منذُ الأزل، ومع اختلاف نظريات التكوين في ما بينها، سواءٌ ما كان منها ديني أو من بنات أفكار البشر، لم تنتقص هذه النظريات من شأن النساء ودورهن كقطب من قطبين لا ثالث لهما في النشوء والتكوين، ربما تتجنى بعض التفسيرات للنصوص ( السماوية ) وتبتعد عن المعاني السامية لفلسفة الأديان في وصفها للمرأة ودورها في المجتمع، إلا أن ذلك لا يعني تماما إن الأديان قد حولت النساء إلى قطيع من العبيد؟
إذن، دعونا نتفق أولا بأن هاذين القطبين كانا المؤسسين لمجتمعنا العاقل بصرف النظر عن أصول تكوينهما سواء كانا قردين أو حوتين على فكرة أخينا (جارلس دارون) غفر الله له ورحمه، أو كما جاء في كتبنا المقدسة إبتداءً من أبينا آدم وأمنا حواء وانتهاءً إلى ما آلت إليه الشراكة بين القطبين، وتحولت السيدة حواء إلى ( حرمة ) والسيد آدم إلى دكتاتور بغيض(!).
وسواء اتفقنا أم لم نتفق فقد اتفقت معظم الأديان والفلسفات القديمة إن لم أقل جميعها على احترام المرأة وموقعها، وتقديسها لدى الكثير من الشعوب في ميثولوجياتها الموروثة... ولكن؟
مالذي حول شريكة الحياة إلى ( حرمة ) أو ( عورة ) الله يحشم (!)
هل هي النظم الاقتصادية وتداعياتها عبر الأزمان؟
أم هي تلك المنظومة من العلاقات الاجتماعية التي أفرزتها ماكينة الاقتصاد وطبيعة البيئة والصحراء (!) والتي كبلت الرجل وجعلته أكثر عبودية لغرائزه ومن ثم ذكورته؟
هل كانت التفسيرات المزاجية والذاتية للنصوص الدينية التي تخدم في تأويلاتها مصالح الذكور سبباً في عبودية الرجل لذاته التي كونها من إلغاء ومصادرة بعض حقوق وإمتيازات شريكته؟
أم هو صراع سلطوي في الشراكة واتخاذ القرار؟
مع كل هذه التساؤلات يبقى الرجل ( باعتقادي ) هو من يحتاج الحرية والتحرر لأن شريكته مسجونة في عبوديته (!)، وعبوديته مجموعة متناقضة من أنماط السلوك والتصرف والادعاء وأمراض النرجسية والازدواجية.
دعونا نتساءل بشفافية وقليل من الجرأة، ربما نتعرف أكثر على أوجاعنا التي لم نعد نحس بها ؟
كم منا سمح ( لنسائه ) أن تفعل كما يريد هو أن يفعله بنساء الآخرين بصرف النظر عن النوايا ونوع السلوك؟
كم منا أجاز ( لحريمه ) ترجمة أفكاره ( المخملية ) في التحرر والأنعتاق والمشاركة الفعلية في الأنشطة السياسية والثقافية والفنية بغض النظر عن توجهاته هو؟
كم رجلٌ منا ( مهما كنا ) أحل لسجيناته حرية الاختيار دونما تأثير وضغوطات حتى ( الإقناع )؟
من منا لا يتهم المرأة ( المتحررة ) بالفريسة السهلة والخفيفة؟
كم من النساء قتلنا لمجرد علاقة أو دعاية أو وشاية لم تثبت كما جاء في القانون القرآني السامي ؟
كم منا يعتقد بأن الشرف سلوك رجالي كما هو نسائي ؟
كم منا يؤمن بأن الشرف صدق وأمانة وشجاعة وحرية لا مجرد أعضاء تناسلية فحسب ؟
كم منا يرفض ( بصدق ) هذا النظام الاجتماعي في أسرته ويعمل فعلا على استبداله ؟
إذن، التساؤلات كثيرة وربما تثير أوجاعنا التي تكلست، ولكن الإجابات على ما سبق مهما كانت فهي بالتأكيد لا تخضع للقياسات العامة التي تمنحنا استنتاجات لبناء بدائل أخرى في هذه الحقبة من الزمن، وعلى العموم فأننا أمام خيارين: إما أن يكون هذا النظام هو الأفضل لحد الآن على ضوء واقع الحال، حيث أن القطب الثاني ( يبدو والله أعلم ) راضيا عن هذه ( القسمة ). أو إننا أمام ثورة اجتماعية كبرى تستدعي طاقات وتضحيات وأزمان ليست طبيعية، وفي كل الأحوال علينا أن نتذكر دوما بأننا نعمل بأقل من نصف طاقاتنا وإحصائياتنا وأرباحنا ونستهلك أكثر من كامل حجمنا نساءً ورجالاً وتلك معادلة خاسرة تماما.
