المعلم الذي يستشعر كونه حاملا رسالة، المعلم الذي لا ينسى أنه وارث من ورثة الأنبياء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "العلماء ورثة الأنبياء"، المعلم الذي يرى في الطالب رجل المستقبل الذي ينبغي أن ينشغل ببنائه، المعلم الذي لا يرى اقتصار العلاقة بينه وبين تلميذه قاصرة على جدر فصله، المعلم الذي لا يغيب عنه قول ربه: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: 9]، المعلم الذي يرغب بناء اتجاهات وقيم وميول طلابه.
ذلك المعلم يرى أن كونه معلما منحة من ربه، فيحرص على القرب من طلابه حتى يحقق فيهم الإسلام والارتقاء والتحضر، فكيف تكون قريبا من طلابك أيها المعلم؟
بعد أداء عملك بجد واجتهاد لن تكون أقرب إليهم كما يكون قربك منهم لحظة مشاركتك إياهم ميولهم، فلا تقف عند مادتك وتخصصك بل مدّ اهتماماتك إلى ما يمثل ميولا لهم وشاركهم إياها.
كيف؟
إذا كانوا يحبون كرة القدم فدعمهم، وشاركهم، واغرس فيهم القيم الإيجابية التي تغيب في لحظات المنافسة التي تمثلها الرياضة وممارستها.
وإذا كانوا يحبون التصوير فشاركهم، ووجههم إلى موضوعات التصوير التي لا تصطدم مع الشرع، والتي تدعمهم طلابا في فصلك.
وإذا كانوا يحبون الرسم فكن معهم، وارسم لهم الحدود الشرعية حتى يعيشوا حقيقة أن الشرع حاكم لحياتنا، وأننا لسنا وحدنا من دون إله يحدد لنا ما يحل وما يحرم.
ولا تكتف بدعمك فقط، بل انشر الدعم.
كيف؟
أقم المعارض في مدرستك وايت بالزملاء وإدارة المدرسة، ونظم مباريات داخلية مع فصول أُخَر وخارجية مع مدارس أخرى.
ولا يقتصر دعمك على وجودك الواقعي معهم بل ادخل بهم الواقع الافتراضي.
كيف؟
وجههم إلى المنتديات التي تدعم ميولهم وتبنيها، وأنشئ لهم مجموعات على الـ facebook تكون لهم مخزنا "أرشيفا" حيا، وشاركهم مجموعاتهم حتى ترى ما يفعلون فتوجههم من قرب.
فهل ترى أن طلابك قربة لك تتقرب بها إلى ربك تجعلك تفعل ما سبق وأكثر منه؟!
يقيني أنك لو لم تكن ستحاول؛ فهيا!