آخر 10 مشاركات
دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )           »          الشاعر النحرير...! (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع التألق > مسابقات منتديات نبع العواطف الأدبية > مسابقات السرد

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: صوت للقصة التي أعجبتك
قصة رقم 1 1 6.67%
قصة رقم 2 0 0%
قصة رقم 3 1 6.67%
قصة رقم 4 2 13.33%
قصة رقم 5 0 0%
قصة رقم 6 1 6.67%
قصة رقم 7 1 6.67%
قصة رقم 8 1 6.67%
قصة رقم 9 6 40.00%
قصة رقم 10 0 0%
قصة رقم 11 1 6.67%
قصة رقم 12 1 6.67%
المصوتون: 15. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-17-2010, 01:30 PM   رقم المشاركة : 1
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي النصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة الثانية لمنتديات نبع العواطف الأدبية

مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الثانية للقصة القصيرة


شروط المسابقة :

1ـ الموضوع غير محدد .
2ـ يتقدم المتسابق بعمل واحد فقط،.
3ـ أن لا يكون العمل قد سبق له الفوز فى إحدى المسابقات أو تم نشره مسبقا.
4-أن لا تتعرض الخاطرة الى الأديان السماوية أو أن تكون خارجة عن الذوق العام.
5ـ ألا يزيد العمل عن 3000 (ثلاثة آلاف ) كلمة.
6- ـ أن تكون المادة المقدمة مكتوبة باللغة العربية الفصحى والانتباه الى الأخطاء الإملائية والنحوية.
7ـ لا تعاد الأعمال المشاركة إلى أصحابها.
8ـ يرفق بالعمل: ـ السيرة الذاتية والصورة الشخصية
9ـ وصفحة مستقلة تثبت بها البيانات التالية:

أ ـ عنوان القصة
ب ـ اسم المتسابق الثلاثي
ج ـ العنوان البريدي كاملا ورقم الهاتف
د ـ قائمة بالمؤلفات المطبوعة ( إن وجدت)
هـ ـ البريد الإلكترونى إن وجد
10 ـ تستبعد الأعمال غير المستوفية للشروط من المسابقة
11- يغلق باب قبول المشاركات في20\10\2010
12 ـ تعلن أسماء الفائزين في 30\ 10\2010
13 ـ ترسل الأعمال المشاركة على العنوان التالي laym2402@yahoo.com
14ـ لمعرفة المزيد عن المسابقة تكرموا بزيارة موقعنا على الشبكة العنكبوتية :https://nabee-awatf.com/vb/
منتديات نبع العواطف الأدبية
15-يحق لغير الأعضاء المشاركة في المسابقة.
16-لا يحق لأعضاء لجنة التحكيم المشاركة
17-تمنح نقاط لتصويت الأعضاء على القصص بعد نشرها بدون أسماء على رقم القصة
18-يمنح الفائزون أوسمة فخرية خاصة بالمسابقة وشهادات تقديرية.


لجنة التحكيم:
الأستاذة رائدة زقوت
الدكتورة عايده بدر
الأستاذة سولاف هلال
الأستاذ سعدون البيضاني
الأستاذ نعيم الأسيوطي

اللجنة العليا
الأستاذة عواطف عبد اللطيف
الأستاذ عبد الرسول معله












التوقيع

 
قديم 09-18-2010, 06:08 AM   رقم المشاركة : 2
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الثانية للقصة القصيرة

القصة رقم (1)


