الإسلام هو أن يسلَم الإنسانُ من جميع النواحي ، ويُعْطَى من كل الذي يجب ولا يُحْرَمَ ممّا يقتضيه الحال .
لعقل الإنسان حق الحرية في اختيار مايؤمن به عن قناعة وفهم دون إجبار أو إرغام أو البقاء بلا مُعتقَد . قال الله تعالى : ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) البقرة/ 256. ولِيَسلَم عقل الإ نسان في هذا الباب أضاءه بأن السلامة في توخّي الحقيقة هي الإيمان بالله الذي خلقه ، وله كل القدرة والصفات المثلى في هذا الكون ، وهذا المُتَّجه الذي فيه سلامة دنياه واستمرارحياته بعدها في صورة أجمل ما يشتهي ويريد .
ولعقل الانسان في أفق الاسلام حرية التفكير والتدبرو التأمل والنقاش والإبداع ، و التفعيل و الاختراع و الابتكار .قال تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) الرحمن. ولا حواجز أو خطوط حمراء أمامه إلا ما أملته قناعته بما يؤمن به .
لنفس الإنسان حق السلامة في الإسلام ، فلا يشوبها القلق و السأم و الملل و الندم و الحسرة و الأنانية واللامبالاة و البخل و الحرمان والحقد و الحسد والانتقام و الغضب .
وكيف للإنسان أن يندم و يتحسر على أمر تمّ وانتهى ، ولا يمكن أن نعيد عجلة الزمن الى الوراء ، إننا بهذا نترك في غفلة حاضرنا يمر دون استغلاله و الاستفادة منه ، و الوقت نفيس ولا أثمن منه ، إننا مسلمون والاسلام يثَمّن الوقت ، و يستقبح الندامة إلّا في شرط التوبة كي لا نعود الى الخطإ ، ونؤمن بـماورد في القرآن : { قُلْ لَنْ يُصِيبنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّه لَنَا }.
وكيف له أن يشعر بالملل و السآمة و اللامبالاة في هذه الحياة ، و هو من خلال الاسلام يراها دار عمل و سعي و تسابق في أن يكون السيد في هذه الدنيا قائدا لا مقودا ، و خليفة لله في الأرض ، و عمل اليوم هو بناء و تحقيق لحياة الغد ، و نيل لدرجات عليا ، و ما هي حياتنا اليوم الا محطة لنمر الى أفق خلود لا ينتهي . ومن الخطإ أن تفهم أنها انزواء في ركن لممارسة عبادات طول اليوم ، و اعتبار الاهتمام بها عبثا و لهوا و تضييعا للوقت ، ونترك المجال للآخرين كي يسيطروا و يسودوا ، ويصبحوا متحكمين في أكلنا وشربنا و حريتنا و وقتئذ نساق كالماشية الى حيث لا قوة لنا ولا حركة . قال الله :﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾وقال عليه الصلاة و السلام ( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلّ خير )).
وكيف للحقد أن يجد طريقا الينا وكل ما يشوه صورتنا من حسد و أنانية و بخل و الإسلام يحرص على سلامتنا من هذه الأمراض التي تضرنا نحن قبل أن تنتقل الى الجانب الآخر ، بل قد تقضي علينا نحن ولا تمسه بسوء ، و هل سلم حاقد أو حاسد أو أناني ؟. كيف نحقد و الله خلق البشر ليتعارفوا و يتعاونوا و يكونوا مجتمعا إنسانيا متماسكا . قال تعالى :{ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا} .
كيف نحسد وما أُوتي الآخرون هو من الله ، .لا يمكن أن ينقص أو يزول بنظرة حاسد ، جمالا كان أو مالا أو نفوذا و منصبا أو قوة و صحة ، أو زوجا وأولادا ، أو علما وأخلاقا ، و لا يعجز الله أن يرزقنا جميعا ولا ينتهي ماعنده أو يتضاءل . الإنسان السوي يحب الخير لللآخرين حتى يكون خيّرا ، و لا يتمنى الشر للناس حتى لا يكون شرّيرا.كما أن الاسلام لا يريد من الانسان أن يكون صاحب غضب وانتقام يخرجه عن إنسانيته ، ويحوله وحشا ، بل جعل العفو و التسامح مما يرفع الإنسان الى سمو ، ويرغّب الاسلام في العفو و التسامح و عدم الانتقام. قال الله : {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} ، { وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}.
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
بات الإسلام اليوم مجرّد إسم لا يمت للأفعال بصلة
وهناك من يتخذه سلّمًا لتحقيق أهداف دنيئة
لو طبقنا تعاليم الإسلام كما يجب لكانت الدنيا جنّة لا يشوبها الفساد
مطلب قيّم ينم عن وعي وثقافة وإيمان
هدانا الله وإياكم لما فيه رشدنا ورضاه
مودّة بيضاء
بات الإسلام اليوم مجرّد إسم لا يمت للأفعال بصلة
وهناك من يتخذه سلّمًا لتحقيق أهداف دنيئة
لو طبقنا تعاليم الإسلام كما يجب لكانت الدنيا جنّة لا يشوبها الفساد
مطلب قيّم ينم عن وعي وثقافة وإيمان
هدانا الله وإياكم لما فيه رشدنا ورضاه
مودّة بيضاء
تبقى حقيقة الإسلام ثابتة ، وأفعال الناس و سلوكاتهم شيء آخر...تحية لك هديل ، و مثل هذه المواضيع قل من يخوض فيها ، أو يناقش ، وتُرِكت للاحتكار السيء في الأغلب ...
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .