آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > النصوص المفتوحة

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-07-2015, 07:03 PM   رقم المشاركة : 1
أديب
 
الصورة الرمزية حسين أحمد سليم





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :حسين أحمد سليم غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي حضارة قريتي

حضارة قريتي

بقلم: حسين أحمد سليم

و أنا أمارس حياتي بإطمئنان و قناعة في قريتي الإفتراضيّة التي تتراءى لي في البعد الآتِ أو تلك القرية الحقيقيّة التي تتربّع جغرافيّا في أرحبة وطني التّليد... أشعر بأنّني في تكامل لا شائبة له و به مع الأرض, و تنتابني المشاعر العارمة بالنّبل و التّسامي و الطّافحة بكلّ الأحاسيس الأرقى بأنّني على موعد دائم مع الأبديّة... أمّا أقداري القاهرة التي حملتني قهرًا على قهرٍ و كرهًا على كرهٍ و عنوةً من نوع آخر و رمت بي في متاهات المدينة التي أخذتني إليها تلك الأقدار التي فرضت ذاتها على مساراتي في المكان و الزّمان لأشعر بغربة الغربة و ضياع الضّياع في متاهات منفى المنفى, و ليس يجري هذا بي لعدم إستيعابي لواقع المدينة المختلط و التي سكنتها رغمًا عن إرادتي أو لعدم وعيي لعصرنة المدينة و ما فيها من تجدّد مستمرّ في كلّ شيء حتّى في العلاقات, و إنّما لأنّ ما وُلدتُ عليه و نشأت في رحابه و رضعته مع حليب أمّي يجعلني قنوعًا و محافظًا بقوّة على مناحي إلتزاماتي بأصولي العقائديّة و الفكريّة و الأخلاقيّة و الماديّة و التي ظلّت أمينة هي و مؤتمنة على حفظ حياتي القرويّة و الرّيفيّة و الفلاّحيّة...

لذلك تراني في كلّ تفاصيل حياتي في أرحبة المدينة مشدودًا إلى التّقاليد و الأعراف و الأصول و الأطعمة الشّعبيّة و القرويّة المرتبطة بالأرض و مهنة الزّرع و الفلاحة و البذار, بحيث حافظت على جذوري و أنا أصارع زيف العصرنة و ظللت في حركة فعل نفاقات و مراآت المدينة قرويّاً ريفيا بكلّ شيء, و كنت أحسّ أنّ الأرض التي أسير عليها في أرحبة المدينة لا تعني لي شيئًا بكلّ ما فيها و عليها, لأنّ السّماء في قريتي الرّيفيّة تختلف عن كلّ السّماوات الأخرى, إنّها تحتضن قريتي الرّيفيّة في بقاع محيط مدينة بعلبك من جميع أطرافها, و لذلك كنت أعتقد بما لا يقبل الشّكّ أنّ السّماء قريبة جدًاً من قمّة جبل الوليّ أحمد الطّائع شفيع قريتي الحدثيّة و المتناغم في الحبّ و العشق مع مقام النّبي رشادة, و دائمًا كان يراودني التّفكّر بأنّني أستطيع أن ألامس سماء بلدتي من تلك القمّة الشّمّاء حيث بقايا مقام الوليّ الطّائع, و كنت أعتقد و ما زلت على إعتقادي من أنّ السّماء تسمع دندنات قلبي و ترانيم نفسي و تجاويد روحي و موسقات همساتي و أنا أختلي بنفسي في رحاب مقام و مسجد النّبي رشادي, أناجي بقايا آثار الوليّ الطّائع غربًا و مقامات و مزارات الخضر الأخضر شرقًا في بلدة الخضر و بلدة حورتعلا و جنوبًا في بلدة كفردبش و مقام النّبي يوسف شمالاً في كفردان, إنّ قبّة السّماء الزّرقاء هي عباءة كبرى تحمي قريتي الخضراء و أهلها الكرماء كما كرم الأرض و النّهر الليطانيّ المنفجر من نبع العلاّق و يسيل مترنّما في أرجاء وادي البقاع اللبناني...

