وأصبح النبض المتنامي لنبرة الاحتجاج والرفض معبرا عنها بالسلوك وبالفعل والقول .. وهي تعي تماما ما تعنيه القضايا الفنية والبنائية واللغوية الحاملة والناقلة للقدرات التعبيرية المثلى .. تعجبني المقولة التي تقول ..( الأديب الموهوب هو الذي تؤهله موهبته في مختلف الأجناس الأدبية الى التفاعل مع رصد الحركة الاجتماعية
الكتابة النقدية هي محطة من المحطات التي أتعامل معها بكل حب وأتفاعل معها وكأني في لقاء خاص جدا .. فلابد أن أحب النص أولا فأجدني أقتفي المعاني وأحاول أن أكون ماهرة في التقاط جمالياته وما اكتنزه من جواهر فأكون أكثر قربا من نفسية الكاتب و همزة وصل مختلفة أجعل القارئ يستكشف ما غاب عنه من قبل خلال قراءته الأولى للنص ..
لذا حاولت أن أشكل معجمي الخاص البعيد بعض الشيء عن القوالب الجاهزة والمعلبة .. واستطعت ان أستخدم حتى في النقد المشاعر لأشكل رؤيتي التي غالبا ما تكون في الصميم .. وهذا بفضل تفاعلي التام مع مشاعر الآخر من فرح وحزن .. فأتجول برشاقة في تفاصيل حلمه .. أتأمل رومنسيته .. تشغلني ثورته .. وأشعر بالفضول ورغبة جامحة في الولوج لخزانة ذكرياته ..وأكون نشيطة في نفض بعض الغبار .. و كالفرس الجموح أنطلق خلف نوافذ الأمل
هي حالة من الانسجام التام مع خبايا النص .. والبحث عن مفاتيحه المفقودة ..فسبر أغوار النص واظهار ما يحتضنه من جماليات ..وفك الشيفرة التي كثيرا ما تؤرق القارئ أثناء محاولته الولوج إلى النص .. وخاصة اننا نعيش في فترة يكثر فيها التكثيف واستخدام الرمز .. لذا أعتبر أن النقد والقراءات الأدبية أضافت لي الكثير ..
وسعادتي الحقيقية عندما يقال عن أي قراءة أقوم بها أني استطعت السباحة في الخضم اللجب من الأفكار النقدية التي تغني النص .. ولقد أثارت دهشتي قدرتك البارعة على التحليل والغوص في اعماق اللغة ( حتى أني شعرت أن قراءتك هي السماء الموازية لنصي الارضي ) هذا مثلا ما قاله الشاعر الجميل جميل داري تعقيبا تحت قراءة قمت بها على قصيدته آذار
كما كانت لي مشاركة في ديوان يعتبر الأول هو مشترك تحت عنوانه : " واحات من الأقحوان العربي" (نصوص شعرية ودراسات نقدية) هو ديوان اشترك فيه نخبة من الشعراء والنقاد العرب .. وقد صدر في نهاية العام الماضي 2011 .. حيث شاركت بقراءات لقصائد الشاعرة السعودية ” جوهرة السلولي ” ..
و سيصدر قريبا ديوان رائع للشاعر والقاص المميز د. ثروت عكاشة السنوسي تحت عنوان " غربة في ذاكرة وطن” وقد سعدت جدا بقيامي بقراءة هذا الديوان الذي تضمن 28 قصيدة نثرية رائعة ..
س\ بمنظور شاعرتنا وشاعريتها هل تعتقد ان الشعر في وقتنا الحالي هو حالة نضوج ام له حالة من الكبوة والفراغ ؟
ج \ سؤال جميل وخاصة أننا في زمن كثرت فيه أسماء الشعراء .. .. والأدباء . واختلط فيه الغث بالسمين..لم يعد الشعر في وقتنا الحالي ترفا فكريا بل تحول إلى عالم مهم في بناء الحياة وبناء الإنسان و هو فن جميل يجمع بين الشكل والمضمون يعبّر خلاله الشاعر عن نفسه وقومه بصدق ..
رغم أن الحداثة لا تزال موضع اختلاف بين المفكرين والكتاب العرب ..و رغبة التجديد الجامحة في الحركة الشعرية العربية قد فجرت صراعاً تجاوز في مدلوله الرومانسي و لكن هي الآن اللبنة الأولى في حركة الشعر العربي حيث يسير بتؤدة باتجاه الحداثة وهناك شعراء برزت ادواتهم الفنية الرائعة أثروا بمن حولهم وتأثر بعضهم ببعض ثقافيا ممن في شعرهم مسحة الجمال والخيال التي وهي من أهم سمات القصيدة الشعرية مهما أختلف نوعها وهذا هو الشعر الذي يحمل في طياته الروعة والجمال ..