المقدسة



غسلت روحها ليس كالمعتاد بدموعها بل غسلتها بدمها المقدس ....... من هنا كانت تسير المقدسة بقدمها المباركة وجسدها النقى.... كانت البركات تحل على كل من يحف بها كلما سارت... فالمريض ينال الشفاء... والأعمى يكاد يبصر ببصيص من نور سرعان ما يتحول الى إبصار كامل... المفلوج تتنمل قدميه وما أن تتجاوزه حتى يقف مهرولا لنوال البركة المقدسة من يدها الطاهرة.... كل يوم تسير المقدسة فى نفس الطريق ذهابا وجيئة...... أين تذهب أو كيف تعود لا أحد يعرف..... حتى أن أحد الضالعين فى معرفة الأسرار المقدسة أراد ذات يوم أن يراقبها حتى يتحقق من بركتها ولكن جاء عند مكان بعينه يعرفه تماما وعندما كاد أن يعرف أين تذهب المقدسة وماذا تفعل نزلت على عينيه غشاوة تعميه فترة لا يعرف مقدارها ولا يشعر بأنه مبصراً إلا عندما يرى المقدسة عائدة إلى موطنها فى كوخ حقير يرقد على حافة الترعة لاباب له ولا نافذة ولا سقف... الغريب أنها حينما تكون موجودة بداخله ورغم أنها لاتتغطى بأية أغطية إلا أن أحدا لايستطيع أن يراها ولايشعر بها أنها بالداخل إلا عندما تخرج فى مشوارها اليومى الذى اعتاد عليه أهالى القرية وينتظرون عودتها لنوال البركة من كفها الطاهر حينما ينكبون عليها ويقبلون كفها المفرودة أمامهم فى نهم عجيب وفى براءة فطرية يحسدون عليها فى الإيمان بالمقدسة وبقدرتها على منح الشفاء للمريض وفك الكرب للمحتاج ومنح الأمل لليائس وتدعيم رغبة الخاطئ فى التطهر والتوبة والعودة سريعا إلى حظيرة الايمان.
حار الجميع فى أمر المقدسة وأخذوا يعقدون مجالسهم لمناقشة هذا الامر الخطير وحاولوا أن ينقبوا فى ذاكرتهم الواهنة أو ذاكرة الأرض المتهرئة عن أصل المقدسة وكيف حلت بالقرية ولكن لا أحد توصل إلى شئ حتى صاح أحد شيوخ القرية وحكمائها وقال:-
- ما لنا وأصلها أليست تجلب لنا البركة والخير ؟ لماذا نفعل بها وبنا ذلك؟..... كفانا جلداً للذات.
حاول أحد شباب القرية الذين نالوا تعليمهم بالخارج لا يؤمن بمثل هذه الظواهر مشككا فى المقدسة وقال:-
- نحن لابد أن نعرف من هى ولماذا جاءت إلينا بالذات ولماذا تفعل كل هذا وكيف ؟
كأنه نطق كفرا فما أن انتهي من كلامه حتى كادت الأكف الغاضبة أن تمزقه ولم يفلح أحد فى تخليصه من غضب الجموع سوي عصا الشيخ الضرير الذي كان يتسول كل يوم ساعة الظهيرة عند مسجد القرية الوحيد.
ذاع صيت المقدسة في القرى المجاورة حتى أن الجميع كانوا يفدون إلي القرية لنوال البركة المقدسة منها فالكل يعرف موعد خروجها اليومي وكذلك موعد عودتها لا تبالي هي بأحد ولا بالذين يتبركون منها أو الذين يرفضون وجودها... تعرف تماما أين هي ؟ وإلي أين تسير ؟ وماذا تريد ؟
كانت تقلب عينيها فى وجوه مريديها وتوزع عليهم الخير من خلال ابتسامة واسعة لاتفارق شفتيها المخضبتين بلون أحمر قانى كلون الدماء ... ووجه أبيض بض تخشى الشمس علي نفسها من الوهج المتقد الطالع منه ... لم تحدث أحدا فى القرية ولم تشأ أن تكون بينها وبين أحد أى علاقات من أي نوع هي فقط تظهر في نفس الوقت من كل يوم وتختفي حتى مجئ موعدها المعتاد في اليوم التالي... زادت حيرة الجميع ولم يستطع أحد أن يفك طلسم وجود المقدسة في قريتهم.
الغريب والعجيب حقاً أنه منذ أن وطئت قدم المقدسة إلي القرية لم يسمع أحد عن جريمة قتل واحدة كما كان معتاداً فيما سبق أو يسمع أحد عن سرقة مواشي أو حقول الذرة أو البرسيم أو القمح ....كما أنه لم ينزل أحد من مطاريد الجبل لتهديد أهل القرية وسحب خيرها إلي الجبل... ولم يعد أحد يسمع عن حدوث وقائع زنا ووجود أطفال لقطاء علي الجسر أو عند الأجران أو فى الحقول... الأغرب حقا أن أهل القرية تحولت طبيعتهم الجبلية إلي طبيعة سمحة ومسحت وجوههم طيبة حقيقة وليست مصطنعة... عم الخير والسلام القرية بأسرها منذ أن حلت بها المقدسة ، لكن يظل لغزها المحير يراود الجميع فى البحث عن حله وتفسيره حتى إنه ذات ليل شتائي ممطر شوهد عند سفح الجبل الموجودة عليه القرية عدد كبير من أفندية القاهرة بهندامهم الوقور وشنطهم المميزة يتجهون صوب دورا لعمدة وعُرف فيما بعد أنهم وفدا علميا جاء من إحدي الجامعات التي اهتمت بموضوع المقدسة واعتبرته ظاهرة اجتماعية تستحق الدراسة .
ظل الوفد بالقرية أياما طوالا امتدت إلي أشهر عديدة وصلت إلي سنوات كثيرة ظلوا فيها يشاركون أهل القرية جلساتهم ومسامراتهم وكذلك التوحد معهم في المشهد اليومي المتكرر للمقدسة ولكنهم لم يتوصلوا لشئ يمكن من خلاله تفسير ظاهرة المقدسة تفسيرا علميا حتى أن الجامعة التي أوفدتهم يئست من البعثة ومن جدوي وجودها في القرية لعدم توصلها لأي نتائج وأرسلت خطابا للوفد و لعمدة القرية تؤكد فيها علي ضرورة عودة الوفد مرة أخري للجامعة غير أن بعض أفراد البعثة خضع لأوامر الجامعة وعاد بينما ظل البعض الأخر في القرية لمواصلة التقصي والفحص والدراسة العلمية رغم تهديد الجامعة المتواصل لهم بالفصل منها...
ليلاً انسل أحد المتطفلين واخترق حرم كوخ المقدسة المحاط بالخوص ذو الحواف المدببة الحادة... لم يبال باختراق هذه الحواف الحارقة لحم ذراعيه حتى تفجرت منهما الدماء بغزارة أغرقت ملابسه كلها بل وضع حجرا كبيراً مهملاً أسفل النافذة الوحيدة في كوخ المقدسة حتى يرفعه قليلاً عن سطح الأرض كي يكون فى محاذاة فتحة النافذة حتى يستطيع أن يراقب المقدسة ... نشب أظافره الطويلة في حافة النافذة الطينية واستند بجزعه علي الحائط حتى طالت رأسه فتحة النافذة نظر ملياً بالداخل ولكنه كما توقع وكما هو معروف عن المقدسة أن أحدا لا يستطيع أن يراها في الكوخ... اعتقد أنها تفعل مثل الناس في بيت الراحة أو أنها اعتادت قبل خروجها اليومي أن تأخذ حماماً ساخناً يعينها علي مشوارها اليومي الشاق... طالت وقفته وطال تحديقه حتى أن عينيه أصابها الكلل وظلت تذرف الدموع بغزارة كادت أن تستحيل معها الرؤية لولا أنه أشفق على نفسه وعلي عينيه وجلس يستريح قليلاً فوق الحجر الذي كان يقف عليه ممنياً نفسه برؤية المقدسة في كوخها أو التوصل إلي أي شئ ولو بسيطاً يعينه ويعين أهل القرية والبعثة العلمية علي فك طلسم ولغز المقدسة ... كان بين فينة وأخرى يبدل جلسته بمعاودة الوقوف والنظر بتحديق شديد داخل الكوخ وكلما نال التعب والإرهاق منه ومن عينيه يعاود الجلوس فوق الحجر... ظل هكذا حتى قارب موعد آذان الفجر وهو الموعد المحدد بدقة للخروج اليومي للمقدسة من كوخها... انفرجت أساريره فبكل تأكيد سوف تظهر الآن كي تبدأ مشوارها اليومي المعتاد... احتار أين يقف هل يظل مكانه حتى يري المقدسة بوضوح أو يذهب إلي المدخل الرئيسي للكوخ حتى يراها وهي خارجة لتوها ولكن ما حدث لم يجعل حيرته تطول فقد انفلقت الأرض وانشقت نصفين داخل كوخ المقدسة وانفجر نور هائل كان علي هيئة عمود طويل يربط بين السماء والأرض كادت شدة وميض النور ان تذهب بالبقية الباقية من عينيه ولم يفق الا علي صوت المهللين المعتاد من المريدين كلما وقعت عيونهم علي المقدسة وهي خارجة من كوخها حي تبدأ مشوارها اليومي المعتاد .. هؤلاء المريدون الذين يتكاثر عددهم يوما بعد يوم كلما تناثرت الحكايات عن بركات المقدسة وقدرتها العظيمة علي شفاء جميع الأمراض في القرى والنجوع والمدن المجاورة وحتى البعيدة منها... ظل الحال كما هو عليه سنوات طوال حتى كان فجرا مر سريعا ولم تخرج فيه المقدسة كالمعتاد... كسي الوجوم والدهشة الجموع المنتظرة لخروج المقدسة ولكن طال غيابها حتى علت الشمس وتوسطت السماء من نهار يوم من أيام شهر أغسطس شديد الحرارة... لم يشأ أحد من المريدين أن يبرح مكانه في انتظار خروج المقدسة لنوال البركة منها ولكن زيادة زحف الشمس فى جسد السماء سرب أي أمل كان يطل من نفوس المريدين في خروجها هذا النهار القائظ ... أفترش البعض الأرض واخذ يفتح منديله المحلاوي الأصفر حتى يأكل ما تزود به من طعام يعينه علي الصمود حتى يرى المقدسة... ازداد زحف الشمس حتى كاد أن يأكل ثلاثة أرباع جسد السماء وزاد معه سخونتها وحرارتها الملتهبة التي تسقط فوق الرؤوس الممطوطة والأعناق المشرئبة لرؤية المقدسة.... تبدد الأمل تماما مع انطلق صوت آذان العصر تناثرت اقتراحات المريدين بين الذهاب إلي المسجد لإقامة صلاة العصر ثم العودة مرة أخرى وبين الهجوم علي الكوخ لمعرفة ما حدث انتصر اقتراح الهجوم علي الكوخ لمعرفة ماذا حدث اليوم ولماذا لم تخرج المقدسة كعادتها ؟.... هجم المريدون جميعهم مرة واحدة علي الكوخ القديم الذي لم يحتمل عدد المريدين حتى سقط فوقهم وتحول إلي كومة تراب وبعد أن نفض الأغلبية من المريدين التراب من فوق ثيابهم التي كانت نظيفة اقترح احدهم إزالة كومة التراب علهم يجدونها أسفله بينما ذهب أخر ان المقدسة رحلت إلي مكان أخر كى تحل فيه ببركاتها وما قضته معهم من سنوات طوال ما كان الا منحة من السماء حتى تطهر القرية وان المقدسة سوف تفعل هذا مع كل الأماكن التي سوف تحل فيها لكن الذي بدد كل هذه الاحتمالات هو سماع صراخ متواصل من احد الصبية كان قادما من مكان ليس ببعيد عن الكوخ وعندما هرول المريدون ناحيته أصدمت عيونهم بوقوف الصبي أمام كوم كبير من الثلج علي هيئة شكل وجسم المقدسة تماما... اتسعت أحداق المريدين عن أخرها عندما وقعت علي كوم الثلج كيف ثلج لم يذب في نهار قائظ من شهر أغسطس الحارق .... لم تدم دهشتهم كثيرا حينما بدأ كوم الثلج في الذوبان واستحال إلي شلال هادر من الدماء كان يزيح في طريقه كل شئ ذكرهم بأيام الفيضان التي ولت منذ زمن بعيد... اخذ المريدون يخلعون عنهم دهشتهم واستعدوا للهروب من طوفان الدماء الهادر ولكنه طالهم جميعا حتى أن معظم المريدين سقطوا صرعي والبعض الذي نجا لسرعته صعد إلي أسطح المنازل كي ينجوا بحياتهم ويروا ماذا سوف يحدث بعد ذلك؟
ظل سيل الدماء الهادر في كسح كل ما يقابله من بشر ودواب ومنازل وكل شئ يقف أمامه وظل انهمار السيل حتى غطي القرية بأكملها وكذلك غطي كل الأماكن المرتفعة وأسطح المنازل وأجهز على كل حي في القرية التي اضحت أطلالا في دقائق معدودات واتجه السيل نحو قمة الجبل عله يطولها هي الأخرى.












التوقيع

 
قديم 09-21-2010, 04:44 PM   رقم المشاركة : 3
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الثانية للقصة القصيرة

القصة رقم (2)


