الصرع ليس بمرض , ولكنه تفاعل غير طبيعي في الدماغ وهو يحدث على نحو مفاجئ اختلال في النشاط الدماغي الكهربائي والذي يؤدي إلى تغير في طريقة عمل المخ , ذلك الجزء من الدماغ المسؤول عن وظائف عدة في الجسم مثل الذكاء والمزاج النفسي والذاكرة والحواس والحركة والوعي. ويعاني الشخص من تشنجات أو نوبات تبعا للوظيفة التي تأثرت في المخ وبصورة مؤقتة .
يجب أن يتلقى الأطفال المصابون بالصرع تعليمهم في المدارس العادية لان هذه الحالة لا تمنع من ممارسة كل أنشطة الحياة بصورة عادية .
الأطفال المصابون بالصرع ليس بالضرورة أن يكون لديهم صعوبات تعلم أو قدرات عقلية منخفضة ولكنهم قد يواجهون مشاكل نتيجة عدم القدرة على التركيز « التململ» الحركة العصبية الزائدة , وقد تكون المشكلة في عدم تشخيص صعوبات التعلم , أو بعض المشاكل السلوكية التي تصاحب الصرع أو نتيجة الإكثار أو التقليل من العلاج . وتتمثل صعوبات التعلم في اختلاف كبير في طرق التعلم بدون وجود التخلف العقلي أو فقدان القدرة البصرية أو القدرة السمعية .
والصرع في الجزء الأمامي من المخ يؤثر على الدافع للتخطيط لعمل ما والمصابين به يكونون بحاجة إلى زيادة في الترتيب أو التنظيم في التفكير أو زيادة في المساعدة على شكل التلميح لكي يكون الأداء بشكل أفضل باستخدام طرق بسيطة كتصنيف الأشياء إلى فئاتها.
وإذا كان مركز الصرع في الجزء الأيسر من الدماغ فان سلاسة النطق أو إنتاج الكلمات غالبا ما يتأثر , واستخدام الصور والألوان والخامات والسماح للمريض بان ينظر إلى ما يفعله يمكن أن يطور أدائه إي يجب أن لا يكون التركيز على الكلمات نفسها .
أن كان مركز الصرع في الجزء الأيمن من الفص الأمامي من الدماغ فقد يواجه المريض مشاكل في بناء وتحليل المعلومات والتلميحات غير المنطوقة فربما تكون المشكلة في فهم التلميحات الاجتماعية لذلك قد يستفيد من المعلومات والتلميحات التي تعطى عبر الكلام .
إذا كان الصرع في الفص الصدغي فالتأثر قد يختلف حسب الجهة المتأثرة من المخ, إذا كان في الجزء الأيسر تتأثر القراءة والتهجئة . وإذا كان في الجزء الأيمن تكون المشكلة في قدرة الطفل على إعطاء معنى لما يراه وقد يواجه صعوبة في تذكر الأشكال والرموز وبما يسمى مشاكل بصرية أو إدراكية وحسية حركية ويواجه صعوبة في تعلم الأرقام - الحروف فقد يحذف حرفا أو يزيدا حرف أو يجد صعوبة في تجميع الحروف معا لتكوين كلمة .
وأخيرا إن استخدام جميع الحواس كالسمع والبصر واللمس تجعل الاستفادة من المعلومات أفضل بحيث تصبح تلقائية ويراعى أن يكون تعليمها كحدث واقعي وليس محصورا في كتاب وتشجيع الطفل باستمرار على التعلم .
رنا محمود البسطامي
أخصائية تربية خاصة