وفق معايير فلسفتي في إستقراءات الجمال, ليس هناك في الكينونة التي تتجلّى فيها عظمة الخالق فيما خلق و أبدع مكان قبيح أو مكان جميل أو آخر رماديّ التّفضيل خارج الوجدان الإنساني, فجماليّة الأشياء تتراءى للبصر شيئًا و للبصيرة شيئًا آخر و تنحفر و تسطع في الوجدان البشريّ عبر تجارب الحياة نفسها... و أنا ككاتب و فنّان تشكيلي لست أملك القوّة المطلوبة على تطويع قلبي و إكراهه على الحبّ الإفتراضيّ أو العشق الخياليّ إنّما هو من يُروّضني على ما يهوى قلبنة و عقلنة وجدانيّة, حيث أرى من منظوري الجماليّ أنّ أجمل ما في الدّنيا هي قريتي الرّيفيّة لأنّني في عقلي الجماليّ الباطنيّ هكذا رأيتها تتماهى جمالاً في كلّ مشهديّاتها و أمكنتها و سهولها و بيوتها و أشجارها و ناسها و طيورها و فراشاتها و مشمشها و عنبها و كرزها و خوخها و مسجدها و مقام نبيّها الرّشاديّ...

كلّما مارست الوحدة راحة لنفسي و إنعتاقًا من ربقاتها و من أوامرها الكثيفة على كاهلي الضّعيف لأمارس التّجلّي في هدأة سكينتي و خلوت لنفسي في هجعة ضجعتي تتكوكب النّقطة الإشراقيّة أمام بصري لتنير بصيرتي في فلسفة الإبداع الذي لا يتحقّق خارج منظومة قداسة الحبّ و وضوح الحلم و توكيد الموهبة و حركة فعل التّجربة المبدعة... لتدخل كلّ الإفتراضيات القدريّة في ثنايا الوعي الوجداني و ذاكرة الذّات الممتلئة بالأسرار التي تنمو في خفاياها الصّور و المشهديّات تترافق بنموّها كلّما نما الحلم في المكان و الزّمان وعدًا و عهدًا و قسمًا...

أرض قريتي الرّيفيّة البعلبكيّة البقاعيّة, تلك النّجمة القدريّة التي تتماهى كوكبة في شريط هلال قرى و بلدات غربي بعلبك مدينة الشّمس, هي التي نسجت لي في البعد المأمول بالنّجاح تفاصيل أحلامي و أمالي المرتجاة, و سماء قريتي هي السّماء الأولى التي سكبت في أعماقي كلّ ما فيها من أنوار و إمتداد و حنين و إشراقات و إبداعات, و حبّي الأسطوريّ لقريتي جعلني أعشق كلّ ما في قريتي من مشهديّات و لوحات, رغم نأي المسافات التي باعدت بيني و بين قريتي نزولاً عند قهر الأيّام, أرزح تحت ظلامات قاهرة أرخت بكلّ كلكلها على كاهلي السّقيم... و رغم البعد و المسافات الممتدّة فأنا قريب من قريتي و أقرب ممّا لو كنت أسكن فيها, و الفراق الذي أعيش عذاباته يظهر في نفسي التّائهة العواطف المطمورة في أعماق صدري, و يجعلني أرى الأشياء في قريتي بشكل آخر و مختلف...

و أنا في البعد الجغرافيّ شكّلت لقريتي تمثالاً يُضاهي كلّ الأنصاب بمجموعها, لأتبارك به كلّما هاج الشّوق في صدري لقريتي, و غالبًا ما كنت أحسّ أنّ نهر الليطاني شرقي قريتي ينبع من قلبي و يسيل من شراييني و عروقي, و أنّ أشجار السّنديان المعمّرة غربي قريتي و التي تحرس ما تبقّى من موروثات الماضي تحرسني في بعدي عن قريتي, لأنّها كانت و تبقى و ستبقى شديدة التّفاؤل بي و تسير إليّ لتنقل لي همس السّاحرات اللواتي يكشفن النّقاب عن أسرار المستقبل, و أنّني مهما نأى بي قدري بعدًا جغرافيّا سأعود إلى تراب قريتي ذات يوم, و أنّ الحياة التي شاءها الله لي و غيري لا بدّ أن تكون عادلة ذات يوم مهما ظلمتني و ظلمني أبناء قريتي... فلقريتي الرّيفيّة جمالها و ميزتها عن باقي القرى في البقاع و من يزور قريتي يشعر أنّه و الشّمس و الأشجار و النّجوم و النّاس و الأشياء غارقون في السّعادة, و لأنّ القلب يترنّم حبورًا و سرورًا و فرحًا و يضحك في رحاب قريتي حتّى في ساعة الموت و فترات الأحزان...

