المرتبة الثالثة مناصفة مع الدكتور محمد إسحاق الريفي (فلسطين)
والدكتور خليل عليوي ( اليمن)
والمتحصل على الجائزة الأولى للشعر النسوي (بالجزائر)
ترجم إلى اللغة الفرنسية من طرف الأديبة منيرة الفهري(تونس)
وإلى اللغة الإنجليزية من طرف الدكتور فيصل كريم (الكويت)
وإلى لغة الأطياف السبعة من طرف الفنان التشكيلي سائد ريان( فلسطين)
***************
إني هنا.. ياقصةً قبل البدايات انتهتْ إني هنا .. أنّاتُ روحٍ بالمنافي غُــرِّبتْ إني هنا.. دربُ الربيعِ إلى الحياةْ صدري يخبىءُ لوعةً ما قد تبوح به تسابيحي وأدعية ُالصلاةْ إني هنا.. صمتا أُكبـِّرُ بين قضبانِ الطغاةْ والنايُ لحنٌ نازفٌ أضناهُ دمعُ الأغنياتْ
يا كل من كفنتهُم بيدي وحَرِّ قصائدي بين البيوت ْ.. يا كلَّ من شربوا هنا دمع الثرى..والرزءُ قوتْ تعبت خطايَ ..ورغم أوجاعي أتيتْ كي أستعيدَ الشمسَ من حضنِ الأفولْ يا كل أحبابي الذين هنا امتطوا متن الرحيلْ عبثًا ألوِّحُ للنوارس وابتسامات الحقولْ عبثا أفـرُّ كما الزهور من الذبول إلى الذبولْ عبثا أعيد السنبلات بسحرها بين الطُّلولْ
تعِبَ التعبْ.. ياجذوةً بالقلبِ من عمر الأحبةِ تحتطبْ
تعبَ السفرْ.. ملّتْ مراكبُـنا شراعًا قـُــدَّ من وجع البشرْ كم لا.. ولا.. حُبلى بصدري تنتظرْ.. !! كم لا ..ولا ..بين المساءاتِ الحزينةِ.. ترتدي ثوب الحذرْ تعبتْ جراحي من نزيفٍ صامتٍ بين المقاصلِ و الحصونْ وأنا هنا زخَّاتُ صبحٍ هاربٍ خوفَ العيونْ والدربُ جمرُ الغدر تنتعل الخطى ..يا نهرَ دجلة والفراتْ زعموا بأنّا الخائنونَ مدى الحياةْ زعموا بأنَّا القابعونَ مع الرفاتْ وأنا الغريبةُ كم يُبعثرني المحالْ أَوَكلما وقّعتُ خارطةَ الطريقِ على الرمالْ كي يستدل بها هنالك نبضُ قلبي المنكسِرْ هبَّ الظلامُ مبعثرا ريحَ القطيعةِ بالدروبِ لتنمحي خلفي المعالمُ والأثرْ كي لا أعودَ إلى الأحبةِ بالسنابلِ والمطرْ
فإلى متى هذا الحصارْ..؟ وإلى متى يبقى يُبعثرنا الدمارْ..؟ وإلى متى تبقى تغربنا الحدود ْ؟ والنار تأكلُني هشيمًا والأحبةُ ينزفون كما الورودْ والمدلجونَ الحالمونَ هنا بشتـْلاتِ الرغيفْ عبر الضفاف يلوِّحونَ كما الطيوفْ وعلى مدى الأبصارِ بالنارِ استوَتْ كلُّ السيوفْ
لبس الربيعُ كبلبلٍ وكرَ الغروبْ والريح ُكالطوفان بندٌ وقعتهُ يدُ الليالي المظلماتِ مع الهبوبْ فمتى تهيم زوارقي صوب الجنوبْ..؟! ومتى سنُخمدُ بيننا هذا اللهيبْ..؟! ومتى بصوت واحد يشدو العربْ: إنا هنا إسلامُنا لَهـْو النسبْ.. لاشيء يرجعُ عزنا إلا التكاتفُ والغَضبْ..؟
يا قصةً بالدرب تكتبُها الدماءْ كل المطاراتِ التي دوّنتُها سِرًّا على صدر الهويةِ قبل أن يغفو الضياءْ ذابت كصبح بين أهوالِ المساءْ واليمُّ يعبث بالغريبةِ في مهباتِ الشقاءْ مذ أرهقتْني رحلتي .. وقرأتـُـني رقمًا على خط العبورْ يرميه سهمًا للسُّرى قوسُ الهجيرْ دعني أودِّعُ موطني يا أيها القناصُ أو أسقي دمائيَ للغديرْ دعني أوقِّعُ بعضَ أسراري هنا... فلقد دنا يوم المصيرْ ومضى السفين مضرَّجا للبحر يحكي كلَّ أوجاع الدهورْ عبثا أحاول أن أقومْ والذكريات توَسدُ القلب المعنىَّ بالهمومْ والليل ياذا الليل كم قد يستبيح على الملاَ .. جرحَ السقيمْ..