باص الزرقاء


مكللة بهموم الخريف الذي حثَّ خطاها، تُنازع وجهها المشدود القسمات، لتمحو بعضاً من آثار الشجار الذي دار قبل دقائق مع شريك لا يتورع عن افتعال الشجارات لمختلف الأسباب بصرف النظر عن تفاهتها، وهي تغادر مجبرة منزلها لتساعد الأخت الوحيدة التي تعيش معها في مدينة لم تكن ببعيدة عن العاصمة.
وللهرب من صمت الطريق، ولأنها تهوى الانجرار خلف مشاهد قد تمر بأي شخص آخر دون أن تستوقفه، استقلت الباص المسافر إلى هناك على دواليب الريح تحت أنغام أغاني المذياع التي تصدح برأس السائق منذ الصباح الباكر.
جلست قرب النافذة تنتظر أن يتعبأ الباص بتقاطر الركاب، لم يكن هناك ما يثير الانتباه في هذه الرحلة، صعدت أسرة من رجل وامرأته وطفليهما، انحشر الطفلان بمقعد واحد بينما جلس الرجل وزوجته في المقعد أمامهما، كان أربعينيا، نحيفا طويل القامة أشعث الشعر كث اللحية أشعثها، يرتدي قميصاً لم يشم رائحة المكواة من يوم اشتراه، وقد اهترأت حواشي ياقته، بينما الزوجة تجلس قربه ترتدي عباءة سوداء وتغطي رأسها بمنديل ذهب بريقه وتغير لونه عند الرأس من شدة تعرضه للشمس، فاستحال أسوده محمرا، فتحت كيسا فيه ثياب وأخرجت كيسا صغيرا ربما احتوى على نصف كيلو من الكعك، أعطته للصغيرين اللذين اتفقا أن يفتحاه في المنزل وظلا طول الطريق الذي يتجاوز الساعة يعدان حبات الكعك، يتهامسان سعيدين بالمكافأة وبأنهما سيأكلانها قريبا.
بينما انشغل الوالدان أحدهما بالآخر كان الرجل يحتضن الزوجة وقد تسلقت يده خلفية مقعدهما لتلتف حول كتفها وكأنها المرة الاولى التي يلتقيان فيها، وهو يُهامسها ويبتسم لها مكشرا عن أسنانه التي تآكلها السوس والترسبات الجيرية، والتي لم تحتفل بالفرشاة ومعجون الأسنان منذ العيد الذي انصرم قبل خمسة شهور، وهي تبادله الابتسام واضعة يدها على فمها تجنبا لاستثارة الجيران من الركاب.
اللهم لا حسد.. السعادة ليس لها بروتوكول، لا تعرف التأنق، لا علاقة لها بالعطور الفرنسية أو مضاربة المواعيد في مطاعم الفنادق ذات النجوم الخمس، والجلوس في مقاهي الدرجة الأولى على أنغام الموسيقى الهادئة تحت دخاخين الأراجيل ذات النكهات الخاصة.
تلك السعادة هربت من مائدة إفطار عبقت بالفطائر الفرنسية المحشوة بأنواع الجبن والمربى لتحط على مائدة أخرى ليس عليها سوى رغيف مضمخ بالزيت والزعتر لتحيل حر الصيف إلى نسائم تزهو برائحة النعناع على قلوب راضية.












التوقيع

 
قديم 09-24-2010, 07:18 AM   رقم المشاركة : 4
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الثانية للقصة القصيرة

القصة رقم (3)

قاهرة المذل



دعونا نتفق أن هذه القصة من وحي خيالي و لا علاقة لها بما حدث بالفعل في هذه الفترة من عصر قاهرة المعز.

حركة الجنود كانت مضطربة , لا أحد ينظر في وجه الآخر كأن الزمان قد وقف بهم فلم يفيقوا إلا على تلك المصيبة , فالمعز لدين الله قد عاد غاضبا و الشر يغلي بين عينيه و إن لمح أحدا ما في لحظة غضب و هو ليس في أتم الإنتباه سوف يأمر بقطع رقبته لا جدال , و ستنتهي حياته دون أي داع أو مبرر , لذا كانت الأنفاس تدخل أجسادهم بصعوبة و تخرج منها بصعوبة أكثر , و كأنهم كانوا يطيلون في أنفاسهم الأخيرة و يعدونها عدا قبل إنقضائها , فمن عادة المعز بعد كل خيانة أن يشك في الجميع و يطيح برقبة كل من يتردد لحظة في أنه تابع مخلص له .

و لكن الخيانة هذه المرة تختلف عن كل ما سبق , و بالتالي الإنتقام سيكون أشد , و بعد لحظات تبعه ابنه العزيز في كامل زيه العسكري فتفتحت أمامه الأبواب في صمت رهيب فلا أحد يتوقع ماذا سيحدث بعد هذا و دخل العزيز و على باب القصر مد نظره ليرى رأس محمود نائب حاكم الإسكندرية , فلم يلتفت له رغم حزنه المرير عليه , و صعد إلى أبيه المعز ليجد موسى أمين القصر ينتظره و قال له : يا مولاي لا تدخل إلي مولاي المعز الآن فالوقت غير مناسب بالمرة و لا نضمن رد فعله على ما تقول , يا مولاي إنه في حالة غضب لم يسبق أن رأيناه فيها من قبل , فلا تضطره إلى ما لا يرضيك.

رد العزيز : أنت لا تفهم يا موسى فالوضع لا يحتمل التأخير أكثر من هذا, الوضع خطير.

فرد موسى : يا مولاي ماحدث اليوم يفوق العادة و لا يستطيع تحمله.

قال العزيز : سوف أدخل الآن و لن تستطيع أن تمنعني و أنا أعلم أني أعمل لمصلحته

فدخل إلى المعز و سلم عليه . فقال له المعز : أرأيت يا ولدي ماذا حدث اليوم إنه أمر يفوق قدرتي لا أستطيع إحتماله , هل تصدق أن عمر وزيري و تابعي الأمين يخون أمانته .

رد العزيز : يا أبي قلت لك من زمن لا تثق به , و أخبرتك أن عندي أنباء أكيدة تؤكد انه على علاقة بالأعداء و أنه يخبرهم بكل تحركاتنا .

قال المعز : و كيف لي أن أتخيل أن وزيري الذي ربيته من صغره و كان أخا لك تربيت معه ,لم يفرق عنك إلا أنك عندما كبرت طلب تبكير لقب الملك العزيز لك, فأنت ابن المعز .

و سكت فترة ثم نظر إلى الأرض و قال : إن الدنيا تغير و تتغير كيف تجعل منه وحشا ينقض علي أنا , و يحاول أن يقضي علي و على ملكي الذي ورثته عن جدودي و أورثه بعدي لأبنائي.

قال العزيز : لا تشغل بالك يا أبي , ما حدث قد حدث , و ها هو قد نال جزاء الخيانة و كل ساكني القاهرة قد رأوا جثته و الخيل ترقص عليها و علموا أن خيانة المعز لا تورث إلا ذلا لصاحبها , و أنك فقط تعطي العزة لمن اتبعك وأخلص لك , فلا أحد يستطيع أن ينازعك ملكك الذي استحققته بعزك و تورثه بعدك , بعد العمر الطويل لك إن شاء الله , المهم يجب ان نفكر كيف نرد عليهم , و لا نظل نتحسر على خيانة الأصدقاء , إن ملكنا يستحق أن نحارب من أجله فدعنا نرد ما تعرضنا له من ذل , فما كان للمعز و ابنه العزيز أن يعرفا طعم الذل أبدا فنحن خلقنا للعزة , و قد فكرت في الحل و وصلت إليه يجب أن نصل إلى عين في عقر دارهم ينقل لنا أخبارهم حتى نشن عليهم الضربة القاضية و يعلموا أن العزة لنا.

رد المعز : و كيف سنصل إلى هذا الرجل , فأنا أعلم تماما أن رجالهم أمناء و لا يخونون أبدا.

قال العزيز : يا أبي أنت تعلم أكثر مني أن النفوس الشريفة هي التي تطلب مالا أكثر ثمنا لما تعطيه , و تعلم يا أبي أن المال يعلو و لا تعلو قيمة أحد عليه.


رد المعز : و هل وصلت إلى هذا الرجل؟

قال العزيز : نعم و قد أتيت إليك اليوم حتى نقابله.

فنهض المعز فجأة و قال : هل هو معك الآن ؟ أدخله...ماذا تنتظر؟

رد العزيز : لا يا أبي لن نقابله هنا يجب أن يتم اللقاء بعيدا حتى لا يعلم أحد و نضمن السرية الكاملة , لقد دبرت اللقاء في مكان بعيد على أطراف القاهرة تعالى معي الآن حتى نقابله.

و في تصرف غير حكيم خرج المعز من قصره مع ابنه العزيز , و كل من في القصر استنكر أن المعز سيخرج الآن بعد أن عاد لتوه من عمليات إعتقال واسعة , و أحوال البلاد في اضطراب شديد , لكن لم يستطع أحد أن يخاطبه خوفا على حياته و لا حتى موسى أمينه الخاص و كاتم سره.... الكل أطبق الخوف على فمه و كسى الذل جسده وبدنه .

و ركب المعز فرسه و مضى خلف العزيز حتى وصلوا إلى مكان بعيد تماما ... وجدوا عنده تل يقف تحته جنديان من حرس العزيز الخاص , انطلقوا نحوهما , و وقف الجنديان حول العزيز الذي توقف عن السير و سكت طويلا ثم نظر إلى أبيه نظرة صامتة حارقة .

لم يفهم المعز ماذا يحدث من حوله , ولكنه وجد العزيز يشهر سيفه أمامه , و بالطبع كذب ما رأى و سأله : أين هذا الرجل الذي أخبرتني عنه , فأنا لا أريد أن أتاخر .

و رأى المعز في عيني العزيز نظرة لم يرها من قبل , و بدأ يستنتج ما يحدث و هو يكذب ما يرى و يغالط نفسه و في نبرة منكسرة قال : ماذا تفعل يا ولدي؟ .

قال العزيز: يا أبي يجب أن تموت..... لقد ضيعت ملكنا و فرقت الرعية و سكبت الذل في أفواههم حتى لم يعودوا يعرفون إلا طعم الخزي .

قال المعز : هل جننت , قاهرة المعز التي يعرفها الجميع , أهلها يعيشون في ذل , يا بني لا تتأثر بما يقوله الخونة و المارقين سوف أطيح بهم جميعا و أعيد ملكي .

رد العزيز : انتهى يا أبي كل شيء , أنت بنيت العزة لنفسك , لم يعرفها الرعية , لقد رأوا العزة فيك , لم يروها في أنفسهم , إذا رأوك يثنون عليك لأنهم يعلمون أنك المعز صانع المجد و من يخالفك فقد انتهى أمره .

