الفتن في القران
ومنها فتنة المال
أعاذنا الله وإياكم من الفتن في هذه الحياة مغريات كثيرة ومن اشدها على النفس البشرية هي فتنة المال، وفي القران الكريم نبهنا رب العزة الى فتنة المال وفتنة الاولاد منها قوله تعالى( واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة) الاية 28الانفال
ففي كل الايات التي وردت فيها فتن الحياة قدم المال على الزوجة والأولاد والسبب في تقديم المال على الاولاد هو ميل الانسان اليه والرغبة في جمعه والله اعلى واعلم..
لان المال في تعريف اللغة هو كل ما مالت اليه النفس، ومن الممكن ان الانسان وهذه طبيعة فطرته ان يتحمل ان يغيب عنه زوجته واولاده او احدهم في معترك الحباة وما تلهيهم به الحياة من مغرياة، فممكن ان يصبر على غيابهم او يتحمل ان يكون بدونهم لكن المال لايتحمل ان يبقى بدونه ولو لبضع ايام، هذا والله اعلى واعلم....
واقدم لكم قصة وردت في القران الكريم عن احد الذين فتنوا في المال وما آل اليه حاله وفقنا الله واياكم الى خدمة المجتمع ولو بشيء يسير في سرد بعض ايات القران وما ورد في تفسيرها
اليكم
قصة حاطب بن ثعلبة
وردت قصته في أسباب نزول الآية
( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ)التوبة75
حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر قال : حدثنا ابو عمران موسى ابن سهل الحوتي قال : حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا محمد بن شعيب قال حدثنا معاذبن رفاعة السلامي عن ابي عبدالملك علي بن ابي يزيد انه اخبره عن القاسم بن عبدالرحمن , عن ابي امامة الباهلي : ان ثعلبة بن حاطب الانصاري اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله ادع الله ان يرزقني مالا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك ياثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لاتطيقه " .
ثم قال مرة اخرى : "اما ترضى ان تكون مثل نبي الله ، فاوالذي نفسي بيده لو شئت ان تسيل معي الجبال فضة وذهبا لسالت" فقال : والذي بعثك بالحق لان دعوت الله ان يرزقني مالا لاوتين كل ذي حق حقه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اللهم ارزق ثعلبة مالا " .
فاتخذ غنما ، فنمت كما ينمو الدود ، فضاقت عليه المدينة ، فتنحى عنها فنزل واديا من اوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما ، ثم نميت وكثرت حتى ترك الصلاة الى الجمعة وهي تنمو كما ينمو الدود .
حتى ترك الجمعة فسال الرسول عليه السلام فقال : " ما فعل ثعلبة " فقالوا اتحذ غنما ، وضاقت عليه المدينة ، واخبروه بخبره ، فقال : " يا ويح ثعلبة " . ثلاثاً ، وانزل الله عز وجل : {خذ من امواهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} .
وانزل فرائض الصدقة ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين على الصدقة ، وقال لهما مرا بثعلبة وبفلان - رجل من بني سليم - فخذا صدقاتهما فخرجا حتى اتيا ثعلبة فسالاه الصدقة واقراه كتاب رسول الله عليه السلام ، فقال : ما هذه الا جزية ما هذه الا اخت الجزية ، ماادري ما هذا ؟ انطلقا حتى تفرغا ثم تعودا الي فانطلقا ، واخبرا السلمي ، فنظر الى خيار إبله فعزلها للصدقة ثم استقبلهم بها فلما راوها قالوا : مايجب هذا عليك ، وما نريد ان ناخده منك .
قال : بلى خذوه فان نفسي بذلك طيبة ، وانما هي ، إبلي .
فاخذوه منه فلما فرغا من صدقتهما رجعا حتى مرا بثعلبة فقال : اروني كتابكما انظر فيه.
فقال : ما هذه الا اخت الجزية انطلقا حتى ارى رايي فانطلقا حتى اتيا النبي فلما رآهما قال : "يا ويح ثعلبة"قبل ان يكلمهما ودعا السلمي بالبركة واخبروه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي ، فانزل الله عزوجل { ومنهم من عاهد الله لئن اتانا من فضله لنصدقن } الى قوله تعالى { بما كانوا يكذبون } وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من اقارب ثعلبة فسمع ذلك فخرج حتى اتى ثعلبة فقال : ويحك يا ثعلبة قد انزل الله فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى اتى النبي عليه السلام فسأله ان يقبل منه صدقته , فقال { ان الله قد منعني ان اقبل صدقتك} فجعل يحثو التراب على راسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { هذا عملك , قد امرتك فلم تطعني } فلما أبى أن يقبل منه شيئا رجع الى منزله وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئا, ثم أتى ابا بكر رضي الله عنه حين استخلف فقال : قد علمت منزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم , وموضعي من الانصار , فاقبل صدقتي فقال : لم يقبلها رسول الله وأنا أقبلها ؟ فقبض ابو بكر وابى ان يقبلها , فلما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه اتاه فقال : ياامير المؤمنين اقبل صدقتي فقال : لم يقبلها رسول الله عليه السلام ولا ابوبكر , أنا أقبلها منك ؟ فلم يقبضها , وقبض عمر رضي الله عنه ثم ولي عثمان رضي الله عنه , فأتاه فسأله ان يقبل صدقته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبلها ولا ابوبكر ولاعمر , وأنا أقبلها ؟ فلم يقبلها عثمان , فهلك ثعلبة في خلافة عثمان رضي الله عنه