تكوّن الأرض والكواكب التى تدور حول الشمس عالما منظما تبدو أبعاده متناهية فى الكبر بالنسبة لمقياسنا الإنسانى . إن الأرض على سبيل المثال تبعد عن الشمس بمقدار 000 ، 000 ، 150 كم تقريبا . تلك مسافة شاسعة بالنسبة إلى الكائن الإنسانى ولكنها تصغر جدا إذا قورنت بمتوسط المسافة التى تفصل عن الشمس أكثر الكواكب بعدا عنها فى المجموعة الشمسية – أى كوكب بلوتون - . وتقدر هذه المسافة بما يساوى المسافة بين الأرض والشمس بأربعين مرة..أى ما يساوى 6 مليار كلم تقريبا . إن ضعف هذه المسافة أى ما يقارب 12 مليار كم يمثل أكبر مسافة فى النظام الشمسى . ويلزم الضوء الشمسى 6 ساعات لكى يصل إلى كوكب بلوتون ، برغم أن الضوء يقطع هذه الرحلة بسرعة رهيبة قدرها ثلاثمائة ألف كلم فى الثانية . أما النجوم الكائنة على حدود العالم السماوى المعروف فتلزمها مليارات من السنين حتى يصل ضوؤها إلينا !!
التفكر في موضوع المسافات الكونية أمر مذهل لا يدركه عقل البشر مهما كان واسع الخيال.
إنه خارج عن مقدرته التكوينية بأمر الله الخالق سبحانه وتعالى.
والضوء على سرعته الخارقة ليس بمقياس مناسب حقا، إن أخذنا بعين الاعتبار هذه المسافات التي لا تصدق، ولو اتخذ من قبل علماء الغرب مقياسا -على سبيل الاصطلاح المجازي-
نزولا عند فرضية أنه الأسرع حاليا مما توصل إليه علم الإنسان.
إلا أنه بطيء جداً في عبور المسافات هذه، التي إن أخذنا مثالا على أقرب نجم من شمسنا، فإن الضوء سيقضي 4 سنوات حتى يصله!
طبعا: هي أربع سنوات محمولة على سرعة الضوء البالغة 300 ألف كم بالثانية الواحدة!!!
فحسب المعايير المادية للبشر، هذه سرعة هائلة فيما يخص الكتلة، حيث لا يمكن أن تبقى على حالها مع هذه السرعة الهائلة،
وبالتالي؛ لا يمكن للبشر أن يسافروا بمركبة تسير بسرعة الضوء!
إن استطاعوا تصميمها أصلا لتتحمل هذا التغيير الفيزيائي الحاصل في الكتلة،
والذي لايمكن تصور محصلته حقيقة، فكل الدراسات نظرية وليس لها تطبيق عملي حتى الآن.