ثم أكمل العزيز: يا أبي قد كرهك الولاة و الحكام بعد أن عرفوا معك الذل , و تعلموا أن يطيعوك في صمت , يا أبي إن الكل قد باعك و لم يعد هناك مخلصين لك , أنت الذي علمتني أن الملك أغلى من أنفسنا , و نفديه بأرواحنا , و إنك يا أبي إن عشت يمت ملكك و عرشك.... ولن تبقى قاهرة المعز التي تعرفها و التي دمرتها من زمن.. بل هي قاهرة المذل.

صمت المعز صمتا مؤلما و هو يرى العزيز يتقدم نحوه شاهرا سيفه

و لم ينتبه العزيز إلى نظرات أبيه له الطالبة للحياة من ابنه الذي لم يحرمه من شيء قط.

تقدم نحوه العزيز و طعنه في صدره طعنة نفذت من ظهره , وبينما الدم يتدفق من أبيه على الأرض جلس بجواره العزيز يبكي , و لا يعلم ماذا فعل؟

و بينما المعز في أنفاسه الأخيرة نظر إلى ابنه و قال : يبدو أني كما أسقيت الناس الذل كما تقول فقد أسقيتك ذلا لن ينقطع , لن تكون عزيزا في ملكك , بل كتبت أنا عليك الذل الذي لن تعرف غيره طيلة حياتك.












التوقيع

 
قديم 09-25-2010, 02:39 PM   رقم المشاركة : 5
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الثانية للقصة القصيرة

القصة رقم (4)


ما يتداعى عَنِ الخرابِ ...



وطنٌ بائسٌ ... هكذا ترجمَتْهُ النّشرةُ النّفسيّةُ لروحهِ في ذلك اليومِ من شتاءاتِ العمرِ . الحطبُ يحاولُ الانتقامَ له لأنّه أُنتُهِكَ ...!!!
للرّمادِ فلسفةٌ محورُها الإيمانُ بالشّكِّ ، فالرّمادُ يُقنعُ جمر الاكتشاف وفسحة القراءة ....
عليكَ أن تؤمنَ بالرّمادِ واندياحِهِ وتناثرِهِ عبرَ المزاجِ...
هذا ما حدّثتْهُ به نفسُهُ وهو يتشظّى أو ربّما كانَ يتكسَّرُ كالماءِ في مرايا العَتَمَةِ والجفافِ ...
وحدَها الصّورُ كانتْ تموتُ موتاً رامزاً في الغرفةِ , بينما حفلاتُ التّعذيبِ ظلّتْ هي الضاغطُ الوحيدُ والمستمرُّ بشريطِها الطّويلِ في رأسِهِ وبصورِها المتوحّشةِ .
وحدَهُ البابُ عصى مشيئةَ الخشبِِ فظلَّ مفتوحاً يُحصي خيبةَ الخارجِ بكلِِّ يباسِهِ .... ولا تزالُ صورةُ أبيهِ وحدَها مصلوبةً بإطارِ الخشبِ على جدارٍ آيلٍ للرحيلِ المتواصلِ ..
فقد ماتَ منذُ زمنٍ بعيدٍ بمرضٍ غريبٍ .. لم يتمكّنِ الأطبّاءُ من معرفتِهِ في ذلك الحينِ، أو كشْفِهِ إلاّ بعدَ سنينَ عديدةٍ بعدَ موتِهِ.
مسحةُ حُزنٍ اعترتْ وجهَهُ, وسالتْ على طاولتِهِ وسريرِهِ وكُتبِهِ وأوراقِهِ.... كم هي غزيرةٌ تلكَ الدميعاتُ الحبيسةُ منذُ حنينٍ بعيدٍ..
في لحظاتٍ حميمةٍ يتصاعدُ الحدثُ .. فالحزنُ يعرفُ سِفرَ النقاءِ حينَ يشتدُّ الصراعُ في مختبرِ الذّاكرةِ.
أمضى يومَهُ وحيداً إلى أنْ وصلَتْ أمُّهُ وأختُهُ مِنْ عملِهما في بيوتِ الآخرِينَ..
في مشهدٍ مزدحمٍ بالتّعذيبِِِ , كادَ أنْ يُصابَ بالخَرَسِ, حينَ غاصَ بحِضنِهما الدّافئَينِ والعاريَينِ من أيِّ وسامٍ !
بعدَ استلامٍ وتسليمٍ لبريدِ الغُربةِ بينَ الأمِّ والشقيقةِ وذلكَ السجينِ في بلادِ اللا أحد.
وقدِ استغرقَ وقتاً طويلاً.. نامَ خالدٌ مِن شِدّةِ التّعبِ ..
وعلى حافّةِ الصّباحِ كانَ دويُّ صُراخ ٍ يتأتَّى مِن غُرفةِ خالدٍ , نهضتَا من فراشِها وانطلقَتا راكضتَينِ إلى حيثُ خالدٌ..
لقد كانَ خالدٌ يصرخُ :
.................................
- لا لسْتُُ كذلكَ .
- أنا لسْتُ خائِناً .
ـ لكنْ مَنْ يقومُ بكتابةِ ذلك في وجهِ التلاميذِ الصّغارِ هو حكمٌ خائنٌ... أنهضَتْهُ أمُّه من فراشِهِ وهو يسبحُ في عرقِهِ.. ناولَتْهُ أختُهُ الماءَ وقالتْ له: استغفرْ ربَّكَ يا خالدُ.. اللهُ على الظّالمِينَ.
- خالدٌ ؟
- ماذا تريدِينَ يا زينبُ ؟
مضى أسبوعٌ وأنتَ على هذهِ الحالِِ تدورُ في فلكِ الغُرْفةِ.. عليك أنْ تخرجَ يا أخي.. عليكَ أن تواجهَ مصيرَكَ.
بعدَ صمت ٍ ..
- زينبُ أينَ أُمِّي؟
- لقدْ ذهبتْ إلى عملِها وستعودُ بعدَ قليلٍ لن تتأخّرَ ..
زينبُ بوجهِها النّحاسيِّ ، تبتسمُ لخالدٍ وكأنَّها تُمطرُ على وجهِهِ رذاذَ فرحٍ مُتبقّياً في هذا الكونِ.
الرّذاذُ وصلَ إلى دمِهِ الملوَّثِ باللُّغةِ .. حاولَ أن يبتسمَ لكنَّهُ لم يستطعْ إلى ذلكَ ولو رسْماًَ... هزَّ رأسَهُ :
- أطفالُ العذابِ سينهضونَ مِنَ الوحلِ ، فهم فضّةُ النّجاةِ مِنْ هذا الاهتزازِ .
لم تفهمْ زينبُ كلَّ التّفاصيلِ لكنّها على يقينٍ تامٍّ بوحشيّةِ السّجنِ إثْرَ اعتقالِهِ وتعذيبِهِ في أقبيةِ سُلْطةٍ قمعيّةٍ عاتيةٍ ..
فقد انغرزَتْ عدّةُ خناجرَ عميقاً في نفسِهِ حتّى الأعماقِ , وقلبُه كأرضٍ لم يطأْها الماءُ منذُ زمنٍ بعيدٍ ؛ مشقّقٌ, و محزّزٌ على المنصّةِ الزمنيّةِ للاندياحِ !!!
- البَرّيّة تخلتْ عن عفَّتِها.
ما معنى الكتابةِ ؟!
- وقد تُوفِّيَ أبوهُ, وهو في الخامسةِ من عمرِه
- وسيدةُ الجيلِ استطاعَتِ احتواءَ الأزَمَةِ..!!
- الخيباتُ والمراراتُ والأفراحُ المسروقةُ , كَمٌّ كبيرٌ منها يتنامى كجبلٍ على صدرِ خالدٍ الذي خرجَ للتَّوِّ من سراديبِ الجلاّدِينَ وأقبيةِ القمعِ.
- الصُورةُ تتّضحُ له شيئاَ فشيئاًَ, عليه أن يُغادرَ البلادَ بأسرعِ وقتٍ ممكنٍ ... ولكنْ أينَ سيتركُ أمَّهُ الخنساءَ وأختَهُ زينبَ.. هذا السؤالُ قضَّ مضجعَهُ مراراً ولم ينمْ .
- بيتُه تعجُّ أرجاؤُه بالذكرياتِ والمذكَّراتِ والوثائقِ..
- سحَبَ ورقةً : "" خالدٌ , رشيد" .
هي الأمرُ الإداريُّ الذي فُصِلَ بموجبِه مِنْ سِلْكِ التّعليمِ طيَّاً للأمرِ الإداريِّ الّذي باشرَ العملَ به في تعليمِ التّلاميذِ في قريتِهِ النائيةِ للوجعِ والتابعةِ إداريّاً لمدينةٍ اسمُها .. مدينةُ الفلاةِ..!!!
- ترميمٌ للذّاكرةِ.. هذا ما كانَ يفعلُهُ خالدٌ في غرفتِهِ، كانَ يمارسُ التعرّي للحبرِ والوجعِ كانَ خالدٌ يقومُ بفعلِ الكتابةِ وتلويثِ البياضِ , منطقةُ العماءِ والعَتَمَةِ
في العراءِ تعرَّي من ثيابِ الخجلِ, وأدخِلي إلى قلبي بكلِّ فضاءاتِ اللّونِ واللوحةِ
نبوءةَ الفجرِ حارسةَ الجبلِ .
الفلاةُ مرةً أخرى:
هل مازالَ القندريسُ يطلُعُ من عينَيك .. قالَتْها المرآةُ.
عادَ أدراجَهُ إلى محافلِ الدِّيْنِ وشيوخِ المذاهبِ
الإحباطاتُ :
فضاءٌ مُعتمٌ , كانَ السّطرَ الأخيرَ في ذلك المساءِ ..
كانَ خالدٌ يَفُككُّ النّصَّ ليسَ إلاّ..
هذا البؤسُ إيقاعٌ دائمٌ اتّسقَتْ معَهُ إشاراتٌ وتناغمَتْ في لحنٍ حزينٍ واحدٍ ... واستقرَّتْ في روحهِ لزمنٍ طويلٍ.
سياطُ التّعذيبِ والتّجويعِ والوجعِ أهدرَتْ سنينَ كثيرةً من عمرهِ دونَ أيِّ تسويغٍ عقليٍّ أو منطقيٍّ مقبولٍ.
الانهدامُ بينَ خالدٍ والوطنِ راحَ يتّسعُ.. فصارَ خالدٌ يتوقُ إلى إزاحةِ طميِ الأيامِ الموحلةِ من نفسِهِ الأمّارةِ بالرحيلِ... بنبضِ الدّمِ.
كانَ يكتبُ وصاياهُ ( فهو نصفُ نبيٍّ ) وثمّةَ إيقاعٌ آخرُ تستدعيهِ الذّاكرةُ .... وهي صورةُ رابعةَ بثوبِها الأزرقِ قبلَ اعتقالِهِ , فقد كانَ يُحبُّها حبّاً جمّاً لكنْ أينَ هي الآنَ؟..
- طقوسُ التّديُّنِ والتّمذهبِ..
خلعَ ملابسَهُ وتنفَّسَ بعُمْقٍ.. هواءٌ رَطْبٌ..
أفكارٌ تمورُ في أعماقِهِ تبحثُ عن حيوزٍ يابسةٍ لتنموَ من جديدٍ
الرّبُّ معَكَ يا بُني قالتْها أُمُّهُ خنساءُ..
فاتحةُ الجسدِ
- تلمّسَ حواسَّهُ بحميميّةٍ .. في منتصفِ الجسدِ توقَّفَتْ يداهُ.. تفقَّدَ عضوَهُ .... تذكَّرَ عمليةَ الهرسِ وهتافاتِ الجسدِ.
أمسكَ بالكتابِ وضمَّهُ إلى صدرِهِ وكأنَّهُ يفتحُ كتاباً مُقدَّساً.












