وَلِلْقَصِيْدّة بَقِيَّة وَرَحِم الْلَّه الْشَّيْخ.. وتوجد قصيدة أخري عن نفس المعني تحت عنوان (كلا يا بيجن ..لا مستطنات.. ومن بعدة نتنياهو وشارون) كلها تؤكد علي ذات المعني رفض المستوطنات وتأكيد الحق العربي في فلسطين.
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 04-10-2014 في 08:48 AM.
رد: لا مستطوطنات .. شعر:عبد المجيد فرغلي ..رحمه الله
تقديـــــــم
عزيزى القارىء العربى ،،
تحية طيبة وبعد
يطيب لى أن أقدم لكـم .... من أثري الحركة
الشعرية فى الشعر العربى والذي كانت أشعارة موضع بحث اكاديمي..
الشاعـــــــــــر
عبد المجيد فرغلى محمد رفاعى النخيلى
شيخ شعراء اللغة العربية الفصحي ...... شيخ شعراء صعيد مصر
أولا : بيانات عن الشاعر
الاسم / عبد المجيد فرغلى محمد رفاعى الشهير / عبد المجيد فرغلى محمد النخيلى تاريخ الميلاد : 14/1/1932م
المؤهلات العلمية : كفاءة التعليم عام 1952 – دبلوم بعثة راقى عام 1961 – ليسانس الحقوق عام 1977.
- عميد نادى أدب ثقافة صدفا التابعة لمديرية الثقافة بأسيوط من عام 1980 للآن.
- عمل مفتش تحقيقات بالتربية والتعليم من عام 1978 حتى عام 1992.
- تم تكريمه عميد نادى أدب ثقافة صدفا من عام 1980 حتى الآن.
- تم تكريمه فى مؤتمر ذكرى الشاعر / محمود حسن إسماعيل . وحصل على شهادة تقدير عام 1996 وميدالية
برونزية... بأسيوط.
- تم تكريمه بجامعة أسيوط كلية الحقوق وحصل على درع الكلية.
- كرم فى مؤتمر المنيا فى مدرج كلية الآداب فى 16 أبريل عام 2001م ضمن خمسة أدباء فى محافظتى المنيا
وأسيوط وكان يحضر المؤتمر
السيد / محافظ المنيا والأستاذ / محمد غنيم والاستاذ /محمد السيد عيد . وقدم له درع المحافظة – وذلك لإسهامه فى إثراء
الحركة الشعرية فى أسيوط والمنيا- عارض كبار شعراء اللغة العربية الفصحى.
- توفى فى يوم الخميس الموافق 3/12/2009 ودفن بقريته مسقط رأسه.
ثانيا : مؤلفاته الشعرية المودعة بدار الكتب والوثائق القومية بمصر.
(1) يقظة من رقاد .. عام 1955 مودع برقم 10941 / 2006.
(2) العملاق الثائر ..عام 1959 مودع برقم 13396 / 2006 وهو من شعر الوطنية الذى أرخ فيه مع مجموعة
أخرى من دوواينه لقضايا الأمة العربية وقد كان شعرة الوطنى موضوع رسالة ماجستير للدكتور / عبد ا لهادى يونس
صالح الذى كانت رسالة الماجستير الخاصة به عن شعراء الوطنية بأسيوط بجامعة أسيوط – كلية التربية.
(3) ديوان أشواق .. فى يونية عام 2000م مودع برقم 10705 /2006.
(4) ملحمه الخليل إبراهيم .. فى أربعة عشر جزء.. كمسرحيات شعرية منفصله متصله منذ الخلق وحتى الرسالة
المحمدية مرورا بالرسالات السماوية .. باللغة العربية الفصحى.. بيانها كالآتى :-
الجزء الأول : ميلاده ونشأته مودع برقم 10942 /
2006
الجزء الثانى : صراع بين الحق والباطل مودع برقم 14632 / 2006.
الجزء الثالث : هاجر أم العرب مودع برقم 14633 / 2006.
الجزء الرابع : أبناء إسماعيل مودع برقم 14634/2006.
الجزء الخامس : يوسف الصديق مودع برقم 14635/2006
الجزء السادس : داود وسليمان بن أبناء بنى إسرائيل مودع برقم 14636 / 2006
الجزء السابع : العرب بين الفرس والروم من ذريه إبراهيم مودع برقم
14637 /2006.
الجزء الثامن : العدنانيون من ذرية إبراهيم مودع برقم 14638/2006.
الجزء التاسع : رسالة السيد المسيح مودع برقم 14639/2006.
الجزء العاشر : حياة سيدنا محمد من مولده إلى بعثته مودع برقم 14640/2006
الجزء الحادى عشر : حياة سيدنا محمد قبيل مبعثه نبينا مودع برقم
14641 / 2006 ... إلخ الأجزاء الأربعة عشر التى تحت الطباعة وهى :-
الجزء الثانى عشر : خديجة بنت خويلد وبناء الكعبة.
الجزء الثالث عشر : زواج سيدنا محمد من خديجة .
الجزء الرابع عشر : محمد رسول الله.
(5) ملحمه السيرة الهلالية .. مسرحية شعرية باللغة العربية الفصحى فى عدة أجزاء ادع منها:
الجزء الأول : برقم 10943 /2006 ( ميلاد الفارس )
الجزء الثانى والثالث : " بين عزيزة ويونس " و " التغريبه التونسية " المودع برقم 16802 فى 26/8/2008 .
الجزء الرابع والخامس : " تغريبة بنى هلال الكبرى " و " قصة تيمور لينك " والمودع برقم 16803 فى 26/8/2008 .
الجزء السادس والسابع : " معارك وإنتصارات " و " غزال فى قصر البردويل " والمودع برقم 16804 فى 26/8/2008 .
الجزء الثامن : (حب فى قصر سعدى) والمودع برقم13381 فى 22/6/2009 .
الجزء التاسع الأخير : ( شمس تشرق ) والمودع برقم 13382/2009
والتى تطرق لها الدكتور / عبد الوهاب أمين محمد .. أستاذ قسم اللغة العربية والفلكلور الشعبى والسير بكلية التربية
بجامعة أسيوط – والى أصبح الآن أستاذ قسم اللغة العربية بكلية التربية جامعة سوهاج فكانت فى جزء منها ضمن
كتابة المقرر على طلبه الكلية.
(6) ديوان عودة إلى الله .. مودع برقم 10940/2006.
(7) ديوان مسافر فى بحر عينين.. مودع برقم 10946/2006
(Cool ملحمة(نداء من القدس) باللغة العربية الفصحى مودع برقم
10945/2006 وهى من ضمن شعرة السياسى الذى كان موضوع رسالة ماجستير بجامعة الأزهر بأسيوط للباحث / حمادة عبد الصبور فهمى. .
(9) مسرحية شعرية رابعة العدوية.. مودعة برقم 10944/2006.
(10) القصائد العذرية فى المعارضات الشعرية .. مودع برقم 8899/2006 عارض فيها أمرئ القيس والمتنبى
وأبن الرومى وأبن الفارض والأمام البوصيرى وأحمد شوقى ومحمود حسن إسماعيل ... وشعرة فى المعارضات
موضوع رسالة ماجستير بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بأسيوط للباحث / عبد الكريم عياد محمد على من الفيما
– أسيوط وهذه المؤلفات مودعة بدار الكتب والوثائق المصرية تم إيداعها جميعا فى عام 2006.
(11) المطارحات الشعرية بين التراث والمعاصرة بينه وبين أبى نواس ..
فى ثلاث أجزاء ( حورية على الأرض – رضاب ثغر – رحيق زهر ) وهى موضوع رسالة الماجستير للباحثة /
مرفت عبد الواحد فرغلى – بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بأسيوط المودع برقم 21379 فى 2/11/2006.
(12) ديوان على برج الخيال ... المودع برقم 3592/2007 فى 30/1/2007
(13) ديوان درة فى اللهيب ... المودع برقم 3593/2007 فى 30/1/2007
(14) ديوان العروبة وعودة فلسطين مسرحية شعرية والمودعة برقم 3594/2007فى 30/1/2007 باللغة العربية الفصحى .
(15) شروق الأندلس – مسرحية شعرية باللغة العربية الفصحى المودعة برقم 5655/2007 بتاريخ 12/3/2007 .
(16) ديوان محمد الدرة رمز الفدى المودع برقم 5652/2007 ترقيم دولى 9-4487-17-977 فى 29/4/2007
(17) ديوان عاشقة القمر المودع برقم 5653/2007 ترقيم دولى 7-4488-17-977 فى 29/4/
2007
(1 ديوان رسائل الأشواق المودع برقم 5654/2007 ترقيم دولى 9-4490-17-977 فى 29/4/2007
(19) ديوان من وحى الطبيعة المودع برقم5645 /2008 فى 5/3/2008
(20)ديوان عبير الذكريات المودع برقم 5646/2008 فى 5/3/2008
(21) ديوان فى رحاب الرضوان المودع برقم 5647/2008 فى 5/3/2008
(22) ديوان أكتوبر رمز العبور المودع برقم 5648/2008 فى 5/3/2008
(23) ديوان من أبطال الأسلام الخالدين خلفاء وقادة ملاحم شعرية والمودع برقم 5649/2008فى 5/3/2008
ثالثا : بعض ما نشر له من قصائد شعرية فى بعض المجلات العربية والمصرية
1 - نشرت لـه قصيدة بعنوان " جريمة العصر " فى العدد 121 الصادر فى أكتوبر عام 1987م – 1408هـ بالمجلة العربية بالسعودية ص 28 ، 29 من المجلة.
2- نشرت له قصيدة بعنوان " عودة إلى الله " ص 57 من المجلة العربية الصادرة فى نيسان ( أبريل ) عام 1989م – 1409 هـ ص 57 من المجلة.
3- نشرت له قصيدة فى مجلة الأزهر كلية اللغات والترجمة بعنوان " كتاب مقمر " بالعدد الأول أبريل 2002م فى نشرة أسرة أصدقاء اللغة الأردية ص 168 إلى 170.
4- نشرت له قصيدة بعنوان " قلب من ذهب " فى مجلة أخبار أسيوط فى يناير 2002م.
5- نشرت له قصيدة بعنوان " سارقة الألم " ص46 من مجلة فضاء واسع للبوح على مستوى الجمهورية مجلة الشعر إبداعات أسيوط.
6- نشرت له قصيدة فى مجلة أخبار الأدب القاهرية فى العدد (52) الصادر فى 10 يوليه 1994م بعنوان " لعلك تدرى من أنت ؟ " ص19 من المجلة.
7- نشرت له قصيدتان فى مجلة واحة الإبداع العدد الأول الصادر 2001 إحداهما بعنوان " هذا هو الجبل " وثانيتهما بعنوان " قلب من ذهب " من ص 17 إلى ص 21.
8- قدمه الدكتور اللبيبى / محمد حامد الحضيرى . فى مجلته السنوية
" الحضريات " التى يودعها سنويا بدار الكتب والوثائق المصرية بأعدادها من عام 2000 حتى 2008 فى عشرة من دواوينه الشعرية.
9- نشرت له قصيدة فى مجلة المعلم بالجماهيرية العربية الليبية بعنوان
" حامل المصباح " العدد الرابع السنة الثانية عام 1977م ص 70 إلى 71 من المجلة.
