على ليلهمْ تنمو الذنوبُ وتقسو = وهمْ مثلما همْ عادةً ما أحسّوا
لهمْ عن سواهمْ شاغل ٌ من جليد ٍ = وما يختفي في لمّةِ الغيبِ شمسُ
يخافون منْ آتٍ شهيدٍ عليهمْ= إذا ما أتاهمْ مسّهمْ منه مسُّ
يسوسون أسراراً ستحكي لنملٍ = غزيرٍ ما تبنّاهُ رجسُ
لدى الماءِ شاعتْ من وجوهٍ منايا = ضياعٍ ولمْ ينفعْ لدى الماء درسُ
عراةٌ كغيمِ الصيف دون احتفاءٍ= بجدوى فهمْ في خيبة الأرض عسّوا
من الفجر يوم العيد سالتْ عليهمْ= بناتُ وأشواقٌ وضحّوا وأمسوا
إناء المغيب استغفروا من ضعيفٍ = ولاذوا ببعضٍ فالمتاهاتُ طقسُ
وعادوا ببعض الذكريات الثكالى=وأحبابهمْ في الشقّ صمتٌ ويأْسُ
لديهمْ دروسٌ من عذابات أمسٍ =وفي غفوة الآتين ما ضمّ أمسُ
يدسّون في نسل الحمام انتظاراً= فينأى وهمْ في حيرةٍ أين يرسو
صباهمْ أحاسيسٌ مضتْ تحتويهم= ْ وما اختلفتْ عن موتهمْ خاب همسُ
ولكنّ غيماً من فراشات شوقٍ = تماهى حياةً عندما لاح غرسُ
تصابى غريقٌ كان قدْ شاخ بؤساً = ضميرُ المنى يصحو إذا شاخ بؤسُ
فيا نفسُ ما بعد الجفاف استعدّي= لموتٍ فإنّ الموت في الموت رسُّ
لتبدو كوجه الصبح بعضُ المنايا= لأنّ التي تنساب كالصبح نفسُ
ولكنّها اختارتْ دواراً جديداً = فللروح بعد الفجر نحرٌ وعرسُ
ولد ٌ غزير ُ الحُبّ
للشاعر وهاب شريف
إلى أصدقائي الشعراء المتزوجين
إلى عقيل اللواتي ومرتضى محمد الحمامي وفاهم العيساوي وعادل البصيصي
إلى ولدي علي
************************
ولد غزير الحب من عينيه يشربْ
نهرٌ إلى عينيّ من شفتيه أقربْ
بعذوبة الأيام منذ براءة
ليلٌ بدفء الهمس مرّ وكان أعذبْ
أضنى طراوته غريب حديثهم
وحديث ما يتغربون فصار أغربْ
يغفو على مرمى حياء حالماً
عودٌ تشذّبه القساوة لو تشذّبْ
وفمٌ بعيد عنه عن متعلقات حياته
ولد بمن في القلب متعبْ
شغلوه عن أحلامه
ولّتْ إلى لم تتّقدْ
فبكى حسيرا أين يذهبْ
حمل ٌ يحاول أن يوزعه
إلى محن إلى ما لا يشاء
دهاء عقربْ
ولد وشاعر أمّهِ وحبيبه
غصن ذوى من فرط ما بهما تعذّبْ
ماءٌ تقول قصيدة حاولته
فوجدت ملتهبا بعقل النار يلهبْ
ووجدت غضاً في زحام عنائه متماسكاَ
لولا الحياء لكان يلعبْ
ووجدت ُحلما جاء من أقسى الطفولة
لم يجدْ عيدا يريدُ فظلّ ينحبْ
وتقول فاختةٌ :
يئنّ بأضلعي
وحفظته ُعن ظهر بلوى
ما تغيّبْ
ومبعثرٌ في ذكريات كتابه
لا يستقرّ ُ إلى غدٍ مهما ترتّبْ
خجل كوجه البرتقال
إذا تبسّم في المساء
وفي الصباح ندىً وأطيبْ
صمتٌ يزاول موتَ ما تركوا له ُ
في نفسه من هول ما عانى وجرّبْ
أرخى قناعته لهمْ
براً بمرّ حليبهمْ
ليظلّ باقي الخبز يتعبْ
ليظلّ يحرس كيف ينمو موته
بين اثنتين لأنه ولد مؤدّبْ
وهاب شريف / بعبارة أخرى
20/04/2010
قلّتْ او ازدادتْ ظنون الغيم نحوي
لا رأي للسعداء إرثا أنت قصدي
والوساوس كي تذوب إليك تأوي
وحياؤك الجدلي ّ يغزل رقّتي
وأراك تجتهدين تسترقين حلوي
وتعلمين مدارس الأشواق كيف ترعرعتْ
مذ مر في شفتيك شجوي
بعبارة أخرى انشغالُ العود لا يعني
اتّجهتُ للعبة وتركت صنوي
أنت انشغالي داخلي وحدائق الليمون
تمطر زهرها غيمي وصحوي
بيت القصيد بعبارة أخرى اطمئني لست اذوي
الطينُ حاك أصابعي
ولديّ قسوة طبعه ولديه رخوي
أنا من يشكّل كيف يبدو سلّماً
والوقت ثوب صبابة والدرب يطوي
من وجهة أخرى ابتسمْتُ تألّماً
هل كنت حاضرةً وكدتُ عليّ أهوي؟
