أَثَّاقَلُ إِلىَ هَاويَة الْبِدَايَةِ
وَالغُرْبَةُ مَرَايَا التِّيهِ
عِنْدَ البُرْجِ تَرْقُصُ القُبَّعَاتُ
وَفيِ حِضْنِ الحُرِّيَةِ تَثْمُلُ الرَّغَبَاتُ
أَسْلَخُ جِلْدِي فيِ هَوَى الشَّقْرَاءِ
أَهْرُبُ مِنْ ظِلِّ النَّخيِلِ
النَّاطِحَاتُ قِبْلَتيِ
أَسْتَبْدِلُ بِاللَّبن راحِاً
وَالكَعْبَةُ وَرَائِي.
\
مَنْ رَسَمَ قُرْصَ الشَّمْسِ لَيْلا
مَنْ أَعْلَى بِالمَكْرِ سِرَّ الإِلَه
أُنيِرَ الوَبَرُ وَالمَدَرُ
تَحَاتَّتْ سُجُفُ الغُرْبَة
وَأَشْرَقَتْ مِنَ الصَّحْرَاءِ ثَنَايَا الحُبِّ
\
تَرْبُضُ القَصْوَاءُ فيِ قَلْبِ الغَريِبِ
هُنَا تُرْفَعُ مِئْذَنَةُ الْهُوِّيَةِ الضَّائِعَةِ
يُسْتَضَافُ النُّورُ فيِ طَابَقِ السُّؤَالِ
أَتُبْنىَ حَضَارَةُ السَّلاَمِ تَحْتَ ظِلاَلِ القَنَابِلِ؟
وَتَقُومُ السَّمَاءُ عَلَى عُمُدِ النَّزَوَاتِ؟
تَجْأَرُ الرِّيشَةُ مِنَ الإِفْكِ
والشَّريِطُ يَئِنُّ مِنْ خَيَال مَريِض
وَمِنْ وَرَاءِ البُحُورِ تَنْدُبُ الأَكَاذيِبُ الجَميِلَةُ
وَالآمَالُ سَدَنَةُ الأَيَّامِ الآتِيَةِ.
\
أَدَعْوَةَ إِبْرَاهيِمَ
هَذيِ السُّبُلُ تَشَعَّبَتْ مِنْ هَذَر
أَبِشَارَةَ عيِسَى
هَذِهِ الطُّبُولُ تَدُقُّ مِنْ خَبَل
جَاءَ النَّاسِخُ بِغُصْنِ زَيْتُون
اسْوَدَّتِ الأَسْرَارُ
شَمَخَتْ أُنُوفٌ تُطاَوِلُ الجِبَالَ
اسْتَأْسَدَ الرُّعْبُ
وَالدِّمَاءُ شَرَابُ الغَبْرَاءِ.
\
أَسَيّدَ البُرَاقِ
هَذيِ العُقُولُ تَعْرُجُ إِلىَ عُلاَكَ
تَجْلُو مَرَايَاهَا المْحَدَّبَةَ
تُسْقَى بِالنَّهْجِ العَجيِبِ
جِئْتَ عَلَى جَنَاحِ القِيَمِ الجَائِعَةِ
تُحَاجُّ بِاللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ
بِالْجُيُوبِ الْمَكْنُونَةِ
بِالأَقْلاَمِ الْمَسْنُونَةِ
بِالمُثُلِ تَمْشيِ عَلَى الأَرِضِ جَذْلَى
بِالنُّورِ يُضيِءُ عَتْمَةَ الرُّوحِ.
\
أَزِفَتْ سَاعَةُ النُّورِ الْمُحَمَّدِي
وَالْحَنيِفِيَّةُ قِلاَدَةُ الأَلْوَاحِ
سِمَاطُ الأَفْكَارِ
دَوَاةُ الأَقْلاَمِ الظَّمْأَى
طُوِيَتِ الْمَآذِنُ
وَهَذَا النُّورُ يَمْشيِ عَلَى الأَرْضِ زَحْفَا
فَلْتَنْبُتْ صَحْراَءُ التِّيهِ أَزَاهيِر
وَلْيُمْضَغِ الصِّبْرُ بْأَلْسِنَةِ الثَّنَاءِ
الاِبْتِلاَءُ قِطْميِرُ النُّورِ الْمَمْدُودِ
وَعِنَدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ القَوْمُ الجَمَالَ
\
تَدَفَّقَ الكَوْثَرُ يَسْقيِ عَطَشَ السّنيِنِ
وَمِنْ أَصَابِعِ الرَّسُولِ يُنْهَلُ القُرْبُ
تَزَاحَمَ المُْحِبُّونَ
وَأَشْرَفَ الشَّوْقُ عَلَى تُخُومِ البُعْدِ
عِنْدَ مَجْمَعِ الأَنْبِيَاءْ يُحْشَرُ القُرْبُ
وَفيِ بُرْدَةِ النَّبِيِّ يَسْكُنُ الشِّعْرُ
حُبُّ القَوَاريِرِ مَدْرَسَةُ الحَبيِبِ
والطِّيبُ نَسَائِمُ السُّجُودِ
الذَّوْقُ فيِ مَجَالِسِ مَحَمَّدَ مُريِدٌ
أَسَيِّدِي
كَيْفَ نَبْلُغُ سَنَاكَ
وَمِنْ أَثْقَالِ الرَّانِ تَئِنُّ المداَئِنُ؟
\
اصْطَفَّتِ القُلُوبُ وَرَاءَ الرَّسُولِ
الْمُصْحَفُ تَرَاتيِلُ الْعَطْشَى
وَاللِّسَانُ العَرَبِيُّ لُغْزٌ يُجْلَى
كَتَائِبُ العَجَمِ تَبْريِ الأَنْظََارَ
تُهَيِّءُ المِدَادَ بِحَارا
وَصَنْعَةُ الرَّسُولِ تَخْلُبُ الأَقْلاَمَ
عَجَائِبُ البَوْحِ المُحَمَّدِي أَنْغَامُ الوُجُودِ
وَالأَرْضُ تُطْوىَ لِلنَّعْلِ الشَّريِفِ.
\
العُيُونُ الزَّرْقَاءُ فيِ حَيْرَةِ الشَّكِّ
الشَّيَاطيِنُ تَغُلُّ الطُّرُقَاتِ
والأَقْمَارُ تُرْسِلُ الغَبَشَ مَوْجَات
الأَصْواَتُ سُمُومٌ
وَالعُمُدُ الْمُمَدَّةُ تَشْويِ الأَكْبَادَ
القُلُوبُ الْمَخْمُومَةُ تُنْبِتُ النَّصْرَ
تَبْعَثُ الْغُرْبَةَ عِزًّا
وَهَذَا النَّبِيُّ يَرُدُّ السَّلاَمَ
يَرْفَعُ شَارَةَ العَوْدِ الأَبَدِي
\
أَساَرِعُ إِلىَ عِشْق النِّهايَةِ
الأُنْسُ حِضْنُ الْمَسَاءِ
وَالمَقَامُ رَمْزُ الوَفَاءِ
أَسْتَبْدِلُ بالرَاحِ لَبَناً
بِالصَّلاَةِ أَجْأَرُ
يُرَجِّعُ الكَوْنُ
وَهَذيِ الأَرْضُ تُنْبِتُ حُبًّا.