قال أحد العارفين إذا أردت أ ن تسمع الدعاء فاسمع دعاء الأعراب.
وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : ما قوم أشبه بالسلف من الأعراب، لولا جفا فيهم.
وقف أعرابي في موسم الحج فقال : اللهم إن لك حقوقا فتصدق بها عليّ ، وللناس عليّ تبعات فتحملها عني ، وقد وجب لكل ضيف قرى ، وأنا ضيفك الليلة ، فأجعل قراي فيها الجنة .
ووقف أعرابي بأستار الكعبة يدعو : سائلك عند بابك ، ذهبت أيامه ، وبقية آثامه ، وانقطعت شهوته، وبقية تبعاته، فارض عنه، وإن لم ترض عنه، فاعف عنه غير راض.
واخذ أعرابي يدعو : اللهم لا شرف إلا بفعال ، ولا فعال إلا بمال ، فأعطني ما استعين به على شرف الدنيا والآخرة يا رب العالمين .
وقال أعرابي في دعائه : اللهم إن أقواما آمنوا بك بألسنتهم ليحقنوا دماءهم فأدركوا ما أملوا وقد آمنا بك بقلوبنا لتجيرنا من عذابك فأدر بك منا ما أملناه يارب العالمين .
وسُمِع أعرابي وهو متعلق بأستار الكعبة يقول :
اللهم إن استغفاري مع إصراري للؤم ، وإن تركي استغفارك مع علمي بسعة عفوك لعجز ، فكم تتحبب إلي بالنعم مع غناك عني ، وكم أتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك ، يا من إذا وعد وفى ، وإذا أوعد عفا ، ادخل عظيم جرمي في عظيم عفوك ، يا أرحم الرحمين .
وحضر أعرابي مجلس ابن عباس ، رضي الله عنهما ، فسمع قارئاً يقرأ : [وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ] .
فقال الأعرابي : والله ما أنقذكم منها وهو يريد أن يرجعكم إليها .
فقال ابن عباس : خذوها من غير فقيه .
واخذ أعرابي يدعو ، وهو يطوف بالكعبة ، فقال : اللهم قد أطعناك في أحب الأشياء إليك شهادة أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، ولم نعصك في أبغض الأشياء إليك : الشرك فاغفر اللهم ما بين ذلك .
وعن الأصمعي : سمعت أعرابيا يقول في دعائه : اللهم إن ذنوبي إليك لا تضرك ، وإن رحمتك إياي لا تنقصك ، فأغفر لي ما لا يضرك ، وهب لي ما لا ينفعك.
ومات ابن لأعرابي فقال : اللهم إني وهبت له ما قصر فيه من برّي ، فهب له ما قصّر فيه من طاعتك ، فإنك أجود وأكرم.
عن الأصمعي : رأيت أعرابيا متعلقا بأستار الكعبة رافعاً يديه إلى السماء وهو يقول : رب أتراك مُعذبنا وتوحيدك في قلوبنا ، وما أخالك تفعل ولئن فعلت لتجمعنا مع قوم طالما أبغضناهم لك.