لم تكن قد تعدت الستين من عمرها ، رسم الزمن لوحة رمادية وحفر أخاديداً في وجهها المتغضن الذي يحكي اَلاف القصص . غارت عيناها واحدودب ظهرها ، كانت تجر رجليها بضعف جلي لاتخطئه العين وتزداد شحوباً وهزالاً مع مرور الأيام التي كانت تزحف ببطء شديد . انسابت دمعة سخية على خديها فمسحتها حتى لا ترى نظرة الشفقة في عيون ذلك المسخ الغريب وهو يختال مزهواً ببزته العسكرية.لم يدر بخلدها أن الإنسان تنحدر اَدميته إلى هذا المستوى من الانحطاط والحيوانية. عادت بها الذاكرة إلى الوراء ، كانت تبكي في صغرها وترتعش إذا رأت عصفوراً يذبح أمامها.
- سيدي إنها تحمل كيساً ، لعله مليء بالمتفجرات !!
- اقتربي ! توقفي ! هل أنت خرساء ؟
كانت تحملق في وجهه فاغرة فاهها كالمشدوهة ، بدت مذهولة ،
- حتى النساء ؟ أكاد لا أصدق !
- ماذا يوجد بداخل هذا الكيس ؟ إياك والكذب فأنا أعرف جيداً أمثالك ، كلكم إرهابيون
- كانت تتطلع إليه في بلاهة شديدة ! وتردد في استعطاف ، انه مجرد كيس أرز
سادت فترة من الصمت ، وأحست ببرودة في أوصالها .
أطرقت رأسها إلى الأرض وأسقط في يدها
- أيها العسكري خذ منها الكيس ، وبدأ ينتزعه وكأنه ينتزع قلبها ، فالمدينة في حالة حصار ظالم وقد عز الطعام
خارت قواها وأحست بغصة في حلقها، كيف يمكن أن تعود خالية الوفاض ؟ ماذا ستطعم أولادها ؟ بدأت كل تلك الأسئلة تدور برأسها، أخذت تتطلع حولها عل أحداً يهب لمساعدتها .
بدأ الوحش الضاري بإفراغ الكيس فوق أرضية الشارع في محاولة لكسر روحها , تكومت على أرضية الشارع وبدأت تجمع حبات الأرز والألم يعتصر قلبها . على مقربة منها كان ذلك المسخ يتكيء على عجلته العسكرية حاملاً سلاحه الاَلي . أما المسخ الاَخر فقد اكتفى بالتقاط صورة لها وهو يقهقه منتصراً وقد ظن أنه نال من روح التحدي والعزيمة .كانت تود أن تصرخ ملء شدقيها ، أنا لست ارهابية ، أنا انسانة تحب الحياة والعصافير والفراشات الملونة. أنا أمقت الطائفية وأحب كل الألوان، كانت تبدو على وجهه علامات السقوط و الهزيمة.
السويد – 25/03/2016
التوقيع
روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
قصّة رائعة المضمون تنهض من واقع مرير...
فذاك بؤسنا أخي محمد الفاضل....
كل ما تكتبه هنا أيّها المبدع نقرأهوالحزن يحفرنا ...
فكم يستوجب أن نكتب من قصص كهذه لنؤرّخ لمعاناة شعوبنا وما تتحمّل من ظلم واستبداد وإساءة .
اكتب ثمّ اكتب فغدا يقرأ أجيالنا كتاباتكم ويحسون بالإعتزاز والإنتماء لهذه السيّدة الرّائعة ...ويلعقون الأرض بحثا عن حبّة الأرز .
فكم كانت القفلة هنا صارخة بحبّ الحياة
أما المسخ الاَخر فقد اكتفى بالتقاط صورة لها وهو يقهقه منتصراً وقد ظن أنه نال من روح التحدي والعزيمة .كانت تود أن تصرخ ملء شدقيها ، أنا لست ارهابية ، أنا انسانة تحب الحياة والعصافير والفراشات الملونة. أنا أمقت الطائفية وأحب كل الألوان، كانت تبدو على وجهه علامات السقوط و الهزيمة.
لن يقهروا فينا إرادة الحياة .....
قصّة رائعة المضمون تنهض من واقع مرير...
فذاك بؤسنا أخي محمد الفاضل....
كل ما تكتبه هنا أيّها المبدع نقرأهوالحزن يحفرنا ...
فكم يستوجب أن نكتب من قصص كهذه لنؤرّخ لمعاناة شعوبنا وما تتحمّل من ظلم واستبداد وإساءة .
اكتب ثمّ اكتب فغدا يقرأ أجيالنا كتاباتكم ويحسون بالإعتزاز والإنتماء لهذه السيّدة الرّائعة ...ويلعقون الأرض بحثا عن حبّة الأرز .
فكم كانت القفلة هنا صارخة بحبّ الحياة
أما المسخ الاَخر فقد اكتفى بالتقاط صورة لها وهو يقهقه منتصراً وقد ظن أنه نال من روح التحدي والعزيمة .كانت تود أن تصرخ ملء شدقيها ، أنا لست ارهابية ، أنا انسانة تحب الحياة والعصافير والفراشات الملونة. أنا أمقت الطائفية وأحب كل الألوان، كانت تبدو على وجهه علامات السقوط و الهزيمة.
لن يقهروا فينا إرادة الحياة .....
سعيد بوجودك هنا سيدتي
تقبلي شكري العميق مع خالص الإمتنان
مودتي
التوقيع
روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
أنا أعرف العسكري وأعرف المرأه...العسكري رعديد جبان يظهر شجاعته(غير الموجوده أصلا) امام امرأه..والمراة بنت ناس شجعان كرام..تشهد لهم الدنيا..ويوم يتخلى الطغاة من خلف الحدود عن هذا الجبان سيهرب الى جحر كالفئران..
أنا أعرف العسكري وأعرف المرأه...العسكري رعديد جبان يظهر شجاعته(غير الموجوده أصلا) امام امرأه..والمراة بنت ناس شجعان كرام..تشهد لهم الدنيا..ويوم يتخلى الطغاة من خلف الحدود عن هذا الجبان سيهرب الى جحر كالفئران..
محمد الفاضل..حروفك رصاصات حق
لو تعرف ظروف كتابة هذه القصة أخي وزميلي العزيز
عندما رأيت الصورة في وسائل التواصل وعرفت القصة طار صوابي ولم أتمالك نفسي
لكم الله ياأحبتي وفرج الله قريب ان شاء الله . شاكر حضورك سيدي
مع تحية من القلب
التوقيع
روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
نص رائع يصور مأساة شعب يقاوم من أجل البقاء
دمت مبدعا
مودتي وتقديري
حضور جميل أعتز به زميلي العزيز
تقبل خالص شكري
دمت بخير
التوقيع
روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
قصة مؤثرة من واقع الزمن صرت لنا فيها حقيقة مؤلمة
تحياتي لك
شكرا على مرورك الجميل وتفاعلك أخي العزيز الشاعر ابراهيم
محبتي
التوقيع
روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