الغيرة المرضية: تنين يقتل الحب في محاولة لإبقائه حيّا
الغيرة هي "التنين الذي يقتل الحب في محاولة لإبقائه حيا" وفق تعريف العالم الاجتماعي البريطاني هنري هافلوك أليس، الذي يرى أن عديدين يسمحون في كثير من الأحيان لمخاوفهم بقتل أعزّ ما يحيط بهم من أشخاص ولحظات سعادة.
ومع أن الغيرة في حدّها الطبيعي والصحي تعد أمرا طبيعيا مع كل علاقة وتدعى "بظل الحب"، فإن الزائد منها يعد مدمرا ومانعا للتطور في العلاقة، ولكن من المهم التفرقة ووضع حد بين الغيرة السلبية والطبيعية التي تعبر عن اهتمام حقيقي، في حين أن السلبية تكشف عن جانب اضطراب مرضي، والأزواج الذين يريدون حقا حماية علاقتهم والحفاظ عليها، عليهم التفكير في كيفية التعبير عن غيرتهم.
سيكولوجية الغيرة
في تعريف بسيط، الغيرة هي رد فعل طبيعي لخطر أو تهديد ملاحظ، هذا التهديد قد يكون حقيقيا أو من صنع الخيال. ومهما كان التهديد فهي بالتأكيد رد فعل نفسي في محاولة الشريك أو الشريكة الحفاظ على العلاقة. ولهذا السبب كلما زادت أو كانت العلاقة أو الارتباط أقوى بين الحبيبين، كان الخوف من خسارة هذه العلاقة أقوى، ومن ثم تكون رد فعل الغيرة أشد.
ثلث الأزواج الذين يذهبون إلى الإرشاد النفسي الزوجي في الولايات المتحدة يعترفون بأن الغيرة تشكل جزءا مهما من مشاكلهم، وهذه الغيرة الزوجية تأتي في إطارين؛ الغيرة العادية والمضللة؛ فالعادية تحدث بسبب حدوث أمر واقعي وحقيقي، وتقاوم أيّ خطر من شأنه أن يهدد العلاقة، في حين أن المضللة تتشكل من وحي ونسج الخيال وتعتمد على أي أساس منطقي.
وتصنف تحديدا الغيرة غير الطبيعية كحالة مرضية نفسية بحسب شدتها، وفي بعض الحالات تعد الغيرة المضللة أو الوهمية من حالات الانفصام النفسي أو الرهاب الاجتماعي. فالمراقبة الزائدة من قبل الشريك الغيور مثل؛ الاتصالات التلفونية المتعددة، وملاحقة الشريك، والتجسس على هاتفه قد تشكل أنماطا من الأوهام.
ومحاولة أحد الشريكين التحكم بماذا يشاهد على التلفزيون، وماذا يقول، ومَن يرى خارج المنزل، مؤشرات على أوهام مرضية، التعبير عن حساسية مفرطة تجاه مخاوف خيالية، واتهام الشريك بعدم الوفاء بالرغم من عدم وجود أيّ دلائل تشكل عوارض يجب الاهتمام بها وعلاجها.
مسببات الغيرة
تتغذى الغيرة على عدد من المسببات النفسية مثل؛ فشل علاقة في الماضي بسبب الخيانة، التعرض إلى الرفض في العلاقات السابقة، عدم الثقة بالنفس، الشعور بالتهديد أو قلة الشعور بالأمان، وهي أكثر مسببات الغيرة شيوعا.
ليس من المفروض أن تكون الغيرة هي الدليل على الحب، الارتباط الصحي يتشكل في الحرية والاحترام المتبادل، والتي من ضمنها يأتي احترام رغبة الشريك الصادقة في إنهاء العلاقة إذا رغب بذلك. وإذا تصرف الشريك بسلوك غير مقبول وفشلت كلّ المحاولات في حل المشاكل يكون إنهاء العلاقة هو الحل الأمثل بالنسبة للطرفين.
محاولة التحكم بالشريك، خداعه وابتزازه عاطفيا، اتهامه بأمور لا منطقية، كلّ هذه الأمور ليست دلائل على الحب أو على غيرة صحية، بل على العكس كلها تشكل دليلا على خوف الشريك من الهجران والوحدة، ومواجهة المجتمع في حالة الخوف من الطلاق مثلا، وضعف الثقة بالنفس أيضا. هذه الدلائل قد تؤشر إلى إختلالات نفسية أعمق، وبالتالي يجب عدم تجنبها ومواجهتها، وفق الباحثة والناشطة السياسية الروسية ايما غولدمان، التي تلفت إلى وجود حاجة نفسية إلى العقاب والعقاب بأقسى الطرق.
