لم أر ملامحه كما رأيتها آنذاك ..كانت عيناه أقرب إلى قطرة في قعر فنجان أبيض ..لم أستطع تأويل هدوئه ..فقد اعتدت أن أمعن في وجوه تفيض بألوان المشاعر أما هو فلم يكن يشبه أحدا ومشاعره لم تكن جريئة كفاية!!
كان مشدوها بناظريه إلى شيء ما في سقف المكان وكان علي أن أتخفى تارة في زهرته المجففه بين صفحات الكتاب وتارة بين عقارب ساعته المتوقفة وتارة أخرى في الرشفة مابعد الأخيرة لكوب الشاي وقد انعكست عليها دائرة ضوء مصدرها سقف هذا المكان ..أخيرا كان هذا الضوء متسللا بجرأة من فجوة هناك في الأعلى ..ساورني الفضول لأعلم أي أفكار تدور في رأسه وإن كان حقا مستيقظا أو أنه يوهم الأشياء بذلك..ربما هو نائم ..نائم في أعماقه وأحاسيسه مستلقية في بقعة النور التي سربتها عيناه إليها ..ماذا لو إقتحمت عليه دائرة النور هذه؟!
ماذا لو راودتني بعض من هواجسه أو بعضا من سباته الذهني ؟!
هو سارح في فضاء مجهول وكل ماحوله يهتف برجاء لئلا يحاول فضولي إقتحام هذه العزلة..فالساعة متوقفة على زمن ما..أي زمن يستحق أن يقف عنده!
أتراه وقت ولادته عند لقاء حبيب ؟أو ربما هو وداع في آخر دقيقة لعزيز !
كان هذا ما خطر في ذهني ولم يكن ينقصني بعد كل هذه الظنون سوى سعة الادراك وقليل من التعقل وبعض الصبر ..لكنني نسيت !نسيت ماكان علي فعله وماكان علي التحلي به!!! لقد سلبت اللوحة كياني فمضيت ارتع في درجاتها وتقلب ألوانها حتى إقتحمت عزلتها وخرقت كافة المحااذير وببساطة..ضعت..
.
......بقلمي...