رابعا : عارض كبار الشعراء العربية
فى قصائدهم وفى دواوين كاملة لأبى نواس – لأبى تمام – للمتنبى – لابن الرومى وعارض الإمام البوصيرى فى همزيته وفى ميميته – وعارض أمير الشعراء شوقى فى العديد من قصائده نهج البردة – ولد الهدى – سلو قبلى .
علاوة على أكثر من مائة ديوانا مخطوطة ومعده للطبع – وكل ما كتبه باللغة العربية الفصحى.
وقبل الختام
هذا حديثى عن والدى .. الذى إن تكلم نطق شعرا وإن جاء ذكره فى مجالس الشعر لقب بشيخ شعراء اللغة
العربية الفصحى ومن ثم وجب الحديث عن أبيات من أشعارة التى وردت فى قصائد ضمن دواوينه
الشعرية التى تربو على المائة وعشرون ديونا
..
- فهو القائل فى المعلم :
حييت فيك كفاحك المبـذولا.. وعرفت منه بلاءك المجهـولا
خلى المعلم يا رسول شمائل.. لك فى الشعوب يد البناء الأولى
أخلاق أجيال الورى قومتها ..عقلا وروحا بل هوى وميـولا
- وقال فى رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام :
أى فضل قد حازة الأنبيـاء.. لك فيه المكانه العليــاء
يا نبينا جاوزت الفضل قدرا.. لم تطاوله أرضه والسماء
- وقال فى تقديمه لملحمته ( نداء من القدس) ..
تحرك صلاح فحطين أخرى.. تناديك والسابقين افتـدا
وقدسك بين شباك العــداه.. أسنوا الشفار لها والمدى
وهي من شعر المعارضات أيضا عارض فيها.. الشاعر الكبير / على محمود طه فى قصيدته ( فلسطين )
وعدد أبيات الملحمة 2580بيتا شعريا في ثمانون مقطعا..جاء في المقطع الاول منها
تحت عنوان
اعتداء جاوز المدي
أخى صار حقا علينا الفــدا.. وحق الجهاد: لقهر العـدى
فقد جاوزوا الحد فى جورهم.. وفى ظلمهم: قد تعدوا العدى
أتو بالذى فاق حد الخيــال ..مذابح قتل: وجرم إعتــدا
وَلِلْقَصِيْدّة بَقِيَّة وَرَحِم الْلَّه الْشَّيْخ.. وتوجد قصيدة أخري عن نفس المعني تحت عنوان (كلا يا بيجن ..لا مستوطنات.. ومن بعده نتنياهو وشارون وباراك) كلها تؤكد علي ذات المعني رفض المستوطنات وتأكيد الحق العربي في فلسطين.
والقصيدة ضمن الجزء الأول من الأعمال الكاملة
وستبقى يا وطني حيا
نسخة خطية نادرة بخط يد الشيخ
عبدالمجيد فرغلي
يرجع تاريخها إلى 17 من يناير 1979
من قصيدته
لا مستوطنات
والتعديلات بخط يده أيام تولي نتنياهو رئاسة وزراء إسرائيل الأولي
وَالْقَصِيدَة طَوِيْلَة جدااااااااااااااااااااانَكْتَفِي مِنْهَا بِهَذَا الْقَدْر..
وهي ضمن مجموعة قصائد ثورة الحجرالتي
تنتهي بقصيدتة (موعودة بالنصر يا كتائب الحجر)
وضمن الجزء الأول من الأعمال الكاملة
وستبقي يا وطني حيا وضمن ديوان أشواق
إصدر الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2000
نسخة مشكلة من قصيدة
الحجر الغاضب
شعر
عبد المجيد فرغلي
من ديوان " أشواق "
نسخة نادرة .. التشكيل بخط يد الشيخ وترجع لعام 2000
وهي ضمن مجموعة قصائد الحجر المستوحاه من انتفاضة الحجر وتنتهي بقصيدة
" موعودة بالنصر يا كتائب الحجر "
نضعها بين يدي الباحثين والدارسين ومحبيه ومحبي الشعر العربي الأصيل لعلها تكون في ميزان حسناته
ترجمة لمقتطفات القصيدة إلى اللغة الإنجليزية
بمعرفة الشاعرة والمترجمة المصرية
مني حسن المنير
The angry stone
That weary mutineer people are stronger than fire they are holding neither a cannon nor a missile ,they are holding a stone ....... They will soon steam ,because of the great anger in there hearts ....... They will steamroller the unfairness ,as their rights will never die ....... The enormous seized anger in their blood will soon provide them with victory ....... Have you ever seen a revolting child ,with an angry stone in his hand ....... A child who is not afraid of being killed,or returning home with a broken arm ....... What an admirable ,gusty boy who is fighting with an empty hands ....... There are many brave Palestinian children like him ,who their child hood did not hold them from fighting ....... Neither death ,nor missiles are terrorizing us,we will fight until we die or obtain victory ....... O`blind world,can not you see our miserable life ....... Every day you see the squatter`s crimes but you do no thing ...... Horrible things are done to my people ....... My people will suicide ,because you do not support our strife ....... If you do not support our struggle ,I will have the right to set the fire in the world ....... If you support our rights we, all will live in peace ....... but ,if you do not,the war will destroy all of us ....... My home is at the middle of the world,and you all see what is happening ....... If our struggle lasted for along time ,it will harm all of us
القصيدة العلمية بين قوة السرد وذكاء التعامل مع التاريخ
دراسة تحليلية في قصيدة
(هيكل سليمان.. وَهْمٌ لا وجود له)
للشاعر الكبير / عبد المجيد فرغلي
بقلم الشاعرة / شريفة السيد
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
اخترت هذا الشاعر كما اختارت شكسبير أمته.. بل ونضعه في أحداق عيون الأمة على أرض الإبداع العربي؛ لأنه يستحق التكريم...