س\ المجلات الادبية والمواقع الالكترونية بانتشار كبير هل تعتقدين ان هذه الحالة كان لها خلق اطر جديدة من الكتابة والابداع؟
ج \ الصحافة الأدبية والمواقع الإلكترونية أصبحت مرآة عاكسة لحالة الأدب لدى الشعوب وهي أيضا الأداة الفاعلة للنهوض بالإبداع الأدبي وإبراز المقدرة في صقل المواهب التي تنبئ بمستقبل إبداعي مشرق تساهم في صياغة الذاكرة المعرفية لدى الشعوب .. وخاصة اننا نعيش عصرا تتميز بثورة الإلكترونيات و انفجار المعلومات .. ومن هذا المنطلق فإنّ امتلاكنا لأدوات العصر و التحكم فيها يقابله التنافس بين المواقع الإلكترونية والمجلات ..
هذا جيد ولكن آمل في نفس الوقت أن ينعكس إيجابا على الساحة الشعرية والأدبية وليس مجالا لاستيعاب كل الأقلام دون الاهتمام بمستوى الذي تقدمه فيضيع المميز ويتصدر الساحة الأدبية مجموعة من الأقلام الفاشلة وهذا فقط ما يخشى منه..
س\ اصيلة مجلة ادبية تسير لإحياء الادب ولم شتاته واثرائه ماذا تقولين لمجلة اصيلة؟
ج \ آمل أن تساهم مجلة أصيلة في دعم الأدباء والمواهب وان تساهم في خلق أجواء إبداعية
رائعة .. وتسهر على انتقاء المميز من مواضيع ونصوص .. تساعد على تتويج الساحة الأدبية بقامات باسقة تقدم للجيل أعمال باذخة .. فتضمن التميز على كل المواقع الالكترونية والمجلات مهما كثرت وتنوعت مشاربها .. وتحي الرؤية النقدية التي كثيرا ما نجدها محتضرة .. وأن لا تقبل كل ما يقدم دون بحث وتمحيص وذلك مع تشجيع التفكير والتأمل والتحليلات والمبادرات وعدم قمع الأقلام ..
عنوان ( أصيلة ) يشعرني بالعودة للأصالة وإحساس وارف بالمرأة التي لم تدخر أي مجهود في سبيل إيصال صوتها وكلمتها ومشاعرها .. ولهذا متفائلة جدا في أن تكون هذه المجلة محطة فعلية للتغيير نحو أدب مختلف تقودها مجلة نسوية بطابعها العام .. وهذا ليس انحيازا وإنما إيمانا مني بقدرة المرأة على ترسيخ المفاهيم الحقيقية وتفعيل المبادئ التي آمنت بها طويلا .. وأنها قادرة على لعب دور مهم في رفع مستوى الحركة الأدبية .. لذا أتمنى لها كل التوفيق وسأكون من متابعيها وانتظار مواضيعها المنوعة ..
س\ كلمة اخيرة للقراء لحرف الشاعرة سفانة
ج \ في ختام حوارنا أشكر محاوري الرائع عيسى أبو الراغب على أسئلته المميزة والشاملة .. ودوما سأشكر والدي رحمه الله ووالدتي الغالية وأخي د. عدي شتات لأنهم ساهموا في عودتي لعالم الكتابة الذي عشقتها منذ الصغر .. وأشكر المواقع الكترونية أيضا التي ساهمت في إيصال حرفي لهم
{ اولها منتديات حمامة الأدبية والثقافية – منتديات قناديل الفكر والأدب – ونبع العواطف الأدبية – ديوان ومنتديات النيل والفرات }
وشكري العميق لكل من شجعني ودعمني معنويا .. قرائي الأعزاء الذين يحيون دوما فيّ الرغبة للعودة لقلمي إذا هجرته لسبب ما .. بفضل بحثهم الدائم عن حروفي وسؤالهم عنها مع اصرارهم على انتظار ما ينثره قلمي دون كلل او ملل .. هذا يحملني دوما مسؤولية كبيرة لأقدم لهم ما يرجوه منه .. ويبقى رأيهم مهم عندي ومحفز لقلمي ..وسأختم بكلماتي هذه التي أحبها :
” أيها القلب الذي تشظى على أيدي الزمن طوق ذاكرتي بطوق
من “اللؤلؤ ” المكنون و انثر ما فيها على جبين الليل …. وارحل … ”