بعض ما قيل عن النساء
دخل أعرابي على الحجاج فسمعه يقول: لا تكمل النعمة على المرء حتى ينكح أربع نسوة يجتمعن عنده، فانصرف الأعرابي فباع متاع بيته، وتزوج أربع نسوة، فلم توافقه منهن واحدة، خرجت واحدة حمقاء رعناء، والثانية متبرجة، والثالثة فارك أو قال فروك، والرابعة مذكرة، فدخل على الحجاج فقال: أصلح الله الأمير، سمعت منك كلاما أردت أن تتم لي به قرة عين؛ فبعت جميع ما أملك، حتى تزوجت أربع نسوة، فلم توافقني منهن واحدة، وقد قلت فيهن شعرا، فاسمع مني، قال: قل. فقال:
تزوجت أبغي قرة العين أربعا ... فياليت أنى لم أكن أتزوجُ
وياليتنى أعمى أصم ولم أكن ... تزوجت بل ياليت أنى مخدج
فواحدة ما تعرف الله ربها ... ولا ما التقى تدري ولا ما التحرج
وثانية ما إن تقر ببيتها ... مذكرة مشهورة تتبرج
وثالثة حمقاء رعنا سخيفة ... فكل الذي تأتي من الأمر أعوج
ورابعة مفروكة ذات شرة ... فليست بها نفسي مدى الدهر تبهج
فهن طلاق كلهن بوائن ... ثلاثا ثلاثا فاشهدوا لا تلجلجوا
فضحك الحجاج حتى كاد يسقط من سريره، ثم قال له: كم مهورهن؟ قال: أربعة آلاف درهم. فأمر له بثمانية آلاف درهم.
قال أكثم بن صيفي لبنيه: يا بني لا ينكبنكم جمال النساء عن صراحة النسب، فإن المناكح الكريمة مدرجة للشرف.
روى أسامة بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر: أن عبد الله بن رواحة وقع على جارية له، فاتهمته امرأته، فقال: ما فعلت. فقالت: فاقرأ القرآن إذاً. فقال:
وفينا رسول الله يتلو كتابه كما انشق مشهور من الصبح ساطعُ
أتانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع
يبيت يجافى جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالهاجعين المضاجع
فقالت: أولى لك. وفي رواية أخرى في هذه القصة أنها لما قالت له: فاقرأ إذا شيئا من القرآن، قال:
سمعت بأن وعد الله حق ... وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماءحق ... وفوق العرش رب العالمينا
قالت: ما شاء الله! كذبت عيني، وأنت الصادق. أو نحو هذا.
قال المغيرة بن شعبة: إذا كان الرجل مذكرا والمرأة مذكرة تصادما العيش، وإذا كان الرجل مؤنثا والمرأة مؤنثة ماتا هزلا، وإذا كان الرجل مؤنثا والمرأة مذكرة كان الرجل هو المرأة، والمرأة هي الرجل، وإذا كان الرجل مذكرا والمرأة مؤنثة طاب عيشهما.