ما قبل:
إن كتابة مقالة نقدية حول قصائد الشاعر الكبير عبد المجيد فرغلي أصابتني بالحيرة؛ بسبب غزارة إنتاجه وملحميته التي تـُربكُ أي كاتب أو قارئ حديث.. لأنه يحتاج إلى كتيبة من النقاد، ولن يفلحوا في سـدّ تلك الثغرة.. فكل قصيدة تحتاج لدراسة خاصة، وكذلك الدواوين والملاحم والمسرحيات والقضايا التي تناولها.. فما بالكم وأنا أمام كم هائل من الإنتاج الأدبي المتميز.. لا يمكن لفرد واحد الإلمام به؛ وإن استطاع أبناؤه جمعه وحصره وتدوينه ونشره؛ فإنهم يحتاجون إلى عُمر إضافيٍّ لأعمارهم...
ودخلت المأزق بنفسي؛ فوجدته مأزقا يصعب التملص منه؛ إلا بكتابة مقدمة لكتاب يضم سيرته العطرة.. فرأيتها أيضا أقل مما يستحق الرجل، فهداني الله لعمل دراسة عن إحدى قصائده لعلها تفي الغرض، وتعطيه جزءًا من حقه على الأدب والنقد، وعليَّ أنا تحديدا... حيث استضافني الشيخ عبد المجيد فرغلي في النخيلة وفي صدفا بأسيوط؛ فكان هو بعينه الكرم يمشي على قدمين، والأدب والأخلاق يتوزّع نهرا سلسبيلا لا مثيل له، والفصاحة التي تفحم كل الفصحاء، وتـُخجل كل صاحب قلم.
من هنا توجَّبَ عليَّ ردًا لبعض دَينهِ، وحفاظـًا لجميل صنعهِ مع الأدباء الذين عاصروه وتنعّموا بكرمه الزائد وعلمه المتين، أن أقدم شيئا وإن كان يسيرا، مع وعد بعمل الأكثر من أجل تكريمه.
لذا.. وقع اختياري على قصيدته (هيكل سليمان.. وَهْمٌ لا وجود له) لتكون محط َّدراستي المتواضعة؛ التي أعتبرها مجرد انطباعات لا تعتمد على المناهج البلاغية الحديثة؛ لأن النص يُعد من الكلاسيكيات التي تتخذ من قواعد البلاغة القديمة أساسا لها..
من هنا نبدأ:
أولا: عنوان النص:
اختار الشاعر عبد المجيد فرغلي لهذا النص عنوانا جامعا مانعا يقرر فيه أن (هيكل سليمان هذا.. وَهْمٌ لا وجود له) وأنه أسطورة مزعومة فكانت أكبر الأكاذيب البشرية بل أكبر جريمة تزوير للتاريخ.. قال تعالى في وصف كـَتـَبـَةِ التوراة: "فويلٌ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله، ليشتروا به ثمناً قليلاً، فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم، وويلٌ لهم مما يكسِبون" سورة البقرة آية 79.
فكان العنوان أبلغ تعبير عن هدف النص، وإفحام الآخر بالأدلة والبراهين على كذبه وادعاءاته الكثيرة، ومنها أكذوبة هيكل سليمان.. تقرير واضح لا يحتاج إلى تفسير. ونفي يؤكد العكس، ويقف حجر عثرة أمام العدو المكابر... وفي توازٍ ملحوظٍ جاء العنوان لخدمة النص، والنص يبرر العنوان تبريرًا قاطعا.. دون أن يعطي فرصة للاهتزاز أو عدم اليقين.
ثانيا: البناء الشعري الرصين
إن ما يلفت النظر في هذا النص ذلك التناغم النصي، وعدم التنافر بين الجُمل الشعرية، وإعطاء كل فكرة حقها في العرض والتناول، دونما بتر يضعف بالمعنى أو يهدد النص بأي نوع من الخلل..... حيث يبدأ النص بقسَمٍ صادمٍ، ضميرُه اليقين بوهمية ما يقولون:
أقسمت بالمسجد الأقصى فداه دمي ..
وقبة الصـــــخرة اجتاز الهيام فمي
أن العـــــــدو الذي طال الغـرور به..
ويحسب الحلم ضعفا من ذوي الكرم
قد مدّه الصــــمت منا أن رأى هدفا..
يـــروم تنفيذه في ذلك الحـــرم
فهو يستعرض تلك النية المبيتة لهدم المسجد/ مكان إسراء رسول الله سيد الخلق قاطبة، ويسرد حقيقة هذا الهيكل المزعوم؛ مؤكدا أن الحَفر تحت المسجد الأقصى للتوصل للهيكل سيبوء بالفشل، ونتيجته هدم المسجد؛ إذ لا يوجد هيكل من الأصل..
ويتعرض الشاعر لعلاقة نبي الله سليمان – عليه السلام - بهذا الهيكل وعلاقته باليهود وقصة بناء الهيكل، وأين يوجد المسجد الأقصى والصخرة المقدسة بالضبط؛ حيث أ ُسْرِيَ برسول الله (صلى الله عليه وسلم) منهما؟ يقول الشيخ في قصيدته:
أيبتغي الهدم شــــــارون لقبته....
والبحث في صخرة المعراج عن وهم
أظن هيكلا اندسَّتْ معالمــــــه ....
تحـــت البنــاء سـليمان بنى ولـم
الظن منه أتى في غير موقعـــــه ....
