حديث الجمعة
========
مهما تعمل تجد أنه لا هدف ولا مغزى لعملك . حسنا ، ولماذا أتينا إلى هذه الدنيا إن كان كل شيئٍ نفعله هباء منثور لا قيمة له . يقودنى هذا التفكير إلى أن العمل الوحيد ذا المعنى فى هذه الدنيا هو عبادة الله سبحانه وتعالى كما شرع لنا . وهو عملٌ له معنى لأنه يستحق أن تترك كل ما سواه وتتفرغ له . يصنع الإنسان الأشياء العجيبة ولكنه يصنعها من مادةٍ خامٍ أمامه . ولكنى أتأمل مم صنع الله الكون؟ ومن أين أتى بالمادة الخام؟ وأتفكر وأقول: صحيح أن الله لا يعجزه شيئٌ فى الأرض ولا فى السماء . صحيح أن الله هو الغنى لأنه لا يحتاج إلى توفر المادة الخام . إذن ينبغى أن أوقف التعجب من أمريكا وألمانيا والصين..إلخ فى صناعاتها لأنها ستكون مثلى يوم تنفد المادة الخام منها . يجب أن أتأمل فى الذى لا يعتمد على وجود المادة الخام . قرأت ورأيت الصور لكوكب فى السماء خارج المجموعة الشمسية كشفته التلسكوبات العملاقة فى الفضاء البعيد . إنه مثل الأرض فى مكوناته وتربته ومعادنه ولكنه خمسين مرة ضعف حجم الأرض . قيل لو أن طائرة من طراز بوينج أقلعت من نقطةٍ فيه فى رحلةٍ حوله لما عادت إلى نفس النقطة قبل مضى ألفى عام . هل تعوز من خلق هذا مادةٌ خام؟ صحيحٌ ما جاء فى الآية الكريمة " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" .
حفظكم الله وقواكم لكل خير أيها القدير
وعبادة الله وتقديسه موجودة في كل أعمالنا الدنيوية ولا تقتصر على الصلوات والزكوات وغيرها من الأركان
من باب الدين المعاملة.. وتقوى الله غايتنا ومنتهى منانا
سلمت يمينكم ورؤاكم العميقة