تطبيق أفكار "الهندسة البيئية" يحمي الأرض من الاحتباس الحراري
تصاعد في الآونة الأخيرة الحديث عمّا يسمى بـ"الهندسة البيئية"، أي التلاعب بمناخ الأرض لمواجهة تأثير التغير المناخي، حتى إن رجل الأعمال الشهير والرئيس السابق لمايكروسوفت بيل غيتس وضع الأسبوع الماضي نحو 4.5 بليون دولار أميركي؛ من أجل الخروج بأبحاث لتطبيق أفكار الهندسة البيئية المختلفة.
ويقترح الخبير البيئي والعالم في أبحاث المستقبل ومؤسس شبكة جايا هايبوثيسيس جيمس لوفلوك، أن يقوم البشر بمساعدة الأرض ؛لتشفي نفسها من آثار الاحتباس الحراري والتغير المناخي، عن طريق التدخل لدعم زيادة اختلاط مياه المحيطات بشكل اصطناعي؛ لتحفيز نمو الطحالب التي تمتص ثاني أكسيد الكربون لتكون النتيجة امتصاص المزيد منه في المحيطات.
وتنظر شبكة جايا إلى الأرض كعضو مكتمل بدلا من النظر إليها كأنظمة منفصلة، ويقول لوفلوك "الأرض تقوم بتنظيم نفسها بنفسها"، وهذا يعني أن الأرض ستكون قادرة على حماية نفسها من الكوارث المناخية كما فعلت سابقا.
ولكن الأنشطة البشرية أهلكت الأرض وأنظمتها؛ لأن كميات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي زادت كما زاد متوسط درجة حرارة الكرة الأرضية، ما أسهم في زيادة سرعة ذوبان الجليد في القطبين وارتفاع مستوى البحر، وغيرها من العواقب الوخيمة المنتظرة.
ويعتقد بعض العلماء أنه ما يزال أمامنا وقت لوقف موجة ارتفاع مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، ولكن لوفلوك ليس متفائلا على الإطلاق.
وأضاف "أعتقد أننا تجاوزنا مرحلة اللاعودة، ولم يعد من الممكن معالجة أضرار التغير المناخي بعقد المؤتمرات وإتباع توصياتها التقليدية".
ويقول لم يعد نافعا أن نتحول إلى المصادر النظيفة للطاقة، وتنفيذ استراتيجيات للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري؛ لأن ذلك سيتطلب وقتا طويلا لتخفيض أضرار الاحتباس، كما أن العالم لن يجتمع على قرار تخفيض انبعاثات الكربون، لذا يرى أنه علينا مساعدة الأرض بطرق جديدة لتعالج نفسها.
ويقترح لوفلوك، في مجلة نيتشر استخدام خطوط أنابيب عائمة؛ لزيادة خلط مياه المحيطات ببعضها، من أجل نقل المواد الغذائية من المياه العميقة إلى المياه الضحلة؛ من أجل تحفيز نمو الطحالب التي تمتص غازات ثاني أكسيد الكربون في الجو إلى المحيطات.
وأضاف أنه وعندما تموت هذه الطحالب، تغرق في قاع المحيط على شكل أصداف كربونات كلسيه، وبهذه الطريقة يتخلص الغلاف الجوي من الكربون إلى الأبد.
ولا تقتصر أفكار لوفلوك على خلط مياه المحيطات فحسب، بل لديه قائمة من الاقتراحات التي من شأنها مواجهة خطر الاحتباس الحراري والتغير المناخي ومنها:
- بناء ظلال لأشعة الشمس عن طريق بناء حلقة من الجزيئات الصغيرة أو من المركبات الفضائية؛ من أجل عرقلة وصول أشعة الشمس إلى أجزاء معينة من الأرض، الأمر الذي سيؤدي إلى تخفيض درجة الحرارة.
- قذف الكبريت في الهواء؛ من أجل عكس أشعة الشمس إلى الفضاء (والبركان يقوم بهذا الأمر بشكل طبيعي عندما يثور).
- جعل الطائرات تحلق على ارتفاعات مختلفة وإطالة فترة الرحلة، الأمر الذي يسهم في تقليل الأماكن التي تحتبس بها الحرارة.
- حقن غازات أكسيد الكربون في الصخور الرطبة المسامية، التي تقع على عمق كبير تحت الأرض لتخزينها لأعوام عديدة جدا، وهذه العملية تعرف باسم "تنحية الكربون".
- رمي الحديد في المحيطات؛ من أجل تحفيز نمو الطحالب لتعمل على امتصاص الكربون.
ولكن بعض العلماء لا يجدون أن هذه الفكرة حسنة؛ لأسباب تتعلق بعدم معرفة الآثار السلبية لبعض الأفكار المتعلقة بالهندسة البيئية، مطالبين في الوقت ذاته ببيئة قانونية دولية لتحقيق تلك الأفكار.
ويرى لوفلوك إن لاقتراح الأنابيب في المحيطات فوائد أخرى غير تحفيز نمو الطحالب؛ فهي قد تحمي المناطق المعرضة لخطر الأعاصير الشديدة.
كما أن تنفيذ تمديد الأنابيب في المحيطات لا يحتاج إلى تنسيق عالمي مثل غيرها من المقترحات.
ويقول إذا ما نجح مثل هذا المقترح فلن يكون المشروع ضخما؛ إذ يكفي مدّ ما مقداره 10 إلى 100 ألف أنبوب لتنفيذ الهدف. ويتصور لوفلوك أن يبلغ طول الأنابيب من 100 إلى 200 متر وقطر 10 أمتار وأرفف في القاع من أجل استخدام الأمواج الطبيعية في ضخ المياه.
ويقترح لوفلوك أن يتم اختبار مدى نجاح المشروع بإجراء تجارب أولية؛ لمعرفة مدى جدواها من كل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والهندسية، وكشف إذا ما كانت ستسبب أخطارا على الحياة البحرية.
منقول عن موقع
.livescience.com
رد: تطبيق أفكار "الهندسة البيئية" يحمي الأرض من الاحتباس الحراري
موضوع علمي وإخباري للهندسة البيئة التي تعتبر الشاغل الكبير للعالم برمته لأهميتها والتي تتحول في جميع أطرها إلى قضية سياسية ووضعت إتفاقيات دولية يهذا الخصوص عن طريق مؤتمرات يحضرها حتى رؤساء الدول الصناعية وغيرها