ثنائية (أنفاس الربيــع ) ديزيريه سمعان & أحمد الدراجي

على ضفة نبع رقراق ,, مثقل بالحنين
نبتت زهــرة وحيـدة
يفيض دمع العشق من مقلتيها
يتقلب جنين الحب بين بتلاتها اليانعة
لينمو بنور الشمس الذهبيـة

في جنون الشتــاء ... تقذفها رياح الهمس
فتخرج نبضاتها مبعثــرة
تهفو إلى قطرة من مشاعر صادقة
تروي جذور النبض القابع بالأعماق

زهرة ,, من روض ربيعي
تقف خجلى على ناصيــة العمر
لتضمها باقات الأعياد المحملة
على هودج مزين بالأمــاني يقوده فارس شهم
كبلت حروفه عالم العشق الوردي
وعلى صدره غفت آهــات الشجن

زهرة وفارس
سيلتقيان هنا ليكمل أحدهما الآخر
يتبادلان أنفاسا طاهــرة
لينصهر الهمس على قمـة جبال الوجد

ديزيريــــه سمعان ~~ أحمــد الدراجــي

و

( أنفــاس الـربيـــع )



انتظــــرووووناا

[أحمد الدراجي]

بكفي آية الصحراء
شيعتني
كغزالةٍ مطعونة ٍ
بمواسم الذكرى
شدني رهط المعاني
والمدى نهماً تقيا
كسكرة الروح
معللة بالصدى ألتوت
بين التكهن في ولادة الدمع
فردوسها طوق نجاة
أشرقت في داءها العصي
فاستحال الدرب ماء
وأنا
فارس من خليط الرحيق
لم أجد وقتاً لتعداد الشهود
فتركت مزامير الحروف تغني
على الطريق
كرسول أرخ الصيف من تعب الفصول
وأبكى الصلوات
يلمني الله اندثاراً في الكسوف
وفي الدعاء عزوف كيف أبقى
الله يا الله هي غابة من حنان
وجد الربيع رحمة لي.

ما بينَ لَظَى الاشْـواقِ


واحتِـراقِ الدَّمـعِ


ترنَّحَتْ بتـَّلاتُ الحُـبِّ


تعـانِقُ أمْواجَ الأمــلْ


بحـثاً عن طـيفِ عاشِــقٍ

يَتلمَّـسُ بأنامِلِهِ شَعـريَ العابـِق بالجُنـونِ


فتَرْتجِـفُ جُـذورُ لهفـتي

يَرويني من عـُروقِهِ نـبْعَ الحــياة


لأُلَـوِّن صَحراءَ عينيهِ بألـوانِ الفـرحْ

عاشــقةٌ أنا .. أيُّها النَّـورسُ


قد تَربِّـعَ اسْمُـكَ على عرشِ أبجـدِيتي


فانتَحَـرتِ الأشـواقُ بينَ الضُلــوعِ


وزمْجـرَتْ سيُـولُ الهــوى


فوقَ جُـدرانِ الوريـد

تعــالَ .. عانقْـني


زلزِلْ غُيومَ حيــاتي


وامطـرْني بقُـبَلٍ ثائـِرة


لتتفَـجَّرَ منـاهلَ العشــقِ


أنهــاراً من وجْـدٍ

كم أحِبُّــكَ

[أحمد الدراجي]

خريفك يمكنه اجتياحي

طالما أوغلت الأيام في تعذيبي

على ناصية الصمت تركته

يضج بالإحساس

لمن يمضي الربيع

والأنفاس حاسرةٌ

وردها عن التمنع بألف شفةٍ

قرأتها قبل الخريف حقيقة

فجاءت بخيط النار تحرق

الورد

هي تدركُ إني لا ولن أعشق

سوى من كان لي ظل الحقيقة

هي الروح لو أدركت

إن الليل هذا الليل

يطلبني

لشيء اسمه قبل اسمي

طبعته في وجناتِ

دمع ٌ يسيل على الثرى

وأقدام الرقاد لم تزل

تحاكي الهوى

كشمعة ذوى رحيق ضوئها في مساماتِ

شربتها حد الثمالة

لعطشٍ استولى على الشفاه

فجذبتها إني هناك أصارع الشتاتِ

هذا الربيع قد جاء يحملني

إليكِ وأفتح الظل على ماءكِ

كهدية الميلاد

من صلواتِ

إني نذرت النفس لن يدخلها

سوى عطركِ الذي استعنتُ به على ذائقتي

وكبرت في نماء الورد بين راحتي

إذن لا تلمس الناي يداكِ

فإنني صوت أجش للبكاء

سهل عليَّ التمنع

عن ذاتي والذات أنتِ

التي قرأتها

سبعاً ثم طويتها

فأصبحت كل صِلاةِ

مع زخَّاتِ المطرِ


وهي تطــُرقُ أبوابَ قلبي


أتأرجَحُ فوقَ أجنحةِ الشَّوق


تحضنُـني عقاربُ الانتظـار


بينما يغفـو البحـرُ


على كتِفِ الغُروب


يزغردُ الرذاذُ المُشبَعُ


برحيقِ الزهور

ماذا فعلتَ بأنـثى


مضغَتِ الجنونَ بكلِّ حواسِها


وأثملَ الحنانُ شهدَها

اغتصبْتَ الآهاتَ من نبضي عُنوةً


واخترقتـَني كشعاعِ ضوءٍ


ينسابُ بين الضلوعِ


يشعلُ لهيبَ الاشتـياقِ

أيُّ جبَروتٍ تملكُ أيها السَّاقي


لتحرقَ بفتيلِـكَ كلَّ تضاريسِ الوجدِ


تجثو مروجُ الفؤادِ أمامَكَ خاشعة

اقـتربْ ,,


انظر كيف اضطجَـعَ النبضُ في الوريد


يزفرُ أنفاسَــهُ عِشقاً


يتوسَلُـكَ وطنــاً

[أحمد الدراجي]

