يدفعنا قلمه الثر إلى التأمل طويلا و من ثم الإبحار في صخب أفكاره .. حين تطوي تحت جناحيها أحلامه و آماله .. يتناول النبض حروفه تداعبها بلطف و تلفها بوشاح الوقار .. فينسكب زيت الأمل لــ يشعل قناديل الأرواح المطلة من شرفات اليأس ..
حين نسمع وقع خطواته نقترب أكثر من ارتطام الكلمات على متصفح الكون .. و ندرك أننا أمام شاعر إنسان بكل ما للكلمة من معنى .. البحث و القراءة و الإطلاع لديه ليست نزوة و لا نزهة و إنما ثقافة و إبداع و ترويض للما خلّفه الزمن من آفات ومن أخطاء انتشرت و توسع نطاقها .. تواتر حيوي و مبتكر .. ملأ إنسانيته بالإبداع .. فتعددت ينابعه .. و فاضت علينا بما يضيف لنا الكثير .. تجعلنا نتعلق بللامرئي و الى اللانهاية .. فيها انسياق إلى الأعلى بسرعة ايقاع النبض و صرامة فكر يضج تألقا لا يعترف بعوائق و لا بمستحيلات ..
اصداراته تعلن جمال ذهنه المحصن .. أصابع إيمانه و قناعاته المتراس القوي الذي يغلق المنافذ في وجه أي تسرب يخلّ من إيقاع الحياة الإبداعية .. فالشعر لديه ليس حلبة لغوية و بلاغية فحسب بل الشعر إمكانية تواصلية إنسانية رفيعة حاملة للتفكير الإنساني ولعلاقاته .. وانساقه الإدراكية.
الشعر الحقيقي يتجه نحو المستقبل لأن الربط البؤري يتجلى بشكل أساسي في حرصه .. ليُخلق بتفاعله الحميمي أنساقا أخرى للحياة .. إبداع في توصيله للمفردة والصورة الشعرية لينطلق بها إلى فضاءات أوسع وأرحب محتفظاً بجماليتها وسرعة وصولها إلى قلب القارئ
ومن يتابع إصدارات الدكتور أسعد نجار و و يقف عند إصداره بعنوان تصويبات لغوية حيث جمع فيه الأخطاء التي يقع فيها الكتاب وقام بتصويبها في ضوء قواعد اللغة العربية .. رتبه على حروف المعجم
ومن خلال هذا المصدر القيم و المهم أراد الدكتور أسعد النجار أن يؤكد أنّ اللغة مظهر من مظاهر رقي الأمم أو انحطاطها .. فهي تجسد الدور الحضاري للعرب غير ان و أنّ اختلاط العرب بالأعاجم أدى الى تفشي اللحن وانتشار الفساد اللغوي مما دفعه للكتابة في هذا الموضوع المهم
و لكل من يحب أن يتعرف على ضيفنا القدير ومدى ارتباطه بالجذور .. بمقدرات لغته و وطنه الثر .. ومثابرته على إحياء جمالياته .. و قد أبدع شاعرنا بإحياء الشعر الملمع و فتح المجال واسعا أمام الأعضاء لخوض غماره .. و الشعر الملمع لمن لا يعرفه هو شعر يجمع بيته من شطرين صدره فصيح وعجزه محكي يحملان معنى واحدا .. و يمكن نظمه على التفعيلة ..
و يبقى الوطن الشغل الشاغل لشاعرنا .. و معاناته هاجس تؤرق حياته و تلون كلماته باللون الحزن .. و ككل شعراء العراق .. حمل شاعرنا وطنه بين خافقيه وانطلق يلملم أناته و يدوي جراحه قدر الإمكان .. ولكنه لم يفقد أبدا الأمل بمستقبل يشرق ذات يوم و يتمناه أن يكون غدا .. وهاهو قلمه \ قلبه يشدو في هذه الأبيات بعض ما ينبضا به .. من قصيدة " جرح العراق "
متى أرى وطني يحيا بلا كدر
أرى بعينيه يحلو الكحل بالوسن
متى أرى طفلتي تلهو بلعبتها
بلا دوي بلا عنف بلا كفن
غابت سعادتنا عن طيب مربعنا
وحل فينا ظلام الجهل والأحن
لكننا سوف نبقى في تفاؤلنا
عراقنا سوف يعطي أروع السنن
فالبحر بحر وان مر اللئيم به
يبقى فراتا بلا ضر بلا أسن
والشمس لن يؤذها قزم يطاولها
تحيا بزهو ويبقى القزم بالعفن
هو العراق سيبقى في العلا ألقا
وجوده سوف يغنيني ويسعدني
حب العراق تسامى في جوارحنا
ولايعاديه غير الفاسق النتن
يسعدني أن أستقبل و إياكم في صالون " في ضيافتي الأدبي و الثقافي" قامة من قامات نبع العواطف
الدكتور أسعد النجار ..
و دعني أقول نيابة عن الجميع ........
\
نحترم فيك بذرة حب العطاء
و حب العمل الجماعي ..
و الجمع بين المتناقضات..
و ترميم جسور التواصل
و تعبيدها بإنسانيتك اللامتناهية
و الآن ...
نطلّ من شرفات إبداعه ..
و نسافر إلى أفق الجمال
و سلاحنا الفضول اللامتناهي
و أسئلة تفتح لنا عالمه الجميل ..
الدكتور أسعد النجار
أهلا و سهلا بك و مرحبا
بالورود نستقبلك