تعليم الطفل قواعد السلــــوك السليــــم وأساسياتـــه
خوله مناصرة - يبدأ تعليم التصرف الصحيح والسلوك الإيجابي للطفل منذ أن يبدأ بفهم ما تقولينه له -الطفل في عمر السنة يفهم التعليمات ويستجيب لها- وهو بحاجة للتوجيه والتذكير بقواعد السلوك السليمة خلال مرحلة طفولته. ولعل التعزيز الإيجابي للسلوك الصحيح هو أفضل الطرق لتثبيت الطفل على هذا السلوك فعندما يتصرف طفلك بطريقة صحيحة ومقبولة اجتماعيا، فعليك أن تمتدحيه، ولا تكوني سلبية إذا تصرف تصرفا خاطئا، بل حدثيه بلطف، وبيني له ما هو التصرف السليم. ولماذا يجب أن يفعل كذا وكذا. وان لا يفعل كذا، وتجنبي استعمال عبارات مثل: ''ستفعل ما أريد شئت أم أبيت''. وأهم وسيلة لتعليم طفلك السلوك الجيد هو أن يكون الوالدين نموذجا لحسن السلوك، فمعلوم أن الأولاد يقلدون سلوك آبائهم.
وهناك العديد من المبادئ الأساسية للسلوك التي يجب أن يتعلمها الطفل ويتبعها في حياته اليومية مثل:
* علمي الطفل أن ينتظر دوره، وأن لا يقاطع الآخرين عندما يتحدثون أمامه أو معه. وضحي له أنه لا يمكن لأحد أن يسمع إذا كان الجميع يتحدثون في نفس الوقت. وعليه أن ينتظر حتى ينتهي الشخص الآخر من الكلام، ويمكنه بعد ذلك أن يسأل سؤاله، أو يقول ما يريده. من جهة أخرى، عليك أن تعامليه باحترام، وتعطيه انتباهك الكامل حتى ينهي حديثه. وعندما تجدين أنه ملتزم بدوره في الكلام، عززي سلوكه الإيجابي بأن تمسكي بيده، أو تضعي ذراعك حوله، ليحس بأنك تشعرين بوجوده وتهتمين لأمره.
* علمي طفلك أن لا يستخدم الألقاب (إطلاق الأسماء أو الصفات السيئة والمهينة) مع الآخرين، ولا تطلقي الألقاب عليه أو على الآخرين، فعندما يخطأ لا تسارعي لمناداته بالغبي، بل اشرحي له الخطأ الذي ارتكبه، وما هو السلوك السليم. إن إطلاق الألقاب يجرح مشاعر الآخرين، حتى لو كان من باب المزاح، ودعيه يتحدث عما يزعجه من تصرفات الآخرين سواء من أفراد العائلة أو الأصدقاء. نوهي إلى السلوك السيئ عندما يقوم طفل آخر بذلك، ووضحي أن الكبار والأطفال لا يحبون الأطفال الذين يمارسون مثل هذا السلوك الخاطئ.
* علمي طفلك أن يحيي الآخرين وأن يصافحهم، يجب أن يتعلم أن يقول: ''السلام عليكم'' أو ''مرحبا'' عندما يلتقي شخصا آخر، أو للضيف بحيث يشعر الضيف بالترحيب. اطلبي من الأقارب والأصدقاء مدح سلوكه المهذب، فهذا سيعزز سلوكه أكثر. جربي أن تعلميه هذه الأمور عن طريق اللعب، مثل تمثيل زيارة مفترضة، وكيف تتم الأمور. فهذا كفيل بتنمية قدرات أطفالك على التفاعل والتواصل الاجتماعي.
* علميه أن يقول ''من فضلك'' و ''شكرا لك'' وأن يظهر الاحترام والامتنان إذا تلقى مساعدة من الآخرين. وأن يجيب بلطف إذا شكره أحد. أما إذا كان طفلك لا يقول ''من فضلك'' أو ''شكرا''، فذكريه، ولكن لا تخلقي من الموضوع مشكلة كبيرة. فإن ذكر الموضوع بشكل متكرر، سيجعله يتمرد وتتحول المسألة إلى صراع إرادات.
* علمي طفلك أن ينظف ويرتب المكان الذي استعمله للعب أو تناول الطعام، سواء كان ذلك في المنزل أو في منزل صديقه، وان لا يترك الفوضى التي تسبب بها وراءه، ذكريه بأن يفعل ذلك إذا نسي حتى يصبح ذلك عادة لديه.
* عوديه على التحلي بالروح الرياضية. فإذا لعب مع أحد، ومهما كانت النتيجة ربحا أم خسارة، فعليه أن يتقبل النتيجة ويتصرف بلطف، فلا يشمت ولا يبالغ في التباهي إذا فاز، ولا يحرد ويغضب ويشتم إذا خسر.
* علميه التصرف بكياسة ولطف. فإذا تلقى مديحا أو مجاملة من الآخرين فعليه أن يرد بكلمات لطيفة، ويشكر الشخص الآخر، وأن يتجنب التقليل من شأن نفسه، أو الإشارة إلى عيوبه. وعندما تخرجين معه في زيارة أو إلى مكان عام، بيني له كيف يتصرف، وما هو متوقع منه خلال المشوار أو الزيارة. وأنه كلما أحسن التصرف فإنه سيتمكن من مرافقة العائلة في زيارات ونزهات أخرى. أما إذا أساء التصرف فلا تصرخي عليه، وأعطه اهتماما أكثر. واشرحي له بأن ذلك السلوك غير مقبول، ويحرم من لعبة أو امتياز حصل عليه.
* علميه أن يعامل كبار السن باحترام، وأن يساعدهم قدر الإمكان، بأن يفتح لهم الأبواب. أو أن يساعدهم على الوقوف، وإذا دخل من باب أن لا يصفق الباب في وجه الشخص الذي وراءه، بل يمسك الباب حتى يتمكن الشخص من إمساك الباب. كافئيه عندما يتصرف بلطف، ووضحي له كيف أن مردود السلوك الايجابي أفضل بكل المقاييس. وأشيدي بالتصرف السليم بدلا من التركيز على التصرف الخاطئ.
* لا تتركيه فريسة للبرامج التلفزيونية والأفلام التي تظهر الأطفال (حتى الشخصيات الكرتونية) وهم يمارسون سلوكيات غير مهذبة وبغيضة. فان أطفالك سيتعلمون هذا النموذج من السلوك.
* علميه احترام الآخر. وأن يتعلم أن الناس يختلفون في الثقافة، والعرق، والدين، وعليه احترام الآخرين، وأفكارهم، ومعتقداتهم، وعاداتهم، ومستواهم المادي. وضحي مدى أهمية وحساسية هذه الأمور بالنسبة للناس، وكم هو مؤلم أن تسخر أو تقلل من احترام معتقدات وطقوس الأفراد والعائلات الأخرى.
ستلاحظين أن حسن السلوك سيصبح طبيعيا بمرور الوقت من دون أي تذكير أو مكافآت، فقط تحلي بالصبر، لأن هذا لا يتم بين عشية وضحاها. وكلما بدأت بالتوجيه بسن مبكرة كان الأمر أسهل، وعندما تبدئين مع طفلك الأول ستكون الأمور أسهل بكثير مع بقية الإخوة، وذلك لوجود النموذج والمثال. وعلميهم أن الإنسان يجب أن يسلك سلوكا مهذبا دائما وأبدا، سواء مع الغرباء أو مع أفراد الأسرة.