عندما تخلو الحياة من شريط الذّكريات تصبح خاوية و خالية و بلا معنى و تفقد قدرتها على حركة فعل الجذب و البناء, و تصبح جثّة هامدة بلا روح... و الحياة بلا طفولة تغدو جامدة و يابسة كالأخشاب, و الطّفولة البريئة هي حنين العقل البشريّ المقلبن إلى إكتشاف الخفايا في أدغال القلب... و عودتي إلى قريتي يومًا تعني العودة إلى أروقة الحبّ و العشق و الإيثار و الإنتصار و الحياة و الإنصهار في مجتمع قريتي الرّيفيّ...

كلّ ما أكتب ما هو إلاّ تفعيلاً للرّوح و الذّاتِ من أجل الحياة في قريتي النّائية, و الكتابة عن قريتي الرّيفيّة هي محاولة للعودة إلى زمن الطّفولة و البراءة و الشّفافيّة في التّعامل بلا نوايا أخرى, و بلا خجل دونيّ ينتابنا كصدى للرّغبات الحمراء المكبوتة لأنّ الخجل القرويّ يتسامى رفعة و خلقًا عظيمًا عن كلّ الدّونيات...

في قريتي يتماسك النّاس في المحن و الشّدائد, سيّما عندما يحلّ موت في بيت ما فيتقاسمون المعزّون و أهل العزاء الفعل اللازم... و مجتمع قريتي الزّراعيّ يعتمد على كرم الأرض التي تُطعمنا اللقمة الحلال التي تولّد فينا ميلاً للعبادة الشّفيفة بلا مذاهب و بلا طوائف, و الأرض لنا هي بمنزلة الأمّ و الأب... و الكلّ يعمل من أجل نفس الخبز و نفس الحلم, و الليالي الماطرة هي تشكيلات أعراس و فرح للجميع... و في قريتي تتوثّق الرّوابط فيما بين أهلها بحيث الأسرة كلّها تأكل في صحن واحد, و أحياناً يتناوبون الملعقة الخشبية الواحدة...

بيوت قريتي الفقيرة و المتراصّة تنام على رؤى العشق و تغفو على قداسة الحبّ, و تصحو على طهارة الحبّ, و الأزقّة الطّينيّة تذكّرك بأنّ السّماء ليست بخيلة.... و الرّعاة يلاحقون العشب و الشّمس من الجبال إلى الجبال. و المنجارة حين ينبعث أنينها تملأ الأرواح قبل المنحدرات و الأودية... و يتفاهمون عبر الأودية, و يتحادثون من واد لواد, و كأنّهم على مائدة واحدة. كانوا يعرفون أشجار الأحراش شجرة شجرة, و يستطيعون السّير في الجبال و المراعي و هم مغمضو العيون, لشدّة معرفتهم بها و كانوا يعرفون مراتب المطر, و متى يسحّ مدراراً, و متى يأتي رذاذاً, كلابهم تفهم أوامرهم بسهولة, و هم لا يقسون مع كلابهم أبداً, يطعمونهم ممّا يأكلون بكرم و سخاء, لأنّهم يفتقدونهم في الليلة الظّلماء, و في المراعي البعيدة, و الذّئاب ترصد خطأ لتنقض على القطيع....













التوقيع

حسين أحمد سليم
  رد مع اقتباس
قديم 02-07-2015, 07:31 PM   رقم المشاركة : 2
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية علي التميمي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :علي التميمي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 تساؤل
0 على دكّة الحنين
0 قل صباح الخير

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: حضارة قريتي

كـ فيلمٍ وثائقي ,
و عرض سينمائي
تكتب عن قريتك
تكتب لـ وطنك الجميل
ما أبهاك و أنت تتلو من الماضي
أحداث لا تنسى
القدير حسين أحمد سليم ,
نبض يفوق الجمال
أجدت يا سيدي كثيرا
تحيتي لك













التوقيع

قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في قريتي إخلع نعالك إن مشيت ،، د.فلاح الزيدي شعر التفعيلة 6 09-24-2014 12:37 AM
قريتي النائمة عبدالله فراجي الشعر العمودي 12 04-09-2012 01:27 AM
حضارة الهدوء والسكينة : د . لطفي زغلول د . لطفي زغلول المقال 1 07-25-2010 04:35 PM
الإسلام دين حضارة لا دين شطارة : عزيز العرباوي المقال 2 07-13-2010 04:23 PM
غزل بدوي يفيض حضارة وحداثة عبد الرسول معله اختيارات متنوعة من الفنون الأدبية وأدب الحضارات القديمة 6 07-06-2010 01:54 PM


الساعة الآن 09:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::