بعد نكسة يونيو عام 1967 رفض الشاعر عبد الرحمن الأبنودى الهزيمة مثلما رفضها كل الشعب المصرى ولذا أخذ الفنان الأصيل محمد حمام وذهب إلى مدينة السويس وكتب يابيوت السويس والتى تقول كلماتها :
يا بيوت السويس يا بيوت مدينتي
استشهد تحتك وتعيشي انتي
يا بيوت السويس
هيلا هيلا هيلا يالله يا بلديا
شمر درعاتك الدنيا أهيه
وإن باعوا العمر في سوق المنية
رفاقة ها نروح السوق نجيبه
ونعود ونغني ع السمسية
ليكي يا مدينتي ياللي صمدتي
يابيوت السويس
استشهد والله ويجى التانى
فداكي وفدا أهلي وبنياني
أموت ويا صاحبي قوم خد مكاني
دا بلدنا حالفة ما تعيش غير حرة
قفلت بيتي وسكيت دكاني
يا شطي وبحري وشبكي وسفينتي
يا بيوت السويس
والله بكرة يا عم أبورية
لهتضحك واحنا ماشيين سوية
ع المينا ولا عند الزيتية
وهاتاخد ابنك وبنتك ومراتك
ونعدي على نفس المعدية
ونقول يا دنيا والله وصدقتي
يا بيوت السويس
وان عشنا وانا كنت شديد متعافي
أنا لأحمل طوبك على لحم كتافي
وأقضي يومي عرقان وحافي
وإن قدمي اتعفر بالرمل الأصفر
لأغطس قدمي ف البحر الصافي
وتعودي أحسن من يوم ما كنتي
يابيوت السويس
ولحن هذه الكلمات الموسيقار إبراهيم رجب وغناها محمد حمام بين حشود الناس ووسط جنود وضباط الجيش المصري وكانت هذه الأغنية بياناً تاريخياً عن صمود السويس فقد عبرت عن الموقف الوطني ورفض العدوان والتدمير الإسرائيلي للمدن وخاصة مدينة السويس .. هذا الدمار الذى فاق دمار الكثير من المدن الأوروبية أثناء الحرب العالمية الثانية وفقاً لما ذكره المراقبين الدوليين .
المطرب محمد سيد محمد إبراهيم الشهير بمحمد حمام من مواليد الرابع من شهر نوفمبر عام 1942 ببولاق بمحافظة القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية وفى الطفولة عاد إلى مسقط رأس أسرته بمحافظة أسوان ولكنهم ما لبثوا أن عادوا للقاهرة حيث درس بها إلى أن دخل كلية الفنون الجميلة ولكنه بعد دخوله الكلية أُعتقل في أول عام 1959 مع العديد من المثقفين المصريين والذين كان من بينهم الفنان التشكيلي والصحفي حسن فؤاد والذي كان سمعه قبلها يغني الأغاني النوبية بالكلية وقدمه الفنان حسن فؤاد للحياة الفنية بعد خروجهما من المعتقل عام 1964 .
تأخر ظهور محمد حمام كمطرب بسبب دخوله المعتقل على فترات متباعدة وحين تخرجه من الكلية عام 1968 بدأ مشواره الغنائي في حفل بسينما قصر النيل وغنى وقتها أول أغنية من كلمات صديقه الشاعر مجدي نجيب وألحان الموسيقار محمد الموجي .
تميز صوت وأداء محمد حمام بحمل العديد من الثقافات المتداخلة فمن الممكن أن ترى في صوته الشكل الغنائي الصعيدي أو النوبي أو الأفريقي أو البدوي فكان تميز صوته وأدائه سبباً هاماً في التفاف الجمهور حوله وكان صوته مشاركاً لكفاح الجيش المصري من خلال أغنياته والتي كانت أشهرها يا بيوت السويس .
غنى فى المسلسلات الإذاعية : الأم وعابر سبيل وشفيقة ومتولي والمسلسل التليفزيوني الرحلة وفى فيلم أنا القطة .