سماؤكِ أمطرت سنابلَ
أرضي،، التي كانت ضيقة
ضاعَ فيها النرجسُ المطعونُ بشهقتي
هلاّ رفعتِ الطرف سيدتي
فلحاظ عينيك يتسع بي

أراهنُ على الزمانِ

تصلُني المسافة وأفسِّرُ

دمكِ الذي يوصلني إليكِ

معراجَ مخيلتي

قلْ هو الأمسُ في وحشتي

شعبٌ من الوجوه أنا

في كل عينٍ منكِ

أظهرُ .

رُدِّي إذن يا شهقتي

تلك المدينةُ ساهره

ما غُط َ في ليل الصبا

عينُ النجومِ السافره

أنثى أنا ...
من فَهْرٍسِ الجِنانِ
أتلُو آياتَ الحُبِّ

تتلعْثَمُ أبجَديَّاتي
وتكتَسي حُمرَةُ الخَجَلِ
وجَنات الرُّوح
فأزرَعُ بينَ شفَتَيَّ
ابتِسامَةً عذْراءَ
وتخْتالُ الحُروفُ مَزْهُوَّة
لتسْكنَ إحْساسَكَ
تُوقِظُ تَعاويذَ الشَّوقِ
الغافيةِ فوق جَمرةِ الآآآه

خذْ بيَديَّ ..
راقصْني ....
على إيقاعِ نبضِكَ المُحترِقِ بكُلِّي
وعندما تحُومُ أسرابُ الشَّوق في سَمائي
وتدْنو ساعَةُ الهَمْس
من كتِفِ اللقاءِ
أَغْلِقْ كلَّ المَنافذِ
وارسمْني حوريَّةً
على جُدرانِ قلبكَ

واترُكـني ,,
اتركني أحْيا روعَةَ الحُبِّ الخلاَّبة
بكلِّ تفاصيلِها
حتى يُردِّدُ الليلُ
صَدى الشَّهقات

[أحمد الدراجي]

الحب دواء لا يخطئ


يا أنثى ،،
خاصرة البوح تفهرس شعري
في ذاكرة الليلِ
يا أنثى
أعطني صوتاً




يحكي للضوء ، للأرضِ، للأشجارِ
الممتدة حتى وطني
قصة عشقٍ
ملأت خلجان القلب
أنتِ في ذاكرة الوقت ،
ريح من شوق عاصف
مثل الماءِ
يفتحُ أشداق الجرف ِ



يضحكُ مثل الأطفال
حين الموج يداعب كفي
مثل الجمر الواقف في عيني
ريش ناعم
يا أنثى صارت وطني
تحمل فردوس الأشعار
ظمأً .
تطعمني خبز الحب
لن أفصح عنها
تسألني روحي المملوءة بالوجد
لا تخرج من غفوة عشبي
من تكون
هي أنا
هكذا أسميتكِ




صوت كان يتقمص الكلام

في مَسَاءاتِ الشَّوقِ
أُغْمِضُ عيـنيَّ
وألُـمُّ الضَّبابَ العالِـقَ بالهُدُبِ

رجَفاتٌ ,, من صَقيـعِ الحنـين
تعزِفُ بالخَافِـقِ
بأبواق من لهفَـةٍ
وجُدرانُ الوريـدِ
تغازِلُ شَغَبَ حُروفِكَ

أيا نبيـذاً
لمسَ بقطـراتهِ الدافِـئة
حَنايا القلـب
وسكبَ في حُجُـراتهِ
أنفاساً رطْبـةً
ألمْ أُخبِرُكَ يـوماً
بأنّي أحسُّـكَ بين الثَّوبِ والجسدِ
تسْري بأوصَالي
فيُدثـرُني الودقُ
بقانـون عشقِكَ

تعالَ ,, لنحلِّقَ فوقَ الشُّهُبِ البعيدة
والتحِفْـني غطاءً وثيراً
لتغَرِّدَ فضاءاتي بتمْتمـاتِ الحُـبْ

ياااااه ... كمْ أُحِبُّـكَ

[أحمد الدراجي]

شاهدٌ هي السماء











الشوق منذ لقاءنا





نهرٌ أودعته سري ،


موج ،، يسري ،،



يمضي، نحو الضوء


كالشجر القائم في الأرضِ



يتشابك غصن في غصن



ينساب الماء



صورة في ماء الشفة ِ


وأنا مثل الريح



أسابق ظلي ،


رجفت أعطاف الوجد على الوجد



يُساقِطُ زهر العمر



حبات من ماء السحر المعجون



بعطرك



وقلبي آه يا قلبي يهذي



منذ الساعات الأولى



لصباح الحب المعلن فينا



قصة شوق ، قصة أنثى



تعشقني كالموت الآخر



والصوت المقبل منها



يشبه وطني



وطني أنتِ



أرض ،


قبلة ،



عيش كالأحرار


فـــ لتشهد السماء


وانا شاهد آخر .










تبقين أنتِ المنار في عالمي