1
لا شَيءَ يَصعدُ بي إلى أرجُوحة القمرِ
إلا انْفتِاحُ خياشيمِ الليلِ
على رماد الكلمة المَحترِقةِ
ها أناذا أرَقِّعُ ثوبَ التوَقعِ المَصلوبِ في جَسدي
أنا خارطةٌ مِن وَجَعِ الكلماتِ
تُمَزقُها تفرُّعاتُ الرتابة المَشدودةِ
إلى أوتادِ العَتَمَةِ
أحاولُ أن أشْرُدَ في غُبارِ الحركَةِ
وسَديمِ السكون اللاهِثِ
خلفَ بَريقِ الوجودِ الهُلامِيِّ
2
أبِحَثُ عن عِشْتارَ عَنكبوتِيَّةِ اللقاحِ
أخطبوطيَّةِ الانتشارِ
تَبِثُّ في تَجْويفاتِ ليلي
خُصُوبَةَ الضوءِ الأرْجُوانِيِّ المَسفوحِ
أبْحثُ عن كِيُوبيدَ مِن زَمَنِ الشيحِ والحَرمَلِ
يَقرأُ فوق صحراءِ التشوُّفِ في روحي
تعاويذَ الفرحِ المذبوحِ
3
لا شيءَ يَكتُبُني إلا لُغَةُ الترابِ المبحُوحِ
ما زلتُ أخَزِّنُ في جِرابِ النوايَا
بعضَ رُفاتٍ مِن أحلامِ اليَمامِ
وبَعضَ فُتاتٍ مِن نَهَمِ العُقابِ
ما زلتُ أتلَفَّتُ
لاوِيًا عُنُقَ الزئبَقِ المَسكوبِ في مِحْرار الزمنِ
ما زلتُ ألَوِّحُ للقمَرِ المتمَدِّدِ فوقَ أرجوحتِهِ الزرقاءِ
لا شيءَ يَصعدُ بي إليهِ
إلا لغةٌ مِن حَريرِ الوَهَجِ
تكتُبني
وتسْكُبُني
كرَحيقِ الحُلمِ في فِنجانِ الحقيقةِ
4
أنا، - يا أنا- مَنْ أنا؟
أَشِهابٌ مَبتورٌ مِن جِذعِ النارِ
أم خاطرٌ مَخبوءٌ في ضَميرِ الجليدِ المسْجُورِ؟
يَجِلِدُني السؤالِ بسِياطِ الصمتِ
يُجَندِلُنِي
يُمَرِّغ ظلي في سرابِ الحَيرةِ
لا ريبَ أنيِّ خَبرٌ
مُسطورٌ في كِتابِ النهرِ
مَنْ يَقرأنِي؟
مَنْ يَقرأنِي؟
مَنْ يَقرأنِي؟
مَنْ يَقرَ...أنِي....؟
أبْحثُ عن كِيُوبيدَ مِن زَمَنِ الشيحِ والحَرمَلِ
يَقرأُ فوق صحراءِ التشوُّفِ في روحي
تعاويذَ الفرحِ المذبوحِ
هذه ذكرتني بقصته مع بسايكي
حين اشتهر بسلاحه القوس وأن أي إنسان يصيبه سهم كيوبيد يقع في الحب بشكل جنوني.
وقد أصيب كيوبيد في أحد الأيام بسهمه فجرحه وأوقعه في غرام امرأة تدعى بسايكي Psyche.
أحب كيوبيد بسايكي الفتاة الجميلة حبا شديداً ولكنه لم يكن يريد أن تعلم هي بحبه لها بسبب خوفه من غضب أمه فأمر والدها أن يذهب بها إلى جزيرة مرعبة بعيدة وأنها هناك ستتزوج وهنا قال لها أنها ستتزوج شخص لن يظهر لها إلا في المساء وأنها لن ترى منه غير طيفه وحذرها من محاولة رؤية زوجها ولكن فضولها دفعها لمعرفة من هذا الذي تزوجته وفى يوم من الأيام أشعلت الضوء عليه وهو نائم واكتشفت أنه كيوبيد فازداد حبها له وعندما علمت فينوس بذلك أمرت كيوبيد بالابتعاد عنها وبالفعل تم ذلك وقامت بسايكي بعدة محاولات ومغامرات لرؤية كيوبيد مـرة أخرى وفى نهاية المطاف وافقت فينوس على زواجهم وعاد لها كيوبيد وفى روايه أخرى ان فينوس وضعت لعنه تجعل بسايكى تنام ولا تفيق الا بعد أن يقبلها كيوبيد واتى وعانقها وقبلها..
بوركت أخي لبوحٍ أخذنا نستدرج التاريخ وحلاوة القصص القديمة وإن كانت من الخيال
أخي الفاضل الأستاذ شاكر السلمان..
أشكر لك هذه المداخلة الرائعة التي تدل على ثقافتك الواسعة ووعيك التام بقضية الشعر..
أجل، تلك هي أسطورة كيوبيد، والأسطورة -كما تعلم- من أهم عناصر الشعرية في الشعر الحديث -خصوصا التفعيلي وقصيدة النثر- التي من دونها يفقد النص كثيرا من حمولته الدلالية التي اصطلح عليها كتاب الشعر الحداثي..
أحييك أيها الأخ الكريم..
مودتي الدافقة
الشاعر الكبير عبد اللطيف غسري
لقد أخذتنا من خلال هذا النص الحداثوي الراقي
إلى جزيرة الإبداع الشعري وجمالياته
فأنت شاعر يعرف ماذا يكتب ولمن يكتب
.......
لا تحرمنا من إبداعك يرحمك الله
محبتي
الشاعر الكبير عبد اللطيف غسري
لقد أخذتنا من خلال هذا النص الحداثوي الراقي
إلى جزيرة الإبداع الشعري وجمالياته
فأنت شاعر يعرف ماذا يكتب ولمن يكتب
.......
لا تحرمنا من إبداعك يرحمك الله
محبتي
شكرا لك أخي الكريم الأستاذ محمد سمير..
أعتز بشهادتك الغالية هذه كل الاعتزاز..
مودتي وتقديري