تأثيرات الغيرة
الغيرة المرضية تؤثر في العلاقة من النواحي العاطفية والمهارات الفردية والجسدية، الرومانسية تتغذى على العلاقة الحميمة بين الأزواج التي تبنى بدورها على القدرة على التواصل بين الزوجين.
الغيرة تخنق قنوات التواصل بين الزوجين خصوصا عندما تأخذ الاتهامات الظالمة طريقها إلى حياة الزوجين، والتي تجعل الشخص الآخر دفاعيا وعدائيا تجاه الشريك، وتفصل بين الزوجين كلما كانت هنالك فرصة للتواصل بينهما.
وتؤدي الغيرة المرضية إلى إهانة شعور الطرف الآخر كما تؤثر في ثقته بنفسه، وإحساسه بالأمان في العلاقة، والاتهامات المتبادلة
ومحاولات السيطرة سينتج عن ذلك إحباط عميق، وفي بعض الحالات يبرر المصابون بالغيرة المرضية لأنفسهم استخدام العنف الجسدي مع الطرف الآخر، ومع كل هذا ستختفي كل احتمالات العلاقة الحميمة والرومانسية بين الزوجين، وسوف تدمر العلاقة في محاولة غير منطقية لحمايتها.
التعامل مع الغيرة
الأشخاص الواقعون تحت تأثير غيرة مرضية يجب عليهم اتخاذ خطوات حاسمة لحماية أنفسهم، وإذا أثبت أن الشريك يعاني من مشاكل نفسية تتعلق بالغيرة، ويرفض الحصول على العلاج النفسي المناسب، يجب على الطرف الآخر إنهاء العلاقة؛ لأن الحالة قد تتطور إلى إيذاء جسدي.
الكثير من حالات الغيرة السلبية لا تكون بهذه الحدة، فإذا كانت الغيرة وهمية لكن توجد طريقة لحلها، يجب محاولة فتح طرق التواصل مع الطرف الآخر، ومحاولة إبداء الآراء وطرح الحلول.
الشفافية وإطلاع الشريك على النشاطات التي يقوم بها، وعدم إعطائه أي مبرر للغيرة يساعد كثيرا. ضحايا الغيرة كثيرا ما يرفضون الاشتراك أو التحدث عن غيرة مرضية ظالمة يتعرضون لها؛ بسبب شعورهم بالظلم وعدم منطقية الغيرة التي يواجهونها، التعامل بطريق الند للند في مواجهة الغيرة السلبية من قبل الشريك أو القبول باتهامات كاذبة بغرض حل المشكلة، وعدم مواجهتها لن يحل المشكلة بل سيزيدها سوءا.
تجنب الغيرة
محاولة فهم لماذا تحصل الغيرة هي مفتاح أساسي لحل هذه المشكلة، ليست الغيرة والمخاوف في عقل الشريك هي التي تضر العلاقة، ولكن طريقة التعبير عن هذه المخاوف، مثل الصدمات التي حصلت في الطفولة، المخاوف الشخصية والخيانات الماضية كلّها مسببات للغيرة التي تحدث حاليا، فَهْم لماذا يشعر الشريك بهذه المشاكل سيساعده على ملاحظة سلوكه وتقييم الحالات والمواقف التي يشعر فيها بالضعف،
ومحاولة حلّها أو التعبير عنها بطريقة أخرى.
وطريقة أخرى فعالة لحل المشكلة هي مقارنة المخاوف الوهمية بالحقائق على أرض الواقع، إذا كانت الملاحظات أو حدس الشريك المتعلق بالطرف الآخر لا تنطبق على الواقع، ولا على طريقة الحياة التي يحياها الشريكان، يجب تنبيه الشريك ولفت انتباهه إلى أن أسلوب الحياة لا يتناسب مع مخاوفه.
عن موقع LivingStrong.com
رد: الغيرة المرضية: تنين يقتل الحب في محاولة لإبقائه حيّا
الغيرة هي "التنين الذي يقتل الحب في محاولة لإبقائه حيا"
أعيد هذا الموضوع المهم الى الضوء
الغيرة شعور مثله مثل الكثير من المشاعر والأحاسيس ..
ولكنه شعور مؤلم إذا تعدى حده وزاد عنه ..
ليصبح آفة
تأتي على كل شيء
وتسحق كل شيء
وتدمر كل شيء جميل
ليتكم تشاركونا الرأي
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 02-19-2012 في 01:04 PM.