يا أديـبا.. عشـتُ في ديــوانهِ
عيشـة الصـوفيِّ في قــرآنهِ
قـد كـفاه القـولَ بيتٌ واحــدٌ:
"لا يُلام الذئبُ في عــــدوانهِ"1
أيُّ بسـتانٍ.. تسـامى غرسُــه!
تُقطـفُ الحكـمة من أغصــانهِ
ألقُ البــدء.. وحسـنُ المنتـهى
وبهـاءُ المـزج في ألـــوانهِ
حين يغـدو كلُّ حـرفٍ وتــرا
يُبدع الشــاعرُ في ألحـــانهِ
إنَّمـا عتْبي علـــيه.. أنَّــه
مـا اسـتقامَ العــدلُ في نسيانهِ
لم أجـدْ للثـورة الكبرى صـدىً
ينصـفُ التـاريخَ في ديوانــه!
*****
أنت.. يا شــاعرَ حبٍّ وهـوىً
تتلـــوَّى الآهُ في اسـتحـنانهِ
أنت.. يا شـاعرَ شـعبٍ صـابرٍ
أخـرج المقهــورَ عن كتـمانهِ
لكَ في كلِّ مجــال مـــوقفٌ
عــرَّش البـأس على جـدرانه
يصـبح الشـعرُ كلامــا فارغا
حـين يخشى مـوقفا.. في آنـهِ
إنـّه مــوقف صـدقٍ.. رادعٌ
لعـدوٍّ.. شــطّ في عــدوانهِ
يذكـر التاريخُ يومـا شــاعرا
ثـار بركـانا على أوثانـــهِ
وتعـالى صـــوته: يا "أمَّتي"!2
فاسـتحمَّ الكــون في أحـزانهِ
هـزَّه الشـوق.. لترقى منـبرا
يعـربيّا.. ســاميا في شــانهِ
أمَّتي لم تســـتفدْ من منــبرٍ
بعـد أعـوام..ٍ سـوى حملانهِ
ها هو التـاريخ يبكـيها.. ولـم
يخجـلِ التـاريخُ من أشـجانه!ِ
*****
أين من شِـعركَ أشـعارٌ هوتْ
تسـألُ الجـلاّدَ عن إحسـانهِ؟!
ألِفَ الشـعرُ قـيودا.. فسـرى
باحـثا كالعــبد عن ســجَّانهِ
أدمن الخمرة.. من كاس الخـنا
وتردَّى من ذرى إدمـــــانهِ
عاش في كهف المخازي قـانعا
يخـبر السـمَّار.. عن جـرذانهِ
*****
أين من شِــعركَ لغـزٌ ممعنٌ!
أزهـق التفكـير في إمعــانهِ
هـبط الشـعر لأدنى مسـتوىً
حين صـار الرمـز من أركانهِ
فخلا من كلِّ معنىً.. واخـتفى
عن وضوح الفهم.. في أكـفانهِ
ما هو الشِعرُ؟!.. إذا ما قصَّرتْ
كلُّ أبـياته عن عــــرفانهِ
وإذا لم تســتعرْ أحـــرفهُ
بلهـيب الحسِّ في نيـــرانهِ!
أفصحُ القــولِ وأجـداه.. إذا
عُرفَ المكتــوبُ من عنوانه