وأين زهرة التوليب
هل ذبلت ؟
وما ظل بها عطر
ولا لون
ولا موسم ثاني
انا امراة بلا وطن
لا أدري
بما كتبت عن الأيام
ذاكرتي
أيا وطني
تكاد اليوم تنساني
سوسن سيف
باريس
قصيدة تبلغ فيها الشاعرة المتميّزة سوسن سيف لحظة نفسية يبلغ فيها الحنين للوطن التّوتّر فيدفع بوجدانها الى أبعد حدّ من التّوهج والإتّقاد
تقول شاعرتنا
أنا أمرأة بلا وطن
أعيش
بين جدرانِي
اعانق ذكرى
من رحلوا
وضاع مني عنواني
أنا لا ادري بالدنيا
تحاصرني
بصمت الليل أحزاني
فلا قمر
يشق ظلمة الليل
ولا شمس
تعيد دفء أوطاني
فالحنين للوطن يكسب اللّغة وظيفة نفسيّة تعبّر عن عمق الإغتراب
فيقوّي قولها
أنا إمراة بلا وطن شحنة الشّعور المهيمن عليها ....لتشيع في النّص ظلال صورة واصداء أحاسيس ومعاني تجيئ كثيفة تستقطب ما لحق من الكلام ...وهو عنوان ينفتح على مشاعر مثيرة
تعبت كثيرا يا زمني
فكيف اعود
لأركاني ؟
وأين أبحث
عن صحبي
واين ألاقي خلاني ؟
فقد بعدت مسافاتي
وضاع الافق أجمعه
وضاعت كل ألواني
فأين
ذلك الزمن
لألقاه ويلقاني
وأين زهرة التوليب
هل ذبلت ؟
وما ظل بها عطر
ولا لون
ولا موسم ثاني
فصلة الشّاعرة بوطنها وغربتها عنه جعلت صورته المتألّقة تنكفئ في وجعها وشوقها وإلاّ فما دلالة قولها
فقد بعدت مسافاتي
وضاع الافق أجمعه
وضاعت كل ألواني
فأين
ذلك الزمن
لألقاه ويلقاني
وأين زهرة التوليب
هل ذبلت ؟
وما ظل بها عطر
ولا لون
ولا موسم ثاني
فجلّ المفردات جاءت بصوت يتأوّه لتفجّر وعيا قاتما موجعا ..وقد بلغ الوجع بشاعرتنا الى حدّ الإنسلاخ عن حضورها لتوجد محاورا تبوح له شكواها ....
زهرة التوليب ...أينك ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أذبلت فيك كلّ الالوان ...وغدوت بلا عطر وبلا الوان
والزّمن أنت يا زمن أين أنت من زمن كان يلقاها؟؟؟؟؟
شاعرتنا الأبيّة سوسن
للوطن في قصائدك معنى تستجيب له قواميس اللّغة فتجري على يديك منهمرة لتستقرّ في أقاليمنا القصيّة ...
عاش فيك الوطن شامخا وعشت شامخة بالوطن فما غيرالغربة عن أوطاننا تشقينا ...
مودّتي وتقديري أيتها الغالية فأنت الوطن وأنت الأهل وأنت الدّار .
شكرا لك دعد وشكرا لقلمك الرائع في الرد وفرش المكان بالورد والياسمين
هنا ومعك اجد نفسي ووجودي وكياني ‘ أنت تتوغلين في داخلي ‘ تمسكين بيدي لنعبر جزر الفيروز وغابات السنديان‘ تمنحيني أجنحة ‘ نطير معا نعيش اللحظة والحلم نستمع للموسيقى
العالم يصبح وردة واحدة نمسك بها نحن الاثنين
الف شكر لقراءة القصيدة والتعليق عليها بهذا الشكل لرائع
الأديبة المتألقة أ.سوسن سيف
عزفت على وتر الوطن أجمل الألحان وأرقها
نص متألق بمضمون يؤجج المشاعر ويشعلها ،وكيف لا وهو يطرق أبواب وطن يعاني ما يعانيه من تشظي وكآبة وقتل وفساد ..
ابحرت مع نهر حروفك المنساب بالماءالزلال فثملت من عذوبتة المتدفقة...
دمت بأجمل الأوطان وبهذا البهاء الذي أنعش الروح ....
مودتي وأرق تحاياي