الغـيبُ والشــــــهادة
هل يوجـــد فى عـــالم المــــادة شـــيئٌ ليس لــــه صـــانع ؟ القطـــار له صــــانع ، الســـيارة لها صـــانع ، الطــــائرة لها صانع ، القلم له صانع ، الكتاب له صانع ، الكرســــىّ له صانع ، ... ، إلخ ، إلخ . أى شــيئٍ أمام عينيك له صانع ! والصـــانع يحتاج إلى مـــواد خـــــام ليصنع منها هذا المصنوع . والمواد الخام نفسها لم تأت من كوكبٍ آخر ، بل صنعها صانع . الصانع الأكبر فى هذا العالم هو الإنســـان . ولكـــنه أيضا مصـــنوع . ومصنوع من مواد خام كذلك . إننا نرى الصانع فى كل الأمثلة السابقة ، فهو مشـــاهَدٌ بأعيننا . إذن فالصانع والمصنوع فى عالم الشـــهادة . يُستثنى من ذلك ، فقط , صــــانع الكائنات الحية , كالإنســـان والحيوان . أنا ذكرت الإنسان والحيوان كأمثلة فقط يا اخواننا ، ولكن هنالك مصنوعات كثيرة جدا لم ير أحدٌ منا صانعها وهو عاكفٌ على صناعتها . كالنجوم والشمس والأوكسجين والنيتروجين وطبقة الأوزون...إلخ . لابد لهــذه الأشياء من صانع ، بالضرورة ، لأنها أشياء . وضخامتها أو كثرتها أو بعدهها عنا لا تنفى أنها أشـــياء ( أى مادة ملموسة محسوسة ) . هذه الكرة الأرضية الهائلة التى نعيش عليها ، شـــيئٌ من الأشياء . وهى مصنوعة من مواد خام كالتراب والصخور والماء ، فمن منا شاهد صانعها أثناء انشغاله بتكوين طبقاتها وإرساء جبالها ؟
إذن نخلص إلى أن هنالك صـــانعٌ يعيش فى عالم الغيب ! عالمٌ لا تراه أعيننا ! نســــتدل على ذلك بأننا لا نراه رأى العين . ونرى مصنوعاته المتقنة التى لايستطيع أمهــر البشــــر أن يصنعــوا مثلها .
حسنا ، لماذا نفترض أن ذلك الصانع واحدٌ وليس مجموعة ؟
لأن لمســـته وصبغته فى كل صناعاته واحدة .
إذن لابد من عالَمان . عالم غيب وعالم شـــــهادة !