التوقيع

 
قديم 09-29-2010, 12:21 AM   رقم المشاركة : 6
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الثانية للقصة القصيرة

القصة رقم (5)

أمر عادل


بتمهل ارتدى ثيابه وهو يتطلع الى المرآة ..
القاعة مكتظة بالوافدين من مختلف أنحاء المدينة وريفها..
هامش : ( القاعة ربما تكون مسرحا..او محكمة ..او ربما قاعة اجتماعات او محاضرات او احتفالات..لافرق ،فهي قاعة واسعة انتصبت في صدرها منصة عريضة اسدلت خلفها ستائر سميكة لا تبوح بما ورائها).
حينما استقر عبد الله الطيب في كرسيه وجد نفسه في الوسط بين عمرو المقنع ،والسيد فجر المرابي الذي يسكن بيوت المدينة المتداعية.
الوفود القادمة من انحاء المدينة المتفرقة بين الاتجاهات الاربعة اتخذت مكانها وراءهم وهي مشغولة بالجدال حول ما يجري..
/ نهوض ../
الجميع يقف ترحيبا بالمبجل القادم ، فيما كان (مسرور) القاضي يتخذ مكانه خلف المنصة الكبيرة يكيل الشكر للحضور جميعا.
/ صمت رهيب يسود القاعة/
مسرور يتصفح الاوراق بين يديه وهو يرم ابتسامة صفراء على شفتيه ..يتمتم بكلمات لا معنى لها.
فجأة ينهض عبد الله من مكانه،يلتفت نحو الكراسي خلفه:
ايها السادة ..وحيدا كنت ، هكذا ولدتني امي ..عاريا الا من لساني وقلبي ، فمن شاء منكم ان يرحل عني فالمجد له لما فعل..
الجموع التي امتلأت بها القاعة،حائرة ،..الكراسي وحدها بقيت صامتة بينما راح القاضي (مسرور) يطرق بشدة على المنصة طالبا من الجميع الصمت:
اما انت يا عبد الله فسوف تطرد من القاعة ان لم تخلد للصمت حتى تؤمر بالكلام.
أمسك عمرو المقنع بطرف سترة عبد الله وشدّه نحو كرسيه هامسا في اذنه:
" اصمت يا رجل ..كفاك ما مذكور في الاوراق.."
نظر القاضي ( مسرور) بعينين صامتتين نحو القاعة وهو يحاول ان يكون اكثر اتزانا..قال لنفسه وهو يتفحص الحكم الذي اعده : لتكن جلسة عادلة.
" يا عبد الله ، انهض وقل لنا ما عندك؟ "
عبد الله ينهض من مكانه..يتجه نحو منصة الاعتراف ..يرفع يده اليمنى ويتمتم بكلمات لم يسمعها احد ثم يردف:
حسنا سيدي ، عسى ان ينفع الكلام الان .. فمنذ ان قدمت الى المدينة وانا اتجول في شوارعها..ارسم احلامي على اسوارها فيجتمع الصبية وطلاب المدارس والشعراء يمسكون اقلامهم ويرسمون احلامهم قرب احلامي حتى امتزجت مع بعضها..لم اشـأ ان اكون وحيدا..توزعت بين شوارعها ،مقاهيها ،ملاعبها ..وحين حاولت ان اجمع احلامي وابدأ بفتح باب الغد استقبلتني عيون (عمرو المقنع) وهي تأكل ما جمعت من احلام.
لقد انسل من حيث لا ندري وارتكن في زاوية البسطاء يقتات بقية الكلام كاتما في نفسه ما يتنامى داخله ، وعندما ايقن ان كلّ شيء يسير بهدوء راح يوزع على المفلسين اثمان سكائرهم واقلامهم وليليهم الصاخبة التي لا تنتهي الا في ساعة متأخرة من الليل ، فيجرجرهم من بقايا احلامهم / امنياتهم التي لا تنتهي ، لينقض على صورنا الجميلة / احلامنا ، فيلتهمها واحدة بعد الاخرى.. لم اشأ ان ابقى صامتا ، منكفئا، راضيا بالرجوع الى نقطة البداية،لانني سيدي الحاكم لم اقدم لهذا العالم كي اترك احلامي تنمو وتكبر وتزدهر فاتركها لاول قاطف يتاجر بثمارها بينما عاشقي الفضيلة يرنون اليها عاجزين عن دفع اثمانها،فقررت المقاومة..لانها احلامي ،ومن قاتل في سبيل احلامه وقتل فهو شهيد ..و...
قاطع مسرور القاضي عبد الله الطيب آمرا اياه بالجلوس حتى يكفي الوقت للاستماع الى الاخرين..
اول المتكلمين كان المقنع:
سيدي فداك كل عمري..
وما يقوله الطيب صحيح غير انه لم يذكر ان احلامه تلك كانت تغوي الاخرين حتى تغلغلت في ارواحهم فاصبحوا لا يتحدثون الا بما تمليه عليهم..ونحن سيدي كما تعرف لسنا بحاجة الى احلام تفسد علينا عقولنا سيدي..
انظر اليهم ! (يشر نحو المقاعد خلفه) وجوه مصفرة ، منهكة وعيون ذابلة من شدة تطلعها ،وآمال كاذبة لا يمكن تحقيقها ،ونحن كما تعرف سيدي ليس لنا الا هُمْ فحاولنا ان نمسك بايديهم ونهش الاوهام من رؤوسهم.. غير ان الطيب يظن..
هزّ مسرور رأسه وقال مقاطعا : " ان بعض الظن أثم "..
يتلقفها المقنع ويكمل : ان بعض الظن اثم .. فهل نتحمل جريرة الاثم الذي وقع فيه عبد الله الطيب؟!.
شكر (مسرور ) المقنع ، ويعطي فرصة الحديث للسيد (فجر) الذي وقف في مكانه معتذرا لسوء صحته..
ولكن سيدي ،القول بما لا اعرف حرام،غير ان الفعل الذي قام به السيد عمرو لم يكن الا لما فيه المصلحة ،حتى استثمر من ماله الكثير لينفقه على الحالمين دون ان يطالب بتعويض او يتذمر لانه كان فعل خير وليس اجمل من فعل الخير سيدي...
طالب مسرور من الحضور ان يتكلموا بما يعرفونه حول احلام عبد الله الطيب التي كان يحرض فيها الطلبة والشعراء والمفتونين على التفكير في بناء جديد يناقضون فيه ما توارثوه عبر السنين الماضية.
لا احد مستعد للكلام.. احدهم يهمس في اذن صاحبه: لا نستطيع ان نقول شيئا الان فالكلام هراء اذ لا جدوى منه ،والذي يرغب به عمر المقنع والسيد فجر حصل.
قال الآخر : لا شأن لنا بما يحدث .. فأنهم اعلم بما يريدون.
رفع المبجل يده اليمنى ،فعم الصمت القاعة وتوقف مسرور عن الكلام.
قال لهم : يكفي ما سمعناه اليوم وليشهد الجميع انه كان امرا عادلا ولا شأن لنا بما يحدث.
اما انت يا عبد الله فعليك ان تلتزم بقرار مسرور القاضي.
همهم الجميع بالموافقة ، اما عبد الله فقد حزم امتعته ، ما بقي من اوراقه ،ويمم صاعدا نحو غيمة تراءت له في الافق.
قبل ان يغيب استدار عمرو المقنع نحو من بقي في القاعة يشهدهم انه بريء مما جرى.












