جهز العقل الانساني بقابليات ربانية يتوجه بسببها الى الحق والاعتراف بربوبية الله تعالى وانه خالق كل شيء أما اؤلئك الذي يجحدون عظمة الخالق وينكرون وجوده فانهم لو راجعوا أنفسهم التي تلوثت بأنواع المعاصي وضروب الآثام والتي لم تطع
الله طرفة عين لو راجعوا انفسهم لعلموا علم اليقين انها هي التي أغلقت عليهم أبواب الهداية فالله جلت قدرته هيأ لكل انسان اسباب الهداية ووسائل التوبة الا ان العاصين أبوا الا المتابرة في الغي والركض في الطيش حتى اصبحت نفوسهم سوداء من أوساخ
الضلالة وأدران المعصية (ومن كان فيه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ) فأمثال هؤلاء قد ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ) فالسلوك السيء لهؤلاء واخلافهم المذمومة تحجب عنهم المعارف الالهية
والنفحات القدسية فهي بمثابة الغطاء للنفوس فالقلوب كالاواني اذا ملئت ماء لم يدخلها الهواء والقلوب المشغولة بغير الله لاتلجها معرفة الله ولايدخلها حبه ، قال الرسول المصطفى ( ص) : ( لولا ان الشياطين يحومون الى قلوب بني آدم لنظروا
الى ملكوت السماوات والارض ) اجل فهذه النفوس الطاهرة المشغولة بذكر الله تعالى تضيء وتتلألأ فتتطهر من الارجاس والخبائث فتكون الحقائق امامها جلية واضحة لانها تجردت من الاكدار الناتجة عن اخلاق ذميمة وخصال قبيحة فالله تعالى يفيض
برحمته على عباده وقد وسعت رحمته كل شيء والانسان هو الذي يغلق على نفسه ابواب الرحمة والهداية
أسعد الله مساءك بكل خير الدكتور اسعد
الوحدانية والأخلاق الإيمانية هي فطرة فطر الله عليها الإنسان.
وما جعل الإنسان ينحرف عن الفطرة هو أن شياطين الإنس والجن
تحاوشته فأنقاذت إليها نفسه لأن النفس ذاتها أمارة بالسوء. أما الذين
عرفوا الله حق المعرفة فهم دائماً ينظرون بنور الله. والذي أره أن شياطين
الإنس أخبث من شياطين الجن، ذلك لأن شياطين الجن بمجرد أن يتعوذ منهم
بني آدم يرتعدون خوفاً ويبتعدون عنه وإن يعيدون إليه أحيانا. شياطين الجن
لا يضرون الإنسان إلا إذا أتبعهم. أما شياطين الإنس فهم دائماً معه لا بفارقونه