ديوان الشاعر/ صلاح المعاضيدي

على بركة الله
أبدؤ بتدوين قصائد الشاعر
صلاح المعاضيدي

لم أجد لي أثرا


حين جِبتُ الأمس

شطآن ودادك

لم أجد لي اثرا

في قلبك الملقى هناك

لم أجد عينيٌ

كانا أمس في لب فؤادك

لم أجد أغنية

غنيتها فيك

وكانت أمس من أحلى

أناشيد هواك

لا تذرني

واحداً يقتات من أمس

رؤاه

لم يعد في الروح

إلا ماتراه

من بقايا ألف عام

يوم كان الشوق

مفتوحا مداه

صفحة

خُطت عليها أحرف

مصفرة الخدين

ما كانت لتبقى

إنها جذوة حلم سرمدي

يطرق الأبواب كي

ينبش قبرا

دفنوا فيه:

وفائي

وندائي

وعزائي

أقحلت أرضي

ولم تمطر سمائي

أيها المبحوح صوتا

قم وشاركني

انحنائي

برفات

دفنت تحت رماد الذكريات

فلماذا؟

حين جبت الأمس وديان ودادك

لم أجد إلا الفتات؟

لك أنت دون الخلق قافيتي= وصريرُ أقلامي ومِحبَرتي
يا آس روضي خضرةٌ دميت= من ذا سيورقُ بعد داليتي
قم سائلَ الخلجانِ عن وجعي= وإن رجعت فهات قاتلتي
ياسيدي محيت معالمُها= هيئ إذن في الحال راحلتي
وحدي سأضرب فيك أوديةً= وحدي ستمضي الآن قافلتي
ياليتني باقٍ بلا زمن= ألهو وأمرحُ عند ساقيتي

بالأمس كنت يا وطني

بالأمس كُنتَ مهيباً أيها الطللُ = كانت بمرآك مني العين تكتحِلُ
بالأمس كنتَ على الدنيا منارتها = وكنتَ أول حرف خطه رجلُ
بالأمس كنتَ كنوز العلم أجمعها = واليوم عنك كنوز العلم ترتحلُ
بالأمس كنتَ حديث الناس كلهمُ =واليوم فيك حديث الناس يُختزلُ
بالأمس كنت هواي الثر يا طللا = كانت فيافيه فيها تنتشي القُبلُ
بالأمس كنت ورود الروض أجمعها = كان الفَراش على خديك يقتتل
بالأمس كان أبو نوّاس يسكرنا = بشعره فيغني السهل والجبلُ
بالأمس كنتَ وكانت شهرزاد هنا = وشهريار وجرح ليس يندملُ
يا أيها الطلل المرسوم في دمنا = كُن في الفؤاد إذا لم تكفك المقلُ
خذنا إليك فقد طال الحنين بنا = فكيف عن كَفِه الإبهام ينفصلُ
خذني على قدر عقلي الآن يا وطني = فيم الإقامة والأحباب قد رحلوا؟

02:15 pm

ليتهم كانوا هنا
ليتهم كانوا هنا كي يسمعوني
ربَّما رقّوا لحالي
ربَّما رشّوا عليَّ الماءَ
حتى أستفيقْ
او أطفأوا هذا الحريقْ
لا تسلني من أنا
أو من أكونْ
قد يعاف البعض إسمي
ويعاف البعض رسمي
ويمر البعض قربي
غير آبِهْ
شجرُ الصّبارِ في
صحراء روحي يستغيثْ
قّتلتْ بهجتَهُ الرّيحُ العقيمْ
ورمالٌ هُنَّ كثبان الأسى
في وجهه الدامي تصيحْ
ايها الصّبارُ ماعاد لنا أن نستريحْ
فارحلِ الآنَ بعيدا
ايُّها الموبوءُ بالأحلامِ والآمالِ ماعدنا نريدكْ
تتلاقى في حكايانا كثير من أمورْ
كرحيلِ النَّورس الورديِّ والهدهدْ
وأجيالٍ من الطَّير الجميلْ
والسّنونو والهديلْ
إنه سجعُ حماماتِ النخيلْ
فوقَ بيّارات أهلي
ليتهم كانو هنا كي يُسعفوني
ليتهم ياقلبُ ماغابوا
وحيدا تركوني

إلى أبناءالكنانة الغيارى

أرسلتها حمما وزدت صهيلا=أسمعتها التكبير والتهليلا
وحدوتها مجدا فكانت أهله=ورجوتها فألا فكان جميلا
أيقظت فيها صبحها متألقا= أهرامها قد أوقظت والنيلا
للطالعين على الدياجي أشرقوا=في قلب قاهرة المعز أصولا

هذه نبضات متواضعة

الوان

جزيئة ملونة
هسهسة الرياح في القلوب
جزيئة
خاطرة
عاطرة
ماطرة
بكل ما في الشوق من هزيم
للريح في مفاوز الارواح منها
تستفيق قافية
حرف باثر حرف
شبابة شبت على الاحلام
ترتدي الامل
وتزرع القبل
في وجنتي البوح والقصائد
البستها الحلي والقلائد
نثرتها فوق فيافي القلب
فاينعت جورية حمراء
في الحقول
جزيئة
تولد من جديد
في الروض منها يعبق الاريج
ويبتدي الطريق مسيره الى الثريا
حيث موطن الهوى
ياليلي الذي تسربل العباءة
كي يبعد العيون عنك
خوف حاسد او حاقد اثيم
جزيئة
منها ابتداء الوجد
وانتهاء سطوة البعاد
في الوعر والوهاد
وشمتها في بحة النايات
شجو عبقري لايغيب
ضمختها بالطيب
لتنعش السواقي
وتورق الاغصان
في منابت الوداد

أمس

اراني فوق
لاادري
أذاك صداي ام امسي
الذي ولى
على الدرب الذي يحبو
الى الشاطي
الى ضفتيك
مبهورا اطالع
صمت جدرانك
معابد من بقايا الليل
احلام
قناديل
رؤى
اشواق
ام ماذا؟
علام تزمجر الطرقات في روحي؟
شجيرات هناك يبسن من شوق
وريشة طائر وردي
مر الامس قرب الدار
ناداها
صدى اوجاعه نار
واوتار
ومطرقة تدق الباب
من يفتح؟
وذاك الليل قد رحلا
وامطر شوقنا قبلا
وما عادت بقايا الليل
من يدري
ترى هل عاد ربان
مع الفجر ؟