هكذا و قبل أن تُطبقُ النهايةُ بسكرتِها،
أعاشرُ الزمَنَ الذي يُشبه وجهكَ،أستحضرُ فصولَكَ في أفولي،
أربّتُ على الدروبِ التي لم تجمْعنا يومًا،
الدروب التي شرِبت رقصتنا التي حلمنا بها
من قبل تذوب العينان في خيط الضوء
الهارب من عتمتنا..
من قبلِ أن ترحل ملامِحُنا بكلِّ ماقالهُ السرابُ
للعاشقيّنِ في قصيدة ..
،
ملامِحي ' حِناءٌ في كفٍّ أخرَس ..!
ملامِحي ' شظايا..
تلوذُ بكلِّ مرآةٍ تتكسّر ..
تُنكرُني ..؛ كي تحظى بك،
كي تحتطبُ ظلَك وهو يدخنُ الرسائلَ التي
سَقطت عمدًا من ساعي البريد، يزفرُ فواصِلها الحية،
يلثمُ مواعيدَها التي لم تُثمرْ أيادينا المُتشابِكة،
ويعصُرُ نارَها نكايةً بالعَتمة،
أيتُها الجدران الباردةُ..،
أيتها الكلمات التي تتفجر الآن في العمق.،
يامخلب الرماد الذي انتزع من عينيّ
شعلة الألوان،
أنا مازلت هنا، هنا..
أقتص من زغب حياةٍ صاعدةٍ في الزَوال،
أغمدُ بقايا الورد في قلبي وألوّحُ للغيومِ العابرة:
" ابكي علي ..،ابكي ولا تطفئي رائحته في صدري،
بي نفسٌ أخيرٌ مازال يرتعش،
لاتجافي كتابَ الحكاية،وتعاليّ
تعالي مع ليلٍ ينحدر بثقوبنا,
دعينا نسِيل بصمتٍ إلى الهاوية؛
فقد تسفرُ النقطةُ السوداءُ عن سطرٍ أخضرٍ
يُبعثُ اليمامُ من ترابه،
قد نولدُ من صَلْصالِ عدمِنا كافريّنِ بالقيود..
بصمتِنا المُتراخي..
بالطرقِ المحشوةِ بالبنادِقِ العمياء..،
بالسنابكِ التي تجوس شموعَ الأحلامِ كلما تفتّحَ
عصفورٌ في الجَفن .
وقد تكتملُ القصيدةُ الملقيةُ في درجِ الوقتِ
الذي' لدغتنا عقاربُه!
إنها شهوة السنابلِ الفارغةِ للإمتلاء حدّ الإنفجار !
شوق العبارةِ الخديج ..
الشوقُ اليتيم،
الذي لم يمسحَ على رأسِه أحد،
الذي لم يلتقم يوما عناقًا يشبعه ريًا..،
إنها الجمرةُ المختبئةُ في مواقدِ الصقيع ..
في الذاكرةِ التي لم تسلّم جثتها لقبرِ النسيان
إنها المحاولاتُ اليائسة..
إنه العدم ..
فقط العَدم .
.