عبثا أحاول أن أُلوّح للربى خلفَ العُبابْ والكف أوهنها الصقيعُ كما الخطى والقلبُ أضناه العذابْ والروح تصرخُ بالمدى أين الأحبةُ و الصحابْ..؟ من ذا الذي يصغي إلى صوتِ الحمامِ المشتكي فوق القبابْ؟ من ذا الذي قد يحتسي كأس المنافي بين أهوال الضبابْ..؟ من ذا الذي قد يمسحُ الدَّمع الغريب إذا هنا .. حنَّ الترابُ إلى الترابْ..؟
ظمئت خطاي إلى الرجوع ْ إذ لا دليل هنا بدربي غير غصاتِ الدموعْ فمتى أعود مع السلام إلى النجودْ وقد استباحوا رغم أناتي دمي وعلى بقايا معصمي.. قد وقعوا إسم القضيةِ بالحديدْ يا كلَّ أوجاعي التي ما إن هنا خبأتهُا .. حتى هنالك للمدى فاضتْ بها كأسُ القصيدْ عبثا أحاول أن توسدني الوعودْ وإلى المدائن صدّني وهن ٌ مُسجى بالقيودْ من ذا الذي قد يفهم القلب المُعنّى ما يريدْ
من ذا الذي يُنسي السواقي والحدودْ وطني الذبيحُ من الوريدِ إلى الوريدْ
إني هنا.. والعمرُ عهدٌ صاخبٌ أودعتُه.. جمرا بأنفاس الثرى كي يشتعلْ ولسوف أبقى ثورة بين الربى.. يا بدر أوطاني إذا لم تكتملْ إني هنا .. ياقصةً قبل النهايات ارتدتْ ثوب الخلودْ ما ضرَّني جرحي القديم وإنما.. ما سطرتهُ مواجعا .. أيدي الشهودْ
قد كان لي يوما هناك مع الغيومْ
تذكار قلب لم تنل منه الهمومْ
إن أطفأتْ صمتا قناديلَ الحياةْ
ومضتْ تبعثر نبضه بين الرفاتْ
كي لا يغني ويبتسمْ
ويصيغُ لحنهُ من تباريح الألمْ
كم غاب عني هائما في كبرياءْ
لكنه ولىّ وقد عاف الضياءْ
ومضى رمادا في العراءْ
مستأنسا مثلي مجاهيل الظلامْ
مذ خاصم زيفَ الكلامْ
وغفا غريبا في الزحامْ
قال انتهى الحلمُ النقي ووسدتْ بعضي القيودْ
وتناثرتْ مثلي هنا كلُّ أزاهير الوجودْ
والغدرُ أوهن أضلعي
ما عدت أفهم أدمعي
ما عدت أتقن عزف ألحاني إذا سكن السهادُمدامعي
فدعوا مراكب رحلتي تمضي بدوني َ لن أعودْ
لا الموجُ يفهمُ صوت آناتي ولا نزفُ الحشا بالصدر يعلمُ ما أريدْ
من شقّ أوردةَ القصيدْ...؟
من غربَ الصدق على وتر الجحودْ..؟
أولم تزل يا أيها النبض المسافر بين أقبية الضنى
تقتات من ضرع الوعيدْ
من صادر عطر الحقولْ..؟
كفتات روحيَ بين أرشية الذبولْ
دعني على جمر الذهولْ
دعني لأسري دمعة يلهو بها صخبُ الهطولْ
بالود تروي ما تبقى من عبيربين أضرحة الفصولْ
ماذا أقول لبعض أعوام مضتْ
إن أورقتْ بين الضلوع صبابتي
وتورمتْ بالروح أشواقٌ ظننتها قد غفتْ..؟
ما ذا أقول لشهقة الأحزان إن ضجّـتْ بها كأسُ القروحْ..؟
وسقيتُ أيامي بنزفٍ أيقظ كل الجروحْ
كوني معي
فلقد مللت بذا العباب توجعي
كالوهم أمضي يستطيل بيَ الحنينُ فأجثو خوفا من صقيع مضاجعي
كوني معي
إن وضأتـْني على الطلول هنا دموعُ تضرعي
فلقد تعبتُ ومرفئي نجمٌ تقلبهُ الخطوبْ
بين ابتساماتِ الذنوبْ
كوني معي
لا تعتبي ..