التوقيع

آخر تعديل نبع العواطف يوم 10-29-2010 في 01:28 PM.
 
قديم 10-06-2010, 09:35 PM   رقم المشاركة : 7
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الثانية للقصة القصيرة

القصة رقم (6)

الشيطان والعجوز


كان الشيطان و ابنه يلبسان أبهى حلتين ، و يتجولان في سوق أسبوعي . كانت تفوح من جسديهما رائحة الخزامى . لم تكن بادية عليهما وعثاء السفر ، كأنهما نزلا على التو من السماء . في الوقت الذي كان فيه الأب هادئا ، كان الاضطراب باديا على الابن الصغير ، فكان يحتمي بوالده ويمسك بتلابيبه . كان الناس يفسحون لهما الطريق . و إذا دخلا إحدى المقاهي الشعبية فرّش لهما صاحبها الفُرُش و بسط أمامهما السفرة و جاءهما بالشواء و الشاي . لم تكن أيديهما تمتد إلى الطعام .

و كان الناس يتحلقون حولهما يتملّوْن بطلعتهما البهية . كان كل من رآهما يترك ما بيده من أمور التجارة و الصناعة و يتبعهما كالمسحور، حتى تعطل السوق نهائيا . و سكت الناس عن الصياح . فقط ،كانت الحمير تنهق بقوة نهيقا غير عادي . و تعض

و ترفس كل من اقترب منها ، حيوانا كان أو إنسانا .

في غمرة هذا الاحتفال غير المعلن ، نطـّت من وسط القوم عجوز شمطاء و اتجهت مباشرة إلى القاعدين أمام الجموع . كانا لا يكلمان و لا ينظران إلى أحد . لما رآها الشيطان نهض من مكانه و قـبـّل رأسها

و أجلسها قربه . و بإشارة من يده أمر القوم بالانصراف . و دار حديث خافت بين الاثنين. حتى أولائك الذين كانوا وراء الخيمة يسترقون السمع لم يسمعوا شيئا . سمعوا وشوشات امتدت إلى الزوال.إلى وقت انفظاظ سوق البادية ذاك .

خرجت العجوز من الخيمة و في أثرها الشيطان و ابنه . و شقوا طريقا جنوبيا عكس الطريق الذي يأتي منه " السوّاقة " . و أعين الناس مشدودة إليهم حتى اختفوا وراء التل. انتبه الناس إلى أنفسهم و تجارتهم فوجدوا أن الحيوانات في غفلة منهم أكلت الخضار

و الفواكه و اللحوم و أتلفت بقية السلع الأخرى .

لما عاد السواقة إلى دواويرهم كانت كل أحاديث سمرهم تدور حول ما وقع يوم السوق ، على الشخص الصافي البشرة الأزرق العينين الأحمر الوجنتين الفاحم الشعر . و ذلك الطفل الصغيرالذي كان صورة مصغرة لأبيه . قال أحد القرويين :

- عطسه من منخاريه .

و من يوم السوق أصبحت للعجوز قيمة عند أهل الدواوير . هي من قام إليها القادم الغريب و قبـّل رأسها

و جالسها ساعات عدة . لعلها أخذت كل بركته و امتلأت بسره . فما أسعدها و أسعد الدواوير بها !! .

كان القوم يولِمونَ و يستدعون العجوز، و يرجونها أن تحدثهم عن الغريب ، و هي ترفض و تغضب .

كانت الدواوير على وفاق تام حول الماء و العشب . و سادت في المنطقة فترة جميلة من السلم و الأمن . أعقبها ازدهار في الحرف و التجارة و الفلاحة أغاض الشيطان. فقام بتلك الرحلة . و كانت قد سقطت من يده كل الحيل للإيقاع بالقوم و العودة بهم إلى التطاحن . فما كان منه إلا المجيء إلى السوق في تلك الصورة البهية ، و اللجوء إلى تلك العجوز دون غيرها . كان يعلم بذلك الغـّل الذي كانت تحمله لسكان الدواوير بعد مقتل زوجها و أولادها الثلاثة في معركة مجنونة . امتدت من صباح يوم مشئوم حتى ليله . سالت فيها دماء غزيرة .

زارها الشيطان ليلا في خربتها و طرح عليها أمر إعادة القوم إلى سالف عهدهم من التطاحن و الخسران . وجدت العجوز في الأمر غاية انتقامها و أقسمت للشيطان بأغلظ الأيمان أن تكون عند حسن ظنه بها لكن بشرط أن يعيد لها اعتبارها بين القوم . و ذلك ما فعل يوم السوق . سألها كالأبله كيف ستنفذ الأمر . نهرته بشدة و قالت له :

- شوفْ و اسكتْ !!

رد بخضوع :

- سمعا و طاعة يا أمي .

مرت العجوز إلى مرحلة التنفيذ . و اختارت لذلك زوجة أحد أبناء الأعيان . زارتها في منزلها و طلبت منها أن تصنع لها كسكسا بالحمص و الزبيب . ففعلت . و أثناء تناول الطعام طلبت العجوز من السيدة أن تأتيها بملعقتين . و بدأت تأكل بهما من موضعين متباعدين في الصحن . و السيدة تأكل قبالتها مستغربة . دخل الزوج و سلم على العجوز و رحب بها .

رفعت العجوز عينيها إلى الزوج و قالت لزوجته :

- أهذا الذي كان يأكل معنا قبل قليل ؟

تحولت إجابة السؤال إلى دماء سالت غزيرة بين أهل الزوج و أهل الزوجة ، انخرطت فيها الأحلاف ، و عاد التطاحن بين الدواوير .

و رقص الشيطان و أمر ابنه أن يرقص. وأهدى للعجوز منديلا من الحرير الخالص. عقده في طرف قصبة طويلة و مده إليها على بعد أمتار . ضحكت العجوز ملأ شدقيها و سألت الشيطان سؤالا استنكاريا :

-أَكُـلُ الشياطين تهدي الهدايا بهذه الطريقة ؟

رد مبتسما :

- لا يا أمي ، لكن الاحتراس واجب .

- الاحتراس مماذا ؟

- من القمقم .












التوقيع

 
قديم 10-09-2010, 11:29 PM   رقم المشاركة : 8
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الثانية للقصة القصيرة

القصة رقم (7)