من فعـل شــارون أو باراك من قـدم
ليؤكد أن اليهود يدّعون أن نبي الله سليمان بنَى هيكلا لليهود كمكان لحفظ تابوت العهد، وأن هذا الهيكل يزخر بالرموز الوثنية والأساطير الخاصة بعبادة الآلهة الكنعانية، وأن نبي الله سليمان بنى الهيكل لإله اليهود "يهوه" أو "ياهو" لحفظ تابوت العهد، فإذا أثبتنا أن تابوت العهد لا وجود له في عهد النبي سليمان، إذن فلا حاجة لبناء الهيكل أصلا..! وهنا يبدأ في وضع الدلائل على مصداقية النفي يقول:
الهيكل انهـدّ مُذ عيسى المسيح أتى..
يقضي على الشرك حيث الوهــم لم يرم
وقـد طلـوه بقـار كبرتـوه لظـى ..
وأ ُحـرق القصر بالرومان لم يقم
.............................. .................... ..................
فإن يكـن هدمـه صحت روايتـه....
سـفر الملوك رواه من فم الكلم
" لكم خرابـا " سيغدو ولا وجـود له....
أبعد هـذا دليـل بالــغ الحكــم؟
قد دمرتـه يد الرومان ناقمـة.....
على يهــود وهم جرثومــــة الأمـم
ثم يحكي لنا كيف يدّعي اليهود ومنهم باراك وشارون ونتنياهو– زورًا – بذلك الهيكل مبررين ادعاءَهم بأن نبي الله سليمان كان يعبد إلهًا غير الذي كان يعبده باقي الأنبياء؛ هو إله بني إسرائيل، وأنه كان من عبدة الأوثان؛ لأنه بنَي معبدا يزخر بالرموز الوثنية. فإذا أثبتنا لهم أن نبي الله سليمان لم يكن كذلك، وأنه كان يعبد الله رب العالمين الواحد القهار كسائر الأنبياء؛ فهذا يعني أنه لا حاجة لبناء هيكل ضخم كما وصفه اليهود لإله اليهود ياهوه .
وقد اعتمد الشاعر في قراراته هذه على كتاب الله تعالى في قصة سيدنا سليمان عليه السلام ومُلكه العظيم.. وكذلك على كتب التاريخ المحققة والتي جاء فيها أن مُلكَ نبي الله سليمان ليس من بينه هيكلٌ وثنيٌ مطلقا، بل كان له قصرٌ عظيمٌ من الزجاج الصافي شاهدته بلقيس ملكة سبأ، وعندما تأكدت أنه نبي الله أتاه المُلك والعِلم والنبوّة آمنت وأسلمت لله رب العالمين، ولم تؤمن بإله بني إسرائيل الذي يدَّعي اليهود أن نبي الله سليمان كان يعبده، فإذا كان نبي الله سليمان يعبد الله الواحد كسائر الأنبياء؛ فلماذا يبني هيكلا وثنيًا لإله بني إسرائيل (ياهو) كما يدّعون؟
إذن فلا وجود لتابوت العهد بعد ذلك التاريخ، والاحتمال الأكبر أنه فـُقد منهم في أحد الحروب، لأنهم لم يحافظوا على ما جاء في لـَوحَي الشهادة، وبالتالي فلا وجود لتابوت العهد في عهد نبي الله سليمان عليه السلام.. لذلك يقول الشيخ:
أنتم بنو فريةٍ بالإفـك روَّجهـا ...
وثمّ صدق وهمـــًا غيـــر معتلم
ما هيكل من سليمان بناه لكم ...
وصُنتمـــــوه ولكن زال من قـدم
الهيكل المدعَّى مسـّـته قارعة...
ألقت حجــــارته من كـــف منتقم
فقد جاء في كتب التاريخ أن: "تابوت العهد" هو صندوق مصنوع من خشب السّـنط أودع به لوحَا الشهادة اللذان نـُقشتْ عليهما الشريعة، وتلقاها نبي الله موسى عليه السلام بسيناء، وكان بنو إسرائيل يحملونه معهم أينما ذهبوا، فضاع منهم حيث لم يحافظوا عليه.
وتاريخ كتابة هذه القصيدة 10/11/2000 يؤكد ثقافة المؤلف، واطلاعه على التاريخ العربي والعبري بلغتيه، أو بترجمة عن العبرية، حيث كان يعمل مُدرسًا لمادة التاريخ والجغرافيا معظم سنوات عمره.. ويبدو أنه اطلع على ما نـُشر بصحيفة معاريف الإسرائيلية في عدد 7 فبراير 1997: وأنَّ "منليك" بن سيدنا سليمان من "بلقيس" ملكة سبأ سرق تابوت العهد من أبيه أثناء بناء الهيكل، وهرب به إلى الحبشة، وأن الهيكل لا يعني أيَّ شيءٍ بدون تابوت العهد. وأن الحفر تحت المسجد الأقصى للتوصل للهيكل مجهود لا طائلَ من ورائه ولا هدف منه سوى هدم المسجد الأقصى.. وهذه هي الحقيقة برُمتها.. حيث شهد شاهد من أهلها... فيقول:
في دير مارٍ له قد كان موضعه..
في أرض سورية قد شـيدَ من رَضم
ولم تكن أرض قـدس تحت قبتها...
من مسـجد كان مسرى صاحب العلم
نعم بناه ســـليمان وشــــيّده ..
دارا لسـكناه أو محراب ذي رنم
إذن ما بناه سيدنا سليمان لم يكن أصلا تحت القبة، وإنما في (دير مار أو هار باللغة العبرية) بسورية، وكان دارًا لسكناه ومحرابا يتعبَّد فيه.. فما بالهم يدّعون غير ذلك.. ويضيف:
فقل لشـارون أو باراك قد ذهبتْ ...
