية, فالذائقة, والانطباع, والحالة النفسية للمتلقي, والميول الفكرية, والأيديولوجية وغيرها تلعب دورا مهما في تشكيل الرؤية الفنية لأي نص. وليس من حق أحد أن يقول لصاحب رأي أنت مخطئ, ولا لصاحب الرأي ان يفرض رأيه على الآخرين.
سعدت كثيرا بالحركة التي دبت في قسم الشعر, وعودة الروح له بعد أن غاب عنا أستاذنا الحبيب عبد الرسول معله, والذي كان يكرمنا جميعا بآرائه وتوجيهاته وتصويباته. لكن تأسفت كثيرا للمستوى الذي وصل إليه الحوار.
نحن هنا لنستفيد ونفيد, كلنا نتعلم, ولا أحد منا بلغ درجة ترفعه عن التعلم. لقد تربيت أدبيا وشعريا على يد شاعر كبير وأستاذ جليل هو إبن الشاطئ رحمه الله, فكان لا يبخل على أحد بتوجيهاته, وما استقام لي ولغيري عود إلا بفضله. ورغم كل هذا كنا نصوب له, ونناقشه في أدق تفاصيل شعره, فيرد آراءنا بالعلم تارة, ويأخذ بآرائنا تارة أخرى.
هذا هو الهدف الأساسي للاحتكاك والتفاعل بين الشعراء والأدباء. ولا خير في مكان لا علم فيه ولا فائدة.
أتمنى أن يزول سوء التفاهم بينكما, وأن تتسع صدورنا وعقولنا للرأي والرأي الآخر وأن تكون الحجة المبنية على أسس علمية هي الأساس. ويا حبذا لو أن كل من رأى عيبا في نص ما أن يقترح بديلا, أو أن يدلل على كلامه ببراهين.
أسأل الله أن يقرب بيننا ويحببنا ببعض
ويبعد عنا الفرقة