تتشابه المدارس في أمور كثيرة، ولكن لكل مدرسة خطتها الإستراتيجية والتي يكون من بنودها بند يتعلق بآليات بناء علاقات تشاركية مع المجتمع المحلي، وتختلف المدارس عن بعضها البعض في بناء وتنفيذ المشاركة مع المجتمع المحلي، ويكمن أحد العناصر الأساسية لهذه الشراكة في إشراك أولياء الأمور والمجتمع المحلي في العملية التعليمية نفسها . وهو ما يتحقق من خلال تقديم الدعم للمعلم داخل وخارج غرفة الصف وتوفير أنشطة تعليمية عادةً ما تكون غير متوافرة في المدرسة . لذا تعتبر المدرسة يناء العلاقة التشاركية مع الأسر إحدى أهم استراتيجياتها .
وعندما تستطيع المدرسة بناء شراكة حقيقية مع أهالي الطلبة فإنها تساهم بشكل كبير في زيادة تحصيل أبنائهم، وهنالك طرق كثيرة لبناء مثل هذه الشراكة . فقد أشارت الدراسات عن الشراكة بين الطرفين بغض النظر عن خلفيات الأسر المادية والاجتماعية والثقافية أن أبناء تلك الأسر التي يتم بناء شراكة معها يظهرون نتائج ايجابية في :
• الحصول على أعلى العلامات في الاختبارات المدرسية .
• الانتقال بسهولة من صف إلى أخر خلال سنوات دراستهم .
• المواظبة على الذهاب إلى المدرسة يوميا وبانتظام .
• تطوير مهارات اجتماعية وإظهار سلوكيات ايجابية في التأقلم مع جو المدرسة وبالتالي ينتقلون بسهولة إلى التعليم الجامعي .
وتقوم إستراتيجية المدرسة في بناء الشراكة على عدة أسس منها التركيز على بناء علاقات ثقة وتعاون بين المعلم وأهالي الطلبة والمجتمع المحلي، الاحترام المتبادل بين الإطراف المعنية مع التركيز على تلبية حاجات أهالي الطلبة بخصوص جودة التعليم المقدم في المدرسة .
وعندما يتحدث الأهل مع الأبناء حول المدرسة والمتوقع أن يقوموا بذلك، فان الطلب الأول الذي يطلب من الأبناء هو بذل المزيد من الجهد من اجل تحسين التحصيل الدراسي وهذا أيضا ما تطلبه المدرسة من الأهل، لكن من واجب المدرسة إدراك أن كل الآباء والأمهات بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية والاقتصادية يريدون لأبنائهم أن يقدموا أداء جيدا في المدرسة، ومن اجل ذلك يجب أن تقدم المدرسة البرامج التي من شانها دعم الأسر لتوجيه تعلم أولادهم من مرحلة ما قبل المدرسة إلى ما بعد انتهاء المرحلة الثانوية، وتطوير قدرات العاملين في المدرسة للعمل مع هذه الأسر في هذا المجال من اجل بناء الثقة ما بين الطرفين .
واهم الأمور التي يجب أن تركز عليها تلك البرامج :
• تحسين أداء الطلبة مسؤولية مشتركة بين المدرسة والبيت .
• بناء علاقات قوية مع المدرسة كمؤسسة من مؤسسات المجتمع المحلي .
• استخدام مصطلح العائلة بدلا من أولياء الأمور، والعائلة تشمل الأخوة والجد والجدة والأعمام وكلهم يمكن أن يساهموا في تحسين أداء الطلبة .
• تحديد مفهوم المجتمع بكل ما يحيط بالمدرسة من مؤسسات وعائلات حتى وان لم يكن لهم أبناء في المدرسة .
• التركيز على التوقعات في عملية تعلم الطلبة .
• الإشراف على آلية تنظيم الوقت والسلوك .
• مبادرات للقيام بممارسات اجتماعية في المدرسة برفقة الأبناء.
• مبادرة الأهل على الاتصال مع المدرسة لمتابعة الأداء الأكاديمي للطلبة ومناقشة البرامج التي تقدمها المدرسة لهم .
• مناقشة المدرسة حول خططها المستقبلية