أســـطورة الهيكل انسلتْ إلى العدم
وبحثكم عنه ســـعيٌ ليس يبعثه ...
من رقـدة الموت للثـاوي لدى أطم
وحقنا في تراب القـدس من زمن ...
زالـت هياكلـه في غمرة الظلــم
ما أرض كنعان قد كانت لكم وطنا...
في أي يـوم وعصـر بادَ لم يدم
بعدها يدلل على أن هذا لم يكن أول ادِّعاء كاذب، فقد مرَّ ذلك المكان بحملات غزو الفرنجة، حين قيل أن جسد المسيح ثاوٍ به.. ساردًا قصة الحوت وعصيان اليهود لنبي الله حين كانوا يصيدون في يوم السبت الذي حرَّمه الله... وحكى كذلك قصة العجل المصنوع من ذهب. وأهل إرم وعاد وثمود... الخ من القصص التي عصى فيها بني البشر الرسالات السماوية.... وأن القدس كانت لهم من قبل اليهود في منطقة أورشليم.. يقول:
القدس كانت لهم من قبل تسمية .. "بأورشليم" ودار للســلام نسم
كانوا أحق بها من قبل مرسلهم ..داوود.. وابن له قد كان في الحكم
حتى يصل إلى قوله بأن هناك من تنبأ بهدم الهيكل داود صاحب الحرث حتى حدث ما تنبأ به.. بالفعل..
ويوم أن كان داوود بمحكمـة..
في صاحب الحرث والمنفوش من غنم
وإن يكُ الهيكل البانيه صاحبه..
للذكــر في مشـرق الإصباح والظلم
وحينما مات من شــيد البناء له ..
وخربوه بفعل الســــوء والجــــرم
تنبأ المرســـل الداعي بشرعته ..
بهدم هيكلهم رأسـا على قدم
وكان ما كان من مســرى نبوءته ..
أبعـد قـــول فيه من كلم.؟
عودوا فما تلك من أرض المعاد لكم
بل أرض شعب ثوىمن سالف القدم
ثم يبدأ في سرد قصة الإسراء والمعراج.... إلى أن يقول متسائلا:
فهل مكان براق عند صـــخرته.. يُعطي إلى أحد من بعد مقتسم؟
لا فوق أو تحت أرض للبراق غدا.. من هيكل أو سواه ملك مختصم
ليعود لنفس القضية مرة أخرى، وأنه لا يوجد فوق القبة ولا تحتها إلا وهم من أوهامهم.. فهُمْ بأنفسهم الذين دمَّروا ما أشاروا إليه.. وأنهم بتدميرهم لتاريخهم قد شرَّدهم الله على الأرض فلم تقم لهم قائمة.. ليختتم النص بقوله:
طفل الحجارة من ماضين أو قدم .. من حقهم أرضهم ليست لمُجترم
ثالثا: نص فضفاض لشاعر محلق
من المدهش في هذا النص أن عدد أبياته يقترب من مائة بيت.. يحلق فيها الشاعر صعودا وهبوطا، وبيده عصا الأستاذ والمعلم والخبير، يشير بها على خريطة معلقة أمامه، يشرح جغرافيا المكان، ويعود بالكاميرا على طريقة (البلاي باك) مذكـِّرا إيانا بالتاريخ الذي نسيه اليهود.. بداية من عهد الكنعانيين الأول والآشوريين الأول ومن هم قبل ذلك.. فقد تغلبت مهنة الأستاذية عنده.. نظرًا لعلمه الغزير بشأن تواريخ البلاد؛ فسخـّر كل معلوماته لخدمة النص. يترك الموضوع الأصلي ليستطرد بما له علاقة به ليعود للموضوع الأصلي بانسيابية وحنكة وحكمة في التناول والعرض، ودون أن تشعر بأي نوع من الترهّل.. لأن كل جملة وكل معلومة وكل استطراد جاء في مكانه تماما. لنجد أنفسنا أمام نص محكم..
رابعا: ظاهرة التدفق الفكري في النص
يلاحظ أيضا ازدحام النص بالرؤى والأفكار، مع المحافظة على روح الفكرة الأساسية، وهي نفي القول بوجود هيكل سليمان تحت قبة الصخرة أو تحت المسجد الأقصى.. وفي المقابل إثبات أغراضهم الدنيئة وهي هدم المسجد الأقصى ....
فيتنقل الشاعر بمنتهى الرشاقة بين الأفكار الفرعية، التي فرضت نفسها بقوة على النص ومنها :
- غرور العدو بسبب الصمت العربي الطويل ما يجعلهم يحسبوننا ضعفاء.
- المرور بالضرورة على مكان المسجد الأقصى، والهدف من وجوده منذ البداية؛ كحكمة إلهية كبرى وهو الإسراء والمعراج.
- الهدف الحقيقي وراء حفر اليهود تحت قبة الصخرة وهو هدمها، وليس البحث عن الهيكل، وما هي إلا حجة ووهم يغلف أفكارهم الهدامة.
- إثبات صحة أهدافهم الخفية بالدليل القاطع التاريخي، بأن الهيكل انهدَّ منذ جاء عيسى ومنذ تدمير الروم للقدس كلها، وحرق الرومان للقصر.
- تحقـُق النبوءة التي قالت بخراب المكان كله من قبْل عيسى تحقـُقـًا فعليا..
- النتيجة الحتمية لكل هذا: وهي أنه لا معنى إذن لادعاءات شارون أو نتنياهو أو باراك بوجود الهيكل تحت القبة أو تحت المسجد الأقصى.