ربة الحسن الأسود


فرنسا القرن التاسع عشر، عاصمة الثقافة والنور وأيضا عاصمة الأدباء والفنانين الفقراء..في شوارعها الواسعة يجولون، ضامين معاطفهم المرقعة على أوراقهم أو لوحاتهم وأحلامهم الباردة..يشقون طرقهم الوعرة وسط الأنواء والمطر، وباريس لا ترحم أبدا..
ليلة من ليالي ديسمبر الباهتة، تتساقط فيها أوراق الشجر، مثلما تتساقط أوراق التقويم، تتساقط قطرات المطر، وتتساقط أحلام كثير، تذوب وتندثر..
الحادية عشر مساءا..عبرت العربة التي تجرها الخيول الشارع الخاوي..ومن داخل العربة تصاعدت همسات، ضحكات:
- "إلى أين ستذهب بي؟"
هكذا سألت الحسناء الجالسة في المقعد الخلفي
- "لن أقول إنها مفاجأة.."
زمت حاجبيها متصنعة الجدية:
- "مسيو بودلير..أعلم جيدا أنك شاعر كبير جدا، لكنك أيضا فقير جدا.. لن تستطيع الذهاب إلى مطعم فاخر..أليس كذلك؟"
- "بلى ، لكنه مكان أجمل بكثير.."
- "أين؟"
- "لن أقول.."
ضحكت بصوت مرتفع:
- "أها..هل عدنا ثانية؟"
لكن يبدو أن سائق العربة لم يكن يروقه الجو المرح الذي يسود عربته..كان يبدو متضايقا متوترا أو قلقا من شيء ما، ويلتفت وراءه من آن لآخر، حتى أضطر بودلير أخيرا أن ينهره بخشونة:
- " هل هناك مشكلة؟.. لمَ تنظر خلفك؟"
هز الرجل كتفيه في حرج، وعاد يدير رأسه إلى الطريق أمامه..بينما التفت بودلير إلى محدثته:
- "والآن عزيزتي..لقد حان الوقت لكي أعصب عينيكِ الجميلتين بهذا المنديل الحريري.."
- "ومن أين لك بالحرير؟"
- "أوه ..إنه مجرد تشبيه شاعري فقط..والآن اتركيني أؤدي عملي.."
من جديد رجت ضحكتها العربة:
- "كف عن هذا يا شارل..إنه طفولي.."
- "أرجوكِ..حتى تكتمل المفاجأة.."
قالت في دلال وهي تسلمه رأسها:
- "حسن.."
بعد لحظات..هتف شارل بودلير بالسائق:
- "هنا!!!"
نظر له السائق في شك، لكن شارل لم يعره اهتماما..انزلق من العربة وعاونها على النزول ثم دس في يده النقود..أوشك السائق أن يقول شيئا لكن بودلير أدار له ظهره، وهو يدفعها أمامه:
- "هل أزيح العصابة الآن؟"
- "لا، ليس بعد.."
- "لو رآني أحد الآن لأعتقد أنني حمقاء أو مجنونة.."
- "وأنا أيضا مجنون.. لا مشكلة..ليذهب الناس إلى الجحيم.."
أمسكها من يدها وقادها داخل المكان..وتوقف بها عند بقعة بعينها في وسطه:
- "الآن استعدي.."
وجذب المنديل من على عينيها..شهقت في انفعال؛ فأمامها وعلى ضوء القمر الفضي امتدت شواهد القبور كمناديل بكاء بيضاء ملقاة وسط الظلام..والعجيب أنها هتفت:
- "هذا رائع.."
- "تقولين هذا رائع..!!..ماذا إذاً لو سمعت قصيدتي من أجلك..ومن أجلها أتيت بكَ إلى هنا؟"
صفقت في جذل:
- "وقصيدة أيضا.."
ابتسم ورفع عينيه إلى القمر الذي بدا وكأنه يبتسم أيضا لكن في حزن :
- "أهيم بك هيامي بقبة الليل..
يا آنية الحزن، يا حليفة الصمت..
وزاد في حبك أنك تجافينني.
وأنك يا زينة ليالي ، في جفاك وسخرك
تباعدين الشقة بين ذراعيّ
وبين سماواتك المفتوحة
ولكني أبدا عارج نحوك، أساورك واصعد إليك
كما يصعد إلى الجثة فوج من الديدان..!!!
أنا أيتها الضارية التي لا تشفى لها غلة
عاشق وامق أهوى حتى جفاكِ
فأنت به أبدع في ناظري وأروع
"
وفي تلك الليلة ولدت تلك قصيدة بودلير الغريبة (ربة الحسن الأسود) ..
هذا هو ما أقسم لي عليه صديقي الناقد الشهير(ايمانويل سولييه)..وقد استعان بمن يدعي انه حفيد حارس تلك المقبرة..يقول أن جده رأى ذلك الرجل المخبول، واقف يحدث نفسه أمام شواهد القبور ويتلو تلك القصيدة المفزعة..وأنه خاف أن يكون الرجل مخمورا أو مجنونا أو الأسوأ شبحا؛ فيؤذيه؛ فآثر ألا يقترب منه..
يقول كذلك أن سائق العربة قد عاد يستقصى نبأ راكبه الغريب الذي ظل يحادث نفسه طوال الطريق ونزل عند المقابر في منتصف الليل..وأنه قابل جده حارس المقبرة وتبادل معه أطراف الحكاية ومن هنا اكتملت القصة..
لكن الرغم من كل ذلك ومما عُرف عن بودلير من غرابة الأطوار لم يصدق أحد صديقي الناقد..حاولت مساعدته وكتبت مقالا في جريدة عربية فرنسية فكانت النتيجة أن لم يصدقنا احد نحن الاثنين..والآن بعدما سمعت القصة بنفسك، هل تصدقنا أنت؟!!!












التوقيع

 
قديم 10-10-2010, 03:00 PM   رقم المشاركة : 9
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الثانية للقصة القصيرة

القصة رقم (8)

قــــلــــم الرصــــاص





اكتشفتْ بأن الرصاصات التي أطلقْتُها من سلاحي المحظور
لم تخترق الورق ،
فاشترت الكتاب ..
وضعته على صدرها لتصد كلماتي













التوقيع

 
قديم 10-18-2010, 09:37 PM   رقم المشاركة : 10
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الثانية للقصة القصيرة

القصة رقم (9)

إمرأة.... في زمن الغربة
( قصة حقيقية)