كان له دوراً ريادياً في التعريف بالفن المصري من خلال المهرجانات الدولية وتقديمه وسط الفنون التراثية في العالم وكان مسخراً ماله الذي يكتسبه من عمله كمهندس لخدمة فنه .
قال الكاتب الكبير محمود أمين العالم : إن صوت محمد حمام يمنحني حزناً ينتهي بالتفاؤل .
كان محمد حمام شاعراً مبدعاً كتب الشعر ونشره وغناه وإن لم يصدر ديوانه الخاص .
مساء الاثنين السادس والعشرين من شهر فبراير عام 2007 توفى المطرب محمد حمام وأمر المشير محمد حسين طنطاوى _ وزير الدفاع المصرى _ بنقل جثمانه بطائرة عسكريه ملفوفاً بعلم مصر وكان في استقبال الجثمان المستشار العسكرى ومحافظ أسوان حيث أطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقه وعلق المحافظ قائلا :
إن حماس وغناء محمد حمام مع فرقة السمسمية على الجبهة مع الفدائيين حتى كان النصر لا يقل عن أى جندى صوب مدفعه نحو العدو.....وقد نعاه الرئيس محمد حسنى مبارك وأذيع خبر وفاته بالتليفزيون المصري ونكست الأعلام بمدينة السويس .
عن المطرب محمد حمام قال حسن كشك : كان لقائى بالفنان محمد حمام وبداية تعارفنا بمدينة العاشر من رمضان حيث كان يعمل مهندساً ومقاولاً خاصاً وكنت أنا أعمل في الجهاز الحكومى المشرف على إنشاء المدينة وكان ذلك في بداية الثمانينيات .. لم أكن أعرفه معرفه شخصية قبل ذلك ولما تقابلنا في مدينة العاشر من رمضان لأول مره لم أتخيل أن ذلك هو الفنان محمد حمام ذائع الصيت وقتها فقد كان متواضعاً جداً ولم تكن عليه بهرجة المطربين بل كان مهندساً جاداً ملتزم بالعمل والعمل فقط حتى إننى خجلت أن أذكره بأغانيه المشهورة وأشهد بأن هذا الرجل كان مثالاً للجدية والأخلاق الكريمة فلم تغره نظرات الإعجاب والإكبار من الزملاء والعمال وقتها ولكن كان الجدية بعينها .
أما الشاعر عبد الرحمن الأبنودى فهو من مواليد الحادى عشر من شهر أبريل عام 1938 بمدينة أبنود بمحافظة قنا .
حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية من جامعة القاهرة وناصر أمته المصرية فى كفاحها وكتب العديد من الأغنيات لنخبة من المطربين وأشترك فى أكثر من 600 أمسية شعرية فى مصر وأكثر من 90 أمسية شعرية فى العالم العربى .
قدم للمكتبة العربية مجموعة من الدواوين الشعرية والكتب القيمة ونذكر منها :
الأرض والعيال فى عام 1964 والزحمة 1967 وعمليات 1968 وجوابات حراجى القط 1969 والفصول 1970 وأنا والناس1973 وبعد التحية والسلام ووجوه على الشط وصمت الجرس والمشروع والممنوع 1975 والمد والجزر1981 والسيرة الهلالية والموت على الأسفلت 1988 والاستعمار العربى 1991 والمختارات1994 وآخر الليل والأحزان العادية 1998.
جمع عبد الرحمن الأبنودى سيرة بنى هلال كاملة على مدى 25 عاما حيث جمع نصوصها المصرية والسودانية والتونسية .
حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2000 هذا بالإضافة إلى التكريمات والجوائز التى لا حصر لها سواء من داخل مصر أو من الدول العربية .
أما الملحن إبراهيم رجب فقد كان يعمل فى مسرح العرائس وفى عام 1950 التقى بسيد مكاوى وفى عام 1958 درس الموسيقى فى المعهد العالى للموسيقى العربية وفى عام 1968 تم اعتماده فى الإذاعة ولحن لنخبة من المطربين والشعراء والمسرح والسينما .
