لسنا نحصي كل ما أدخلته وغمرت به الحضارة الحاضرة مرافق الحياة فينا , وإنما نأتي على بعض , ونمر كراماً على بعض , فالحضارة الغربية أعطت العالم معنى أسميناه , بل أسموه , الديمقراطية . ولما جاء الاسلام أعطى الناس الشورى . وأعطى الكثير من معاني الديمقراطية ولو أنه لم يسمها . وحارب الفقر بالزكاة أولاً , ثم بما يستطيع صاحب الأمر في الناس أن يفرضه على الجماعة حتى لايكون في الدولة جائع . جاء الاسلام بهذا , وترك التفصيل للناس من بعد ذلك . ولكن الاسلام لم يلبث ان انقلب فصار ملكاً عضوضاً . وصار الخليفة هو الحاكم المطلق , وقد يصلح وقد لايصلح . وغلب على الحكم ان كان مطلقاً , وليس معنى هذا أنه دائماً جائراً ..