وعلى ضوء ذلك لا زلتُ مصراً بأن الرجال هم أولى باسترجاع حقوقهم الإنسانية المحضة والتحرر من عبودية ألذات ( الأقوى ) وحينذاك ستكون ( الحريم ) حرائراً ولكن بعد حين.
((والمراد بالمماثلة - كما يقول الآلوسي - المماثلة في الوجوب لا في جنس الفعل ، فلا يجب عليه إذا غسلت ثيابه أو خبزت له أن يفعل لها مثل ذلك ، ولكن يقابله بما يليق بالرجال " .
أي أن الحقوق والواجبات بينهما متبادلة ، وأنهما متماثلات في أن كل واحد منهما عليه أن يؤدي نحو صاحبه ما يجب عليه بالمعروف أي بما عرفته الطباع السليمة ولم تنكره ، ووافق ما أوجبه الله على كل منهما في شريعته .)) تفسير السيد طنطاوي
هذا ما أراده الإسلام للمرأة فهي ند للرجل في بناء المجتمع ولكن ما أرادته التقاليد والأعراف غير ذلك فظل يهضمها حقوقها جهلا ويظن أنه يسير في الطريق الصحيح لهذا تجد مجتمعنا متخلفا عن بقية الشعوب
((والمراد بالمماثلة - كما يقول الآلوسي - المماثلة في الوجوب لا في جنس الفعل ، فلا يجب عليه إذا غسلت ثيابه أو خبزت له أن يفعل لها مثل ذلك ، ولكن يقابله بما يليق بالرجال " .
أي أن الحقوق والواجبات بينهما متبادلة ، وأنهما متماثلات في أن كل واحد منهما عليه أن يؤدي نحو صاحبه ما يجب عليه بالمعروف أي بما عرفته الطباع السليمة ولم تنكره ، ووافق ما أوجبه الله على كل منهما في شريعته .)) تفسير السيد طنطاوي
هذا ما أراده الإسلام للمرأة فهي ند للرجل في بناء المجتمع ولكن ما أرادته التقاليد والأعراف غير ذلك فظل يهضمها حقوقها جهلا ويظن أنه يسير في الطريق الصحيح لهذا تجد مجتمعنا متخلفا عن بقية الشعوب
تحياتي ومودتي
الاستاذ الكريم
عبدالرسول معله
شكرا جزيلا لمروركم ومداخلتكم التي اغنت الموضوع كثيرا
لكم جل احترامي وغاية التقدير والاعتزاز
منذُ الأزل، ومع اختلاف نظريات التكوين في ما بينها، سواءٌ ما كان منها ديني أو من بنات أفكار البشر، لم تنتقص هذه النظريات من شأن النساء ودورهن كقطب من قطبين لا ثالث لهما في النشوء والتكوين، ربما تتجنى بعض التفسيرات للنصوص ( السماوية ) وتبتعد عن المعاني السامية لفلسفة الأديان في وصفها للمرأة ودورها في المجتمع، إلا أن ذلك لا يعني تماما إن الأديان قد حولت النساء إلى قطيع من العبيد؟
إذن، دعونا نتفق أولا بأن هاذين القطبين كانا المؤسسين لمجتمعنا العاقل بصرف النظر عن أصول تكوينهما سواء كانا قردين أو حوتين على فكرة أخينا (جارلس دارون) غفر الله له ورحمه، أو كما جاء في كتبنا المقدسة إبتداءً من أبينا آدم وأمنا حواء وانتهاءً إلى ما آلت إليه الشراكة بين القطبين، وتحولت السيدة حواء إلى ( حرمة ) والسيد آدم إلى دكتاتور بغيض(!).
وسواء اتفقنا أم لم نتفق فقد اتفقت معظم الأديان والفلسفات القديمة إن لم أقل جميعها على احترام المرأة وموقعها، وتقديسها لدى الكثير من الشعوب في ميثولوجياتها الموروثة... ولكن؟
مالذي حول شريكة الحياة إلى ( حرمة ) أو ( عورة ) الله يحشم (!)
هل هي النظم الاقتصادية وتداعياتها عبر الأزمان؟
أم هي تلك المنظومة من العلاقات الاجتماعية التي أفرزتها ماكينة الاقتصاد وطبيعة البيئة والصحراء (!) والتي كبلت الرجل وجعلته أكثر عبودية لغرائزه ومن ثم ذكورته؟
هل كانت التفسيرات المزاجية والذاتية للنصوص الدينية التي تخدم في تأويلاتها مصالح الذكور سبباً في عبودية الرجل لذاته التي كونها من إلغاء ومصادرة بعض حقوق وإمتيازات شريكته؟
أم هو صراع سلطوي في الشراكة واتخاذ القرار؟
مع كل هذه التساؤلات يبقى الرجل ( باعتقادي ) هو من يحتاج الحرية والتحرر لأن شريكته مسجونة في عبوديته (!)، وعبوديته مجموعة متناقضة من أنماط السلوك والتصرف والادعاء وأمراض النرجسية والازدواجية.
دعونا نتساءل بشفافية وقليل من الجرأة، ربما نتعرف أكثر على أوجاعنا التي لم نعد نحس بها ؟
كم منا سمح ( لنسائه ) أن تفعل كما يريد هو أن يفعله بنساء الآخرين بصرف النظر عن النوايا ونوع السلوك؟
كم منا أجاز ( لحريمه ) ترجمة أفكاره ( المخملية ) في التحرر والأنعتاق والمشاركة الفعلية في الأنشطة السياسية والثقافية والفنية بغض النظر عن توجهاته هو؟
كم رجلٌ منا ( مهما كنا ) أحل لسجيناته حرية الاختيار دونما تأثير وضغوطات حتى ( الإقناع )؟
من منا لا يتهم المرأة ( المتحررة ) بالفريسة السهلة والخفيفة؟
كم من النساء قتلنا لمجرد علاقة أو دعاية أو وشاية لم تثبت كما جاء في القانون القرآني السامي ؟
كم منا يعتقد بأن الشرف سلوك رجالي كما هو نسائي ؟
كم منا يؤمن بأن الشرف صدق وأمانة وشجاعة وحرية لا مجرد أعضاء تناسلية فحسب ؟
كم منا يرفض ( بصدق ) هذا النظام الاجتماعي في أسرته ويعمل فعلا على استبداله ؟
إذن، التساؤلات كثيرة وربما تثير أوجاعنا التي تكلست، ولكن الإجابات على ما سبق مهما كانت فهي بالتأكيد لا تخضع للقياسات العامة التي تمنحنا استنتاجات لبناء بدائل أخرى في هذه الحقبة من الزمن، وعلى العموم فأننا أمام خيارين: إما أن يكون هذا النظام هو الأفضل لحد الآن على ضوء واقع الحال، حيث أن القطب الثاني ( يبدو والله أعلم ) راضيا عن هذه ( القسمة ). أو إننا أمام ثورة اجتماعية كبرى تستدعي طاقات وتضحيات وأزمان ليست طبيعية، وفي كل الأحوال علينا أن نتذكر دوما بأننا نعمل بأقل من نصف طاقاتنا وإحصائياتنا وأرباحنا ونستهلك أكثر من كامل حجمنا نساءً ورجالاً وتلك معادلة خاسرة تماما.
وعلى ضوء ذلك لا زلتُ مصراً بأن الرجال هم أولى باسترجاع حقوقهم الإنسانية المحضة والتحرر من عبودية ألذات ( الأقوى ) وحينذاك ستكون ( الحريم ) حرائراً ولكن بعد حين.
دعني أحييك أولا هنا أستاذي لهذا الطرح الراقي جدا
و أثبته موضوعا للنقاش
و نسخة منه لركن المرأة
ثم أعود لك لو أذن الرحمن لنكمل حديثنا
بارك الله بك و بقلمك الوضاء و فكرك النير.
دعني أحييك أولا هنا أستاذي لهذا الطرح الراقي جدا
و أثبته موضوعا للنقاش
و نسخة منه لركن المرأة
ثم أعود لك لو أذن الرحمن لنكمل حديثنا
بارك الله بك و بقلمك الوضاء و فكرك النير.
وطن النمراوي
شكرا جزيلا يا وطن هذا المرور الكريم
المعبق بالود وسمو المعاني
الأستاذ الفاضل كفاح محمود كريم
أشكرك على طرح هذا الموضوع والذي يعتبر الأهم والأخطر .
يقول الله تعالى :
(من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)
وعليه :فإن انحراف نظرة الناس وتعاملهم مع المرأة نبع من عدة أمور ،أهمها:
1- العقلية القبلية التي لم تتغير وراحت تلوي أعناق النص القرآني لتحقيق نزواتها
2- تحجر العرب والمسلمين على اجتهادات العصر العباسي .وجعلها ما علم من الدين بالضرورة
3- إغلاق باب الإجتهاد بعد العصر العباسي ..بحيث صار كل من أتى بعدهم ناقلاً لاجتهاداتهم.
4- التخلف الحضاري والاقتصادي.
......................
فلو تذكر المسلمون بالذات أن نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام كان مدير أعمال زوجته خديجة رضي الله عنها ..لما كانت نظرتهم إلى المرأة بهذا الشكل.
تحياتي العطرة
إن الهدف الرئيسي والاسمى الذي يدعو اليه الاسلام هو اقامة العدل الالهي في حياة الانسان سواء أكان ذكرا أم أنثى وكان للمرأة دور مهم في تحريك عجلة الحياة من حواء ولحد يومنا هذا تؤدي دورها بكل ثبات وقدرة وقابلية معطاء مزهرة صابرة قوية شجاعة وخير مثال إنساني على ذلك سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء والسيدة زينب فقد كان لمواقفهن المشرفة خير أمثلة تستلهم منها الاجيال الدروس والعبر وكفل الأاسلام للمرأة حق إبداء الرأي في الشؤون العامة والشؤون الخاصة وهنالك الكثير من القصص في إحترام رأي
ودور المرأة في الاسلام .
ان دور المرأة ليس هبة يقدمها الرجل إليها بل هو حق من حقوقها ومسؤولية من مسؤولياتها الأسلام ينظر إلى المرأة كالرجل إنسان مستقل له كيان وله حقوق وهي شريكة الرجل في الحياة وفي الجنة
فقد قال تعالى
(كل نفس بما كسبت رهينة) سورة المدثر 28
(من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة)سوره غافر 40
وقد أاباح الاسلام للمرأة حق الممارسات المالية وجعلها مالكة لعائدها وأموالها وإن عمل المرأة محترم كعمل الرجل لأنه من مصدر واحد ومستوى واحد
كقوله تعالى
(للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن)سورة النساء 32
(فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض)سورة آل عمران
و منح الاسلام للمرأة الاستقلال الاقتصادي
وخير مثال خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين كانت تاجرة عندما تعرفت على الرسول (ص) وقد كانت النسوة في زمن الرسول يعملن في الزراعة والتجارة والحياكة وقال(ص)علموهن الغزل (الحياكة) لقد كان للنساء في زمن الرسول (ص) دور كبيرفقد كن يخرجن بأذن الرسول مع الجيش لخدمة الرجال وتمريض الجرحى والقيام بالاسعافات واتخاذ القرارات وإبداء الرأي في الشؤون العامة والتعليم
وقد قال (ص) (طلب العلم فريضة على كل مسلم) ومن النساء المتعلمات ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت افضل نساء عصرها علما
ام المؤمنين حفصة تابعت تعليمها حتى بعد زواجها من المصطفى عليه السلام
فاطمة الزهراء عليها السلام بنت الرسول (ص)وزوجة علي بن ابي طالب رضي الله عنه كانت ممن تلقين العلم واتقنته
السيدة اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنه
السيدة سكينة بنت الحسين رضي الله عنه
لقد منح الباري عز وجل المرأة منزلة كبيرة في الاسلام وضمن حقها في الانتخابات والحرب والدفاع وصنع القرار اضافة الى الدور الكبير الذي خصصه لها في التربية وادارة البيت ورقابة الاسرة وانشاء المجتمع الانساني وازدهار الحياة وتطورها
ليتنا نأخذ العبر والدروس لتأخذ المرأة حقها في الحياة
الاستاذ كفاح
تحية طيبة
شكرا لك على هذا الطرح
نقلت الموضوع هنا لآنه يتعلق بالمرأة ولتأتي الردود كاملة
متابعة
ولي عودة