حديث دار بينى وبينها لاأدرى إن كان فى الحقيقة أم فى الخيال
وهل تراها إنسان من هذا الواقع الذى تزاحمت منه افكارى ......؟
كانت تحدثنى وكأنه حديث نفسى لنفسى ....أبهرنتى بتكملتها للكلمات المحذوفة من دفاترى وكأنها مداد قلمى وسطور على ورقتى.
أحسست بأنى جزء منها أو أنها جانب نفسى الاخر,
وقفت أمام أفكارها وأنا أتأمل كلماتها وأمعن النظر بهمساتها.
حدثتني عن نفسي الغائبة الحاضرة وعن أنفاسي الحارة ونبراتي الصامتة ,
أحسست بأنها استنشقت الهواء من صدرى وتذوقت الطعام بحلقى ومسحت الدمع من تحت جفني.
أدهشتنى بمعرفتها لطريق سريان الدم بعروقي وإدراكها لطريق عقلي وترجمتها لخفقان قلبي.
زرعت بوادى صدري بدل البذرة بذور التفاؤل والامل . بذور الصداقة بشتى أنواعها,وروت بذور حناني التى كاد أن يقتلها الجفاف ,إلا أنها بمجدافها الدافىء حركت مياه بحيرتي
الساكنة وأعلنت الحياة بقريتي المهجورة.
بكلمات قد لاتكلفها الكثير إلا أنها أعطتني الكثير ,بزفرة طردتها من صدرها أعادت لصدري الحياة,أحاطتني بأسوار عباراتها وغمرتني بهمسات كلماتها ,فزينت حروف كلماتها أركان
قلبى وحنايا فكرى ....حفرت تلك الكلمات صحراء جوفى لتفجر ينابيع الأنا الصادقة وتخرج جواهر دفنتها مرارة الأيام ليندفع نفطا لونه أصفى من الصفاء ومشتقاته الصدق والأمل
والوفاء.
آتيت إلٌى لتتبث لى بأنى لست وحيدا فى صحراء الأيام ,مسكت بيدى بخيوط كلماتها . لتشدنى الى جزيزة بعيدة عن واقعى وحولت صورة جزيزتى لقارة أعيشها بواقعى.
زينت فضاءات جسدى بحروف الحنان ولونت بوادر عقلى بأزهى الالوان ,أعطيت معانى لصور رسمتها لامعنى لها ووضعت عناوين لكتابات كتبتها بدون عناوين,أرجعت لصدرى
أنفاسه المغادرة ونظمت لقلبى دقاته المضطربة ,ونقشت لوجهى ملامحه الخافية ,نظفت داخلى من كل تلك النفايات وأشعلت فيها النيران.
وأسكنت بداخلى رياح الوهن لتهب بدل منها عواصف الطهارة والإحسان وحركت ببحرى أمواج الأمان التى تتراقص على شاطىء الحنان بدفء شمس الشتاء وبعطر أمطار الصيف
جلست معها وأنا أتنسم عبير كلماتها لأبحر بين حروفها التى تحمل فى قساواتها دفء الايام.
زكتنى بعبيرها الذى يفوق عبير ورد الربيع ,حبيبتي إسمحي لي بأن أصفك بها,ولو أني مازلت أبحث عن كلمة اقدسها أكثر من هذه الكلمة التي دنسها الكثيرين بسوء نطق حروفها,
إلا أننى أقولها وأنا متطهر لتحظى بقدرها من التقديس والتعظيم.
حبيبتى أجدك تدورين بداخل أفكاري وتجولين بخاطري وتنبضين مع قلبي وأجدك بين قلمي وأصابعي وتدرىين بكل ما ينوي قلمي كتابته,أحبك لأنك عرفت كل هذا ولأنك تعرفى
المزيد .
قدتى مركبى لمرفأ قد تاه عنه ,وأبصرتي عيني على حقيقة قد غابت عنها وأيقيظتي قلبي من سكون كتم نبضاته.
بكلمات متقطعة ومتوالية,جامدة ورطبة,قاسية ودافئة,هادئة وحادة,ساكنة ومتحركة,قوية وضعيفة,كبيرة وصغيرة,عالية ومنخفضة,,,,,,,,
بكلمات عميقة واسعة بعيدة جريئة حازمة,بكل هذه الكلمات عزفت ِ إنشودة الأمل من أوتار قلبي ولحنت أنغام السعادة بفكري وغنيت إنشودة الفرح بخاطري ...فأنت ياحبيبتي نفسي
الحاضرة التى تقودنى لنفسى الغائبة وعينى اليقظة التى تبصربها عينى الساهية وروحي الطاهرة التى تزكي بها روحىي الدانسة ,فأنا لولاك كسفينة بلا ربان تتلاطمها الامواج من بين
الاتجاهات لتقذف بها على مختلف الشطآن ,فأنت بركان من داخلي وحقيقة من خيالي.
آه ياحبيبتى لو تدرين قدر ما قدمته ِ لى من كلمات ,لغرت علي من كلماتك فهي أغلى إلىَ من عمري الماضى وأعز من عمري الآتى وأروع من عيناي وأوسع من تفكيري وأعمق من
شعوري وأصدق من حناني فكل كلمة من كلماتك أثقلها بقلبي وأساومك بنطقها بروحي فهى تتقاسم حنايا جسدي مع روحي وتسري مع دمائى لكل أركان جسمي وتغدي كل خلية من
خلاياه كى تنمو وتكبر معى فى كل اللحظات وتنير أمامى ظلمات الأيام وتمحى من على دفاترى غبار الأزمان .
لتخط مع قلمى حكايات الفتى الذى تاه عن نفسه فترة من السنين والأعوام مرتدياً ثوبَ أمير الحزن والحيرة فى زمن ضاع منه الحنان ؟؟؟؟؟؟
فتى من أروع حكاياته أنه عاشق لأميرة من صنع الخـــــــــــــــــــــــــــــــــيال