أسفا تبيت رباك ، وهي مدرّة= للرزق ، رهن الفقر والاملاق
خدعوك إذ سمّوا قيودك حلية = ما أسبه الاصفاد بالأطواق
لك في العراق جوانح ملهوفة = تشكو الذي تشكينه وتلاقي
أني شآمي إذا نسب الهوى = وإذا نسبت لموطن فعراقي
ويذيع منك البرق كامن لوعتي = فيدي على قلبي من الاشفاق
رقت طباع بنيك فهي إذا انبرت = سألت كصفو نميرك الرقراق
كم في الجوانح لي إليهم زفرة= كمنت ليوم تزاور وتلاقي
ورسائل برقية مهزوزة = اسلاكها من قلبي الخفاق
أما الهوى فدليله شرقي متى = ذكروا رباك بدمعي المهراق
أرقت أجفاني فلو راودتها = غمضاً لما طاوعن في الاطباق
قالوا : دمشق ، فقلت : غاية الربى= قالوا : لذاك تطاول الاناق
أبن الشام سلام صب واجد = يهدي إليكم أكرم الأعلاق
يهفو إليكم لوعة لا مدَّعي = ما أهون الدعوى على العشاق
أنا ما بكيت الشعر ذل وإنما = أبكي الشعور يباع في الأسواق
أنا للتجاذب نقطة إن سَّرني = لقياكم ساء العراق فراقي
ما كان أصفى ما أسال من الهوى = هذا اليراع بهذه الأوراق