__________
من موسوعة أغنيات وحكايات
للكاتب إبراهيم خليل إبراهيم
محمد حمام ..هذا الصوت المصري الأصيل ...
وهذه الكوكبة من أدباء وفناني مصر ...
أشكرك أستاذ إبراهيم لتقديم هذا الموجز التعريفي بهؤلاء العمالقة ....
أذكر لقائي الأول بالراحل الموسيقار / محمد الموجي وكان ذلك في مصيف راس البر ، وكان معه يومها ابنه الموسيقار يحيى ، كان موسيقارنا محمد الموجي يلبس جلابية ويحمل كاس شاي كبيرة ..سألته : ما هو الخاطر الذي كان يسكنك
وأنت تلحن قارئة الفنجان ...رد مبتسما متواضعا : ربنا يكرمك ....
وحديث طال مع الراحل الكبير .
وهذه الكوكبة من أدباء وفناني مصر ...
أشكرك أستاذ إبراهيم لتقديم هذا الموجز التعريفي بهؤلاء العمالقة ....
أذكر لقائي الأول بالراحل الموسيقار / محمد الموجي وكان ذلك في مصيف راس البر ، وكان معه يومها ابنه الموسيقار يحيى ، كان موسيقارنا محمد الموجي يلبس جلابية ويحمل كاس شاي كبيرة ..سألته : ما هو الخاطر الذي كان يسكنك
وأنت تلحن قارئة الفنجان ...رد مبتسما متواضعا : ربنا يكرمك ....
وحديث طال مع الراحل الكبير .
شكرا أستاذ إبراهيم مجددا على جهدك وعطائك
______
تحية من القلب على مرورك الكريم أخى الأعز
ورحمة وألف رحمة على روح كل من رحل إلى الدار الآخرة
كم هو جميل أن نبقي على سيَر العظماء من بلداننا و نستخرجها من رفوف الذاكرة لنقدمها للأجيال ولمن فاته التعرف
على هذه الشخصيات التي رسمت وترسم تارخ بلد وعلاقة الإنسان مع تراثه ، لكن ما يحزنني حقا أن نهمل هؤلاء العظماء
ولا نحرص على تكريمهم إلا بعد أن يغادر عالمنا عموما ، إلا قلة منهم يساعده الحظ في الوصول إلى تحقيق هدفه
من نشر ابداعاته مهما كان نوعها ، وأن تساعده الظروف في توصيل ماينتجه من ابداع إلى المجتمع ،
شكرا أستاذنا لأنك من هؤلاء ولهذا العرض الذي أخذنا معه إلى رحلة أعدتنا إلى هؤلاء العظام ،
تحية احترام تقدير لك ولهم .
كم هو جميل أن نبقي على سيَر العظماء من بلداننا و نستخرجها من رفوف الذاكرة لنقدمها للأجيال ولمن فاته التعرف
على هذه الشخصيات التي رسمت وترسم تارخ بلد وعلاقة الإنسان مع تراثه ، لكن ما يحزنني حقا أن نهمل هؤلاء العظماء
ولا نحرص على تكريمهم إلا بعد أن يغادر عالمنا عموما ، إلا قلة منهم يساعده الحظ في الوصول إلى تحقيق هدفه
من نشر ابداعاته مهما كان نوعها ، وأن تساعده الظروف في توصيل ماينتجه من ابداع إلى المجتمع ،
شكرا أستاذنا لأنك من هؤلاء ولهذا العرض الذي أخذنا معه إلى رحلة أعدتنا إلى هؤلاء العظام ،
تحية احترام تقدير لك ولهم .
مودتي واحترامي
سفـــــانة
__________
بداية أشكرك على متابعتم
يم يعد ..
لقد طلبت كثيرا بتكريم كل من أعطى الجمال لوطنه وشعبه ولكن ..؟