هدأ القصف وساد المكان صمت مطبق الآ من صوت رضيع يتأوه من ألم الجوع وأمه التي مر عليها عدة أيام لم تذق طعاما ...ذوى جسدها ولم يعد ما لديها ما تقدمه لهذا الكائن الضعيف ، تشغله بالرضّاعة تارة وبسبابتها تارة أخرى عسى أن يكف عن البكاء ، ولكن دون جدوى ..... لم يعد ثديها قادرا على در ما يطعم هذا المسكين لم يكن لديها من تلجأ إليه ليعينها .... فقد حل الخراب والموت في كل مكان ، لم ينم طفلها طوال الليّل وكذلك هي .... فالجوع لا يرحم ...والجيران الذين كانوا يقدمون لها بين الحين والحين مايسد رمقها ، انقطعوا عن التواصل ، مما يعني ان أوضاعهم باتت هي الأخرى سيئة ، طلع الضياء ، حملت رضيعها وهامت به تبحث بين أكوام القمامة ، عسى أن تجد ما يسد رمقها ، تاهت بين المتاريس وحواجز الرمل التي سدّت كل الطرقات لا تعرف ماحل بزوجها الذي غادرها منذ شهرين ولم تسمع عنه شيئا .... أين تذهب ؟ وممن تطلب العون ؟... تطالع أكوام القمامة وبينها كلاب وقطط نافقة ، لم تجد حتى في القمامة ما يسد رمقها ... فكيف تجد مالم تجده الكلاب والقطط السائبة .... ظلت هائمة بين الطرقات تتطلع الى معظم المحال وقد نهبت ! والبعض مقفل خشية النهب أوقتل أصحابها ..لم تكن تعرف مالذي يحصل...
انتهى أكثر من نصف نهار اليوم وهي تسير على قدميها عسى أن تجد من يطعم ولدها قبل إطعامها .... علهّا تجد من يتصدق عليها بقطعة خبز أو قدح حليب لولدها ...
كانت تسير على الجهة الثانية من الكورنيش المحاذي لشط العرب ، تسمع بين الحين والحين أصوات اطلاقات نارية صادرة من الضفة الثانية للشط ، وأحيانآ تجهل مصدرها ،فجأة تمر في الشارع عجلة حمل متوسطة الحجم وهي تحمل أعداد من الرجال ، فوجئت بمظهرهم وملابسهم ، أشكالهم غريبة وتصرفاتهم أغرب ! كانوا يهتفون بلغة لم تفهمها ،ويلوحون ببنادقهم في الهواء ، تبدو عليهم السعادة والفرح الغامر ، عندما مرّوا بقربها ،بات البعض منهم يوميء بيده باشارات تدل على البذاءة والدناءة ، توقفت وآنسحبت لتسند جسدها المتعب على الحائط وباتت تخشى ما قد يقوم به هؤلاء الغرباء ، من هم ؟، من أين أتوا ؟
التقت في طريقها برجل يحمل كيسآ ، بادر قبل أن تسأله : أسرعي الأمريكان يوزعون الطعام بسياراتهم على الأهالي عند ساحة سعد ، فوجئت بهذا الكلام ، ماذا يعني؟ وماذا يفعل الأمريكان في البصرة ؟ ومن هؤلاء الذين رأتهم قبل قليل ، وماذا حلّ بزوجها الذي ذهب مع الجيش الى الحرب ؟ فاتجهت صوب المكان علهّا تحظى بشيء لوليدها ، شاهدت منظرا أبكاها ...رأت الرجال الذين مرّوا بها قبل قليل وهم يربطون حبالا حول التماثيل المطلّة على شط العرب ، فوجئت بهذا السلوك ! من هم هؤلاء ؟ولماذا يزيحون تماثيل الرجال الذين ضحّوا بحياتهم لأجل الدفاع عن العراق ! مالذي يجري ؟ نسيت جوعها وبكاء رضيعها من هول ماترى ، تتمنى أن تعرف مالذي يحصل ؟ ماذا حلّ بالعراق ؟ لمَ هؤلاء يدمرون رموز البطولة والشجاعة ؟ واصلت سيرها نحو المكان الذي أخبرها به الرجل الذي مرّت به قبل قليل ، شاهدت منظرآ لم تتخيل ان ترى مثله في يوم من الأيام ! وقفت حائرة ، وانهارت الدموع من عينيها ، وبلا وعي نطقت ...لا...لا.....لا..! مالذي يحدث ياعراق ، أين رجالك ؟أين ابطالك؟ اين جيشنا البطل ؟ كيف يحدث هذا ؟ ولماذا ؟ وتمنت الموت على أن تقبل الإهانة التي رأت ... شاهدت جنود الاحتلال بسيارة كبيرة تسير وخلفها يركض العشرات وبين الحين والآخر يرمون بقطعة خبز اوكيس طعام فتتصارع الأجساد لتلتقط بعضا منه ! كانوا يعاملون هؤلاء الجياع وكأنهم كلاب تركض خلف عجلتهم وكانوا مسرورين ويتضاحكون فيما بينهم وعندما تتباطأ حركة العجلة ويقترب منها احد الجياع ينال ضربة بعصا تطرحه أرضا ليأتي غيره ... استسلمت لقدرها وانزوت على ناصية احد الشوارع وجلست عازمة على أن تموت مع ولدها في هذا المكان على أن تتسول من هؤلاء الرعاع لقمة الذل ، ودموعها تنساب بلا انقطاع ...الموت أشرف لي ولولدي من أن اتسول من هؤلاء ،قارب النهار على نهايته ، فقررت أن تنزوي في ركن أحد الزقاق وتنتظر الموت خيرآ من الذل الذي رأت ...وقد يقوم أحد المارّين بدفنها وولدها ، أفضل من أن تعود إلى البيت وتموت وحيدة لا يعرف احد بموتها ....فأهلها وأهل زوجها يقطنون في محافظة أخرى ولاتوجد وسيلة للوصول اليهم ولاحتى وسيلة للاتصال بهم ...
على بعد عشرات الأمتار .... لمحت شابا يهم بفتح محله ليطمئن عليه أو ليأخذ غرض ما .... نهضت مسرعة باتجاهه ودخلت إلى محله .... لا تدري ما تقول لا تدري كيف تبدأ ... بادرها ....
تفضلي ماذا تريدين ؟...
أجابته بكلمات ممتزجة بالألم واللوّعة ودمعها ينهمر بلا انقطاع حتى ضاعت الكلمات ... فلم تمر يوما بموقف كهذا ....
ونطقت أخيرآ :ولدي سيموت من الجوع !
- وماذا استطيع أن افعل لك ؟.... أنا أبيع العطور ومواد التجميل .
- استحلفك بالله أن تقدم شيئا لهذا الطفل ، فانت عراقي وانت ابن بلدي ، هل تقبل أن أمد يدي لهؤلاء المجرمين والقتلة ومن احتلوّا بلدنا ؟
- استطيع أن أمر على احد جيراني اعتقد أني سأجد شيئا ... هات نقودك لأشتري لك بعضآ مما لديهم .
- أجابته ... ليس عندي ما أعطيك ...
- تطلع إليها من الأعلى إلى الأسفل ظنّ انه أمام واحدة ممن يتخذون تلك الطريقة للتسول ، أو شيئآ آخر !
- أنت مازلت قادرة على أن تدفعي ثمن ماتريدين ...
- اقسم لك إنني لا احمل ثمن طعام ولدي ...
- لاأتحدث عن النقود ... أتحدث عنك !
- فوجئت بكلامه ، نظرت في عينيه نظرة عتاب وألم .... نظرة عزٍ وكبرياء، نظرة امرأة لم تفرط بشرفها يوما ... فقد فهمت مايروم من كلامه ونظراته ، ولم تفكر يومآ بأن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان سيصل إلى هذا الحد من الإذلال، انهمرت دموعها ... واستدارت ببطء ، كان قرارها أن الموت أهون عليها من بيع جسدها ... تحركت باتجاه الباب ووقفت خارج المحل ونظرت إلى السماء تستجير بخالقها ... بعد أن أذلهّا بنو جنسها ...
- احتار الشاب من موقف تلك المرأة وخرج إليها متسائلا : ما قصتك ؟... أهذه أول مرة تدخلين محلا وتطلبين شيئآ دون مقابل ؟ ألا تعرفين من يفعلن ذلك ؟ أجابته : معاذ الله من أمرأة تبيع نفسها للشيطان مقابل بعض الطعام لولدها ... أنا امرأة مؤمنة ، وأخاف الله وزوجي ذهب إلى الحرب وطالت غيبته ، ولم يعد لي معين في هذه الدنيا ، فإذا كنت تطمع بجسدي لكي تطعم ولدي فلك ذلك ولكن تعدني بأن تتكفل باعالة ولدي ، وأن تقتلني بعد أن تنال ما تريد ...
- كانت تلك الكلمات كافية لتجعل الشاب يخجل من نفسه لأنه فكر أنّ تلك المرأة تشبه البعض ممن كنّ أحيانآ يمررن على محله يبعن كل شيء ...
- طلب منها أن تدخل إلى المحل ، وأجلسها على الكرسي لترتاح وأعاد سؤالها ... هل هذه المرة الأولى التي تقومين بهذا العمل ...
- أقسم بالله وبغربة زوجي ، لم أمد يدي لأحد طوال حياتي وقدري دفعك في طريقي لاستجير بك ...
- تذكر الشاب أخاه الذي لم يعد هو أيضآ لحد الآن ، ومايقدمه لعائلته في غيابه الذي طال .. بات الشاب مقتنعا بما قالته .... وهزت كلماتها مشاعره وغيرته العربية ، ونخوة أهل البصرة وطيبتهم ، أيقظت بداخله روح المؤمن ... والإنسان .... فسألها : أي نوع من الحليب يشرب طفلك وكم يكفيه لمدة اسبوع ... أجابته بعد تردد بالنوع والعدد ...
طلب منها أن تنتظر حتى يعودعسى أن يجد ما طلبت ، ثم غادر المحل... وبعد بضعة دقائق جاء ومعه ماارادت ، نهضت غير مصدقة وأمسكت بعلبة الحليب التي ستنقذ ولدها ... دمعت عينيه لرؤية لهفتها لما سينقذ ولدها من الموت ، سارعت بفتح العلبة ، وأخرجت من كيسها الصغير رضّاعة الطفل وقنينة فيها القليل من الماء وأكملت عمل وجبة الطفل ، والذي تلقفها وأمسكها بكلتا يديه الصغيرتين وكأنه غير مصدق ...
... وبادر بسؤالها ... كم يكفيك مصروفا كل أسبوع ؟ ..
. فوجئت بسؤاله ونسيت جوعها وضعفها أمام ما توفر لولدها .
أجابته : بارك الله بشبابك وما فعلته يكفي ، المهم أن ولدي لن يموت جوعآ ...
- كلا ! اخبريني بكم أستطيع مساعدتك أسبوعيا لتعيشي مرفوعة الرأس ولا تحتاجي لأحد ... صمتت واحنت رأسها ...
شعر الشاب كم تلك المرأة عظيمة وأمينة ... اخرج من جيبه كمية من المال ودسها بين القماش الذي تلف به ولدها وتمنى لها الخير والتوفيق وأن عليها أن تمر كل أسبوع بنفس هذا الوقت لتأخذ نفس المبلغ أو أي شيء تحتاج ومعه حصة ولدها الاسبوعية مما يكفيه من الحليب ... حتى يفرجها الله ... غادرت تلك المرأة محل الشاب ونظرت إلى السماء تشكر الله ... عمّا وهبها ، وأحسّت إن العراق مازال بخير مادام فيه هكذا رجال ... وسارت في طريق عودتها إلى البيت ... وبقي الشاب يتطلع إليها ، وشعورا عميقا بالألم ، والفخر، والإيمان يملأ قلبه.، لأن الله مكّنه أن يمد يد العون لهكذا أمرأة ....
يا ترى هل عاد زوجها من الحرب ... ؟
إن حماها أحد اليوم ، فمن سيحميها في المستقبل ؟
وكيف ستربي ولدها ؟ وتحمي عرضها ؟... إذا لم يعد ذلك الزوج إلى الأبد ...
هل هناك من سيذكر زوجها الذي قد يكون احد شهداء الوطن ... أو مات في مكان ما ، ولم يعثروا على جثته واعتبر مفقودا ...
فمن سيمد يد العون لك ولولدك ؟ أيتها العراقية الأصيلة...
هل من يُسقِط ويَسرق تماثيل الأبطال من سيقدمون العون لك ؟
أم من دمروا حضارة وتاريخ وطن لانه أراد أن يثأر ممن طعنوا نساءه بشرفهن ؟
أم من أرادوا سرقة ثرواته وتجويع أهله واذلالهم ؟
وأراد أن يعيش مرفوع الرأس شامخآ ، لايرتضي الذل....
من سيحميك أيها الوطن بعد أن تكالب عليك كل الطامعين والحاقدين وانصاف الرجال ؟ من سيحميك من حقد الحاقدين ، وجوع الظالمين ؟
وأقول لمن يدّعي أنه جاء محررآ ومنقذآ :-
(أمة لا تكرم من ضحى لأجل عزتها ...
لن تجد اليوم ، من يضحي لأجلها ...
وهكذا..... تموت الأوطان )












التوقيع

 
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الثانية للقصة القصيرة عواطف عبداللطيف مسابقات السرد 19 10-20-2010 02:47 AM
النصوص المشاركة في مسابقة الخواطر الثانية لمنتديات نبع العواطف الأدبية عواطف عبداللطيف مسابقات الخواطر 21 10-13-2010 10:27 AM
مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الثانية في الخواطر عواطف عبداللطيف مسابقات الخواطر 19 10-04-2010 11:02 AM
نتائج مسابقة نبع العواطف الأدبية الأولى للقصة القصيرة عواطف عبداللطيف مسابقات السرد 38 03-23-2010 01:12 PM
مسابقة منتديات نبع العواطف الأدبية الأولى للقصة القصيرة عواطف عبداللطيف مسابقات السرد 28 03-01-2010 12:35 PM


الساعة الآن 09:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::