تتذرعين بصفّ حزنك مرة
وبكيّ ماضٍ مرّ والأعذار تكوي
حتى محيّا الورد في حزن الغروب
تأسّياً مثل اتّساعِ العيد يغوي
بعبارة أخرى جمالك يغسل الدنيا
وأنت معي فزهوك نصف زهوي
وخلاصة الماء انسكبنا في الإناء
مشردين إذن أواجه فيك عدوي
من وجهة أخرى كثيرات رسبن بقهوتي
من بعد أن حاولن محوي
فلمَ الظنون وزهرة الرمان لا تنمو
اذا ما غبت في عبثي ولهوي
وتجارب الابداع عند التين لم تنضج
لو اعتمدت على ما لست اروي
كوني على ديني احبك في الورود
وفي النسيم ووجه رب الحُسْن أنوي
وأحج يوميا الى محراب خالقك الجميل
لكي اكفّر بعض سهوي
من وجهة أخرى كثيرون الذين سكبت ذنبي
فوقهم برقيق عفوي
ولقد تعبت على الذين بكيتهم
فتناثروا وتعثروا بصفاء صفوي
وزيادة في البوح يفضحني نثيثُ قصائدي
وغزير عاطفتي وشدوي
بعبارة أخرى أعيش لمرة
وأموت يوميا على من رام غزوي
ما أثمرتْ ارض السؤال سوى الحصى
المصحرون فمي على عطشي وحدوي
لما رأيت الشكّ َ يملأ بئرهم
أقفلت منزعج الأسى ورميت دلوي
نامي على ثقة الصباح بليل خطوي
الأمر يحتاج القليل من التروّي
تبيّن أنهم غرقوا وماتوا = ولم تنفع مع الذكرى حياةُ
وعاد البحر منكسرا أسيفا = تتمتم في مدامعه الصلاةُ
تبيّنَ أنهم ْ عافوا بلادا = على أوجاعها انتعش الولاةُ
فما أن بان ثقب من خلاصٍ = تهيّأَ نحو ميتتهمْ سعاةُ
فقيل بأنها كانت بلادا = تحبّ الموت لا كذب الرواةُ
وقيل بأنهم صبروا وملّوا = لأجل فسيح غربتها استماتوا
بلا مستمسكات غادروها = متى رأفتْ بهمْ مستمسكاتُ؟
أيدري الماء ما ضمّتْ جيوب ٌ = تصاوير تريد أباً فتاةُ
وأطفال بلا كتب عراةُ = ويوميات فرحتهم حصاةُ
تقشرهم قساوةُ ما تمنوا = وخوف الحلم يقظانين باتوا
ووالدة يؤثثها جفاف = كأرض كان يقطنها الفراتُ
تبين أنهم عاشوا حيارى = كقبر ظلّ يتعبهُ المماتُ
وكان الظنّ أنْ يجدوا حنانا = فهبَّ الوقتُ وانتشر الغواةُ
تبيّنَ أنهمْ ذابوا دعاءً = ولكن فوق ما تَسَعُ اللغاتُ
وكان الحظُّ جمّعَ ما تشظى = ليخسرَ حيث تندلعُ الرفاةُ
فهل لعقتْ أساها الامنياتُ = وأوجزَ في عواطفهم غلاةُ؟
تبين إن شاعرهم يغني = وتحت غنائه يبسَ العصاةُ
ألا لا تتركنّي دون قيد = لأنّ تنفسي ذئب وشاةُ
مضوا متأنقين غريق عزٍّ = وخلفهمُ أذلآّءٌ مشاةُ
ولمّا آن أنْ ينجو رضيعٌ = تراجعَ أنْ يعزّيه الغزاةُ
رثاهم كبرياء الموت صمتاً = فهل ناموا وهل فزَّ السباتُ؟
سينعتهمْ بلا أدبٍ طغاةُ = وأدري أنهم رسل ٌُ حفاةُ
تبين إنهم غرقوا وماتوا = ولم تنفع مع الذكرى حياةُ
رتّبوا أعواده فارتقاها=حاز منها عيشة لا تضاهى
هام فيه الدهر تيهاً فتاها=وهو في ثغر الرزايا فتاها
صرخة في الله صلباً فتاها=ثم ذرّتْهُ المنايا أساها
داره الريح التي حلّ فيها=فهو مذ حلّ اصطفاها عصاها
دارت الفلك احتفاءً بزيدٍ=لم تقف إلا لزيدٍ رحاها
حاولوا الدنيا عطاءً لزيدٍ=نزوة الدنيا عليهم رماها
عصبة معصوبة عن ضحاها=خاب منها ظنُّها فابتلاها
يا خطاهم لم تسددْ خطاها=ما لَهُ إنسانها لا يراها؟
روح زيد فوقها مرّ مجدٌ=فانحنى من مجده واقتناها
طال عود وازدهى من هداها=يحصد الآتين منها علاها
والليالي أسرفتْ في دجاها=غير أنّ الذر ّ َ أذكى شذاها
من ليحيى من أبٍ مثل زيد=بات في ماء ففزّ انتباها
ظلّ يجري فطنة ما تناهى=كلما مرتْ عصورٌ تباهى