أيتها السمراء اللامعة
القادمة .. كنزيف اخضر
لا ترفضي حرث مباهجك
فالشتاء قريب
لا تقرأي ..
في كتب تفضي بك الى النعاس
فالسطور المجنونة توقظ نفسها
لا تنكري البصمة الأخيرة ..
لملحدك المستلقي بين نهديك
فقميصك تحدّث عن نفسه
واشتكى الحاجة ..
لمن يفكّ أزرار الزنزانة
لا تعتقدي ..
ان عيونك التي حدّثتني كثيراً
عن وطنك المرتبك
يشتهي ان يستعمره السومريون
لا ترتكبي السهو ..
وتقمّطين الجبلين بقماش رمادي
ففي الجادة المفضية اليّ ..
ثمة عمود وخيمة تغلق السماء
لا تخبريني ..
ان أصابعك وهي ترسمني
لم تلثم نفسها
فاللوحة في القصيدة
تومض بضوء العينين المشتعلتين
لا تنسي ..
انك قبضت على خيالي
وهو يدق الاسفين بين الرخام
فأنت الآن في زحمة انفاسك
تتسابق بين السرّة والسرّ
لا تنسي وانت ترتدين مباهجك من جديد
وتأتين الى حيث مضاجعنا البغدادية
ان تجلبي طالعنا الأخير..
من فنجان عرّافة سومر العتيقة
احذفوها شكلها ما عاجبتكم
بدليل مرور الكبار عليها العلي وكوكب وعواطف ووقار
الشاعر القدير عدنان الفضلي ،،
لا أعرف إن كان يظهر لديك كم مرة مررت عليها من شدة إعجابي بهذا النص الرصين المتماسك والصور الشعرية المبهرة وطريقة عرضها ،،
وقد يحدث أحياناً أن نتيه في المعنى وهذا غالباً ما يحدث عندي في قصائد الومضة أعود أكثر من مرة لأفهم هل القصد مباشر أم أن هناك
معنى مُضمر داخل النص . كبناء وتركيب وطرح لا يمكن أن يغفل عنها أي شاعر يمر عليها .
وما استوقفني صدقني هو المعني فحين يكتب شاعر بكل هذا الأقتدار لابد أن نبحث عن القصد .في شكلها الخارجي ملامح خاصة لا أحب ان
أخدش صورتها فهي تتحدث عن نفسها وصورها ولا تترك مجالاً للتعبير عما يختلجها وصدقني ولست مضطرة لأبرر ما ساقول كنت أنوي تثبيتها بلا تعليق لروعتها . بقي أن أحتاج لأفهم كي أرد وهذا الذي استوقفني حين مررت فأعذرني .
أما قولك شكلها لم تعجبكم فأحذفوها فهذا حدث معي ذات مرة وكنت قد تسرعت في كتابة ما كتبت . من حق الشاعر أن ينتظر ردود فعل نتاجه على الآخرين لكنه في النهاية يكتب لذاته التي هي أهم شيء . واصدقك القول ما زلت تائهة في المعنى الداخلي للنص أما ملامحه الخارجية ففيها ضربة شاعر قدير ومتمكن من حرفه وما يبغي .
ووصفك لي حين وضعتني في خانة الكبار بعبارتك التي أخجلتني فأنا فخورة بها حقاً
شكراً لك أيها الشاعر المبدع ويهمنا حضورك المميز / وقار
أحيانا يبدو للمتلقي أن المعاني الداخلة في البوح هي من صميم المدرك المبتغى المعرّف والماهية ,وبالرغم من أن النص حمل بعض الكلمات التي تحتاج إلى تهذيب ,ولكنها منصوصة على تقدير معانيها في تطويع الشعرية لشاعرنا الرائع ,ومن ثم وجب التقدير على محمل المعنى من خلال المبنى ومراسيه ,,