تعتبر الصورة الصحية لجسم الفتاة اليانعة جزءا من تقديرها لذاتها، ويساعد فهم الأم لكيفية التعامل مع مشاعر الفتاة البالغة على منحها شعورا بالراحة والرضا عن جسمها ونفسها.
وتواجه الفتيات ضغوطات كبيرة حول جاذبيتهن الجسدية المتعلقة بالجسم المثالي، ونتيجة لذلك تشعر العديد منهن بعدم الرضا عن أجسادهن وترتفع مخاطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية.
يمكن القيام بعدة خطوات من قبل الوالدين من شأنها أن تشجع البنات على حب جسدهن بغض النظر عن شكله أو حجمه من خلال إدراك بعض الأمور:
أسباب تكون الصورة السلبية للجسم عند الفتاة ونتائجها :
الحفاظ على صورة الجسم الصحي أثناء فترة المراهقة أمر صعب بالنسبة للفتيات والعوامل التي تضر بصورة الجسم الصحية عند الفتاة ومنها؛ وجود أم تقلق باستمرار بمسألة وزنها ومظهر ابنتها الخارجي، وزيادة الوزن الطبيعية والتغيرات الناجمة عن البلوغ فضلا عن الضغط من قبل الأقران للظهور بمظهر معين، إضافة إلى الصور الإعلامية التي تبثها الوسائل الإعلامية وتروج للجسم المثالي النحيف الأنثوي، ما يثير غيظ المراهقة ويستفزها.
في حال كانت الفتاة لا تشعر بالرضا بالنسبة للصورة النمطية لجسمها التي يروجها أقرانها وأصدقاؤها فإن ذلك سيؤثر سلبا على صحتها النفسية والعقلية والجسدية تتمثل في: غياب تقدير الذات والثقة بالنفس، إضافة إلى الاكتئاب واضطرابات الأكل. فضلا عن لجوئهن إلى حذف وجبات الطعام الكاملة والمبالغة في اتباع الحميات غير الصحية إلى جانب فقدان الوزن وإعادة اكتسابه مضاعفا ما ينعكس سلبا على تقديرهن لذاتهن.
ويمكن أيضا أن تؤدي الصورة السلبية للجسم الرغبة في إجراء جراحات التجميل، وتوصل باحثون لوجود علاقة بين تدخين المراهقات وبين هذه الصورة السلبية المكونة لديهن، وربطوا أن التدخين وفق تفكيرهن "يساعدهن على ضبط أوزانهن والتحكم بها كما أن هذه الصورة تؤثر في راحة المراهقة واستقرار حياتها الجنسية خلال مرحلة نموها".
التحدث عن صورة الجسد:
إن التحدث عن الصورة السلبية لجسم البالغة لوالديها يمكن أن يشعرها براحة حول رضاها عن جسمها، وعن طبيعة تناولها للطعام وبطريقة صحية أيضا. وعند مناقشة هذه الصورة مع الفتاة المراهقة يمكن اتباع ما يلي:
-شرح الآثار المترتبة حول مسألة البلوغ وعلم الوراثة، والتأكد من أن الفتاة تفهم ان اكتساب الوزن أمر طبيعي خلال عملية نموها لاسيما فترة ما قبل البلوغ، ومن الضروري التوضيح للفتاة أن الجسم أيضا يتغير شكله خلال هذه المرحلة نتيجة العوامل الوراثية التي تلعب دورا كبيرا ويمكن السيطرة عليها.
-لا بد من مناقشة أثر الوسائل والرسائل الإعلامية، حيث يمكن لبرامج التلفزيون والإعلام والموسيقى وأشرطة الفيديو ومواقع الانترنت والمجلات وحتى لعب الأطفال أن تلعب دورا في تأثيرها على الفتاة مرسلة رسالة لها أن هناك صورة معينة للجسم مقبولة من قبل المجتمع ولذا من المهم التحقق من البرامج التي تشاهدها الفتاة وتشجيعها على الحديث عما يقلقها.
-يجب مناقشة الصورة الذاتية العامة، فالتحدث مع البنت عن صورتها النفسية وكيفية رؤيتها لنفسها يوفر لها الشعور بالطمأنينة التي توفرها صورة الأجسام الصحية عادة، وسؤال الفتاة إذا كانت تحب نفسها، فقبولها واحترامها لنفسها يوفران لها القدرة على بناء الثقة بالنفس والتكيف مع متغيرات مرحلة البلوغ.
- على الأهل استخدام لغة إيجابية، تشجعها على التركيز على وزن صحي والحفاظ عليه عبر تناول الاطعمة المناسبة والتي تمدها بالنشاط.
- تشجيع الأهل والأصدقاء على عدم استخدام أي من الكلمات التي تعني البدانة وبخاصة تجنب إلقاء النكات حول البدناء، أو نعت الفتاة بأوصاف غير مرضية.
- التأكد من أن الفتاة يمكن دوما أن تلجأ إلى أهلها وستلقى الدعم منهم حول أي استفسار أو سؤال فيما يخص صورتها الخارجية.
لا بد من البحث عن طرق أخرى لتشجيع الصورة الصحية لا السلبية لجسد المراهقة من خلال عمل ما يلي:
- الاجتماع مع طبيب العائلة للحصول على مساعدته لتحقيق الأهداف ومناقشتها مع البنت فيما يتعلق بتحديد المؤشرات المبكرة لاضطرابات الطعام عبر طرح الأسئلة حول شخصيتها وتاريخ وزنها الطبي من خلال زيارات روتينية.
- المساعدة على وضع قوانين وتعليمات لعادات الأكل الصحية، حيث يمكن تقديم وجبات طعام صحية وخفيفة تفضلها مع تشجيعها على اختيار ما تحبه من الأطعمة الصحية.
- تشجيع البيئة المدرسية الصحية من خلال دعم السياسات المدرسية التي تهدف إلى وقف حجم التمييز الجنسي والمضايقة والإغاظة وتوجيه الشتائم.
-تشجيع الأنشطة البدنية، من خلال مشاركتها في الألعاب الرياضية والأنشطة البدنية الجيدة التي تعزز الثقة بالنفس وتمنح المراهقة صورة إيجابية في تقبلها لجسدها بخاصة الأنشطة التي تركز على روح الفريق وليست الأنشطة التي تؤدي إلى الهزال.