في داخلنا تتكسر أغصان الأشجار
تتلاشى أحلام اليقظة
تتحول كل الألوان
تهاجر أسراب الضحكات
يموت الطفل الكامن في الأعماق
يطرق أبواب العمر صقيع الليل
تتناثر فوق أديم الأرض
أوراق الأشواق
لم يبق على طبق الإفطار
سوى الأحزان
وكلمات من ليل العشاق
ننتظر حلول العتمة
كي نبحر نحو المجهول
مجهول ليس له شطآن
تلفظنا أرصفة العمر
تدفعنا نحو غروب الشمس
توقظ فينا ذاكرة الماضي
تنبش أفكارا نامت
في أروقة النسيان
الزمن الأغبر يتجشأ مثل الوحش
على ناصية الطرقات
سيف الجلاد يلاحقنا
تبا لبلاد يقتل فيها الورد
وتزرع فيها الأحقاد
يتعثر الكلام في وصف الحال حزنا وتأسفا...
ربما لم نعد صالحين للارتقاء بأحوالنا... فأسدلت علينا الغمة أستار لأوائها...!
أصلحنا الله لما فيه خيرنا
دمتم بيخر وألق
وكل عام وأنتم بألف خير
نصّ بليغ عميق موجع ...يكشف ما أصبح عليه واقعنا من ضيق افق
وظّفت فيه اللّغة توظيفا رائعا...
استقى فيه كاتبه بيان الحال وقد تأكد وجه الشّبه بين أغصان الشجرة التي تواجه القلع والكسر والنفس البشرية التي تعجّ باحباطات وخيبات وواقع مرير.
وقد ورد المعجم اللّغوية بعتمة الواقع فترددت العبارات الملائة له
على غرار
غروب الشمس...صقيع الليالي....العتمة...ذاكرة الماضي..الزمن الأغبر
فكلها شكلت حابلة الإنفصام والتلاشي والتداعي
شكرا مبدعنا فالنّص مرآة لما يجيش فينا وما يضج به واقعنا
ما زلنا نعاني من علل الجاهلية
والتي ستبقى تنبض في فكرنا حتى نفقه حقا حكمة الإسلام وغايته
العلل الروحية والسلوكية التي تفتك بنا
نصّ حزين مشبّع بالأسى والأنين
نسأل الله الفرج
حياك الله و بياك
من لم يعايش الوجع لا يعرف مدى تأثير جمراته في النفس
وجعنا من الداخل كما هو من الخارج
لك كل الشكر والتقدير لمرورك الراقي وعباراتك القيمة
عندما يفرغ الكيان البشري من كل مقومات الأخلاق والفضيلة والمحبة والإنسانية
يحق لنا أن نقول
تبا لبلاد يقتل فيها الورد
وتزرع فيها الأحقاد
تقبل تحياتي أخي الكريم ودمت في رعاية الله وحفظه .
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه