مرايا من ضباب// للدكتور ثروت عكاشة السنوسي

مرايا من ضباب

(1)

مرآتي تضحك،

وتلمع على وجه النهار،

وفي الليل..

تراني مدثرا في ضباب وحدتي،

يراودها الحزن رويدا، فتدمع..

(2)

مرآتي تصفو على طيف الوداد،

وتركض داخلي، فيحترق الضبابُ رويدا،

ويصفو وجهي مضيئاً على صفحتها،

وحين يُعكِّر صفوها الألمُ

تَرُجُ الوجه رجاً قاسياً،

فيتساقط جلده على أرضها،

وتزوغ منه ملامح الجمالِ؛

فيتكسّر، ويبقى مشوَّهاً..!

(3)

مرآتي تعود صبيَّة،

وضحكتي البيضاء

ترقص على وجه المرايا

ترسم صورة لطفلٍ

يحمل علم الحرية

التي ولدت على وجهي فتيّة..

هذا النهار.

(4)

تخترقني ضحكة صفراء،

تحرق رايتي،

تنادي بشقوتي،

تقتل أفراحي،

وتنشر الضباب الكثيف على نصري

وخربشات مرآتي تزلزل الصمت،

تئن.. وتئن.. وتبكي..

فَأُغمضُ عينيَّ

كي لا أرى وجهِي ممزقاً بين الشقوقِ

جاثياً على صَفحةِ الموتِ.

(5)

برئ أنا من عهر الليل،

وموت المرايا على صفحة وجهي،

أعده دليلاً لبراءتي

أيقظتُها طول النهار بعمري،

قضيت نصف الحياة على صفحاتها،

أنكر تأوهات الليل

على ثوب فتيات البغاء،

وأطويها بوجه طفولتي،

تلاشت فحولته على أعتاب مرآتي،

فاسترخي مُسَدّلاً، وابتسامة بريئة..

تنير محيَّاهُ الكحيل

لكنه أقسم بحق وصمه بالعُهْرِ

ليقتلَّن الباغيات ويكسِّر كلَّ المرايا...،

ولو بعد حين..!!

(6)

جنون المرايا

مارد يزحف على وجوهنا،

يرسم عظمة للروح

على وجهها اللامع،

الويل لمن تمرد ولم يطأطئ،

يترصده منعرج البلاء،

لن يقاوم مخالبها الجائرة،

فلا شئ يسلب من جموع الأشقياء..!

(7)

قالت لي المرآة..

فلتصعِّر خدك للناس،

ولا ترضى بالخنوع بديلاً..

كانت تطاردني،

وبقايا أنفاس مقطعة

تناثرت على وجه المرايا..

تُرَى..

لو أني مزَّقتُ صفحتهَا

هل كانت تنادي بالخداع والاستسلام،

وتهم براية العصيان تُكَسِّر وجهها

وما تبقى من خبايا..؟

***

د/ ثروت عكاشة السنوسي

مصـــــــــــــــــــر

الدكتور ثروت عكاشة السنوسي

أهلاً بك على ضفاف منتديات نبع العواطف أدبية

قامة ننهل من بحر إبداعها

راجية أن تتقبل مني هذه




مع تمنياتي بطيب الإقامة

تحياتي وتقديري

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عواطف عبداللطيف     الدكتور ثروت عكاشة السنوسي أهلاً بك على ضفاف منتديات نبع العواطف أدبية قامة ننهل من بحر إبداعها راجية أن تتقبل مني هذه مع تمنياتي بطيب الإقامة تحياتي وتقديري

أختي الفضلى وسيدة أضواء الشعر ونسائم الأدب
الأستاذة / عواطف عبد اللطيف،

لا أدري كيف أشكرك،
سوى ببضع حروف لا تعطيك حقك او قدرك عندي.
وسعادتي لا توصف بوجودي بين قامات أدبية لها قدرها ومكانتها على ساحتنا العربية،

وانضمامي لكم شرف عظيم
داعيا لك ولمنتدانا نبع العواطف بالازدهار ودوام التقدم والتطور والرقي
محبتي ونبض شعر

د. ثروت عكاشة السنوسي
مصـــــــــــــر

د. ثروت عكاشة السنوسي صباح محمل بعبير السعادة والأمل وجمعة
مباركة وأهلا وسهلا بك مجددا على قامة نعتز بها وبانضمامها إلينا
أتمنى لك طيب الإقامة

نص يعتمد في بنائه على وحدات متكررة كمقاطع شعرية .. يوحي بداية بالاستقلالية لكنها هي تشكل معالم للوحة ذهنية وجدانية متكاملة المعالم من حيث المعجم البلاغي الصوري ومن حيث التناغم الفكري الذهني .. وقد أثث هذا لنص شعري فائق .. هي لوحة الشاعر الرمزية المفعمة بتكوينات درامية وحسية متتالية التي تتباين أوضاعها مابين الاستسلام لواقع يوجعها وثورة عليها .. التناغم الحسي عكس مكامن الذات الشاعرة واندماجها مع الاستعارات الخارجية التي تحرك النص نحو افاق وجودية عميقة ذات نظرة تأملية عالية تحاول تعرية حيثيات الوجدان لذلك كانت المرايا التي تعكس بصفاء ما يقابلها هنا يكسوها الضباب .. وعدم وضوح الرؤية
نص باذخ مبنى ومعنى يثبت مع التقدير والإحترام ومشاتل من الياسمين الدمشقي

مودتي المخلصة

سفـــانة

على أعتاب دمشق ترفرف الطيور
وتمرح في ثنايا الروح وفي الحنايا
عبر المدى محض سفينة تقترب، تحمل لنا الأمل ونبض شفيف لقلب نقيّ
هو قلبك سفانه الرائعة
قراءة نقدية واعية بعين شاعرة وقلب صديقة غالية..
لا أجد من الكلمات ما يوافيك قدرك عندي،
شكرا لتثبيت النص سيدتي
مودتي واحترامي
د/ ثروت عكاشة السنوسي
مصــــــــــــــــر

أيّها الموغل قِدما في أزل الوجدان الإنساني ..
أيّها الناطق بلسان الكائنات جمعاء ..
المتمكن القدير الحبيب
د. ثروت عكاشة السنوسي
أستاذنا وشاعرنا ..
بفرح لا يساويه فرح .. أخط إليك ..كلماتي الأولى .. هنا على نصك الجميل العميق الراقي ..
وأقول :
بشراك يا سيدي .. فنتاج سعينا آتى أُكُله منذ إشتعال الفتيل ..
ومنذ بشائر البرعم الأول وتفتح الزهرة الأولى ..
والحدث الذي التاريخي الذي أشرت إليه سيدي لن تشوبه ابتسامة صفراء هذه مخاوف زائدة ..
مهما حصل الآن فالجني كان وفيرا ..
ولن نتوقف عند صغائر النفوس المريضة ..
مسألة وقت وفقط وقت ..
فهذا الحدث التاريخي الأعظم في القرن الحادي والعشرين .. برأيي المتواضع ينوف أهمية على الثورة الفرنسية .. لا بل وأكثر شمولية منها ..
طب نفسا ولا تقلق سيدي الحبيب ..
فإنجازات الشباب .. لن تضيع أبدا..
تحياتي لقلبك النقي .. وأشكر الغالية سفانة على تثبيت النص ..
ومحبتي للجميع ..

كريم

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم سمعون     أيّها الموغل قِدما في أزل الوجدان الإنساني .. أيّها الناطق بلسان الكائنات جمعاء .. المتمكن القدير الحبيب د. ثروت عكاشة السنوسي أستاذنا وشاعرنا .. بفرح لا يساويه فرح .. أخط إليك ..كلماتي الأولى .. هنا على نصك الجميل العميق الراقي .. وأقول : بشراك يا سيدي .. فنتاج سعينا آتى أُكُله منذ إشتعال الفتيل .. ومنذ بشائر البرعم الأول وتفتح الزهرة الأولى .. والحدث الذي التاريخي الذي أشرت إليه سيدي لن تشوبه ابتسامة صفراء هذه مخاوف زائدة .. مهما حصل الآن فالجني كان وفيرا .. ولن نتوقف عند صغائر النفوس المريضة .. مسألة وقت وفقط وقت .. فهذا الحدث التاريخي الأعظم في القرن الحادي والعشرين .. برأيي المتواضع ينوف أهمية على الثورة الفرنسية .. لا بل وأكثر شمولية منها .. طب نفسا ولا تقلق سيدي الحبيب .. فإنجازات الشباب .. لن تضيع أبدا.. تحياتي لقلبك النقي .. وأشكر الغالية سفانة على تثبيت النص .. ومحبتي للجميع .. كريم

الحبيب الأغلى/ كريم سمعون
ما بين تلكـ الفضاءات ورؤى الصدق أراك هناكـ تمرح في كل سماء للأدب والعشق ،
تمتلك واحة من جمال الروح،
وتملكك المشاعر الفياضة وحب كل ما هو عربي..
شكرا أيها الراقي لقرائتك الرشيدة للنص وترحيبك الفضفاض بروح المحبة والعشق الأبدي
الذي يربط بين قلوبنا هنا وهناك..
شكرا لدعوتك الكريمة لأكون بين هذه الباقة من الهامات الأدبية الأرقى..
محبتي يا رجل وعناق دائم

د/ ثروت عكاشة السنوسي
مصـــــــــــــــــــر

إن اصبحت المرايا يغشاها الضّباب
فكيف لعينيك أن ترى لون السّماء؟

نص جميل أستاذ
تحية لك

لحبيب الأغلى/ كريم سمعون
ما بين تلكـ الفضاءات ورؤى الصدق أراك هناكـ تمرح في كل سماء للأدب والعشق ،
تمتلك واحة من جمال الروح،
وتملكك المشاعر الفياضة وحب كل ما هو عربي..
شكرا أيها الراقي لقرائتك الرشيدة للنص وترحيبك الفضفاض بروح المحبة والعشق الأبدي
الذي يربط بين قلوبنا هنا وهناك..
شكرا لدعوتك الكريمة لأكون بين هذه الباقة من الهامات الأدبية الأرقى..
محبتي يا رجل وعناق دائم

د/ ثروت عكاشة السنوسي
مصـــــــــــــــــــر