هذا نصي الأصلي
بغداد الأزل .. عاصمة الدنيا
مررت كثيرا ولكني أشعر أن اللغة لا تستوعبني ولا أستوعبها ..
حيث تتشتت ولا أستطيع أن أمسك بكلمات قد تصبح عبوات ناسفة أضعها عند أبواب ذاكرتي وتذكري عندها تخرس اللغة داخلي ولا أرى أي نافذة أمتد معها الى مصافي المعنى المتوج بكل هذا الفيض الذي يغسلني من غيبتي في حدود دوار الأرض علي مرتين في اللحظة وأنا أبحث عن عكاز الأنبياء قبل أن تلتهمني عصا العرافين والسحرة قبل أن صل الى نخلة في شوارع بغداد .. فقد أتعبني التحديق وأنا أغمض عيني لعلي أجد حلمي في الزوايا المنسية من ذاكرتي ولكل الأبواب مفتوحة على دروب غير متوحدة مع خطاي وأنا أنفلت من أزمنة العناكب الملفوفة على خصر شهريار فأتبع أصوات المقام البغدادي وأنا أمرر تراجيح غفوتي على وسادة الريح في ساحة التحرير , لعل السندباد يأتي من رحلته وألحق ببساط الريح وأمرر روحي على جميع الساحات التي أدمنت الوقوف تحت المطر الأسود الأتي من أحترق جمر النجوم فوق بغداد .. فالرشيد لم يعد يأتي وأنا أنتظر عربة الخيل المنزوية تحت الأرض , الخيول لم تعد لها رائحة الفرسان وبغداد تحترف أصابع المجهول ...
هنا مررت قبل أن يأتي هولاكو ودجله لم تزل طفلة ترضع مدى المطر من وهج حنين السماء الى أرض برج بابل ... فهنا مر البدوي يحمل فوق ظهور الجمال تعب الصحراء الى بواب بغداد ..
ما تزال هي بوابة في رحلة البحر تعلم الدنيا طقوس الماء في ممالك المطر ..
يأتي النخيل مستوحشة الفردوس الذي فارقه آدم ....
حين رأي أن هناك فردوس على الأرض يمر نهران بها حين تغلق السماء وجه الفردوس عن الكون ..
أصمت قبل أن أصل كهرمانة وجربتها الأربعين ....
تحترق الشمس بين أصابع القدر وألوذ خلف نخلة مرت عليها العصافير منذ الف رحمة في مسيرة الألف ميل في قحط السنين المتحيرة في زمن بغداد في أزلها المزدحم بتخوم الوجع المنفلت من سنين حلم الطائر في جنه الرطب في أعلي الفردوس المرسوم على وجه بغداد الأزل .....
بغداد الأزل ولن تفارقك الشمس في قحط الدروب المنتهية بالنسيان لأنك عاصمة الدنيا وتنهيدة السماء على وجه الأرض ...
يا امرأة تنام بين شرايين قلب الأرض بوجه صباحي البياض ...
حفظك الله لنا سلما الى عناوين المجد .
وهذا تعليق أستاذ عمر مصلح
تكتظ بالعصافير، ورائحة الطلع.. تستغيث خالتنا بالماء، كونها سئمت التيمم بالتراب</SPAN>
منذ ألف قحط.. تنتظر فارساً يعتلي صهوة حصان يعبق برائحة بابل، مقلَّداً بسلاسل نبوخذ نصّرية، موسومة بصورة أسد هصور.. مالكي الحَسَب، والنَسبْ.. يبز من فمه زيتاً ساخناً.. رافعاً بيرق الصقور.. له سحنة الصحراء، وغزل ابن دجلة
وجهته ساحة التحرير.. يهزج باسم العراق المقدس، ويهدهد شهرزاد بترانيم على نغَم الصبا.. والرمح عصا، يهش بها على ألمه، وله بها تجارب أخرى تمور.. يدير العين ( ما يلگة حبايب )، حيث لا أحد هنا.. يصرخ، فيتردد صدى صرخته في كنيسة الأرمن وكنيسة الكاثوليك، وجامع الخلفاء، وجامع براثا، والمتحف الوطني، وباب المععظم، وباب الدروازة.
لا أحد سوى أبناء جلدته القلائل.. لا أحد.. يتكرر ( الرجع البعيد ) لا أحد.. يوقظ النائمين منذ ( سابع أيام الخلق )، ولا أحد.
لا أحد.. وقلبه أُحُدٌ غطاه الدم.. ولا أحد.
ينكئ ( خاصرة الرغيف ) الأسمر المعجون بدمعات الثكالى، المتوجات بالطين.. منذهم، والمخبوز في تنور الكرامة، على جمر الغضى
فتتناثر الحروف الكريمة من ابن ( فرمان ).. تقول : لاهزل بعد اليوم يابن ( باني) فالجد ناموس الأزل.. وهذا الذي يحاول لملمة النَفَس، ابن ( مصلح ) يتأبط خمرته المعتقة، ويحتسي قهراً تحت مرآى هلال العيد.
ليتفجر كعبوة ناسفة في ملعب كرة الألم.. وتتناثر شظاياه لتجرح خد الصمت القابع خلف الأحمر، والجبن الجاثم على رصيف الخليج.
تتنامى الشظايا، فتصير مسرّفات تدوس أرض توحلت بالمهجنين.
ينطلق صوت ابن باني.. يصمّ أذن الكون
هذا عراق الأنبياء والجمال والفنون
هذا هو باب الله، ولا غيره للمجد باب
بلغة لايجيدها أبناء الغرف الرطبة
لغة لايفقهها إلا نحن.. الدروع البشرية لهياكل الذاكرة التأريخية
فيأتيه انيني.. سلمت ياسيدي عباس</SPAN>
</SPAN></SPAN>