من تكتب هذه التراتيل لا يمكن أن تغمرنا إلا بأجمل بوح وأرق عزف
قالوا لي أن قصيدة النثر تتوشح بالغموض وصورها تغوص في ظلام الفكر ولا نستطيع فك طلاسمها إلا بعد جهد كبير وحين قرأت النص وجدته يتغلغل إلى القلب دون استئذان فأمطري ما شئت فأنا البدوي الذي يحب هذه الأمطار ويتمناها غزيرة لأن روحي جدباء
الأديبة القديرة لانا راتب المجالي سعدت بقراءة هذا النص وأتمنى لك الصحة والسعادة لتزفي لنا هذه العرائس الجميلة
تحياتي ومودتي
كنت أتجول في الملتقى وتابعتُ توجيهاتك ونصائحك هنا وهناك فشعرت بالخوف من رأيك بما كتبته هنا إذ أنني لاحظت أنك لا تجامل( ويفترض أن لا نجامل في الأدب) وتعطي كل كاتب وزنه الحقيقي.
اليوم شعرت بسعادةٍ غامرة بعد قراءة مداخلتك التي أعتبرها وساماً بحق النص وشهادة تضاف إلى رصيده.
سيدي : ما يخرج من قلب الكاتب وأعماقه يدخل في أعماق القارئ مع تجاهل تصنيف وانتساب النص إلى شكلٍ محدد وقد أقسمت على نفسي أن أحافظ على صدق وطهر الكلمة التي أقدمها بيدٍ مرتعشة للقراء.
أسعدني مرور الأستاذ على طفولة نص وأشعر بالإمتنان.
وها أنا ملأى بالحبور
.......
الليل ملهم الشعراء والكتاب ففيه الهدوء والسكون ولحظات الوحدة والتفكر .ولكن أن تعطر كاتبتنا المبدعة وحشة الليل بدفء الميرمية ورائحة النعنع البري فهذا شيء آخر أعطى للنص نكهة خاصة بالقلم الذي خط النص ،ثم ازداد إبداع كاتبتنا بالإقتباس من القرآن الكريم "بيضاء من غير سوء"
.......................................
( 2 )
رغمَ اتِّساع ِ العالَم
تَضيقُ زاوِيَتي
تَحْشُرْني مُتجمِّدة
أتجّرعُ كأسَ فُضولي
تَهتَزُّ الحِكمَةَ
مِنْ تَحتي
ليسقطُ الكَأس
مُتشظِّيا ً
وَتُراق الإجابات
صَمتَا ً
عَلى بَلاطِ أسئلة ٍ
لَمْ تَعُد ْ مُبَاحَة !
...............
إستعارات موفقة ولا أجمل
وصورة مركبة عبرت عن حالة تشظي بعبارات شعرية جميلة
رافقتها صرخات احتجاج صامته مقهورة
......
( 3 )
وَمَن ْ قَالَ أنَّنا أبْنَاء الحَياة ؟
يُطارِدني الحُزن
منذ ُ اصطَفاني عَلَى العَالَمين
إذْ يَبدو أنني
وَخِلال مُقاوَمَتي النضالية
لاستِعْماره
كُنتُ أفقِدُ أوراقَ الفَرَح
وَرقة ً تُلوَ أُخرى
وَها هُوَ يَتسلقني
مِنْ جُذوري إلى
قِمةِ رَأسيْ
ويَعلِنُ
احتلالي
.....................
تعود مبدعتنا لانا المجالي مرة أخرى إلى الإقتباس من القرآن الكريم بشكل إبداعي في عبارة "اصطفاني على العالمين" .
وتبدع أيضاً في صورها المركبة المعبرة عن حالة صادقة .فقد أبدعت في تقمص شخصية المتكلم في النص .
......
( 4 )
ذاتَ حَقيقة ٍ
أدرَكتُ
أنّني لا أملِكُ تَاريخَا ً
يَكْتُبني
في أوراق ِ دَفاتِره
خَربَشاتِ طُفولة
وأشياء َ حَميمَة بِنَكهةِ بَوح
مُوسيقى مُفضَّلة
كُتُباً مَمنوعة
وأحلاماً مُخبَّأة تَحتَ الوِسادة
طَفقتُ أدوّنهُ فاستحالَ
عَبثاً
لأن التَاريخ ْ لا يَبدَأ مُنذُ كُهولةِ
الأحلامْ
وَلأنني داجنة فَقدْ
بَدأ تاريخك َ يُضيفُ
نَفسَهُ
إلى سجِّلاتِ ذاكرتي
الخَالية
....................
استعارات ولا أجمل جعلت من التاريخ نقطة جدلية محورية
.....
( 5 )
نَصَحوني أنْ أقرَأَ الأورادَ
سَبعَ مَرّاتٍ
كلّ ذِكرَى
فَقَرأتُ تَراتيلَ صَوتك
ثمّ نفثك مِنْ
روحي
خارجَ نافذةِ بَيتي
وَما زالَ عَصيّاً عَلَى
النسيان ِ
شَيطان عِشْقِكْ
..................
إقتباس جميل وبليغ من التراث الديني
وحسب رأيي الشخصي المتواضع
فإن هذه المقطوعة تمثل درة تاج هذه القصيدة الجميلة
....
(6)
ثَمَّةَ ضَجيج يُلاحِقْني
إذْ لَم ْ يَعُدْ المَوت
يَأتي على
أطرافِ أصابِعهْ !
هاتّ حُزنكَ
واتبَعْني
فَفي الَبال ِ موّال بُكاءٍ
يَعلو عَلى صَوْتِ
بُكاءِ
الأرْضْ
................
الله الله يا استاذة لانا
خاتمة موفقة ولا اجمل !!!
أفضل الصمت هنا في محراب هذه المقطوعة
....................................
.
.
· العدد المزدوج 115\ 116 من الفصول الأربعة ديسمبر 2009 ، فصل الخريف\ الشتاء
- تصدر عن اتحاد الأدباء والكتاب في ليبيا
...................................
المبدعة لانا راتب المجالي
زيدينا من نمير حروفك العذبة سيدتي
دمت متألقة حد السماء
تحياتي العطرة