- تحديد المكان الحقيقي للهيكل السليماني، وهو دير (مار) أو (هار) (باللغة العبرية) في أرض سورية إن كانوا لا يعلمون.. وأن القدس لم تكن في سورية أصلا.. حيث بنى سيدنا سليمان هناك محرابًا له؛ لكن اليهود هم الذين أزالوه بأيديهم.. وبهذا ضاعت أسطورة الهيكل من الأساس.
- بيان أحقيتنا في القدس، وأن أرض كنعان لم تكن لهم وطنا في العصور البائدة..
- إظهار محاولات غزو متعددة على أرض القدس منذ الفرنجة وكلها باءت بالفشل. حيث ادعوا أنهم أحق بعيسى ولا هم أحق بعيسى ولا بموسى.
- التذكير بالفلسطينيين الذين هم أولَى بالقدس منذ أيام أورشليم، بل إنهم أحق بها من قبل داوود وابن له في الحكم.
- التذكير بصاحب الحرث والغنم المنفوش والمحكمة التي أقيمت وقتئذ، والهيكل الذي تم بناؤه للذكر.. وموت من شيَّده وتخريب المكان بفعل السُوء والجُرم. وتحقـُق النبوءة في ذلك أيضا.
- وجود قبة الصخرة كحلقة ربط بين الماضي والحاضر.
- التعرُض لرحلة الإسراء والمعراج وما حدث فيها بالضبط.. حتى العودة في نفس الليلة.
- استنكار أن يعطي الله مكان البُراق لأحد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فالله يُقسم الأشياء بحكمة.
- تقرير أخير بأن كل تلك الأقاويل ما هي إلا ادعاءات وافتراءات، لا أساس لها من الصحة.. وأن أصحاب الأرض أولى بها.. لأنها أرض العروبة ولها شعب يمثلها.. وبيانها درة جاءت من بين البانِ والعَلَمِ..
- سيظل طفل الحجارة سيد تلك الأرض وصاحبها.
ورغم تعدد الأفكار وازدحامها لم تهرُبْ الفكرة الأساسية من الشاعر، ولم يترهل النص.. بل ظلَّ مُحكما متينا، يتميز بقوة البيان في كل بيت فيه. واحدٌ وتسعون بيتا لم تتضارب فيها الأفكار ولا الرؤى ولا المعاني.. بل كانت في كل فكرة تدق مسمارًا في نعش ادعاءاتهم.. وترد عليهم رد الواثق باليقين القاطع بحقه.
خامسا: تعدد أساليب التعبير
تعددت أساليب الكتابة في هذا النص برشاقة؛ لتثبت جدارة الشاعر في التعبير بشتى الطرق. وأدلتنا من الربع الأول للنص على سبيل المثال (نظرا لطول القصيدة) هي :
- أسلوب القسم الدال على اليقين والثقة في مفتتح النص (أقسمت بالمسجد الأقصى فداه دمي)..
- وأسلوب النفي والإثبات كما في قوله: (فما له أثر يوحى بموقعه) (ما هيكل من سليمان بناه لكم) (ولا وجود له في أي مزدحم) وتعدد أدوات النفي بين ما ولا ولن.
- والإتيان بالأدلة والبراهين والمعلومات الثابتة من كتب التاريخ في قوله: (وقد طلـَوْهُ بقار كَبْرتـُوهُ لظى)، (وأ ُحرق القصر بالرومان لم يقم) (فرام قائد رومان كمنتقم) (حرقا لهيكلكم واجتاس بالقدم).
- والأسلوب التقريري والخبري في قوله: (الهيكل المدعَى مسَّته قارعة)، (ألقت حجارته من كف منتقم)، (مكان إسراء خلق الله قاطبة)، (وبدء معراجه سعيا على قدم)، (الهيكل انهدَّ مذ عيسى المسيح أتى)،( قد دمَّرته يد الرومان ناقمة، على يهود وهٌم جرثومة الأمم )، (باراك شارون نيتنياهو زعمُهمُ، محض افتراءٍ وقولٌ غير ملتئم ) ..
- وأسلوب التساؤل الاستنكاري.. في قوله: (أيبتغي ـ أظنَّ ـ أبَعدَ هذا دليل بالغ الحكم؟ )، (فأي معنى ادعاءٍ منه باقية، يجيزها مدَّعٍٍ في وهم محتكم؟)، (أو فعلٌ لمُجترم.؟).
- وأسلوب الاستنتاج (الظن منه أتى في غير موقعه)..
- وأسلوب الشرط بفعله وخبره كنتيجة مؤكده لصدق كلامه، ونفي ادعائهم في قوله: (فإن يكن هدمُه صحَّت روايته سفر الملوك رواه من فم الكلم) ..
- وأسلوب الاستدراك بـ لكن بعد النفي بـ ما في قوله: (ما هيكل من سليمان بناه لكم، وصنتموه ولكن زال من قدم ) (لكن يهودا أزالوا عنه حرمته).
- كثرة استخدام مشتقات الأفعال أو الأسماء مثل قوله: (مٌجترم- مُؤتمم- مُختتم- مُقتدم – مُختصم... الخ) وهي للدلالة على قوة المعنى وعدم سطحيته.
- وأسلوب الالتفات والانتقال من الحديث بضمير المتكلم في البيت رقم 1، إلى الحديث بضمير الغائب في البيت رقم6 و 7، إلى المخاطب في الأبيات رقم 9 إلى 19، ثم توجيه الخطاب لله تعالى بقوله: (يا رب فرية قوم عشـَّشتْ زمنا ) في البيت رقم 20، ثم إلى اليهود بقوله: (أنتم بنو فرية بالإفكِ روّجها ) في البيت رقم22، ثم إلى المخاطب مرة أخرى بقوله: (فقل لشارون أو باراك قد ذهبت) في البيت رقم 34،
كل ذلك قد أتى برشاقة بالغة وفي أبيات متتالية ومتتابعة، تفيد الانتباه واليقظة الدائمة، وتطرد الرتابة أو الملل من طول الأبيات، فلا يشعر المتلقي بشيء كهذا، من خلال قص وسرد متنوع الدلالات ومختلف في أساليب البيان..
- استخدام فعل الأمر للتنبيه والتحذير.. حيث تميزت القصيدة بالتنبيه الدائم باستخدام فعل الأمر كناقوس يدق فوق رءوسهم كقوله: ( فقل لشارون أو باراك قد ذهبت – فلترحلوا من ديارٍ كم بكم غصبت - فقل لعُبـَّاد عِجل صيغ من ذهبٍ- فلتتركوا أرض شعب ظل صاحبها - عودوا فما تلك من أرض المعاد لكم- فاخسأ أخا البغي شارون الذي عميت) ......إلخ
سادسا: نصٌ علميٌ تاريخي
وقد تميز هذا النص بكثرة المعلومات المحققة، سواء من القصص القرآني الكريم، أو من كتب التاريخ وكتب الجغرافيا... أو من قراءاته الحرة، والتي أثبتت تبحُّره في العلم، لدرجة تتدفق معها المعلومات خلال الكتابة، فلا يستطيع منعها في أماكنها لأهميتها وضرورتها وقوة الدحض بها..
فهو شاعر موسوعي.. نضحتْ على قصيدته كل المعلومات التي جمعها وعرفها عن موضوع النص.. فذكر:
- 19 اسمًا من أسماء الأماكن ( المسجد الأقصى – قبة الصخرة – القدس – دير مار – سورية – شرق سورية – محراب سليمان – أرض كنعان – أرض عاد – أرض إرم – أورشليم القديمة – دار السلام – أرض المعاد – البان والعلم – أرض الشعب الفلسطيني.
- 13 اسمًا لشخصيات تاريخية عظيمة: (ليس على رأسها اسم الله تعالى جل جلاله حيث تنزه عن كل اسم)، ثم جبريل عليه السلام.
- ومن الأنبياء: النبي سليمان – عيسى المسيح عليه السلام – موسى عليه السلام – داوود عليه السلام – ابن داوود عليه السلام – ورسول من عند داوود.
- ثم شخصيات يهودية مثل: شارون وباراك ونتنياهو – كما ذكر أيضا طفل الحجارة.. وأخيرًا البراق.
- ثم ذكر عدد 6 أمم ٍ وبدأها بخلق الله قاطبة: وهي الروم ومرة أخرى قالها الرومان – اليهود – الفرنجة – العرب – الفلسطينيين ضمنا..
- وذكر اثنين من الكتب السماوية: سفر الملوك.. وكتاب الله تعالى ضمنا.
- وعدد 6 قصص من القصص القرآني هي: قصة الإسراء والمعراج – قصة الحوت والبحر وصيد يوم السبت والأيام الحرم – قصة العجل الذهبي والسامري – قصة محكمة داوود وصاحب الحرث والغنم المنفوش – قصة بناء محراب سيدنا سليمان – قصة ملك سليمان العظيم.
- مما يدل على أنه شخصية موسوعية لديها من العلم والاطلاع والمعرفة ما يجعله في مصاف الشعراء الموسوعيين.. ويجعل من النص مرجعا تاريخيا تتعلم منه الأجيال.
سابعا: قلة الصور الفنية
لذلك... تقلُ في النص التشبيهات والصور الفنية، لأنه لم يستخدم لغة الخيال.. وإنما استخدم لغة الحقائق التي من شأنها التنوير والوصول إلى الحقيقة.. وكأنه يقدم مرافعة في قضية أمام المحكمة الدولية، ولكن بطريقة الإغراء الشعري بالوزن العروضي والقافية المتوحدة مع النص.. ذلك لأنه قارئ في القانون بل دارس له.. وله باع طويل فيه.. فكان العقل الباطن القانوني هو لسان حال الشعر.. وليس الخيال البحت.
فلم نجد سوى قليل من الصور ــ على طول القصيدة ــ منها على سبيل المثال: وصفه لليهود بأنهم/ ذوو فكرٍ نزق في البيت رقم 21.. وأنهم/ شُذاذ فكر في البيت رقم 26.. وأنهم/ الظالم الباني على وهْم ٍفي البيت رقم 77.. وأنهم/ جرثومة الأمم في البيت رقم 17.. وأنهم/ بنو فرية في البيت رقم 22.. وأنهم/ يحلمون بها، ويقصد الأرض في البيت رقم 26.. ووصف شارون بأنه/ أخو البغي شارون في البيت رقم 88.. ووصف سيدنا محمد بأنه/ صاحب الصخرة المرسى البراق له في البيت رقم 61. ووصف الأنوار بأنها/ مسبحة باسم الله في البيت رقم 67.. وأنه/ صلى على بساط هو وسام فخر في البيت رقم 72..
ثامنا: ميمية تتفق مع الغرض
وأخيرًا .. لقد وفق الشاعر في اختيار الوزن الشعري والقافية، لما فيهما من انزياحات دلالية ومعنوية ترمي إلى ميمية نهج البردة للإمام البوصيري، التي قيلت في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وما كان غيرُهما ليؤدي الغرض.. لكن ذكاء الشاعر في اختيار البحر والقافية جنح بنا إلى حب النص على المستوى النفسي، كمدخل مبدئي نميل إليهما طربا.. فاستطاع أن ينسينا بذكاء مفرط طول النص، وندرة الصور والخيال، كعامل لا يـُستهان به في الشعر بعامة.
لكنها في النهاية - بطريقته وأسلوبه المميز - قصيدة تمثل إضافة لشعره، الذي هو بالتالي إضافة للشعر العربي.