كـــنتُ وقتـــاً
ومضــــى
الساعـــة التي ترحل, لا تعود
قد تذكــــرون شيئاً منـــي
ثم يبتلعــــني العدم
بعد أن يلعقني بــ تلذذ أسفل شجرة
أو يلفظـــني بـ مرارة خلف صبارة سوداء
لا يهمنـــي مذاقي لديه
طـــالما أني مضيت
الشاعر ليس له قوام
هو فقط طاقة هلامـــية
لم تجد طريقاً للمشاة
فآثرت المضي عبر هيكل عظمي
لا جمجمة له
سيحتج الشعراء على لساني
وسيهدرون دمي
عند قولي هذا
وسيحكم قاضيهم بقطع رأسي
رأسي الذي لا جمجمة له
إسمح لــي
أن أقدم نفسي
أنا الرئة التي تقبض أجرها بـ الهواء
الهواء الذي لا أدخر منه شيئاً
أنا معدمة, لكنني
أستطيع أن أطبق على معبدكـ الإغريقي المظلم
بـ هسهسة خافتة
ولن ينضح شيء من هناكــ
فأنا فارغة تماما
لا احتياطي لدي
لا تبكـ من أجـــلي
أنا التـــي اخترت الحرية المجنونة لــ شَعري
بعيداً عن صُناع العِظام والتروس العرجاء
شَعري لا يحتمل المألوف
لا يطيق النوم على فراء واحدة
أريد أن أطلقه
كأي مشروب مجهول المذاق
أناملهم لن تصنع حُسنه بـ بزتها الباردة
لكن الهواء, بعد أن ينظر في أمره مراراً
ويقتنع بأنه لا يشبه تلكـ الأورام المنهكة التي تنمو على الرأس
كي تميزه
سينصفه, وسيوصي له بإرثه الطيب
لا تبكــ من أجلي
لأنني اخترت الحرية أيضا لأظافري
وأبعدتها عن السقوف التي تلتصق بها
كـ غراء شاحب
يجثم فوقها كـ الرصاص
إن لم أحررها فـ سوف تتناقص
ولن يعم نفع أصابعي حينها
وسـ تشخص الخدوش في وجوههم, نحو اللاشيء
لا تبكــ من أجلي
أنا لا أستطيع منح أطرافي للعلامات العتيقة
لا أريد أن يتصاعد فيها ذات النقش
حماقة أن تنتج الشجرة ذات الفاكهة لـ قرون
حماقة أن تكون مصائرها واحدة
أفواه متشابكة بـ مذاق واحد
لا تبكــ من أجلي
سأقع في الدوار لو انهمكت بـ ذات النسيج
الذي يعتد بنفسه كثيرا
لكنه يمارس فقط تلكـ المهام القديمة
ويقول تلكـ الأوراق البالية
لا تبكــ من أجلي, إصعد معي للعلية
ومن هناكــ سنحرر كل شيء
وسنشفق كثيرا على هؤلاء
الذين لا تصحو أقدامهم أبدا