سبحان من حلقتُ طيرا في سماهْ
بجلاله أدركتُ سرّ الكونِ مذ مادتْ رباهْ
لا تعتبي إن بعثرتني يدُ السنين ذبالةً
ومضيتُ جفنا مغمضا خلف ربيع خلتُه كلّ الحياهْ
كم أشرقتْ صوبي الخمائل بالهجير ولم أر ظلا سواهْ
كوني معي
إن غابت الشمس بدرب قد تعرّج منتهاهْ
ورجعتُ من طول الترحل ثاويا
حتى تُرَوّيني الأماني إن ترقرق باسما صوبي سناهْ
لا تعجبي لتهجدي بين الطرقْ
إن رحتُ أقفو بعض أحلام على صدر الشفق
لا تعتبي..
إن همتُ نجما بالأفقْ
قدر الشموع بأن تنير الليل يجلدُها ازدراءُ الساهرين لتحترقْ
**********
سر حيث شئتُ مُغرّبًا خلف الضبابْ
واملأ كؤوس البوح وجدا من تراتيل العذابْ
قد ملّني بردُ ارتحالي بين أقبية السرابْ
وبقيتُ وحدي أرتجي منكَ الإيابْ
لكنك لم تنتظرْ
منذ ارتحلتَ برغم ظلماء السفرْ
تعبتْ خطاي على اللظى
واستنطقتْ نارُ الجوى صمتَ الوترْ
واستبسلتْ هذي اللحون لكي تهيم بوجدها رغم ربابي المنكسرْ
وغفا الفؤاد ملوعا خلفي يوقع بالتذكر والسهرْ
سر لا تعدْ
إني ارتضيتُ بوحدتي فرش الكمدْ
وأنا أراك تكابر رغم العناءْ
فاسكبْ عهودا مزّقتْها بعتمتي كفُّ الشقاءْ
لما يطلُّ مواربا بابَ الترقُّبِ وجهُ عيدِك عابرا
وتظلُّ تجمعُ بعضَ عطرٍ من قلاماتِ اللقاءْ
حتى ترتقَ فتق جرح كلما غار ارتدى ثوب الوفاءْ
سر لا تعدْ
فالحب ما لم يرتقِ مستعليا هام النقاءْ
محض ادعاءات وكذْب وافتراءْ
سر حيث شئت منزها
وازرعْ بذور النور بالأرض الخواءْ
ستجيء يوما حتى إن طال الغيابْ
نهرَ ابتساماتٍ وأفراح ٍعلى الأرض اليبابْ
لتصلي طيرا عائدا مني إليْ
وتسيرُ طيفا لا يبارحُ محملي
وستنثر الورد النديَّ على دثار تبتلي
يحثوعليّ من عبير الذكرياتِ
بما يفوق تحملي
سر لا تعد
واركبْ بحار الشوق وحدك للأبدْ
إن عدتَ يوما كي تزاورصامتا هذا الجسدْ
بين احتراقاتي وبرد الاعترافْ
كنْ غيمة بالطهر تهمي بين هاتيك الضفافْ
واكتبْ على كل الدروب بأدمعي :..
إني استفقتُ وبالتقى مزقتُ أحلامي العجاف ْ